المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الخميس، 30 أبريل 2015

تاريخية القيامه و الرد على المسيح اسطورة

تاريخية القيامه

لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ ( 2 بط 1 : 16 )

اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا... 2فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. 3الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا ( 1 يو 1 : 1 – 3 )

بتجسد الله ودخوله بجسد بشري في حيز الزمان والمكان غير بوجوده التاريخ، فبتجسد ابن الله انقسم التاريخ إلي ما قبل مجيئه وما بعده . فنحن نؤمن بشخص حي وجد في التاريخ وأثر فيه  وأثرَّ في اشخاص عايشوه وعاصروه حتي ان التاريخ لا يمكن ان يغفل شخصية يسوع بكل ما عمله وعَلَّمه. فيقول كيلفورد هيريثيل مور الأستاذ بجامعة هارفارد: «عرفت المسيحية مخلصها وفاديها ليس كإله يقبع تاريخه في إيمان أسطوري ذو عناصر فظة وبدائية وبذيئة.. كان يسوع شخصية تاريخية وليست أسطوريةولم تفرض أسطورة غريبة أو فاسدة نفسها على المؤمن المسيحي، فإيمانه مؤسس على حقائق إيجابية تاريخية مقبولة». (1).

واقدم إشاره غير مسيحيه عن شخص المسيح يقدمها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودي الشهير قائلاً في كتابه الآثار: كان في ذلك الوقت رجل حكيم اسمه يسوع، لو كان لنا أن ندعوه رجلاً، لأنه كان يصنع العجائب، وكان معلماً لمن كانوا يتقبَّلون الحق بابتهاج. وجذب إليه الكثيرين من اليهود والأمم على حد سواء. وكان هو المسيح، وعندما أصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلْب، بإيعاز من رؤسائنا، لم يتركه أتباعه الذين أحبوه من البداية، إذ أنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، كما تنبأ أنبياء الله عن هذه الأشياء وعن آلاف الأشياء العجيبة المختصة به. وجماعة المسيحيين، المدعوين على اسمه، مازالوا موجودين حتى هذا اليوم. (2)

 و يسرد لنا المؤرخ العالمي ويل ديورانت في موسوعته الشهيره قصة الحضاره المراجع التاريخية الاولي عن المسيح قائلاً: وأقدم ما لدينا من إشارات إلى المسيح في أدب الوثنيين ما ورد في خطاب كتبه بليني الأصغر Pliny (حوالي 110) ، يستشير فيه تراجان Trajan عما يعامل به المسيحيين وبعد خمس سنين من ذلك الوقت وصف تاسيتوس Tacitus اضطهاد نيرون Nero للكريستياني ( المسيحيين ) Christiani في روما ويقول إنهم في ذلك الوقت (64م) كان لهم أتباع في جميع أنحاء الإمبراطورية (a). وهذه الفقرة شبيهة بكتابات تاسيتوس (b) في أسلوبه، وقوته، وتحيزه شبها له يرتب معه أحد من الباحثين الدروز Drews وحده في صدورها من هذا الكتاب.
 ويذكر سوتونيوس Suetonius (حوالي 125) خبر هذا الاضطهاد نفسه (c)، كما يذكر نفي كلوديوس Claudius (حوالي 52) "اليهود الذين أثاروا اضطرابات عامة بتحريض المسيح" Impulsore Chresto)) (d). وتتفق هذه الفقرة اشد الاتفاق مع ما ورد في إصحاح أعمال الرسل من أن كلوديوس أصدر مرسوماً أوجب فيه على "اليهود أن يخرجوا من روما"...
ويقول ثالُس Thallus وهو كاتب وثني عاش في منتصف ذلك القرن الأول في جزء من كتاب احتفظ لنا بها يوليوس افركانس Julius Africanus إن الظلمة العجيبة التي يقال إنها حدثت وقت موت المسيح، كانت ظاهرة طبيعية محضة، ولم تكن أكثر من مصادفة عادية.
 (e)(3)،

 و يستمر الكاتب ويل ديورانت في حديثة عن حقيقة يسوع التاريخي قائلاً : أما وجود المسيح فهو عند هذا الكاتب قضية مسلم بها مفروغ من صحتها. وقصارى القول أن نكران ذلك الوجود لم يخطر على ما يظهر لأشد المخالفين لليهودية أو لليهود المعارضين للمسيحية الناشئة في ذلك الوقت (4) .

هذا عن يسوع التاريخ .. اما عن القيامه كحقيقه تاريخيه فيوضح لنا مايكل جرين ذلك قائلاً: إن المسيحية لا تعتبر القيامة واحدة من بين عقائد كثيرة تؤمن بها. إذ أنه بدون الإيمان بالقيامة، لا تبقى هناك مسيحية على الإطلاق وبدونها ما أمكن للكنيسة أن تقوم في البداية، ولأخفقت بشارة يسوع بموته. فالمسيحية تقوم على حقيقة القيامة أو تسقط بدونها. ومتى انتفت القيامة، تلاشت المسيحية. والمسيحية ديانة تاريخية فهي تنادي بأن الله قد تدخَّل بنفسه في التاريخ البشري، وها هي الحقائق لتتفحصها بنفسك بأكثر دقة، وتدرسها دراسة نقدية كما تشاء. (5) و يتحدث مايكل جرين عن تواجد مصدر علماني له جذور قديمة تؤيد شهادة القبر الفارغ. هذا الدليل هو ما يسمى «مرسوم الناصرة»، وقد سمي كذلك على اسم المدينة التي وجد فيها. وهو مرسوم امبراطوري يتكلم عن قيامة يسوع، ويختص بفترة حكم طيباريوس (14- 37م) أو كلوديوس (41- 54م)، وهو مرسوم كله ذمّ وانتقاد، ويحوي تحريمات متعددة ضد الاهتمام بموضوع القبور والأموات! ويبدو أن موضوع القبر الفارغ قد وصل إلى روما بشكل مشوَّه (كان على بيلاطس أن يبلغ روما، ومن الواضح أنه قال في أحد تقاريره إن هذا القبر بالذات قد نُهب)، وكان هذا المرسوم رد الفعل على ذلك. (6). بل انه لا توجد شهاده واحده قديمه تنافي مسيح التاريخ او القيامه المجيده ويعلق على ذلك المحامي الإنجليزي الشهير فرانك موريسون: «في كل الكتابات المتفرقة وردود الأفعال التي وصلتنا عن ذلك الزمن البعيد على شكل حوارات وجدل قديم دائر، لم يخبرنا أحد أن هناك شخصاً مسئولاً أكد أن جسد يسوع كان لا يزال في القبر، ولم يعط لنا سوى أسباب عن عدم تواجد الجسد هناك. وباستجلاء كل هذه السجلات القديمة لا نجد سوى حقيقة واحدة، هي أن القبر كان فعلاً فارغاً. هل يمكن لنا حينذاك أن ننكر تلك الحقائق التي أجمع شارك فيها الجميع بكل تأكيد؟ في الواقع يصعب علينا تحقيق ذلك. لأن تتابع المصادفات في منتهى القوة. (7).

و يتسائل المؤرخ ويل ديورانت عن ما إذا كان قد أُغمي عليه وأفاق وهكذا قام قائلاً : ترى هل مات حقاً؟ لقد كان اللصان اللذان إلى جانبه لا يزالان على قيد الحياة، ولقد كسر الجنود ساقهما حتى تتحمل أيديهما ثقل جسمهما، فيؤثر ذلك في حركة الدم ويقف القلب بعد قليل. غير أن هذا لم يحدث في حالة عيسى، وإن كان قد قيل إن جندياً طعنه في قلبه بحربة، فانبثق الدم من الجرح أولاً ثم خرج بعده مصل الدم. وأبدى بيلاطس دهشته من أن يموت رجل بعد ست ساعات من صلبه؛ ولم يوافق على أن يُرفع جسد المسيح عن الصليب إلا بعد أن أكد له قائد المائة المكلف به أنه قد مات.(8)

وفي هذا كله نري المسيح الشخص الذي غير بظهوره التاريخ ويشهد له حتي الوثنيون اهم افعال قام بها وبموته علي الصليب وقيامته دون ان يقصدوا ان يثبتوا بعد آلاف السنين انه كان يوجد شخص اسمه يسوع حدثت معه هذه الاشياء، ولكنها يد الله التي تعمل في مجري التاريخ، ضابط الكل الذي لا يترك نفسه بلا شاهد في كل عصر.

وفي الكتابات المسيحية نجد ان قيامة المسيح هي الاساس الراسخ في كل كتاب مسيحي بدءاً من رسائل بولس مروراً بالاناجيل والرؤيا وبداية الكتابات الرسوليه وعصر المجامع وحتي عصرنا الحالي فقيامة المسيا هي اساس ايماننا وبرهان خلاصنا، ويقول وليم لين كريج: «لم يكن للإيمان المسيحي أن يقوم دون عقيدة القيامة فلولا القيامة لبقى التلاميذ يائسين منهزمين. ولو ظلوا يتذكرون معلمهم المحبوب يسوع، لكانت ذكرى الصلب كفيلة بأن تسكت فيهم أي رجاء في أن يكون هو المسيا، ولبقى الصليب يمثل النهاية المخزية والحزينة لحياته. ومن ثم فإن المسيحية مؤسسة على اعتقاد التلاميذ الأقدمين في أن الله قد أقام يسوع من الأموات». (9)، ويقول ولبر سميث: منذ اليوم الأول الذي شاءت فيه العناية الإلهية أن تمنحها الحياة، أجمعت الكنيسة المسيحية على الشهادة بإيمانها في قيامة المسيح. ويمكننا أن نقول إن القيامة هي إحدى العقائد والركائز الأساسية للكنيسة، ومن ثم فهي تتخلل كتابات العهد الجديد، حتى أنك إن أزلت كل نص يضم إشارة للقيامة من العهد الجديد، سيصبح لديك مجموعة كتابات مبتورة لا يمكن فهمها. ولقد كانت القيامة جزءاً لا يتجزأ من حياة المسيحيين الأوائل. فهي تظهر كحقيقة على قبورهم وفي الرسوم المنقوشة في سراديب القبور، كما أنها تغلغلت في الترانيم المسيحية وأصبحت أحد أهم الموضوعات في الكتابات الدفاعية العظيمة عن المسيحية في القرون الأربعة الأولى. كما كانت القيامة هي الموضوع الأساسي للكرازة في عصر مجمع نيقية. كما دخلت ضمن قوانين الإيمان التي وضعتها الكنيسة، فنجدها في قانون الإيمان الرسولي وفي جميع قوانين الإيمان الأخرى اللاحقة. إن جميع شواهد العهد الجديد تؤكد أن مضمون الأخبار المفرحة أو الإنجيل لم تكن «اتّبع هذا المعلم وافعل الصالحات» ولكن «أن يسوع قد قام» ولا يمكنك أن تنتزع القيامة من المسيحية دون أن تغيّر طبيعتها جذرياً وتفسد كيانها. (10).

اقدم و اهم الكتابات المسيحيه التي تحدثت عن القيامه هي الرساله الاولي إلي اهل كورنثوس و بخاصة الاصحاح الخامس عشر و التي كتبها بولس الرسول من افسس ما بين عامي ( 57 : 64 م )(11). ويقول عنها الاستاذ كيفان: «ليست هناك وثائق أكثر قيمة من الرسائل التي كُتبت في ذلك العصر لإثبات صحة واقعة تاريخية معينة حدثت آنذاك». (12) ويكمل قائلاً : «وهناك الأدلة القاطعة لرسائل الرسول بولس التي كُتبت في ذلك العصر. وتشكِّل هذه الرسائل أقوى أنواع الأدلة التاريخية. وتنتمي الرسائل الموجهة إلى أهل غلاطية وكورنثوس ورومية إلى زمن رحلات بولس التبشيرية وترجع إلى حوالي 55- 58م، وقد أجمعت معظم الآراء على صحة وتاريخ هذه الرسائل. وهذا البرهان على قيامة المسيح قريب جداً من هذه الحادثة، إذ أن الفترة بين قيامة المسيح وبين كتابة هذه الرسائل لا تتعدى 25 عاماً. وبما أن بولس نفسه يصرح بأن موضوع رسالته هو نفسه الموضوع الذي تحدث إليهم عنه عندما كان معهم، فإن هذا يقترب بهذه الشهادة إلى زمن أقدم». (13)

من بعدها يأتي سفر أعمال الرسل وهو قصة الكنيسه التي نشأت وتأسست وتنامت علي اساس حدث القيامه ويقول چ. سبارو- سمبسون: كانت قيامة المسيح هي أساس المسيحية في العصر الرسولي، ويرجـع ذلـك إلى أسباب تتصل بالعقيدة وبالأدلة على حد سواء... فوعي الرسل بالطبيعــة الأساسية والجوهـريـة للقيامة واضـح من الـمكانـة التـي تشغلـهـا في شهادتهـم. فكـان الرسـول يعين شاهـداً بالقيامـة (أعمال 1: 22). وكان مضمون بشارة بولس بالمسيحية يعرف لدى الأثينيين بأنه «يسوع والقيامة» (أعمال 17: 18) ويؤكد سفر الأعمال مراراً في بدايته على أن: «يسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك». (14) . ويتحدث برنارد رام عن الطبيعة القانونية لكتابات العهد الجديد فيقول: «في الأصحاح الأول من سفر الأعمال يخبرنا لوقا أن يسوع أراهم نفسه حياً «ببراهين كثيرة»، وهو تعبير يستخدم للإشارة إلى أقوى أنواع الأدلة القانونية»(15). ويقول ولبر سميث:وهكذا نرى أن كل ما قاله بطرس عن المسيح يعتمد ويقوم كليةً على حقيقة القيامة. فبدون القيامة لا يمكن البرهان على أن يسوع هو المسيا الملك. وبدونها لظلَّ انسكاب الروح القدس سراً غامضاً. وبدونها لما كان للرسل أن يكرزوا. ولبقى المزمور السادس عشر ينتظر المسيا الذي يحقق نبواته في المستقبل. ولكان يسوع قد نال الاستحسان الإلهي كما تشهد بذلك أعماله، وهو استحسان على حياته فقط، هذه التي انتهت كحياة أي نبي آخر لم تستطع الأمة احتماله. وهكذا نرى أن الموعظة المسيحية الأولى مؤسسة على مكانة يسوع القائم من الأموات. (16)

و بعد ان رأينا شهادة التاريخ و الوثائق القديمه و العهد الجديد كأقدم شهاده عن يسوع القائم من بين الاموات . لنأخذ جوله سريعه في كتابات اباء الكنيسه من الذين استلموا التعليم عن الرسل ( الاباء الرسوليين ) إلي اباء القرن الثاني و الثالث الميلادي لنضمهم إلي أقدم الشهادات عن قيامة مُخلصنا الله ..

يقول عن هذه الكتابات چ. ن. د. أندرسون مقتبساً قول س. ف. د. مول الأستاذ بجامعة كمبريدچ: «منذ بداية المسيحية ووجود المسيحيين يرتبط بعقيدتهم بقيامة يسوع من الأموات. وليست هناك علَّة أخرى يمكن أن تفسير وجودهم... وفي العهد الجديد ليس هناك دليل واحد على أن المسيحيين دافعوا عن فلسفة حياة جديدة أو مذهب أخلاقي حديث. فعملهم الوحيد كان الشهادة بهذه الحادثة التي يؤمنون بها- أي قيامة يسوع من بين الأموات. والأمر الوحيد الذي دافع عنه المسيحيون كان الإعلان بأن يسوع قد قام من الأموات بحسب الترتيب الإلهـي، ومـا يتـرتـب على ذلك من اعتباره ابن الله الوحيد والـممثـل عن الإنسان، وينتج عن ذلك مفهوم السبيل إلى الـمصالحـة. (17)، و يقول ايضاً سبارو- سمبسون: «لا شك أن القيامة تحتل المكانة التالية بعد تجسُّد المسيح في الكتابات المسيحية الأولى.وهناك إشارات كثيرة لها في العصر ما بعد الرسولي، كما توجد رسائل كاملة مخصصة لموضوع القيامة كتبت في القرن الثاني مثل أعمال أثينا جوراس وچاستن مارتر ( يوستينوس الفيلسوف و الشهيد )». (18)، ويعلق برنارد رام قائلاً: «في كل من التاريخ الكنسي وتاريخ العقيدة نجد القيامة حقيقة ثابتة منذ العصور المبكرة. فيذكرها أكليمندس الروماني في رسالته إلى كورنثوس (95م)، كما تذكرها وثائق التاريخ الكنسي المبكر خلال عصر الآباء. كما ترد في جميع قوانين الإيمان الرسوليولم يعارضها أحد». (19) و هذا الصمت من جهة اعداء المسيحيه الاولي ليس له تفسير آخر سوي ان قبر المسيح صار فارغاً بعد القيامه فلو لم يكن المسح قد قام لما صمت هؤلاء بل لوقفوا امام بشارة التلاميذ و الرسل قائلين هوذا قبره موجود إلي اليوم ..


يكتب اكليمندس الروماني: (20) فلنلاحظ أيها الأحباء كيف يصور لنا السيد باستمرار القيامة المقبلة، التى أعطانا باكورتها فى الرب يسوع المسيح، بإقامته إياه من الأموات. 2 ـ لنتأمل يا أحبائى القيامة التى يتوالى حدوثها فى كل الأوقات. 3 ـ فالنهار والليل يعلنان لنا قيامةً، إذ يستغرق الليل فى اليوم ، وينهض النهار، ثم يُولى النهار ويأتى بعده الليل. (21) و يكمل بعدها في امثله عن القيامه و انها برهنه علي القيامه العامه في المجئ الثاني.


ويقول اغناطيوس الانطاكي: (22) أريد ان اُحذركم ألا تقعوا في مخالب الاراء العقيمه بل ان تصيروا مقتنعين بالكامل بميلاد و آلام و قيامة وقعت كلها أثناء زمن حكم بيلاطس البنطي. وهي الامور التي تمت بالفعل و بكل يقين بيسوع المسيح رجائنا , راجياً الا يحيد عنها اي احد منكم ابداً. (23) ويقول ايضاً : بآلام يسوع المسيح ربنا حين نقوم لنكون معه ... يسوع المسيح الذي مات لإجلنا حتي بإيمانكم بموته تنجون من الموت ... صموا أذانكم إذن , حين يتكلم احدُ بمعذل عن يسوع المسيح , الذي كان من نسل داود , و الذي كان ابن مريم , و المولود حقاً , الذي اكل و شرب ايضاً , و إضُطهد بالحقيقة في حكم بيلاطس البنطي , الذي صُلِبَ حقاً و مات و نظروه الذين في السماء و علي الارض . و الذي فوق ذلك قام من الموت , حين اقامه ابوه . و بنفس الطريقة يُقيمنا ايضاً ابوه ففي المسيح يسوع نحن الذين نؤمن به . بدونه ليست لنا حياة حقيقة فينا . (24)

وبوليكاربوس اسقف سميرنا ايضاً يكتب: (25) امنوا بمن اقام ربنا يسوع المسيح من الاموات و اعطاه مجداً و كلله عن يمين عرشه . له يخضع كل ما في السماء و ما علي الارض , و الذي تعبده كل نسمه , و الذي يأتي ليدين الاحياء و الاموات ... و الذي اقامه من الاموات يقيمنا نحن ايضاً إن فعلنا مشيئته و سلكنا حسب وصاياه . (26)

و جاء في الرساله إلي ديوجينتس: ( كتبت حوالي 150 : 200 م ) و فوق ذلك يصير الخلاص معلوماً و يتعلم الرسل , و يتقدم فصح ( قيامة ) الرب، و يلتئم شمل جماعة المُصلين، و تترتب كل الامور في نسق و و يتهلل الكلمه و هو يُعلم القديسيين، الكلمه الذي به يتمجد الآب، له المجد إلي الأبد آمين. (27)

ويقول القديس ايرنيئوس ( من اباء القرن الثاني ): أن المسيح عندما يقوم سوف يسود على الأمم،لذلك كان يجب أن يموت ويقوم لكى يعترف الجميع ويؤمنون بأنه هو ابن الله والملك. كذلك يقول النبى بعد ذلك: "ويكون قيامه كرامه"، أى المجد، لأنه عندما قام مُجد كإله. (28) وأيضًا يقول نبى آخر: " وفي ذلك اليوم أقيم خيمة داود الساقطـة"، أى جسد المسيح، المنحدر من داود، كما قلنا سابقًا، أن المسيح بعد موته سيقوم من الأموات، لأن الجسد يُدعى خيمة. كل شهادات الكتاب تتنبأ بأن المسيح الذي أتى من نسل داود بحسب الجسد، سيدعى ابن الله، وأنه بعد موته سوف يقوم، وأنه فى الشكل سيكون إنسانًا ولكنه هو الله ذو القدرة، وأنه هو نفسه سوف يدين العالم كله، كما كان هو وحده صانع البر والخلاص.(29) وداود يتحدّث عن موت وقيامة المسيح هكذا: " أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت لأن الرب عضدنى" . وداود لم يقل هذا عن نفسه، فهو لم يقم بعد موته، لكن روح المسيح ـ كما تحدث بواسطة الأنبياء الآخرين ـ يتحدّث الآن أيضًا عن المسيح بواسطة داود: " أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت لأن الرب عضدنى"، هو يدعو الموت "نومًا" لأنه قام. (30) وعن أنه سيقوم من الأموات ويصعد إلى السموات، فقد سبق وتنبأ عنه داود بقوله: " مركبات الله ربوات ألوف مكررة. الرب فيها. صهيون في القدس. صعدت إلى العلاء. سبيت سبيًا. قبلت عطايا من الناس" . و"السبى" يشير إلى إبطَال سلطة الملائكة الساقطين. كما أنه أظهر المكان الذي سيصعد منه على الأرض نحو السماء. لأن الرب يقول: " من صهيون صعد إلى العلاء"، أى من الجبل الذي هو مقابل أورشليم ويُدعى جبل الزيتون. عندما قام الرب جمّع تلاميذه وتحدث إليهم عن ملكوت السموات، حيث صعد أمام أنظارهم ورأوا السموات تنفتح لكى تستقبله. (31)

كتب العلامه ترتليان (حوالي 160- 220م) أسقف قرطاج في شمال أفريقيا: «لكن اليهود تضايقوا من تعاليمه التي أدانت رؤساءهم وقادتهم، لأن كثيرين انحازوا إليه، وفي نهاية الأمر أحضروه للمثول أمام بيلاطس البنطي، الذي كان حاكماً رومانياً على سوريا آنذاك، ولما تعالت أصواتهم ضده، انتزعوا حكماً بصلبه». (32) وعن صعود المسيح يقول ترتليان: «وهي حقيقة أكيدة أكثر بكثير من أقوال بروكيلوس عن رومولوس» (وكان بروكيلوس حاكماً رومانياً، قال إن رومولوس ظهر له بعد موته. كل هذا فعله بيلاطس بالمسيح. ويقول ترتليان أيضاً عنه: إن تلاميذ المسيح انتشروا في العالم أجمع وفعلوا كما أمرهم سيدهم، وبعد أن قاسوا الأمرِّين من اضطهادات اليهود، وبنفس راضية إذ كان لهم إيمان ثابت بالحق، استشهدوا بسيف نيرون القاسي في النهاية فبذروا بذار الدم المسيحي في روما.(33)

وغير ذلك ايضاً اباء كثيرون فقد كتب ميلتون اسقف ساردس رسائل فصحيه كعادة الاساقفه في ذلك الوقت فيكتب المؤرخ ابيفانيوس في كتابه بناريون: كان المسيحيون الاوائل يحتفلون بقيامة السيد المسيح في موسم الفصح . و سُميَّ ( عيد القيامه ) ب ( عيد الفصح ) , لربط الرمز بالمرموز إليه . و قد استمروا يحتفلون بالقيامه بهذه الطريقه أثناء فترة الخمسة عشر اسقفاً الأوائل لأورشليم , الذين ينحدرون من أصل يهودي . فكان الاساقفه يرسلون رسالة فصحيه كل سنه لإخبار المسيحيين عن موعد وقوع عيد الفصح بحسب التقويم القمري اليهودي (34) .

ويقول ميلتون اسقف ساردس بما أنه الرب الذي لبس الطبيعة البشرية، وتألم من أجل الذي كان يتألم، ورُبط من أجل الذي كان مقيدًا، وحُكم عليه من أجل المُدان، ودُفن من أجل الذي كان مدفونًا، قام من بين الأموات، وأعلن بصوتٍ عالٍ: "من الذي يناضلني؟ فليقم أمامي! أنا أحرر المحكوم عليه. أنا أحيي الميت. أنا أقيم المدفون إلى الحياة. من يتكلم ضدي؟ يقول: أنا هو المسيح، أنا دمرت الموت، وانتصرت على العدو، ووطأت جهنم تحت قدمي، وربطت القوي، واسترددت اﻹنسان إلى أعالي السماوات، أنا هو المسيح. تعالوا إذًا يا جميع أسرى البشرية المعجونة بالخطايا، وتسلموا غفران الخطايا. لأني أنا هو غفرانكم، أنا فصح الخلاص، أنا الحمل المذبوح من أجلكم.أنا فديتكم، أنا حياتكم، أنا قيامتكم، أنا نوركم، أنا خلاصكم، أنا ملككم. أنا الذي أقودكم إلى أعالي السماوات، أنا الذي سيريكم الآب السرمدي. سأقيمكم بيدي اليمين". (35)

ويقول ارستيدس الاثيني ( احد الاباء المدافعين من القرن الثاني ): و صلب من اليهود و شهد له بأنه عاش ثانية بعد ثلاثة ايام و صعد إلي السماوات . و انطلق هؤلاء الاثنا عشر تلميذاً إلي الاجزاء المعروفه من العالم و اعلنوا عظمته و رحمته و اهتمامه الجاد بنا . من اجل ذلك يُسمي الذين يؤمنون بهذه الدعوة مسيحيين . و قد اصبحوا معروفين جداً اليوم بهذا الاسم . (36)

و لا يسعني الوقت ان اكتب ايضاً عن ما قاله يوستينوس و اثيناغوراس و اكليمندس السكندري و اوريجينوس عن قيامة المُخلص .. فيمكنك ان ترفض رسالة يسوع و لا تقبل عمله الخلاصي و لكن لا يمكنك ان ترفض وجود شخص المسيح في التاريخ الذي غير معالم التاريخ و قسمه و كتب عنه حتي المؤرخين غير المسيحيين و عن ميلاده و موته و قيامته , فلا يوجد مبرر و لا مجال لإحتمالات امام حقائق تاريخيه ثابته كما يقول المؤرخ العالمي ويل ديورانت (المُلحد)ولكننا إذا لم نسلم بوجود المسيح فلا مناص لنا من أن نأخذ بالفرض الضعيف جداً وهو أن شخصية يسوع قد اخترعت اختراعاً في جيل واحد؛ ولابد لنا من أن نفترض فوق ذلك أن الجالية المسيحية وجدت في روما قبل عام 52 ببضع سنين، وإلا لما كانت خليقة أن يصدر بشأنها مرسوم إمبراطوري (37)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - A Great Certainty in thise hour of world crises. wheaton, I11: van kampen press1951, p. 48

2 - Josephus, the antiquities of the jews,  81.3.3
 راجع ايضاً قصة الحضاره . لللمؤرخ المُلحد ويل ديورانت، الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 205 .
 إقرأ ايضاً القضيه المسيح . للصحفي لي ستروبل ، ترجمة سعد مقاري . نشر مكتبة دار الكلمه . ص 101

3 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت. الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 205 , 206 .
a- pliny the youner , v , 8.
  b – tacitus , annals , xv , 44 .
c – Suetonius , nero . 16 . 
d – ID , Claudius , 25 .
e – in goguel , 9 , p 184 .

4 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت. الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 206

5 - Green, micheal. Man Alife. p. 61

6 - 
Green, micheal. Man Alife. p. 36

7 - Edersheim, alfred. the life and times of jesus the messiah, vol. II . p. 25, 26.

8 - قصة اللحضاره، ويل ديورانت، القسم الثالث ، المجلد الثالث ، قيصر و المسيح . ص 239

9 - carig, william lane knowing the truth about the resurrection.p. 116, 117.

10 - Smith, therefore stand, p. 69- 70

11 - راجع المدخل الي العهد الجديد لاستاذ العهد الجديد و اللغه اليونانيه د / موريس تاوضروس ص 283

12 -
kevan, ernest f, the resurrection of christ, p. 6

13 - 
kevan, ernest f, the resurrection of christ, p. 6 

14 - Anderson, jesus christ: the witness of history, 32

15 -. Ramm, 
protestant christian evidences, 192

16 - Smith, 
 therefore stand, 230

17 - 
Anderson, jesus christ: the witness of history,, 100- 101

18 - Sparrow, - Simpson, the resurrection and the christian faith, 339

19 - Ramm, protestant christian evidences, p. 192

20 - اقدم الاباء الرسوليين يقال أنّه أحد معاوني القدّيس بولس في الخدمة، وهو نفسه الذي ذكره الرسالة في رسالته إلى أهل فيلبّي (في٤: ٣). نادى بهذا العلاّمة أورجين ونقله يوسابيوس (H. E. 2:15 ) فچيروم (De vir Illus., ch ) ثم تناقله كثيرون من بعدهم. كتب رسالته هذه و المسماه بالاولي في روما تقريباً في ذات الوقت الذي كان يكتب فيه يوحنا اللاهوتي سفر الرؤيا . [ للمزيد راجع الاباء الرسوليين للقمص تادرس يعقوب مالطي ص 56 و ما بعدها . - الاباء الرسوليين الجزء الاول . رسائل اكليمندس الاولي و الثانيه ترجمة د/ جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه . المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . ص 462 , 463 ]

21 - اكليمندس الروماني . رسالته الاولي إلي الكورنثيين . ترجمة و ملاحظات د / وليم سليمان قلاده . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . فصل 24 , ص 35

22 - ولد ما بين عامي ٣٠، ٣٥م؛ سوري الأصل على الأرجح، هليني الثقافة، وثني. يرى أناستاسيوس الكتبي (Amastase le Bibliothécaire, 2:42. PG. 5:404 ) الذي عاش في القرن التاسع أنّه ذاك الطفل الذي حمله السيّد المسيح مقدّما إياه مثالاً للتواضع (مت١٨: ٢-٤) . بعد محاوره له مع والي سوريا امر الوالي بأن يذهب مقيداً إلي روما لتلتهمه الاسود هناك . و في طريقه من سوريا إلي روما قابله الكثير من اساقفة الكنائس و رعاياها الذين كانوا و كتب رسائله السبع المشهوره . و نال اكليل الشهاده في روما و تعيد له كنيستنا القبطيه في 7 ابيب [ للمزيد راجع الاباء الرسوليين للقمص تادرس يعقوب مالطي ص 88 و ما بعدها . - الاباء الرسوليين الجزء الثاني . رسائل اغناطيوس الانطاكي . ترجمة د/ جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه . المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . ص 464 , 465 ]

23 - الرساله إلي مغنيسيا . فقره 11 ص 38 . رسائل إغناطيوس الانطاكي . ترجمة د / جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه

24 - الرساله إلي ترال . فقرات 1 , 9 . ص 55 , 56 . رسائل إغناطيوس الانطاكي . ترجمة د / جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه ) ( راجع ايضاً : رسالته إلي سميرنا [ ازمير ] فقرات 1 , 6 , 7

25 - هو تلميذ القديس يوحنا الحبيب تلميذ الرب وقد تقابل مع غيره من الرسل الذين رافقوا الرب , و قد اقامه يوحنا اسقفاً علي سميرنه و صار فيما بعد بطريركاً علي اسيا [ للمزيد راجع رسائل اقليمس الروماني و إغناطيوس الانطاكي و بوليكاربوس السميرني ترجمة و تقديم سعد الله سميح جحا ص 163 و ما بعدها . – الاباء الرسوليون للقمص تادرس يعقوب ص 125 و ما بعدها . – رسالة القديس بوليكاربوس إلي اهل فيلبي . الاباء الرسوليون الجزء الثالث . ترجمة د / جرجس كامل يوسف المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح ص 462 , 463 ]

26 - القديس بوليكاربوس إلي اهل فيلبي . الاباء الرسوليون الجزء الثالث . ترجمة د / جرجس كامل يوسف فقره 1 ص 12
27 - الرساله إلي ديوجينتس . سلسلة الاباء الرسوليين الجزء الخامس ص 30 , 32 . ترجمة د / جرجس كامل يوسف – عماد عاطف , تحرير مينا فؤاد توفيق إصدار دار النشر الاسقفيه .

28 - شرح الكرازه الرسوليه . ترجمة د / نصحي عبد الشهيد . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . ص 128 تعليقاً علي قضيب من جزع يسي

29 - شرح الكرازه الرسوليه ص 129

30 - شرح الكرازه الرسوليه فقره 73 ص 136 , 137

31 - شرح الكرازه الرسوليه فقره 83 ص 141 , 142

32 - Tertullian, WQSFT, as cited in Roberts, ANCL, 94

33 - Tertullian, WQSFT, as cited in Roberts, ANCL, 95

34 - Epiphanius , Panarion hear, 70 / 10 … Epiphanius , eccles . hist , 5 , 23 ... المسيح في الاعياد اليهوديه للراهب القمص رافائيل البراموسي ص 99

35 - Paschal Homily, 100-102 . عن كتاب الحب الالهي . للاب تادرس يعقوب مالطي . ص 755 .. و قد ترجمت رسائله الفصحيه إلي اللغه العربيه اكثر من ترجمه احدها بأسم رحلة عبورنا إلي القيامه عن اسرة القديس ديديموس الضرير ترجمة أ/ ريمون يوسف إصدار كنيسة مارجرجس لاسبورتينج .. و ترجمه أُخري قام بها الاب صبحي حموي اليسوعي صدرت بإسم ميلتون اسقف ساردس و رسالته في الفصح . عن دار المشرق ببيروت و تقوم بتوزيعها في مصر مكتبة العائله و دار بناريون للنشر و التوزيع

36 - ارستيدس الاثيني . الدفاع 2 : 6 – 8 .. المسيحيون الاوائل . ايرهارد ارنولد . ترجمة د/ هناء عزيز حبيب . ص 168

37 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت . الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 206



اعداد /  أمجد بشارة 

تاريخية القيامه و الرد على المسيح اسطورة

تاريخية القيامه

لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ ( 2 بط 1 : 16 )

اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا... 2فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. 3الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا ( 1 يو 1 : 1 – 3 )

بتجسد الله ودخوله بجسد بشري في حيز الزمان والمكان غير بوجوده التاريخ، فبتجسد ابن الله انقسم التاريخ إلي ما قبل مجيئه وما بعده . فنحن نؤمن بشخص حي وجد في التاريخ وأثر فيه  وأثرَّ في اشخاص عايشوه وعاصروه حتي ان التاريخ لا يمكن ان يغفل شخصية يسوع بكل ما عمله وعَلَّمه. فيقول كيلفورد هيريثيل مور الأستاذ بجامعة هارفارد: «عرفت المسيحية مخلصها وفاديها ليس كإله يقبع تاريخه في إيمان أسطوري ذو عناصر فظة وبدائية وبذيئة.. كان يسوع شخصية تاريخية وليست أسطوريةولم تفرض أسطورة غريبة أو فاسدة نفسها على المؤمن المسيحي، فإيمانه مؤسس على حقائق إيجابية تاريخية مقبولة». (1).

واقدم إشاره غير مسيحيه عن شخص المسيح يقدمها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودي الشهير قائلاً في كتابه الآثار: كان في ذلك الوقت رجل حكيم اسمه يسوع، لو كان لنا أن ندعوه رجلاً، لأنه كان يصنع العجائب، وكان معلماً لمن كانوا يتقبَّلون الحق بابتهاج. وجذب إليه الكثيرين من اليهود والأمم على حد سواء. وكان هو المسيح، وعندما أصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلْب، بإيعاز من رؤسائنا، لم يتركه أتباعه الذين أحبوه من البداية، إذ أنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، كما تنبأ أنبياء الله عن هذه الأشياء وعن آلاف الأشياء العجيبة المختصة به. وجماعة المسيحيين، المدعوين على اسمه، مازالوا موجودين حتى هذا اليوم. (2)

 و يسرد لنا المؤرخ العالمي ويل ديورانت في موسوعته الشهيره قصة الحضاره المراجع التاريخية الاولي عن المسيح قائلاً: وأقدم ما لدينا من إشارات إلى المسيح في أدب الوثنيين ما ورد في خطاب كتبه بليني الأصغر Pliny (حوالي 110) ، يستشير فيه تراجان Trajan عما يعامل به المسيحيين وبعد خمس سنين من ذلك الوقت وصف تاسيتوس Tacitus اضطهاد نيرون Nero للكريستياني ( المسيحيين ) Christiani في روما ويقول إنهم في ذلك الوقت (64م) كان لهم أتباع في جميع أنحاء الإمبراطورية (a). وهذه الفقرة شبيهة بكتابات تاسيتوس (b) في أسلوبه، وقوته، وتحيزه شبها له يرتب معه أحد من الباحثين الدروز Drews وحده في صدورها من هذا الكتاب.
 ويذكر سوتونيوس Suetonius (حوالي 125) خبر هذا الاضطهاد نفسه (c)، كما يذكر نفي كلوديوس Claudius (حوالي 52) "اليهود الذين أثاروا اضطرابات عامة بتحريض المسيح" Impulsore Chresto)) (d). وتتفق هذه الفقرة اشد الاتفاق مع ما ورد في إصحاح أعمال الرسل من أن كلوديوس أصدر مرسوماً أوجب فيه على "اليهود أن يخرجوا من روما"...
ويقول ثالُس Thallus وهو كاتب وثني عاش في منتصف ذلك القرن الأول في جزء من كتاب احتفظ لنا بها يوليوس افركانس Julius Africanus إن الظلمة العجيبة التي يقال إنها حدثت وقت موت المسيح، كانت ظاهرة طبيعية محضة، ولم تكن أكثر من مصادفة عادية.
 (e)(3)،

 و يستمر الكاتب ويل ديورانت في حديثة عن حقيقة يسوع التاريخي قائلاً : أما وجود المسيح فهو عند هذا الكاتب قضية مسلم بها مفروغ من صحتها. وقصارى القول أن نكران ذلك الوجود لم يخطر على ما يظهر لأشد المخالفين لليهودية أو لليهود المعارضين للمسيحية الناشئة في ذلك الوقت (4) .

هذا عن يسوع التاريخ .. اما عن القيامه كحقيقه تاريخيه فيوضح لنا مايكل جرين ذلك قائلاً: إن المسيحية لا تعتبر القيامة واحدة من بين عقائد كثيرة تؤمن بها. إذ أنه بدون الإيمان بالقيامة، لا تبقى هناك مسيحية على الإطلاق وبدونها ما أمكن للكنيسة أن تقوم في البداية، ولأخفقت بشارة يسوع بموته. فالمسيحية تقوم على حقيقة القيامة أو تسقط بدونها. ومتى انتفت القيامة، تلاشت المسيحية. والمسيحية ديانة تاريخية فهي تنادي بأن الله قد تدخَّل بنفسه في التاريخ البشري، وها هي الحقائق لتتفحصها بنفسك بأكثر دقة، وتدرسها دراسة نقدية كما تشاء. (5) و يتحدث مايكل جرين عن تواجد مصدر علماني له جذور قديمة تؤيد شهادة القبر الفارغ. هذا الدليل هو ما يسمى «مرسوم الناصرة»، وقد سمي كذلك على اسم المدينة التي وجد فيها. وهو مرسوم امبراطوري يتكلم عن قيامة يسوع، ويختص بفترة حكم طيباريوس (14- 37م) أو كلوديوس (41- 54م)، وهو مرسوم كله ذمّ وانتقاد، ويحوي تحريمات متعددة ضد الاهتمام بموضوع القبور والأموات! ويبدو أن موضوع القبر الفارغ قد وصل إلى روما بشكل مشوَّه (كان على بيلاطس أن يبلغ روما، ومن الواضح أنه قال في أحد تقاريره إن هذا القبر بالذات قد نُهب)، وكان هذا المرسوم رد الفعل على ذلك. (6). بل انه لا توجد شهاده واحده قديمه تنافي مسيح التاريخ او القيامه المجيده ويعلق على ذلك المحامي الإنجليزي الشهير فرانك موريسون: «في كل الكتابات المتفرقة وردود الأفعال التي وصلتنا عن ذلك الزمن البعيد على شكل حوارات وجدل قديم دائر، لم يخبرنا أحد أن هناك شخصاً مسئولاً أكد أن جسد يسوع كان لا يزال في القبر، ولم يعط لنا سوى أسباب عن عدم تواجد الجسد هناك. وباستجلاء كل هذه السجلات القديمة لا نجد سوى حقيقة واحدة، هي أن القبر كان فعلاً فارغاً. هل يمكن لنا حينذاك أن ننكر تلك الحقائق التي أجمع شارك فيها الجميع بكل تأكيد؟ في الواقع يصعب علينا تحقيق ذلك. لأن تتابع المصادفات في منتهى القوة. (7).

و يتسائل المؤرخ ويل ديورانت عن ما إذا كان قد أُغمي عليه وأفاق وهكذا قام قائلاً : ترى هل مات حقاً؟ لقد كان اللصان اللذان إلى جانبه لا يزالان على قيد الحياة، ولقد كسر الجنود ساقهما حتى تتحمل أيديهما ثقل جسمهما، فيؤثر ذلك في حركة الدم ويقف القلب بعد قليل. غير أن هذا لم يحدث في حالة عيسى، وإن كان قد قيل إن جندياً طعنه في قلبه بحربة، فانبثق الدم من الجرح أولاً ثم خرج بعده مصل الدم. وأبدى بيلاطس دهشته من أن يموت رجل بعد ست ساعات من صلبه؛ ولم يوافق على أن يُرفع جسد المسيح عن الصليب إلا بعد أن أكد له قائد المائة المكلف به أنه قد مات.(8)

وفي هذا كله نري المسيح الشخص الذي غير بظهوره التاريخ ويشهد له حتي الوثنيون اهم افعال قام بها وبموته علي الصليب وقيامته دون ان يقصدوا ان يثبتوا بعد آلاف السنين انه كان يوجد شخص اسمه يسوع حدثت معه هذه الاشياء، ولكنها يد الله التي تعمل في مجري التاريخ، ضابط الكل الذي لا يترك نفسه بلا شاهد في كل عصر.

وفي الكتابات المسيحية نجد ان قيامة المسيح هي الاساس الراسخ في كل كتاب مسيحي بدءاً من رسائل بولس مروراً بالاناجيل والرؤيا وبداية الكتابات الرسوليه وعصر المجامع وحتي عصرنا الحالي فقيامة المسيا هي اساس ايماننا وبرهان خلاصنا، ويقول وليم لين كريج: «لم يكن للإيمان المسيحي أن يقوم دون عقيدة القيامة فلولا القيامة لبقى التلاميذ يائسين منهزمين. ولو ظلوا يتذكرون معلمهم المحبوب يسوع، لكانت ذكرى الصلب كفيلة بأن تسكت فيهم أي رجاء في أن يكون هو المسيا، ولبقى الصليب يمثل النهاية المخزية والحزينة لحياته. ومن ثم فإن المسيحية مؤسسة على اعتقاد التلاميذ الأقدمين في أن الله قد أقام يسوع من الأموات». (9)، ويقول ولبر سميث: منذ اليوم الأول الذي شاءت فيه العناية الإلهية أن تمنحها الحياة، أجمعت الكنيسة المسيحية على الشهادة بإيمانها في قيامة المسيح. ويمكننا أن نقول إن القيامة هي إحدى العقائد والركائز الأساسية للكنيسة، ومن ثم فهي تتخلل كتابات العهد الجديد، حتى أنك إن أزلت كل نص يضم إشارة للقيامة من العهد الجديد، سيصبح لديك مجموعة كتابات مبتورة لا يمكن فهمها. ولقد كانت القيامة جزءاً لا يتجزأ من حياة المسيحيين الأوائل. فهي تظهر كحقيقة على قبورهم وفي الرسوم المنقوشة في سراديب القبور، كما أنها تغلغلت في الترانيم المسيحية وأصبحت أحد أهم الموضوعات في الكتابات الدفاعية العظيمة عن المسيحية في القرون الأربعة الأولى. كما كانت القيامة هي الموضوع الأساسي للكرازة في عصر مجمع نيقية. كما دخلت ضمن قوانين الإيمان التي وضعتها الكنيسة، فنجدها في قانون الإيمان الرسولي وفي جميع قوانين الإيمان الأخرى اللاحقة. إن جميع شواهد العهد الجديد تؤكد أن مضمون الأخبار المفرحة أو الإنجيل لم تكن «اتّبع هذا المعلم وافعل الصالحات» ولكن «أن يسوع قد قام» ولا يمكنك أن تنتزع القيامة من المسيحية دون أن تغيّر طبيعتها جذرياً وتفسد كيانها. (10).

اقدم و اهم الكتابات المسيحيه التي تحدثت عن القيامه هي الرساله الاولي إلي اهل كورنثوس و بخاصة الاصحاح الخامس عشر و التي كتبها بولس الرسول من افسس ما بين عامي ( 57 : 64 م )(11). ويقول عنها الاستاذ كيفان: «ليست هناك وثائق أكثر قيمة من الرسائل التي كُتبت في ذلك العصر لإثبات صحة واقعة تاريخية معينة حدثت آنذاك». (12) ويكمل قائلاً : «وهناك الأدلة القاطعة لرسائل الرسول بولس التي كُتبت في ذلك العصر. وتشكِّل هذه الرسائل أقوى أنواع الأدلة التاريخية. وتنتمي الرسائل الموجهة إلى أهل غلاطية وكورنثوس ورومية إلى زمن رحلات بولس التبشيرية وترجع إلى حوالي 55- 58م، وقد أجمعت معظم الآراء على صحة وتاريخ هذه الرسائل. وهذا البرهان على قيامة المسيح قريب جداً من هذه الحادثة، إذ أن الفترة بين قيامة المسيح وبين كتابة هذه الرسائل لا تتعدى 25 عاماً. وبما أن بولس نفسه يصرح بأن موضوع رسالته هو نفسه الموضوع الذي تحدث إليهم عنه عندما كان معهم، فإن هذا يقترب بهذه الشهادة إلى زمن أقدم». (13)

من بعدها يأتي سفر أعمال الرسل وهو قصة الكنيسه التي نشأت وتأسست وتنامت علي اساس حدث القيامه ويقول چ. سبارو- سمبسون: كانت قيامة المسيح هي أساس المسيحية في العصر الرسولي، ويرجـع ذلـك إلى أسباب تتصل بالعقيدة وبالأدلة على حد سواء... فوعي الرسل بالطبيعــة الأساسية والجوهـريـة للقيامة واضـح من الـمكانـة التـي تشغلـهـا في شهادتهـم. فكـان الرسـول يعين شاهـداً بالقيامـة (أعمال 1: 22). وكان مضمون بشارة بولس بالمسيحية يعرف لدى الأثينيين بأنه «يسوع والقيامة» (أعمال 17: 18) ويؤكد سفر الأعمال مراراً في بدايته على أن: «يسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك». (14) . ويتحدث برنارد رام عن الطبيعة القانونية لكتابات العهد الجديد فيقول: «في الأصحاح الأول من سفر الأعمال يخبرنا لوقا أن يسوع أراهم نفسه حياً «ببراهين كثيرة»، وهو تعبير يستخدم للإشارة إلى أقوى أنواع الأدلة القانونية»(15). ويقول ولبر سميث:وهكذا نرى أن كل ما قاله بطرس عن المسيح يعتمد ويقوم كليةً على حقيقة القيامة. فبدون القيامة لا يمكن البرهان على أن يسوع هو المسيا الملك. وبدونها لظلَّ انسكاب الروح القدس سراً غامضاً. وبدونها لما كان للرسل أن يكرزوا. ولبقى المزمور السادس عشر ينتظر المسيا الذي يحقق نبواته في المستقبل. ولكان يسوع قد نال الاستحسان الإلهي كما تشهد بذلك أعماله، وهو استحسان على حياته فقط، هذه التي انتهت كحياة أي نبي آخر لم تستطع الأمة احتماله. وهكذا نرى أن الموعظة المسيحية الأولى مؤسسة على مكانة يسوع القائم من الأموات. (16)

و بعد ان رأينا شهادة التاريخ و الوثائق القديمه و العهد الجديد كأقدم شهاده عن يسوع القائم من بين الاموات . لنأخذ جوله سريعه في كتابات اباء الكنيسه من الذين استلموا التعليم عن الرسل ( الاباء الرسوليين ) إلي اباء القرن الثاني و الثالث الميلادي لنضمهم إلي أقدم الشهادات عن قيامة مُخلصنا الله ..

يقول عن هذه الكتابات چ. ن. د. أندرسون مقتبساً قول س. ف. د. مول الأستاذ بجامعة كمبريدچ: «منذ بداية المسيحية ووجود المسيحيين يرتبط بعقيدتهم بقيامة يسوع من الأموات. وليست هناك علَّة أخرى يمكن أن تفسير وجودهم... وفي العهد الجديد ليس هناك دليل واحد على أن المسيحيين دافعوا عن فلسفة حياة جديدة أو مذهب أخلاقي حديث. فعملهم الوحيد كان الشهادة بهذه الحادثة التي يؤمنون بها- أي قيامة يسوع من بين الأموات. والأمر الوحيد الذي دافع عنه المسيحيون كان الإعلان بأن يسوع قد قام من الأموات بحسب الترتيب الإلهـي، ومـا يتـرتـب على ذلك من اعتباره ابن الله الوحيد والـممثـل عن الإنسان، وينتج عن ذلك مفهوم السبيل إلى الـمصالحـة. (17)، و يقول ايضاً سبارو- سمبسون: «لا شك أن القيامة تحتل المكانة التالية بعد تجسُّد المسيح في الكتابات المسيحية الأولى.وهناك إشارات كثيرة لها في العصر ما بعد الرسولي، كما توجد رسائل كاملة مخصصة لموضوع القيامة كتبت في القرن الثاني مثل أعمال أثينا جوراس وچاستن مارتر ( يوستينوس الفيلسوف و الشهيد )». (18)، ويعلق برنارد رام قائلاً: «في كل من التاريخ الكنسي وتاريخ العقيدة نجد القيامة حقيقة ثابتة منذ العصور المبكرة. فيذكرها أكليمندس الروماني في رسالته إلى كورنثوس (95م)، كما تذكرها وثائق التاريخ الكنسي المبكر خلال عصر الآباء. كما ترد في جميع قوانين الإيمان الرسوليولم يعارضها أحد». (19) و هذا الصمت من جهة اعداء المسيحيه الاولي ليس له تفسير آخر سوي ان قبر المسيح صار فارغاً بعد القيامه فلو لم يكن المسح قد قام لما صمت هؤلاء بل لوقفوا امام بشارة التلاميذ و الرسل قائلين هوذا قبره موجود إلي اليوم ..


يكتب اكليمندس الروماني: (20) فلنلاحظ أيها الأحباء كيف يصور لنا السيد باستمرار القيامة المقبلة، التى أعطانا باكورتها فى الرب يسوع المسيح، بإقامته إياه من الأموات. 2 ـ لنتأمل يا أحبائى القيامة التى يتوالى حدوثها فى كل الأوقات. 3 ـ فالنهار والليل يعلنان لنا قيامةً، إذ يستغرق الليل فى اليوم ، وينهض النهار، ثم يُولى النهار ويأتى بعده الليل. (21) و يكمل بعدها في امثله عن القيامه و انها برهنه علي القيامه العامه في المجئ الثاني.


ويقول اغناطيوس الانطاكي: (22) أريد ان اُحذركم ألا تقعوا في مخالب الاراء العقيمه بل ان تصيروا مقتنعين بالكامل بميلاد و آلام و قيامة وقعت كلها أثناء زمن حكم بيلاطس البنطي. وهي الامور التي تمت بالفعل و بكل يقين بيسوع المسيح رجائنا , راجياً الا يحيد عنها اي احد منكم ابداً. (23) ويقول ايضاً : بآلام يسوع المسيح ربنا حين نقوم لنكون معه ... يسوع المسيح الذي مات لإجلنا حتي بإيمانكم بموته تنجون من الموت ... صموا أذانكم إذن , حين يتكلم احدُ بمعذل عن يسوع المسيح , الذي كان من نسل داود , و الذي كان ابن مريم , و المولود حقاً , الذي اكل و شرب ايضاً , و إضُطهد بالحقيقة في حكم بيلاطس البنطي , الذي صُلِبَ حقاً و مات و نظروه الذين في السماء و علي الارض . و الذي فوق ذلك قام من الموت , حين اقامه ابوه . و بنفس الطريقة يُقيمنا ايضاً ابوه ففي المسيح يسوع نحن الذين نؤمن به . بدونه ليست لنا حياة حقيقة فينا . (24)

وبوليكاربوس اسقف سميرنا ايضاً يكتب: (25) امنوا بمن اقام ربنا يسوع المسيح من الاموات و اعطاه مجداً و كلله عن يمين عرشه . له يخضع كل ما في السماء و ما علي الارض , و الذي تعبده كل نسمه , و الذي يأتي ليدين الاحياء و الاموات ... و الذي اقامه من الاموات يقيمنا نحن ايضاً إن فعلنا مشيئته و سلكنا حسب وصاياه . (26)

و جاء في الرساله إلي ديوجينتس: ( كتبت حوالي 150 : 200 م ) و فوق ذلك يصير الخلاص معلوماً و يتعلم الرسل , و يتقدم فصح ( قيامة ) الرب، و يلتئم شمل جماعة المُصلين، و تترتب كل الامور في نسق و و يتهلل الكلمه و هو يُعلم القديسيين، الكلمه الذي به يتمجد الآب، له المجد إلي الأبد آمين. (27)

ويقول القديس ايرنيئوس ( من اباء القرن الثاني ): أن المسيح عندما يقوم سوف يسود على الأمم،لذلك كان يجب أن يموت ويقوم لكى يعترف الجميع ويؤمنون بأنه هو ابن الله والملك. كذلك يقول النبى بعد ذلك: "ويكون قيامه كرامه"، أى المجد، لأنه عندما قام مُجد كإله. (28) وأيضًا يقول نبى آخر: " وفي ذلك اليوم أقيم خيمة داود الساقطـة"، أى جسد المسيح، المنحدر من داود، كما قلنا سابقًا، أن المسيح بعد موته سيقوم من الأموات، لأن الجسد يُدعى خيمة. كل شهادات الكتاب تتنبأ بأن المسيح الذي أتى من نسل داود بحسب الجسد، سيدعى ابن الله، وأنه بعد موته سوف يقوم، وأنه فى الشكل سيكون إنسانًا ولكنه هو الله ذو القدرة، وأنه هو نفسه سوف يدين العالم كله، كما كان هو وحده صانع البر والخلاص.(29) وداود يتحدّث عن موت وقيامة المسيح هكذا: " أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت لأن الرب عضدنى" . وداود لم يقل هذا عن نفسه، فهو لم يقم بعد موته، لكن روح المسيح ـ كما تحدث بواسطة الأنبياء الآخرين ـ يتحدّث الآن أيضًا عن المسيح بواسطة داود: " أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت لأن الرب عضدنى"، هو يدعو الموت "نومًا" لأنه قام. (30) وعن أنه سيقوم من الأموات ويصعد إلى السموات، فقد سبق وتنبأ عنه داود بقوله: " مركبات الله ربوات ألوف مكررة. الرب فيها. صهيون في القدس. صعدت إلى العلاء. سبيت سبيًا. قبلت عطايا من الناس" . و"السبى" يشير إلى إبطَال سلطة الملائكة الساقطين. كما أنه أظهر المكان الذي سيصعد منه على الأرض نحو السماء. لأن الرب يقول: " من صهيون صعد إلى العلاء"، أى من الجبل الذي هو مقابل أورشليم ويُدعى جبل الزيتون. عندما قام الرب جمّع تلاميذه وتحدث إليهم عن ملكوت السموات، حيث صعد أمام أنظارهم ورأوا السموات تنفتح لكى تستقبله. (31)

كتب العلامه ترتليان (حوالي 160- 220م) أسقف قرطاج في شمال أفريقيا: «لكن اليهود تضايقوا من تعاليمه التي أدانت رؤساءهم وقادتهم، لأن كثيرين انحازوا إليه، وفي نهاية الأمر أحضروه للمثول أمام بيلاطس البنطي، الذي كان حاكماً رومانياً على سوريا آنذاك، ولما تعالت أصواتهم ضده، انتزعوا حكماً بصلبه». (32) وعن صعود المسيح يقول ترتليان: «وهي حقيقة أكيدة أكثر بكثير من أقوال بروكيلوس عن رومولوس» (وكان بروكيلوس حاكماً رومانياً، قال إن رومولوس ظهر له بعد موته. كل هذا فعله بيلاطس بالمسيح. ويقول ترتليان أيضاً عنه: إن تلاميذ المسيح انتشروا في العالم أجمع وفعلوا كما أمرهم سيدهم، وبعد أن قاسوا الأمرِّين من اضطهادات اليهود، وبنفس راضية إذ كان لهم إيمان ثابت بالحق، استشهدوا بسيف نيرون القاسي في النهاية فبذروا بذار الدم المسيحي في روما.(33)

وغير ذلك ايضاً اباء كثيرون فقد كتب ميلتون اسقف ساردس رسائل فصحيه كعادة الاساقفه في ذلك الوقت فيكتب المؤرخ ابيفانيوس في كتابه بناريون: كان المسيحيون الاوائل يحتفلون بقيامة السيد المسيح في موسم الفصح . و سُميَّ ( عيد القيامه ) ب ( عيد الفصح ) , لربط الرمز بالمرموز إليه . و قد استمروا يحتفلون بالقيامه بهذه الطريقه أثناء فترة الخمسة عشر اسقفاً الأوائل لأورشليم , الذين ينحدرون من أصل يهودي . فكان الاساقفه يرسلون رسالة فصحيه كل سنه لإخبار المسيحيين عن موعد وقوع عيد الفصح بحسب التقويم القمري اليهودي (34) .

ويقول ميلتون اسقف ساردس بما أنه الرب الذي لبس الطبيعة البشرية، وتألم من أجل الذي كان يتألم، ورُبط من أجل الذي كان مقيدًا، وحُكم عليه من أجل المُدان، ودُفن من أجل الذي كان مدفونًا، قام من بين الأموات، وأعلن بصوتٍ عالٍ: "من الذي يناضلني؟ فليقم أمامي! أنا أحرر المحكوم عليه. أنا أحيي الميت. أنا أقيم المدفون إلى الحياة. من يتكلم ضدي؟ يقول: أنا هو المسيح، أنا دمرت الموت، وانتصرت على العدو، ووطأت جهنم تحت قدمي، وربطت القوي، واسترددت اﻹنسان إلى أعالي السماوات، أنا هو المسيح. تعالوا إذًا يا جميع أسرى البشرية المعجونة بالخطايا، وتسلموا غفران الخطايا. لأني أنا هو غفرانكم، أنا فصح الخلاص، أنا الحمل المذبوح من أجلكم.أنا فديتكم، أنا حياتكم، أنا قيامتكم، أنا نوركم، أنا خلاصكم، أنا ملككم. أنا الذي أقودكم إلى أعالي السماوات، أنا الذي سيريكم الآب السرمدي. سأقيمكم بيدي اليمين". (35)

ويقول ارستيدس الاثيني ( احد الاباء المدافعين من القرن الثاني ): و صلب من اليهود و شهد له بأنه عاش ثانية بعد ثلاثة ايام و صعد إلي السماوات . و انطلق هؤلاء الاثنا عشر تلميذاً إلي الاجزاء المعروفه من العالم و اعلنوا عظمته و رحمته و اهتمامه الجاد بنا . من اجل ذلك يُسمي الذين يؤمنون بهذه الدعوة مسيحيين . و قد اصبحوا معروفين جداً اليوم بهذا الاسم . (36)

و لا يسعني الوقت ان اكتب ايضاً عن ما قاله يوستينوس و اثيناغوراس و اكليمندس السكندري و اوريجينوس عن قيامة المُخلص .. فيمكنك ان ترفض رسالة يسوع و لا تقبل عمله الخلاصي و لكن لا يمكنك ان ترفض وجود شخص المسيح في التاريخ الذي غير معالم التاريخ و قسمه و كتب عنه حتي المؤرخين غير المسيحيين و عن ميلاده و موته و قيامته , فلا يوجد مبرر و لا مجال لإحتمالات امام حقائق تاريخيه ثابته كما يقول المؤرخ العالمي ويل ديورانت (المُلحد)ولكننا إذا لم نسلم بوجود المسيح فلا مناص لنا من أن نأخذ بالفرض الضعيف جداً وهو أن شخصية يسوع قد اخترعت اختراعاً في جيل واحد؛ ولابد لنا من أن نفترض فوق ذلك أن الجالية المسيحية وجدت في روما قبل عام 52 ببضع سنين، وإلا لما كانت خليقة أن يصدر بشأنها مرسوم إمبراطوري (37)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - A Great Certainty in thise hour of world crises. wheaton, I11: van kampen press1951, p. 48

2 - Josephus, the antiquities of the jews,  81.3.3
 راجع ايضاً قصة الحضاره . لللمؤرخ المُلحد ويل ديورانت، الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 205 .
 إقرأ ايضاً القضيه المسيح . للصحفي لي ستروبل ، ترجمة سعد مقاري . نشر مكتبة دار الكلمه . ص 101

3 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت. الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 205 , 206 .
a- pliny the youner , v , 8.
  b – tacitus , annals , xv , 44 .
c – Suetonius , nero . 16 . 
d – ID , Claudius , 25 .
e – in goguel , 9 , p 184 .

4 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت. الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 206

5 - Green, micheal. Man Alife. p. 61

6 - 
Green, micheal. Man Alife. p. 36

7 - Edersheim, alfred. the life and times of jesus the messiah, vol. II . p. 25, 26.

8 - قصة اللحضاره، ويل ديورانت، القسم الثالث ، المجلد الثالث ، قيصر و المسيح . ص 239

9 - carig, william lane knowing the truth about the resurrection.p. 116, 117.

10 - Smith, therefore stand, p. 69- 70

11 - راجع المدخل الي العهد الجديد لاستاذ العهد الجديد و اللغه اليونانيه د / موريس تاوضروس ص 283

12 -
kevan, ernest f, the resurrection of christ, p. 6

13 - 
kevan, ernest f, the resurrection of christ, p. 6 

14 - Anderson, jesus christ: the witness of history, 32

15 -. Ramm, 
protestant christian evidences, 192

16 - Smith, 
 therefore stand, 230

17 - 
Anderson, jesus christ: the witness of history,, 100- 101

18 - Sparrow, - Simpson, the resurrection and the christian faith, 339

19 - Ramm, protestant christian evidences, p. 192

20 - اقدم الاباء الرسوليين يقال أنّه أحد معاوني القدّيس بولس في الخدمة، وهو نفسه الذي ذكره الرسالة في رسالته إلى أهل فيلبّي (في٤: ٣). نادى بهذا العلاّمة أورجين ونقله يوسابيوس (H. E. 2:15 ) فچيروم (De vir Illus., ch ) ثم تناقله كثيرون من بعدهم. كتب رسالته هذه و المسماه بالاولي في روما تقريباً في ذات الوقت الذي كان يكتب فيه يوحنا اللاهوتي سفر الرؤيا . [ للمزيد راجع الاباء الرسوليين للقمص تادرس يعقوب مالطي ص 56 و ما بعدها . - الاباء الرسوليين الجزء الاول . رسائل اكليمندس الاولي و الثانيه ترجمة د/ جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه . المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . ص 462 , 463 ]

21 - اكليمندس الروماني . رسالته الاولي إلي الكورنثيين . ترجمة و ملاحظات د / وليم سليمان قلاده . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . فصل 24 , ص 35

22 - ولد ما بين عامي ٣٠، ٣٥م؛ سوري الأصل على الأرجح، هليني الثقافة، وثني. يرى أناستاسيوس الكتبي (Amastase le Bibliothécaire, 2:42. PG. 5:404 ) الذي عاش في القرن التاسع أنّه ذاك الطفل الذي حمله السيّد المسيح مقدّما إياه مثالاً للتواضع (مت١٨: ٢-٤) . بعد محاوره له مع والي سوريا امر الوالي بأن يذهب مقيداً إلي روما لتلتهمه الاسود هناك . و في طريقه من سوريا إلي روما قابله الكثير من اساقفة الكنائس و رعاياها الذين كانوا و كتب رسائله السبع المشهوره . و نال اكليل الشهاده في روما و تعيد له كنيستنا القبطيه في 7 ابيب [ للمزيد راجع الاباء الرسوليين للقمص تادرس يعقوب مالطي ص 88 و ما بعدها . - الاباء الرسوليين الجزء الثاني . رسائل اغناطيوس الانطاكي . ترجمة د/ جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه . المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . ص 464 , 465 ]

23 - الرساله إلي مغنيسيا . فقره 11 ص 38 . رسائل إغناطيوس الانطاكي . ترجمة د / جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه

24 - الرساله إلي ترال . فقرات 1 , 9 . ص 55 , 56 . رسائل إغناطيوس الانطاكي . ترجمة د / جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه ) ( راجع ايضاً : رسالته إلي سميرنا [ ازمير ] فقرات 1 , 6 , 7

25 - هو تلميذ القديس يوحنا الحبيب تلميذ الرب وقد تقابل مع غيره من الرسل الذين رافقوا الرب , و قد اقامه يوحنا اسقفاً علي سميرنه و صار فيما بعد بطريركاً علي اسيا [ للمزيد راجع رسائل اقليمس الروماني و إغناطيوس الانطاكي و بوليكاربوس السميرني ترجمة و تقديم سعد الله سميح جحا ص 163 و ما بعدها . – الاباء الرسوليون للقمص تادرس يعقوب ص 125 و ما بعدها . – رسالة القديس بوليكاربوس إلي اهل فيلبي . الاباء الرسوليون الجزء الثالث . ترجمة د / جرجس كامل يوسف المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح ص 462 , 463 ]

26 - القديس بوليكاربوس إلي اهل فيلبي . الاباء الرسوليون الجزء الثالث . ترجمة د / جرجس كامل يوسف فقره 1 ص 12
27 - الرساله إلي ديوجينتس . سلسلة الاباء الرسوليين الجزء الخامس ص 30 , 32 . ترجمة د / جرجس كامل يوسف – عماد عاطف , تحرير مينا فؤاد توفيق إصدار دار النشر الاسقفيه .

28 - شرح الكرازه الرسوليه . ترجمة د / نصحي عبد الشهيد . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . ص 128 تعليقاً علي قضيب من جزع يسي

29 - شرح الكرازه الرسوليه ص 129

30 - شرح الكرازه الرسوليه فقره 73 ص 136 , 137

31 - شرح الكرازه الرسوليه فقره 83 ص 141 , 142

32 - Tertullian, WQSFT, as cited in Roberts, ANCL, 94

33 - Tertullian, WQSFT, as cited in Roberts, ANCL, 95

34 - Epiphanius , Panarion hear, 70 / 10 … Epiphanius , eccles . hist , 5 , 23 ... المسيح في الاعياد اليهوديه للراهب القمص رافائيل البراموسي ص 99

35 - Paschal Homily, 100-102 . عن كتاب الحب الالهي . للاب تادرس يعقوب مالطي . ص 755 .. و قد ترجمت رسائله الفصحيه إلي اللغه العربيه اكثر من ترجمه احدها بأسم رحلة عبورنا إلي القيامه عن اسرة القديس ديديموس الضرير ترجمة أ/ ريمون يوسف إصدار كنيسة مارجرجس لاسبورتينج .. و ترجمه أُخري قام بها الاب صبحي حموي اليسوعي صدرت بإسم ميلتون اسقف ساردس و رسالته في الفصح . عن دار المشرق ببيروت و تقوم بتوزيعها في مصر مكتبة العائله و دار بناريون للنشر و التوزيع

36 - ارستيدس الاثيني . الدفاع 2 : 6 – 8 .. المسيحيون الاوائل . ايرهارد ارنولد . ترجمة د/ هناء عزيز حبيب . ص 168

37 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت . الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 206



اعداد /  أمجد بشارة 

تاريخية القيامه و الرد على المسيح اسطورة

تاريخية القيامه

لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ ( 2 بط 1 : 16 )

اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا... 2فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. 3الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا ( 1 يو 1 : 1 – 3 )

بتجسد الله ودخوله بجسد بشري في حيز الزمان والمكان غير بوجوده التاريخ، فبتجسد ابن الله انقسم التاريخ إلي ما قبل مجيئه وما بعده . فنحن نؤمن بشخص حي وجد في التاريخ وأثر فيه  وأثرَّ في اشخاص عايشوه وعاصروه حتي ان التاريخ لا يمكن ان يغفل شخصية يسوع بكل ما عمله وعَلَّمه. فيقول كيلفورد هيريثيل مور الأستاذ بجامعة هارفارد: «عرفت المسيحية مخلصها وفاديها ليس كإله يقبع تاريخه في إيمان أسطوري ذو عناصر فظة وبدائية وبذيئة.. كان يسوع شخصية تاريخية وليست أسطوريةولم تفرض أسطورة غريبة أو فاسدة نفسها على المؤمن المسيحي، فإيمانه مؤسس على حقائق إيجابية تاريخية مقبولة». (1).

واقدم إشاره غير مسيحيه عن شخص المسيح يقدمها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودي الشهير قائلاً في كتابه الآثار: كان في ذلك الوقت رجل حكيم اسمه يسوع، لو كان لنا أن ندعوه رجلاً، لأنه كان يصنع العجائب، وكان معلماً لمن كانوا يتقبَّلون الحق بابتهاج. وجذب إليه الكثيرين من اليهود والأمم على حد سواء. وكان هو المسيح، وعندما أصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلْب، بإيعاز من رؤسائنا، لم يتركه أتباعه الذين أحبوه من البداية، إذ أنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، كما تنبأ أنبياء الله عن هذه الأشياء وعن آلاف الأشياء العجيبة المختصة به. وجماعة المسيحيين، المدعوين على اسمه، مازالوا موجودين حتى هذا اليوم. (2)

 و يسرد لنا المؤرخ العالمي ويل ديورانت في موسوعته الشهيره قصة الحضاره المراجع التاريخية الاولي عن المسيح قائلاً: وأقدم ما لدينا من إشارات إلى المسيح في أدب الوثنيين ما ورد في خطاب كتبه بليني الأصغر Pliny (حوالي 110) ، يستشير فيه تراجان Trajan عما يعامل به المسيحيين وبعد خمس سنين من ذلك الوقت وصف تاسيتوس Tacitus اضطهاد نيرون Nero للكريستياني ( المسيحيين ) Christiani في روما ويقول إنهم في ذلك الوقت (64م) كان لهم أتباع في جميع أنحاء الإمبراطورية (a). وهذه الفقرة شبيهة بكتابات تاسيتوس (b) في أسلوبه، وقوته، وتحيزه شبها له يرتب معه أحد من الباحثين الدروز Drews وحده في صدورها من هذا الكتاب.
 ويذكر سوتونيوس Suetonius (حوالي 125) خبر هذا الاضطهاد نفسه (c)، كما يذكر نفي كلوديوس Claudius (حوالي 52) "اليهود الذين أثاروا اضطرابات عامة بتحريض المسيح" Impulsore Chresto)) (d). وتتفق هذه الفقرة اشد الاتفاق مع ما ورد في إصحاح أعمال الرسل من أن كلوديوس أصدر مرسوماً أوجب فيه على "اليهود أن يخرجوا من روما"...
ويقول ثالُس Thallus وهو كاتب وثني عاش في منتصف ذلك القرن الأول في جزء من كتاب احتفظ لنا بها يوليوس افركانس Julius Africanus إن الظلمة العجيبة التي يقال إنها حدثت وقت موت المسيح، كانت ظاهرة طبيعية محضة، ولم تكن أكثر من مصادفة عادية.
 (e)(3)،

 و يستمر الكاتب ويل ديورانت في حديثة عن حقيقة يسوع التاريخي قائلاً : أما وجود المسيح فهو عند هذا الكاتب قضية مسلم بها مفروغ من صحتها. وقصارى القول أن نكران ذلك الوجود لم يخطر على ما يظهر لأشد المخالفين لليهودية أو لليهود المعارضين للمسيحية الناشئة في ذلك الوقت (4) .

هذا عن يسوع التاريخ .. اما عن القيامه كحقيقه تاريخيه فيوضح لنا مايكل جرين ذلك قائلاً: إن المسيحية لا تعتبر القيامة واحدة من بين عقائد كثيرة تؤمن بها. إذ أنه بدون الإيمان بالقيامة، لا تبقى هناك مسيحية على الإطلاق وبدونها ما أمكن للكنيسة أن تقوم في البداية، ولأخفقت بشارة يسوع بموته. فالمسيحية تقوم على حقيقة القيامة أو تسقط بدونها. ومتى انتفت القيامة، تلاشت المسيحية. والمسيحية ديانة تاريخية فهي تنادي بأن الله قد تدخَّل بنفسه في التاريخ البشري، وها هي الحقائق لتتفحصها بنفسك بأكثر دقة، وتدرسها دراسة نقدية كما تشاء. (5) و يتحدث مايكل جرين عن تواجد مصدر علماني له جذور قديمة تؤيد شهادة القبر الفارغ. هذا الدليل هو ما يسمى «مرسوم الناصرة»، وقد سمي كذلك على اسم المدينة التي وجد فيها. وهو مرسوم امبراطوري يتكلم عن قيامة يسوع، ويختص بفترة حكم طيباريوس (14- 37م) أو كلوديوس (41- 54م)، وهو مرسوم كله ذمّ وانتقاد، ويحوي تحريمات متعددة ضد الاهتمام بموضوع القبور والأموات! ويبدو أن موضوع القبر الفارغ قد وصل إلى روما بشكل مشوَّه (كان على بيلاطس أن يبلغ روما، ومن الواضح أنه قال في أحد تقاريره إن هذا القبر بالذات قد نُهب)، وكان هذا المرسوم رد الفعل على ذلك. (6). بل انه لا توجد شهاده واحده قديمه تنافي مسيح التاريخ او القيامه المجيده ويعلق على ذلك المحامي الإنجليزي الشهير فرانك موريسون: «في كل الكتابات المتفرقة وردود الأفعال التي وصلتنا عن ذلك الزمن البعيد على شكل حوارات وجدل قديم دائر، لم يخبرنا أحد أن هناك شخصاً مسئولاً أكد أن جسد يسوع كان لا يزال في القبر، ولم يعط لنا سوى أسباب عن عدم تواجد الجسد هناك. وباستجلاء كل هذه السجلات القديمة لا نجد سوى حقيقة واحدة، هي أن القبر كان فعلاً فارغاً. هل يمكن لنا حينذاك أن ننكر تلك الحقائق التي أجمع شارك فيها الجميع بكل تأكيد؟ في الواقع يصعب علينا تحقيق ذلك. لأن تتابع المصادفات في منتهى القوة. (7).

و يتسائل المؤرخ ويل ديورانت عن ما إذا كان قد أُغمي عليه وأفاق وهكذا قام قائلاً : ترى هل مات حقاً؟ لقد كان اللصان اللذان إلى جانبه لا يزالان على قيد الحياة، ولقد كسر الجنود ساقهما حتى تتحمل أيديهما ثقل جسمهما، فيؤثر ذلك في حركة الدم ويقف القلب بعد قليل. غير أن هذا لم يحدث في حالة عيسى، وإن كان قد قيل إن جندياً طعنه في قلبه بحربة، فانبثق الدم من الجرح أولاً ثم خرج بعده مصل الدم. وأبدى بيلاطس دهشته من أن يموت رجل بعد ست ساعات من صلبه؛ ولم يوافق على أن يُرفع جسد المسيح عن الصليب إلا بعد أن أكد له قائد المائة المكلف به أنه قد مات.(8)

وفي هذا كله نري المسيح الشخص الذي غير بظهوره التاريخ ويشهد له حتي الوثنيون اهم افعال قام بها وبموته علي الصليب وقيامته دون ان يقصدوا ان يثبتوا بعد آلاف السنين انه كان يوجد شخص اسمه يسوع حدثت معه هذه الاشياء، ولكنها يد الله التي تعمل في مجري التاريخ، ضابط الكل الذي لا يترك نفسه بلا شاهد في كل عصر.

وفي الكتابات المسيحية نجد ان قيامة المسيح هي الاساس الراسخ في كل كتاب مسيحي بدءاً من رسائل بولس مروراً بالاناجيل والرؤيا وبداية الكتابات الرسوليه وعصر المجامع وحتي عصرنا الحالي فقيامة المسيا هي اساس ايماننا وبرهان خلاصنا، ويقول وليم لين كريج: «لم يكن للإيمان المسيحي أن يقوم دون عقيدة القيامة فلولا القيامة لبقى التلاميذ يائسين منهزمين. ولو ظلوا يتذكرون معلمهم المحبوب يسوع، لكانت ذكرى الصلب كفيلة بأن تسكت فيهم أي رجاء في أن يكون هو المسيا، ولبقى الصليب يمثل النهاية المخزية والحزينة لحياته. ومن ثم فإن المسيحية مؤسسة على اعتقاد التلاميذ الأقدمين في أن الله قد أقام يسوع من الأموات». (9)، ويقول ولبر سميث: منذ اليوم الأول الذي شاءت فيه العناية الإلهية أن تمنحها الحياة، أجمعت الكنيسة المسيحية على الشهادة بإيمانها في قيامة المسيح. ويمكننا أن نقول إن القيامة هي إحدى العقائد والركائز الأساسية للكنيسة، ومن ثم فهي تتخلل كتابات العهد الجديد، حتى أنك إن أزلت كل نص يضم إشارة للقيامة من العهد الجديد، سيصبح لديك مجموعة كتابات مبتورة لا يمكن فهمها. ولقد كانت القيامة جزءاً لا يتجزأ من حياة المسيحيين الأوائل. فهي تظهر كحقيقة على قبورهم وفي الرسوم المنقوشة في سراديب القبور، كما أنها تغلغلت في الترانيم المسيحية وأصبحت أحد أهم الموضوعات في الكتابات الدفاعية العظيمة عن المسيحية في القرون الأربعة الأولى. كما كانت القيامة هي الموضوع الأساسي للكرازة في عصر مجمع نيقية. كما دخلت ضمن قوانين الإيمان التي وضعتها الكنيسة، فنجدها في قانون الإيمان الرسولي وفي جميع قوانين الإيمان الأخرى اللاحقة. إن جميع شواهد العهد الجديد تؤكد أن مضمون الأخبار المفرحة أو الإنجيل لم تكن «اتّبع هذا المعلم وافعل الصالحات» ولكن «أن يسوع قد قام» ولا يمكنك أن تنتزع القيامة من المسيحية دون أن تغيّر طبيعتها جذرياً وتفسد كيانها. (10).

اقدم و اهم الكتابات المسيحيه التي تحدثت عن القيامه هي الرساله الاولي إلي اهل كورنثوس و بخاصة الاصحاح الخامس عشر و التي كتبها بولس الرسول من افسس ما بين عامي ( 57 : 64 م )(11). ويقول عنها الاستاذ كيفان: «ليست هناك وثائق أكثر قيمة من الرسائل التي كُتبت في ذلك العصر لإثبات صحة واقعة تاريخية معينة حدثت آنذاك». (12) ويكمل قائلاً : «وهناك الأدلة القاطعة لرسائل الرسول بولس التي كُتبت في ذلك العصر. وتشكِّل هذه الرسائل أقوى أنواع الأدلة التاريخية. وتنتمي الرسائل الموجهة إلى أهل غلاطية وكورنثوس ورومية إلى زمن رحلات بولس التبشيرية وترجع إلى حوالي 55- 58م، وقد أجمعت معظم الآراء على صحة وتاريخ هذه الرسائل. وهذا البرهان على قيامة المسيح قريب جداً من هذه الحادثة، إذ أن الفترة بين قيامة المسيح وبين كتابة هذه الرسائل لا تتعدى 25 عاماً. وبما أن بولس نفسه يصرح بأن موضوع رسالته هو نفسه الموضوع الذي تحدث إليهم عنه عندما كان معهم، فإن هذا يقترب بهذه الشهادة إلى زمن أقدم». (13)

من بعدها يأتي سفر أعمال الرسل وهو قصة الكنيسه التي نشأت وتأسست وتنامت علي اساس حدث القيامه ويقول چ. سبارو- سمبسون: كانت قيامة المسيح هي أساس المسيحية في العصر الرسولي، ويرجـع ذلـك إلى أسباب تتصل بالعقيدة وبالأدلة على حد سواء... فوعي الرسل بالطبيعــة الأساسية والجوهـريـة للقيامة واضـح من الـمكانـة التـي تشغلـهـا في شهادتهـم. فكـان الرسـول يعين شاهـداً بالقيامـة (أعمال 1: 22). وكان مضمون بشارة بولس بالمسيحية يعرف لدى الأثينيين بأنه «يسوع والقيامة» (أعمال 17: 18) ويؤكد سفر الأعمال مراراً في بدايته على أن: «يسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك». (14) . ويتحدث برنارد رام عن الطبيعة القانونية لكتابات العهد الجديد فيقول: «في الأصحاح الأول من سفر الأعمال يخبرنا لوقا أن يسوع أراهم نفسه حياً «ببراهين كثيرة»، وهو تعبير يستخدم للإشارة إلى أقوى أنواع الأدلة القانونية»(15). ويقول ولبر سميث:وهكذا نرى أن كل ما قاله بطرس عن المسيح يعتمد ويقوم كليةً على حقيقة القيامة. فبدون القيامة لا يمكن البرهان على أن يسوع هو المسيا الملك. وبدونها لظلَّ انسكاب الروح القدس سراً غامضاً. وبدونها لما كان للرسل أن يكرزوا. ولبقى المزمور السادس عشر ينتظر المسيا الذي يحقق نبواته في المستقبل. ولكان يسوع قد نال الاستحسان الإلهي كما تشهد بذلك أعماله، وهو استحسان على حياته فقط، هذه التي انتهت كحياة أي نبي آخر لم تستطع الأمة احتماله. وهكذا نرى أن الموعظة المسيحية الأولى مؤسسة على مكانة يسوع القائم من الأموات. (16)

و بعد ان رأينا شهادة التاريخ و الوثائق القديمه و العهد الجديد كأقدم شهاده عن يسوع القائم من بين الاموات . لنأخذ جوله سريعه في كتابات اباء الكنيسه من الذين استلموا التعليم عن الرسل ( الاباء الرسوليين ) إلي اباء القرن الثاني و الثالث الميلادي لنضمهم إلي أقدم الشهادات عن قيامة مُخلصنا الله ..

يقول عن هذه الكتابات چ. ن. د. أندرسون مقتبساً قول س. ف. د. مول الأستاذ بجامعة كمبريدچ: «منذ بداية المسيحية ووجود المسيحيين يرتبط بعقيدتهم بقيامة يسوع من الأموات. وليست هناك علَّة أخرى يمكن أن تفسير وجودهم... وفي العهد الجديد ليس هناك دليل واحد على أن المسيحيين دافعوا عن فلسفة حياة جديدة أو مذهب أخلاقي حديث. فعملهم الوحيد كان الشهادة بهذه الحادثة التي يؤمنون بها- أي قيامة يسوع من بين الأموات. والأمر الوحيد الذي دافع عنه المسيحيون كان الإعلان بأن يسوع قد قام من الأموات بحسب الترتيب الإلهـي، ومـا يتـرتـب على ذلك من اعتباره ابن الله الوحيد والـممثـل عن الإنسان، وينتج عن ذلك مفهوم السبيل إلى الـمصالحـة. (17)، و يقول ايضاً سبارو- سمبسون: «لا شك أن القيامة تحتل المكانة التالية بعد تجسُّد المسيح في الكتابات المسيحية الأولى.وهناك إشارات كثيرة لها في العصر ما بعد الرسولي، كما توجد رسائل كاملة مخصصة لموضوع القيامة كتبت في القرن الثاني مثل أعمال أثينا جوراس وچاستن مارتر ( يوستينوس الفيلسوف و الشهيد )». (18)، ويعلق برنارد رام قائلاً: «في كل من التاريخ الكنسي وتاريخ العقيدة نجد القيامة حقيقة ثابتة منذ العصور المبكرة. فيذكرها أكليمندس الروماني في رسالته إلى كورنثوس (95م)، كما تذكرها وثائق التاريخ الكنسي المبكر خلال عصر الآباء. كما ترد في جميع قوانين الإيمان الرسوليولم يعارضها أحد». (19) و هذا الصمت من جهة اعداء المسيحيه الاولي ليس له تفسير آخر سوي ان قبر المسيح صار فارغاً بعد القيامه فلو لم يكن المسح قد قام لما صمت هؤلاء بل لوقفوا امام بشارة التلاميذ و الرسل قائلين هوذا قبره موجود إلي اليوم ..


يكتب اكليمندس الروماني: (20) فلنلاحظ أيها الأحباء كيف يصور لنا السيد باستمرار القيامة المقبلة، التى أعطانا باكورتها فى الرب يسوع المسيح، بإقامته إياه من الأموات. 2 ـ لنتأمل يا أحبائى القيامة التى يتوالى حدوثها فى كل الأوقات. 3 ـ فالنهار والليل يعلنان لنا قيامةً، إذ يستغرق الليل فى اليوم ، وينهض النهار، ثم يُولى النهار ويأتى بعده الليل. (21) و يكمل بعدها في امثله عن القيامه و انها برهنه علي القيامه العامه في المجئ الثاني.


ويقول اغناطيوس الانطاكي: (22) أريد ان اُحذركم ألا تقعوا في مخالب الاراء العقيمه بل ان تصيروا مقتنعين بالكامل بميلاد و آلام و قيامة وقعت كلها أثناء زمن حكم بيلاطس البنطي. وهي الامور التي تمت بالفعل و بكل يقين بيسوع المسيح رجائنا , راجياً الا يحيد عنها اي احد منكم ابداً. (23) ويقول ايضاً : بآلام يسوع المسيح ربنا حين نقوم لنكون معه ... يسوع المسيح الذي مات لإجلنا حتي بإيمانكم بموته تنجون من الموت ... صموا أذانكم إذن , حين يتكلم احدُ بمعذل عن يسوع المسيح , الذي كان من نسل داود , و الذي كان ابن مريم , و المولود حقاً , الذي اكل و شرب ايضاً , و إضُطهد بالحقيقة في حكم بيلاطس البنطي , الذي صُلِبَ حقاً و مات و نظروه الذين في السماء و علي الارض . و الذي فوق ذلك قام من الموت , حين اقامه ابوه . و بنفس الطريقة يُقيمنا ايضاً ابوه ففي المسيح يسوع نحن الذين نؤمن به . بدونه ليست لنا حياة حقيقة فينا . (24)

وبوليكاربوس اسقف سميرنا ايضاً يكتب: (25) امنوا بمن اقام ربنا يسوع المسيح من الاموات و اعطاه مجداً و كلله عن يمين عرشه . له يخضع كل ما في السماء و ما علي الارض , و الذي تعبده كل نسمه , و الذي يأتي ليدين الاحياء و الاموات ... و الذي اقامه من الاموات يقيمنا نحن ايضاً إن فعلنا مشيئته و سلكنا حسب وصاياه . (26)

و جاء في الرساله إلي ديوجينتس: ( كتبت حوالي 150 : 200 م ) و فوق ذلك يصير الخلاص معلوماً و يتعلم الرسل , و يتقدم فصح ( قيامة ) الرب، و يلتئم شمل جماعة المُصلين، و تترتب كل الامور في نسق و و يتهلل الكلمه و هو يُعلم القديسيين، الكلمه الذي به يتمجد الآب، له المجد إلي الأبد آمين. (27)

ويقول القديس ايرنيئوس ( من اباء القرن الثاني ): أن المسيح عندما يقوم سوف يسود على الأمم،لذلك كان يجب أن يموت ويقوم لكى يعترف الجميع ويؤمنون بأنه هو ابن الله والملك. كذلك يقول النبى بعد ذلك: "ويكون قيامه كرامه"، أى المجد، لأنه عندما قام مُجد كإله. (28) وأيضًا يقول نبى آخر: " وفي ذلك اليوم أقيم خيمة داود الساقطـة"، أى جسد المسيح، المنحدر من داود، كما قلنا سابقًا، أن المسيح بعد موته سيقوم من الأموات، لأن الجسد يُدعى خيمة. كل شهادات الكتاب تتنبأ بأن المسيح الذي أتى من نسل داود بحسب الجسد، سيدعى ابن الله، وأنه بعد موته سوف يقوم، وأنه فى الشكل سيكون إنسانًا ولكنه هو الله ذو القدرة، وأنه هو نفسه سوف يدين العالم كله، كما كان هو وحده صانع البر والخلاص.(29) وداود يتحدّث عن موت وقيامة المسيح هكذا: " أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت لأن الرب عضدنى" . وداود لم يقل هذا عن نفسه، فهو لم يقم بعد موته، لكن روح المسيح ـ كما تحدث بواسطة الأنبياء الآخرين ـ يتحدّث الآن أيضًا عن المسيح بواسطة داود: " أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت لأن الرب عضدنى"، هو يدعو الموت "نومًا" لأنه قام. (30) وعن أنه سيقوم من الأموات ويصعد إلى السموات، فقد سبق وتنبأ عنه داود بقوله: " مركبات الله ربوات ألوف مكررة. الرب فيها. صهيون في القدس. صعدت إلى العلاء. سبيت سبيًا. قبلت عطايا من الناس" . و"السبى" يشير إلى إبطَال سلطة الملائكة الساقطين. كما أنه أظهر المكان الذي سيصعد منه على الأرض نحو السماء. لأن الرب يقول: " من صهيون صعد إلى العلاء"، أى من الجبل الذي هو مقابل أورشليم ويُدعى جبل الزيتون. عندما قام الرب جمّع تلاميذه وتحدث إليهم عن ملكوت السموات، حيث صعد أمام أنظارهم ورأوا السموات تنفتح لكى تستقبله. (31)

كتب العلامه ترتليان (حوالي 160- 220م) أسقف قرطاج في شمال أفريقيا: «لكن اليهود تضايقوا من تعاليمه التي أدانت رؤساءهم وقادتهم، لأن كثيرين انحازوا إليه، وفي نهاية الأمر أحضروه للمثول أمام بيلاطس البنطي، الذي كان حاكماً رومانياً على سوريا آنذاك، ولما تعالت أصواتهم ضده، انتزعوا حكماً بصلبه». (32) وعن صعود المسيح يقول ترتليان: «وهي حقيقة أكيدة أكثر بكثير من أقوال بروكيلوس عن رومولوس» (وكان بروكيلوس حاكماً رومانياً، قال إن رومولوس ظهر له بعد موته. كل هذا فعله بيلاطس بالمسيح. ويقول ترتليان أيضاً عنه: إن تلاميذ المسيح انتشروا في العالم أجمع وفعلوا كما أمرهم سيدهم، وبعد أن قاسوا الأمرِّين من اضطهادات اليهود، وبنفس راضية إذ كان لهم إيمان ثابت بالحق، استشهدوا بسيف نيرون القاسي في النهاية فبذروا بذار الدم المسيحي في روما.(33)

وغير ذلك ايضاً اباء كثيرون فقد كتب ميلتون اسقف ساردس رسائل فصحيه كعادة الاساقفه في ذلك الوقت فيكتب المؤرخ ابيفانيوس في كتابه بناريون: كان المسيحيون الاوائل يحتفلون بقيامة السيد المسيح في موسم الفصح . و سُميَّ ( عيد القيامه ) ب ( عيد الفصح ) , لربط الرمز بالمرموز إليه . و قد استمروا يحتفلون بالقيامه بهذه الطريقه أثناء فترة الخمسة عشر اسقفاً الأوائل لأورشليم , الذين ينحدرون من أصل يهودي . فكان الاساقفه يرسلون رسالة فصحيه كل سنه لإخبار المسيحيين عن موعد وقوع عيد الفصح بحسب التقويم القمري اليهودي (34) .

ويقول ميلتون اسقف ساردس بما أنه الرب الذي لبس الطبيعة البشرية، وتألم من أجل الذي كان يتألم، ورُبط من أجل الذي كان مقيدًا، وحُكم عليه من أجل المُدان، ودُفن من أجل الذي كان مدفونًا، قام من بين الأموات، وأعلن بصوتٍ عالٍ: "من الذي يناضلني؟ فليقم أمامي! أنا أحرر المحكوم عليه. أنا أحيي الميت. أنا أقيم المدفون إلى الحياة. من يتكلم ضدي؟ يقول: أنا هو المسيح، أنا دمرت الموت، وانتصرت على العدو، ووطأت جهنم تحت قدمي، وربطت القوي، واسترددت اﻹنسان إلى أعالي السماوات، أنا هو المسيح. تعالوا إذًا يا جميع أسرى البشرية المعجونة بالخطايا، وتسلموا غفران الخطايا. لأني أنا هو غفرانكم، أنا فصح الخلاص، أنا الحمل المذبوح من أجلكم.أنا فديتكم، أنا حياتكم، أنا قيامتكم، أنا نوركم، أنا خلاصكم، أنا ملككم. أنا الذي أقودكم إلى أعالي السماوات، أنا الذي سيريكم الآب السرمدي. سأقيمكم بيدي اليمين". (35)

ويقول ارستيدس الاثيني ( احد الاباء المدافعين من القرن الثاني ): و صلب من اليهود و شهد له بأنه عاش ثانية بعد ثلاثة ايام و صعد إلي السماوات . و انطلق هؤلاء الاثنا عشر تلميذاً إلي الاجزاء المعروفه من العالم و اعلنوا عظمته و رحمته و اهتمامه الجاد بنا . من اجل ذلك يُسمي الذين يؤمنون بهذه الدعوة مسيحيين . و قد اصبحوا معروفين جداً اليوم بهذا الاسم . (36)

و لا يسعني الوقت ان اكتب ايضاً عن ما قاله يوستينوس و اثيناغوراس و اكليمندس السكندري و اوريجينوس عن قيامة المُخلص .. فيمكنك ان ترفض رسالة يسوع و لا تقبل عمله الخلاصي و لكن لا يمكنك ان ترفض وجود شخص المسيح في التاريخ الذي غير معالم التاريخ و قسمه و كتب عنه حتي المؤرخين غير المسيحيين و عن ميلاده و موته و قيامته , فلا يوجد مبرر و لا مجال لإحتمالات امام حقائق تاريخيه ثابته كما يقول المؤرخ العالمي ويل ديورانت (المُلحد)ولكننا إذا لم نسلم بوجود المسيح فلا مناص لنا من أن نأخذ بالفرض الضعيف جداً وهو أن شخصية يسوع قد اخترعت اختراعاً في جيل واحد؛ ولابد لنا من أن نفترض فوق ذلك أن الجالية المسيحية وجدت في روما قبل عام 52 ببضع سنين، وإلا لما كانت خليقة أن يصدر بشأنها مرسوم إمبراطوري (37)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - A Great Certainty in thise hour of world crises. wheaton, I11: van kampen press1951, p. 48

2 - Josephus, the antiquities of the jews,  81.3.3
 راجع ايضاً قصة الحضاره . لللمؤرخ المُلحد ويل ديورانت، الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 205 .
 إقرأ ايضاً القضيه المسيح . للصحفي لي ستروبل ، ترجمة سعد مقاري . نشر مكتبة دار الكلمه . ص 101

3 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت. الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 205 , 206 .
a- pliny the youner , v , 8.
  b – tacitus , annals , xv , 44 .
c – Suetonius , nero . 16 . 
d – ID , Claudius , 25 .
e – in goguel , 9 , p 184 .

4 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت. الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 206

5 - Green, micheal. Man Alife. p. 61

6 - 
Green, micheal. Man Alife. p. 36

7 - Edersheim, alfred. the life and times of jesus the messiah, vol. II . p. 25, 26.

8 - قصة اللحضاره، ويل ديورانت، القسم الثالث ، المجلد الثالث ، قيصر و المسيح . ص 239

9 - carig, william lane knowing the truth about the resurrection.p. 116, 117.

10 - Smith, therefore stand, p. 69- 70

11 - راجع المدخل الي العهد الجديد لاستاذ العهد الجديد و اللغه اليونانيه د / موريس تاوضروس ص 283

12 -
kevan, ernest f, the resurrection of christ, p. 6

13 - 
kevan, ernest f, the resurrection of christ, p. 6 

14 - Anderson, jesus christ: the witness of history, 32

15 -. Ramm, 
protestant christian evidences, 192

16 - Smith, 
 therefore stand, 230

17 - 
Anderson, jesus christ: the witness of history,, 100- 101

18 - Sparrow, - Simpson, the resurrection and the christian faith, 339

19 - Ramm, protestant christian evidences, p. 192

20 - اقدم الاباء الرسوليين يقال أنّه أحد معاوني القدّيس بولس في الخدمة، وهو نفسه الذي ذكره الرسالة في رسالته إلى أهل فيلبّي (في٤: ٣). نادى بهذا العلاّمة أورجين ونقله يوسابيوس (H. E. 2:15 ) فچيروم (De vir Illus., ch ) ثم تناقله كثيرون من بعدهم. كتب رسالته هذه و المسماه بالاولي في روما تقريباً في ذات الوقت الذي كان يكتب فيه يوحنا اللاهوتي سفر الرؤيا . [ للمزيد راجع الاباء الرسوليين للقمص تادرس يعقوب مالطي ص 56 و ما بعدها . - الاباء الرسوليين الجزء الاول . رسائل اكليمندس الاولي و الثانيه ترجمة د/ جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه . المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . ص 462 , 463 ]

21 - اكليمندس الروماني . رسالته الاولي إلي الكورنثيين . ترجمة و ملاحظات د / وليم سليمان قلاده . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . فصل 24 , ص 35

22 - ولد ما بين عامي ٣٠، ٣٥م؛ سوري الأصل على الأرجح، هليني الثقافة، وثني. يرى أناستاسيوس الكتبي (Amastase le Bibliothécaire, 2:42. PG. 5:404 ) الذي عاش في القرن التاسع أنّه ذاك الطفل الذي حمله السيّد المسيح مقدّما إياه مثالاً للتواضع (مت١٨: ٢-٤) . بعد محاوره له مع والي سوريا امر الوالي بأن يذهب مقيداً إلي روما لتلتهمه الاسود هناك . و في طريقه من سوريا إلي روما قابله الكثير من اساقفة الكنائس و رعاياها الذين كانوا و كتب رسائله السبع المشهوره . و نال اكليل الشهاده في روما و تعيد له كنيستنا القبطيه في 7 ابيب [ للمزيد راجع الاباء الرسوليين للقمص تادرس يعقوب مالطي ص 88 و ما بعدها . - الاباء الرسوليين الجزء الثاني . رسائل اغناطيوس الانطاكي . ترجمة د/ جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه . المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . ص 464 , 465 ]

23 - الرساله إلي مغنيسيا . فقره 11 ص 38 . رسائل إغناطيوس الانطاكي . ترجمة د / جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه

24 - الرساله إلي ترال . فقرات 1 , 9 . ص 55 , 56 . رسائل إغناطيوس الانطاكي . ترجمة د / جرجس كامل يوسف . إصدار دار النشر الاسقفيه ) ( راجع ايضاً : رسالته إلي سميرنا [ ازمير ] فقرات 1 , 6 , 7

25 - هو تلميذ القديس يوحنا الحبيب تلميذ الرب وقد تقابل مع غيره من الرسل الذين رافقوا الرب , و قد اقامه يوحنا اسقفاً علي سميرنه و صار فيما بعد بطريركاً علي اسيا [ للمزيد راجع رسائل اقليمس الروماني و إغناطيوس الانطاكي و بوليكاربوس السميرني ترجمة و تقديم سعد الله سميح جحا ص 163 و ما بعدها . – الاباء الرسوليون للقمص تادرس يعقوب ص 125 و ما بعدها . – رسالة القديس بوليكاربوس إلي اهل فيلبي . الاباء الرسوليون الجزء الثالث . ترجمة د / جرجس كامل يوسف المقدمه . – الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح ص 462 , 463 ]

26 - القديس بوليكاربوس إلي اهل فيلبي . الاباء الرسوليون الجزء الثالث . ترجمة د / جرجس كامل يوسف فقره 1 ص 12
27 - الرساله إلي ديوجينتس . سلسلة الاباء الرسوليين الجزء الخامس ص 30 , 32 . ترجمة د / جرجس كامل يوسف – عماد عاطف , تحرير مينا فؤاد توفيق إصدار دار النشر الاسقفيه .

28 - شرح الكرازه الرسوليه . ترجمة د / نصحي عبد الشهيد . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . ص 128 تعليقاً علي قضيب من جزع يسي

29 - شرح الكرازه الرسوليه ص 129

30 - شرح الكرازه الرسوليه فقره 73 ص 136 , 137

31 - شرح الكرازه الرسوليه فقره 83 ص 141 , 142

32 - Tertullian, WQSFT, as cited in Roberts, ANCL, 94

33 - Tertullian, WQSFT, as cited in Roberts, ANCL, 95

34 - Epiphanius , Panarion hear, 70 / 10 … Epiphanius , eccles . hist , 5 , 23 ... المسيح في الاعياد اليهوديه للراهب القمص رافائيل البراموسي ص 99

35 - Paschal Homily, 100-102 . عن كتاب الحب الالهي . للاب تادرس يعقوب مالطي . ص 755 .. و قد ترجمت رسائله الفصحيه إلي اللغه العربيه اكثر من ترجمه احدها بأسم رحلة عبورنا إلي القيامه عن اسرة القديس ديديموس الضرير ترجمة أ/ ريمون يوسف إصدار كنيسة مارجرجس لاسبورتينج .. و ترجمه أُخري قام بها الاب صبحي حموي اليسوعي صدرت بإسم ميلتون اسقف ساردس و رسالته في الفصح . عن دار المشرق ببيروت و تقوم بتوزيعها في مصر مكتبة العائله و دار بناريون للنشر و التوزيع

36 - ارستيدس الاثيني . الدفاع 2 : 6 – 8 .. المسيحيون الاوائل . ايرهارد ارنولد . ترجمة د/ هناء عزيز حبيب . ص 168

37 - قصة الحضاره . لللمؤرخ ويل ديورانت . الجزء الثالث من المُجلد الثالث [ قيصر و المسيح ] ص 206



اعداد /  أمجد بشارة 

الفداء الخلاصي كما شرحه اثناسيوس

الفداء الخلاصي كما شرحه اثناسيوس


لأن مجد الله الآب هو: أن يوجد الإنسان الذى كان قد خلق ثم هلك، وهو: أن يحيا الذي مات، وهو: أن يصير الإنسان هيكل الله. ولأن القوات السمائية من ملائكة ورؤساء ملائكة كانت تعبده دائمًا، فإنهم الآن أيضًا يسجدون للرب باسم يسوع، فهذه النعمة وهذا التمجيد العالي إنما هو لنا، وإنه بالرغم من أنه صار إنسانًا وهو ابن الله فإنه يُعبَدلذلك لن تُدهَش القوات السمائية حينما ترانا نحن جميعًا ـ المتحدين معه فى نفس الجسد ـ داخلين إلى مناطقهم (السمائية)، وهذا قطعًا ـ لم يكن ممكنًا أن يحدث بأية طريقة أخرى، اللهم إلاّ إذ كان هذا الذي كان موجودًا في صورة الله، قد أتخذ لنفسه صورة العبد، وأذل ذاته، راضيًا بأن يصل جسده حتى إلى الموت.

 انظروا إذن، كيف أن ذلك الذي يعتبر عند الناس، جهالة الله بسبب تحقير الصليب، قد صار أكثر الأشياء كرامة، ذلك أن قيامتنا به معتمدة عليه، وليس إسرائيل وحده الذي يعتمد عليه بل كل الأمم ـ كما سبق وأنبأ النبى: يتركون أصنامهم ويتعرّفون على الإله الحقيقي أبى المسيح، وابتداعات الشياطين قد أُبطِلَت، والإله الحقيقي وحده هو الذي يُعبَد باسم ربنا يسوع المسيح. أما عبادة الرب الذي صار في الجسد البشرى، ودعى يسوع، والإيمان به كابن الله ـ والتعرّف على الآب بواسطته، فهو أمر جلى، كما قلنا، أنه ليس اللوغوس بسبب كونه لوغوس هو الذي حصل على مثل هذه النعمة، بل نحن. (1)  . لأنه سابقًا إذ كان العالم ـ كمسئول ـ وكان يدان بواسطة الناموس، أما الآن فإن اللوغوس أخذ الدينونة على نفسه، وبتألمه لأجل الجميع بالجسد. وهب الخلاص للجميع. هذا ما رآه يوحنا فصاح قائلاً       " الناموس بموسى أعطى. أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا " (يو17:1). فالنعمة أفضل من الناموس، والحقيقة أفضل من الظل.(2) .

و لأنه لا يجب أن يكون الفداء عن أى طريق آخر سوى عن طريق ذاك الذي هو رب بالطبيعة، لئلا بعد أن خلقنا الابن فإننا ندعو لنا ربًا آخر، أو نسقط في الحماقة الآريوسية والوثنية بأن نعبد المخلوق من دون خالق جميع الأشياء .(3) لأنه رغم أنه صار إنسانًا ودُعىّ باسم "يسوع" كما سبق أن قلنا، إلاّ أن قَدرِه لم ينقص بالآلام البشرية. بل بالحرى، فإنه بصيرورته إنسانًا قد برّهن أنه رب الأحياء والأموات. (4)

و يلخص عمل الفداء الخلاصي للمسيا في كتابه تجسد الكلمه كما يلي :
وهكذا إذ اتخذ جسدًا مماثلاً لطبيعة أجسادنا، وإذ كان الجميع خاضعين للموت والفساد، فقط بذل نفسه للموت عوضًا عن الجميع، وقدمه للآب. كل هذا فعله من أجل محبته للبشر، أولاً: لكى إذ كان الجميع قد ماتوا فيه، فإنه يُبطل عن البشر ناموس الموت والفناء، ذلك لأن سلطان الموت قد استُنفد فى جسد الرب، فلا يعود للموت سلطان على أجساد البشر (المماثلة لجسد الرب). ثانيًا: وأيضًا فإن البشر الذين رجعوا إلى الفساد بالمعصية يعيدهم إلى عدم الفساد ويحييهم من الموت بالجسد الذى جعله جسده الخاص، وبنعمة القيامة يبيد الموت منهم، كما تبيد النار القش . (5)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
 - ضد الاريوسيين الرساله الاولي . ترجمة و إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه .  فصل 11

2 - مرجع سابق . فصل 13

3 - مرجع سابق . فصل 15 ، فقره 14

4 - مرجع سابق . ف 15 ، فقره 16

5 -  تجسد الكلمة ، ترجمه عن اليونانيه  د / جوزيف موريس فلتس ، إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . فصل  8 فقره4  ص22.


بواسطة امجد بشارة 

كلمات ترنيمة لو مجتشى يارب ومدتلى ايديك بقلم اندراوس عبدالمسيح

كلمات ترنيمة لو مجتشى يارب ومدتلى ايديك بقلم اندراوس عبدالمسيح

Holy remains By St. Jerome

Holy remains

By St. Jerome



Vigilantios say: Why accept and glorify the remains wrapped in cloth? He also says in the same book: see pagan ceremonies conducted in churches under the cloak of religion, and a lot of candles glow while the sun still shines, and everywhere we see little of the powder fiddling coiled in precious cloth is kissing him and worship him!


What is this madness ?! Who is this who worship the martyrs before? Who is this that humans by the gods?
What did Paul and Barnabas, when the people of Lycaonia thought they Zeus and Hermes, and they wanted to slaughter them, pain Amozka their clothes and announced they were mere mortals (Acts 14). Are understood they not are not the best of Zeus and Hermes - who were mere mortals died long ago - but because the era of dignity due to God was providing for them because of the misconceptions of the Gentiles. We read the same thing for Peter, when Cornelius worshiped him, saying, Arise, set up by Peter am a man (Acts 10).

And you, how dare Vigilantios speaking this way about the mysterious thing that holds in a bowl (tube) and glorifies?
What is this you call him something ?!
Tell us more clarity What do you mean with "a bit of powder wrapped in cloth in expensive in a small bowl."

These are the remains of the martyrs who Mgtaza see you because of it, being covered with a veil expensive, and not violating or cloth or hair lying in the rubble.

If Are we guilty of sacrilege when we enter the churches of the apostles that contains the remains ?!

Was Emperor Constantine guilty of sacrilege when the sacred remains were transferred to Andrew the Apostle, and Luke and Timothy to the city of Constantinople?

The Devils in the presence of the remains of saints scream, static and demons in Vigilantios admits that she feels the impact of the saints.

In the present day, is the Emperor Arcadius guilty of sacrilege when the transfer of the bones of the holy Prophet Samuel from Judaism to Thrace? Are all bishops consider them not only Mdensen sanctities, but also ridiculous because they carried that thing which has no value, dust and ashes, wrapped in silk in golden utensils? Are all the people who in all the churches are fools because they went to Astqubloa holy remains, and welcomed them with great joy as if they see a prophet alive in the midst of them, so there was a great gathering one of the people of Palestine to Khalikaddonah, chanting with one voice Altmadjad of Christ? They were really wander by Samuel and not Christ directly, but Samuel was a priest and a prophet of Christ.

You appear to think badly because you only think about the dead body, and then paddling.
I read the Bible: "I am the God of Abraham and the God of Isaac and the God of Jacob. God is not a God of the dead but of the living" (Matthew 22). If they were alive, they are not Mahvozin in solitary Sharif, according to your phrase.
As you say that dwelling lives of the apostles and martyrs either in the bosom of Abraham or in a position to enjoy, or under the altar of God, and can not afford to leave their graves own, and presence in places where they wanted ... but Mahvozin away free in an honor guard in the blessed heavenly islands.

Do you put God's law? Do you put the apostles in chains? Vtjolhm rest in reserve until the Day of Judgment, and not with their Lord, although it is written about them: "follow the Lamb wherever he goes" (Rev 14). If the lamb is present everywhere, The same thing should be done with respect to the belief of those who in Meith. While wandering the devil and his soldiers in the entire world, and quickly awesome attending themselves everywhere, he is being held martyrs - after spilling their blood - out of sight and closes them in a coffin, which it can not escape ?!

You say in your brochure, that as long as we are alive we can pray for each other, but what we die can be any prayers that you hear not, this happens because of martyrs in spite of their cry to seek revenge for their blood, but their students have not responded yet (Rev 6) .



If the apostles and martyrs while they are still in the flesh can pray for others - at a time when they were still worried about themselves - how they can do so with the most after they won their crowns and overpowering and won?

The one man is Moses gets from God to pardon the six hundred thousand armed men (Ex. 23), and Stephen - who followed his master and the first Christian martyr - seek forgiveness for his persecutors, is after they entered into life with Christ be with them less than the power before?

Apostle Paul says that the souls in the ship has endowed him, the two hundred and seventy-six breaths (Acts 27), is after its dissolution to be with Christ, does he have to close his mouth, and is not able to utter a single word for those who believe in His gospel all over the world the whole?

Is Vigilantios living dog is better than a dead lion Paul? I have the right to say so with Ecclesiastes stated that if Paul is dead in spirit, but the fact that the saints do not consider the dead, but said they Racdon. For this reason, it said about Lazarus, who was going to be the second he was asleep (U-11), and prevents the Apostle Paul to the Thessalonians of sadness who have fallen asleep (1 Ts 4:13).




Reference: Nicene Post Nicene fathers, Second Series, Volume 6, letter of Jerome against Vigilantius.

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;