الإصلاح الكنسي _ يوحنا ذهبي الفم
الإصلاح الكنسي
في عهد يوحنا ذهبي الفم
بقلم بالليديوس الأسقف والمؤرخ
الإصلاحات في حياة الإكليروس:
هكذا يوحنا تمت رسامته، وإستهل العناية بالشئون الكنسية. في بادئ الأمر، أختبر رعيته بالعزف لهم على مزمار التعقل. ومن حين إلى آخر، أستعمل أيضاً عصا التصحيح. لقد هاجم ذلك النمط من الحياة، الذي كان يدعى بشكل تجميلي "الحياة الأخوية"، والذي دعاه هو باسمه الصحيح "الحياة غير اللائقة"، فيما يخص السكن مع النساء (فقد كان الكاهن يختار فتاة يتيمة أو فتاة تود تكريس نفسها لله فيعلنها أختاً له بالمحبة، ويحتفظ بها طيلة حياته مدبرة لبيته). لقد أظهر أن هذا النمط يعد أسوأ من الذين يعيشون في الخطية، لأن الخطاة يعيشون بعيداً عن الجراحة، ويبقون مرض الخطية لأنفسهم، ولأولئك الذين يرغبونه فقط، أما في تلك "الحياة الأخوية" فيعيشون داخل نطاق ومعمل الخلاص، ومن ثم يشجعون الأصحاء لكي يأتوا ويصابوا بالمرض. هذا الأمر تسبب في إمتعاض شديد ضد يوحنا بين أولئك الإكليروس الذين كانوا مشتعلين بالأهواء ومتغربين عن محبة الله.
الإصلاح في حياة العلمانيين:
بعد ذلك، إجتهد يوحنا ضد الظلم، منتزعاً الجشع الذي هو أصل لكل الشرور، ليبني مستوطنة للصلاح. هذه هي سمة البنَّاء الحكيم، يبدأ أولاً بإقتلاع مسكن الكذب والبطلان، وبعد ذلك يضع أساس الحق، كما قال النبي: "قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتُهلك وتنقُض وتبني وتغرس" (إر 1). هناك عبارات تُشير إلى عمله كفلاح، والعبارات الثانية تشير إلى عمله كبنّاء. بعد ذلك، أزعج يوحنا المتعبدين لمحافظ النقود، وعالج إسلوب حياتهم، وحثهم على الرضا والقناعة بدخلهم الخاص، وأن لا يحوموا على الدوام وراء روائح الأغنياء السائغة. فنتيجة لإتباع حياة المتملق والطفيلي، يتبعون الدخان كقائد لهم ويسلمون أنفسهم لنار الفسق. وهكذا إقتلع أغلب الشرهين من جحورهم، واللاذعون الذين يصدرون الإتهامات الكاذبة أصابهم نفس المصير.
إصلاح الشئون المالية في الكنيسة:
ثم فحص يوحنا دفاتر المحاسبة التي لأمين صندوق الكنيسة، ووجد إنفاقاً ليس لمنفعة الكنيسة، فأمر بوقف مثل هذه النفقات. وهذا جاء به إلى سؤال مالي آخر، يتعلق بإنفاق الأسقف. هنا وجد تبذير مبالغ فيه، فأمر بتحويل هذه المبالغ الكبيرة إلى المستشفى (هنا يوحنا تشبه بالقديس باسيليوس الكبير الذي أنشأ مستشفى في قيصرية وكلف أسقفاً برعايتها). وعندما وجد أن الحاجة للعلاج شديدة جداً، أقام مستشفيات أخرى، وعيَّن كاهنين تقيين لخدمتها، بالإضافة إلى الأطباء والطباخين، والخدام العطوفين من بين العزاب لمساعدتهم، لكي يحصل الغرباء الذين يأتون إلى المدينة ويمرضون هناك العناية الطبية اللازمة، وهذا أمر ليس فقط صالح في ذاته بل أيضاً لمجد المخلص.
إصلاح رتبة الأرامل:
ثم إستدعى يوحنا أعضاء رتبة الأرامل (1 تي 5: 3)، وقام بعمل تحقيق حول حالات سوء السلوك، وعندما وجد البعض منهم مغرمين بالأمور الجسدية، حثهن على تبني ممارسة الصوم والإمتناع عن الحمامات العامة وعدم إرتداء الملابس المترفة، وإلاَّ فتمضي بدون تأخير نحو الزواج الثاني، حتى لا تتسبب في إي سمعة سيئة إلى ناموس الرب.
الإصلاح في العبادة:
وبعد ذلك، حثَّ الناس على الإنضمام إلى الصلوات والطلبات المقدمة للرب أثناء الليل في الكنيسة، لأن الرجال لم يكن لديهم وقت فراغ أثناء النهار، بينما زوجاتهم كن يبقين في البيت ويرددون صلواتهن في النهار. كل هذا أزعج رجال الدين الأقل نشاطاً، الذين إعتادوا على النوم طوال الليل. ثم وجه يوحنا سيف التصحيح نحو الأغنياء، فاتحاً بمشرط دمامل أرواحهم، ومعلماً إياهم التواضع والكياسة نحو الآخرين. في عمله هذا أتبع النصيحة الرسولية لتيموثاوس: "أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى" (1 تي 5).
نتائج هذه الإصلاحات:
كنتيجة لهذه الإصلاحات، كانت الكنيسة تنتج كل يوم أزهاراً بأكثر غزارة ووفرة، وتغيرت حالة المدينة بأكملها إلى التقوى، إذ كانت نفوس الناس تبتهج بالصحو وترتيل المزامير. لكن الشيطان الذي يكره ما هو صالح، لم يستطع تحمل هروب أولئك الذين كانوا تحت سيادته، فهم الآن بكلمة الرب أخذوا من قبضته بواسطة تعليم يوحنا، لدرجة أن محبي سباق الخيول والمسارح تركوا ساحة الشيطان وأسرعوا نحو مرعى المخلص، في محبتهم لمزمار الراعي الذي يحب خرافه.
المؤامرة ضد ذهبي الفم:
نتيجة لكل هذا، إمتلك الحسد عقول الرعاة المأجورين، الذين كانوا مدانين ضمناً. ولأنهم لم يقدروا التفوق عليه - لأنهم لم يدعوا المخلص الذي يقضي على كل حسد - إبتكروا إفتراءات مختلفة ضد يوحنا، مقدمين بعض المواعظ التي له كمزاح موجه للملكة والبلاط الملكي.
وبعد ذلك، حثَّ الناس على الإنضمام إلى الصلوات والطلبات المقدمة للرب أثناء الليل في الكنيسة، لأن الرجال لم يكن لديهم وقت فراغ أثناء النهار، بينما زوجاتهم كن يبقين في البيت ويرددون صلواتهن في النهار. كل هذا أزعج رجال الدين الأقل نشاطاً، الذين إعتادوا على النوم طوال الليل. ثم وجه يوحنا سيف التصحيح نحو الأغنياء، فاتحاً بمشرط دمامل أرواحهم، ومعلماً إياهم التواضع والكياسة نحو الآخرين. في عمله هذا أتبع النصيحة الرسولية لتيموثاوس: "أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى" (1 تي 5).
نتائج هذه الإصلاحات:
كنتيجة لهذه الإصلاحات، كانت الكنيسة تنتج كل يوم أزهاراً بأكثر غزارة ووفرة، وتغيرت حالة المدينة بأكملها إلى التقوى، إذ كانت نفوس الناس تبتهج بالصحو وترتيل المزامير. لكن الشيطان الذي يكره ما هو صالح، لم يستطع تحمل هروب أولئك الذين كانوا تحت سيادته، فهم الآن بكلمة الرب أخذوا من قبضته بواسطة تعليم يوحنا، لدرجة أن محبي سباق الخيول والمسارح تركوا ساحة الشيطان وأسرعوا نحو مرعى المخلص، في محبتهم لمزمار الراعي الذي يحب خرافه.
المؤامرة ضد ذهبي الفم:
نتيجة لكل هذا، إمتلك الحسد عقول الرعاة المأجورين، الذين كانوا مدانين ضمناً. ولأنهم لم يقدروا التفوق عليه - لأنهم لم يدعوا المخلص الذي يقضي على كل حسد - إبتكروا إفتراءات مختلفة ضد يوحنا، مقدمين بعض المواعظ التي له كمزاح موجه للملكة والبلاط الملكي.
Reference: The Dialogue of Palladius concerning the life of Chrysostom, By Herbert Moore, Society of Promoting Christian Knowledge, London, 1921.