المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

وم الأربعاء من البصخة المقدسة سكب قارورة الطيب وخيانة التلميذ



من صفحة قوانين ومصطلحات كنيسة :

+++ يوم الأربعاء من البصخة المقدسة +++

++ سكب قارورة الطيب وخيانة التلميذ ++




+ أحداث يوم الأربعاء من البصخة المقدسة +

صرف مُخلِّصنا الصالح هذا اليوم في بيت عنيا في الوحدة والانفراد بعيداً عن الناس، بعد أن قال لليهود [ هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً ] (متى 23: 38)، ولنلاحظ بالطبع أنه لم يقل بيتي، بل بيتكم، مع أنه كان يتكلم عن الهيكل الذي قال عنه بيت أبي بيت الصلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص، فلننتبه لئلا نحوَّل بيت الله ومكان العبادة بيتنا نحن ونطرد منه الله، أو نجعل مخدعنا ومكان صلاتنا بيتنا نحن ويُترك لنا خراباً لأننا نقف أمام الله بكبرياء قلوبنا نرتدي نعال قديمة بالية اي الأفكار المشوشة، أو نقف في الحضرة الإلهية بعدم تقوى واتضاع أو في عدم محبة، أو نظن أننا بقدراتنا وإرادتنا نأخذ نعمة وقوة منه على أساس استحقانا الشخصي، أو لا نغفر لأخوتنا الذين أخطئوا إلينا ونُقسي قلوبنا وبذلك نطرد حمل الله رافع خطية العالم ونُصلي برياء [ أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا ]...




وفي هذا اليوم أيضاً، ذهب يهوذا الإسخريوطي، أحد التلاميذ الأثني عشر إلى رؤساء الكهنة وقال لهم: ماذا تعطوني وأنا أُسلَّمهُ لكم؟، فوعدوه أن يعطوه ثلاثين من الفضَّة (وهي تساوي 330 قرشاً) وهذا ما قيل في نبوة زكريا النبي: [ فقلت لهم أن حسن في أعينكم فأعطوني أُجرتي وإلا فامتنعوا فوزنوا أُجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب ألقها إلى الفخاري الثمن الكريم (تهكم بسبب رُخص الثمن) الذي ثمنوني به فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخاري في بيت الرب ] (زكريا 11: 12و 13)

وهذا هو يهوذا الذي أحبَّ اللعنة فأتته، ولم يُسَرّ بالبركة فتباعدت عنه.




____قراءات يوم الأربعاء من البصخة المقدسة _____




طبعاً مضمون قراءات يوم الأربعاء من البَصخة المقدسة، فهو يدور حول موضوعين رئيسيين في هذا اليوم كما رأينا :

+ الموضوع الأول: هو المرأة التي سكبت قارورة الطيب على رأس المُخلِّص في بيت سمعان الأبرص.

+ الموضوع الثاني: التلميذ الذي خان مُعلِّمه [ أيضاً رَجُل سلامتي الذي وثقت به آكل خُبزي رفع علي عقبه (كعبه) ] (مزمور 41: 9)، فهذا هو يهوذا الذي اتفق مع رؤساء الكهنة على ثمن بخس جداً ليُسَّلم إليهم المُخلِّص محب البشر القدوس البار الذي بلا خطية أو ملامة من أحدٌ قط.




فقراءات هذا اليوم الصباحية والمسائية، تدور حول الحدثين مُختلطين ببعضهما البعض. ففي وقت واحد كان الحب والخيانة، وفي نفس ذات البيت عينه ليكونوا مفارقة عجيبة تختلط فيها المشاعر ما بين خيانة رخيصة ومحبة غالية ثمينة، امرأة تسكب حُبها على رأس المُخَلِّص بقارورة طيب غالية الثمن جداً، ورَجُل تفيح منه رائحة خيانته ومكشوف أمام عيني الرب الذي لم يلومه قط بكلمة أو حرف واحد، بل وقد تأسف السارق ومحب المال على ثلاثمائة دينار (وهو ثمن غالي جداً) وهو ثمن طيب المحبة، وقبض الثلاثين من الفضة في الظلام ثمناً رخيصاً لخيانته لمن أحبه جداً...

وكان رد فعل المُخلص هو قوله ليهوذا الذي اعترض على هذا التبذير – من وجهة نظره هو – لأنه لم يرى الحب المبذول بل رأى الثمن وتحجج بحجة الفقراء، فقد قال له شخصياً [ إنها حفظته ليوم دفني. المساكين معكم في كل حين، أما أنا فلستُ معكم في كل حين]




يا إخوتي لا تتعجبوا من هذا كله، فالمحبة تجعل الإنسان يبذل أغلى وأقيم ما عنده حتى أن يضحي بحياته كلها بل ومعيشة وكل ما له من أجل من يحب، بل ولا يعمل أي حساب لأي ثمن حتى أنه يحب الرب بلا ثمن أو لأنه يُريد شيء آخر سوى ان يربح المسيح ويوجد فيه [ ولكنني لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أُتمم بفرح سعيي، والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله ] (أعمال 20: 24)




فمن يحب يبذل كل شيء بلا أدنى تفكير أو تردد – ولا للحظة واحدة – لمن يحبه، فانظروا لهذه المرأة التي سكبت أغلى العطور على مخلصها التي تحبه بكل قلبها ولم تتردد في كسر قارورة طيب غالية الثمن جداً في ذلك الزمان، ولم تحسبها خسارة أو تُقيمها بأي شكل أو صورة سوى أنها تُريد أن تُعَطر مُخلصها الذي تحبه وتكرمه أمام الجميع بكل ما فيها من قوة وما عندها من مقدرة، حتى أن الرائحة انتشرت في البيت كله، فعظيم هو حبك يا امرأة، فقد فاق محبة الكل ببذل وعطاء لا على مستوى الكلام بل على مستوى الفعل والعمل.




فيا إخوتي كثيراً ما كانت محبتنا للرب على مستوى الكلام بلا فعل وبذل وعطاء على مساوى الواقع العملي المُعاش، فمتى نُعطي للرب أعز وأثمن ما عندنا، لأن الرب لا يأخذ البقايا ولا الفضلات بل الباكورة، لأننا حتى حينما نعطيه وقتاً لنقضيه معه نعطيه من البواقي والفضلات، فمن منا يعطي الرب بكورات وقته وأثمنها، فكثيراً ما اسمع البعض يقول حينما أفرغ من عملي أو مذاكرتي أو انشغالي أو من لقاءي مع الأصدقاء.... الخ، أستطيع أن أُصلي أو أقرأ الكتاب المقدس أو أذهب للاجتماع لأسمع كلمة الله أو اذهب للكنيسة... الخ، أو الكثير يقول أني مشغول فغير قادر على قراءة الكلمة وهناك من يهرب من واجباته اليومية بهروبه للكنيسة ويظن أنه يقدم للرب محبة ...




عموماً هكذا تتعدد الحجج وغيرها من الأقوال الكثيرة التي لا تدل إلا على شيء واحد فقط، أننا لا نحب الرب من كل القلب ولا نعطي له أثمن ما عندنا بل نعطيه كل ما هو رخيص وبلا ثمن!!! أو نحزن جداً أن لم يحقق الرب لنا رغباتنا الشخصية ونرفض أن نعيش معه ونزعل منه جداً ونتضايق بل وقد نصل للتجديف عليه، وذلك لأننا نحيا معه بهدف أن يعطينا شيءٌ ما في هذا العالم الحاضر دون أن نطليه هو شخص حي وحبيب شخصي لنا، ونقف في النهاية لنقول أننا نُحب الرب ونخدمه ونعطيه من وقتنا ويومنا وكل شيء حتى أنفسنا، وبذلك نستحق اللوم وعدم نظر الرب لنا لأننا لا نحبه بالصدق والحق، بل ربما كل هدفنا أن نأخذ منه شيئاً ولا نعطيه قط، لأن علاقتنا لم ترتقي على مستوى الحب بل لازلنا على مستوى هات وخد !!!

فليتنا اليوم ننظر لهذه المرأة ولحبها العظيم الذي ارتفع لمستوى أعلى من كل الفضائل حتى فضيلة العطاء للآخرين، لأنها أعطت أغلى ما عندها للرب بدون أدنى تردد، بل بمسرة وفرح القلب الذي لا يُريد إلا يسوع وحده فقط...




حقاً عظيم هو حبك يا امرأة، وقد فاق كل محبة وعطاء آخر، وقد صرتِ باكورة المحبين للرب في عطاءك الحلو والذي صار يُكرز به في كل مكان في المسكونة كلها، بل وذكرى لا تزول في يوم تسليم المُخلِّص لتعلن المحبة وتظهر في وقت الخيانة ومحبة المال التي هي أصل كل الشرور...




وأيضاً لننتبه يا أحبائي فأمام المحبة ظهرت الخيانة، فالأولى أعطت ما عندها ولم يهمها ثمن، والآخر قد حسب عطاء المحبة خسارة، فطمع في المال وسعى للخيانة لأنها ذات ثمن، فهو يُريد أن يأخذ لا أن يُعطي، وسعي حياته كله لأجل المال وليس من أجل الرب، وهكذا كثيرين اليوم يهمهم أن يسعوا لأشياء كثيرة جداً بدون طلب الرب، حتى حينما يطلبون الرب، فهم يطلبونه ويصلون إليه لكي يبارك أموالهم ويجعلهم يكسبوا أكثر ويغتنوا وذلك بسبب محبة المال في ذاته وبذلك يطعنون أنفسهم بالأوجاع وينتحروا عن الحياة الأبدية ويتشبهوا بيهوذا الخائن، فلنحذر جداً لئلا يفترسنا عدو الخير لأن ما يسكن قلبنا هو حب المال: [ لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة ] (1تيموثاوس 6: 10) لذلك يا إخوتي فلنحذر جداً و[ لتكن سيرتكم خالية من محبة المال كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك ولا أتركك ] (عبرانيين 13: 5).

بالطبع وبكل تأكيد المال في ذاته ليس عيباً ولا شرّ أو خطية، بل فقط محبته التي تدفعنا أن نسعى إليه بشغف وأن خسرنا منه شيئاً نحزن ونتمرد على الله، وكأن المال هو حياتنا وليس الله الذي نشكره على وفي كل شيء لأن كل ما يهمنا أن يكون لنا شركة مع الله الحي، وأن نعطيه كل ما لنا حتى أنفسنا لا نستكثرها عليه قط....




_____صلاة_____




+ أخطأت إليك أيها الصالح البار القدوس ملك المجد

+ الرب العزيز القوي الجبار الحمل الوديع رافع خطية العالم، محب جنسنا الضعيف

+ ولم أحبك مثلما ما أحبتك العذارى وهذه المرأة السعيدة المطوبة منك

+ فلم أُقدم لك ما يليق بك من عطاء وأعطيتك من بقايا وقتي وأيامي وأموالي

+ لكني اليوم وبصمت أجثو لك متضرعاً بقلبي وأُقبَّل بشوق قدميك الطاهرتين

+ طارحاً نفسي عند قدميك مُعلناً فقر ذاتي وضعف محبتي الشديدة

+ ملتمساً منك غفراناً صارخاً أنقذني من حُمق أفعالي ومن طيش أفكاري

+ لأني لم أُقدرك التقدير اللائق بعظمة شخصك القدوس أيها البار وحدك

+ فاليوم يا ربي وإلهي أريد أن تسكب في داخلي حبك الحلو حتى به اسكر وافرح

+ فانا فقير ليس لي ما أُعطيك، لأن حياتي لا أدَّعي وأقول إني أعطيها لك

+ لأنها في الأصل والأساس ملكك أنت وحدك

+ وكثيراً ما كنت أخدع نفسي وأقول أُعطيها لك مع أنها في الأصل منك ولك

+ اليوم يا إلهي أقبلني واقبل توبتي واصفح عن جهل عطائي

+ وليكن لك باكورة وقتي وكل ما هو غالي عندي، فكل ما هو ثمين أقدمه لك

+ فلن أعطيك بعد اليوم من البقايا والفضلات التي لا تليق بك يا عريس النفس وسيدها

+ احميني يا مخلصي من محبة المال وحب الذات وسطوة الامتلاك

+ لئلا أخسرك وأضيع حياتي كلها في بذل فارغ لأجل الموت

+ هبني هذا الحب الثمين الذي لهذه المرأة ولكل من أحبوك

+ المجد لك يا ربي يسوع المسيح مُخلصي الصالح الأمين

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;