تفسير الاصحاح الاول من انجيل مرقس
عدد 1
"بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله."
لم يبدا مرقس الرسول انجيله بعرض احداث الميلاد او نسب المسيح
وعشان كتب انجيله للرومان قدم المسيح ابن الله صاحب السلطان القوى وهو له سلطان على الجسد والنفس.
الرومان يحبون القوه فتجد مرقس هنا يصور لهم المسيح القوى بل الذى يعطى للمؤمنين به قوه مر 16 : 17
** القديس مرقس هو الوحيد الذي أعطى لسفره عنوان إنجيل.
وإنجيل تعني الكرازة أو البشارة المفرحة للعالم وسرها الخلاص الذي قدمه المسيح للبشر.
هو في هذه الآية يقدم للرومان :
مخلص= يَسُوعَ. وهو الممسوح ملكاً = الْمَسِيحِ .. ومن هو هذا المخلص ؟؟ .. هو ابْنِ اللهِ.
الآيات (2-3): "كما هو مكتوب في الأنبياء ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة."
اشار القديس مرقس هنا الى نبوات ملاخى واشعياء فى العهد القديم والتى اشارت الى ارسال يوحنا المعمدان كملاك سابق للمسيح المخلص يهيى النفوس لاستقباله ونلاقى ان فى العهد الرومانى كان يسبق الرؤساء ا الاشخاص البارزين من يعلن عن قدومهم فالعالم فى فساده لم يكن مستعدا لقبول المسيح فارسل الله يوحنا يوبخ وينذر بالتوبه ليعد له الطريق .
الآيات من 4 الى 8
ذكر ان يوحنا المعمدان يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. وخرج إليه جميع كورة اليهودية واهل اورشليم.
فيوحنا بوعظه وكلماته النارية حرك مشاعر الجميع
واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد على حقويه ويأكل جرادًا وعسلًا بريًا. وكان يكرز قائلًا يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلًا أن انحني واحل سيور حذائه. أنا عمدتكم بالماء وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس."
نتعلم من شخصيه يوحنا المعمدان الاتى
أولا : ترك العالم المريح إلى البرية الموحشة، التى ترمز إلى الشر، ليُقهرَ الشر بنداء التوبة.
ثانيا: تجرّد فى أكله وشربه وملبسه، فأعطاه االله سلاما وقوة وشجاعة لم يعرفها العالم.
ثالثا: بالرغم من كلامه الجرىء والقوى، وعدم مهادنة الشر وتوبيخ الأشرار، إلا أن الجموع خرجت اليه
. فلا تخف أبدا أن تتمسك بالحق مهما كان الشر المحيط بك، فاالله هو العامل فيك وليس نحن .
الآيات من 9 الى 11
ذكر ان يسوع جاء من ناصره الجليل واعتمد من يوحنا فى الاردن
وللوقت وهو صاعد من الماء ( دا دليل على ان المعموديه بالتغطيس وليس بالرش ) رأى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلًا عليه. وكان صوت من السماوات أنت ابني الحبيب الذي به سررت.
تجربه البريه , وبدء الكرازه ع 12 - 15
الآيات (12-13)"وللوقت أخرجه الروح إلى البرية. وكان هناك في البرية أربعين يومًا يجرب من الشيطان وكان مع الوحوش وصارت الملائكة تخدمه"
.
وللوقت= أي بعد العماد مباشرة، فالشيطان يحقد علينا ويحسدنا عقب كل بركة ننالها أخرجه الروح= الروح القدس أخرجه ليغلب لحسابنا. إلى البرية .. وكان مع الوحوش= البرية القفرة الموحشة الخربة مكان الشياطين، وبها وحوش تخيف، ويخيف بها إبليس الإنسان كما كان يظهر للأنبا أنطونيوس على شكل وحوش مخيفة. والمسيح انتصر على كل ذلك حتى ننتصر نحن فيه
وإذا كان المسيح قد عاش 40 يومًا وسط الوحوش فهو بهذا قد أعاد السلطان للإنسان على الحيوان، ولذلك فالوحوش لا سلطان لها الآن على أولاد الله وهذا ما حدث مع مارمرقس والأنبا برسوم العريان.
ونلاحظ أن مارمرقس هو الذي أشار لموضوع الوحوش في البرية لأن هدف مارمرقس في إنجيله إظهار قوة المسيح وسلطانه أمام الرومان الذين يحترمون القوة. ومارمرقس لم يشر لأن المسيح انتصر على الوحوش فهذا في رأيه أمر مفروغ منه ولكنه يضع اللمسة القوية أنه كان مع الوحوش. والملائكة التي صارت تخدمه صارت أيضًا تسند كل الخليقة بحراستها لنا وصلواتها عنا ومعنا.
وربما اختصر مارمرقس قصة التجربة في إنجيله لأن تجربة إبليس للمسيح كانت أصعب بدرجة تفوق خيالنا، وهذا ما لمَّح له القديس لوقا أن إبليس جربه بكل تجربة. أما متى ولوقا فأوردوا على قدر ما نحتمل من القصة.
بعد القبض على يوحنا، بدأ المسيح بشارته فى الجليل.
كانت كرازة المسيح هى نفسها التى نادى بها يوحنا المعمدان، وهى التوبة السريعة لاقتراب ملكوت السموات اى ملك الله على القلوب , الملك الروحى وقد تم بقيامه المسيح ثم يكمل هذا الملكوت فى السموات .
دعوة بعض التلاميذ
وإذ كان يسوع يمشى عند بحر الجليل على ، وجد أخوين هما سِمعان الذى لقَّبه فيما بعد الصخره واندراوس اخوه . وكانا يلقيان شبكتهما فى البحر،كانوا صيادين سمك
دعاهم ليعملوا بمهنه اخرى وهى صيد النفوس لمعرفة االله، فأطاعا. وهذا عمل فوق العادة، أن يحب الإنسان االله حتى يترك عمله الضرورى .
؛ وشرط عمل االله فينا هو الطاعه .
فضلوا تبعية المسيح عن أعمالهما وحياهتما الخاصة، فمحبتهما كانت قويه لدرجه ترك كل شىء حتى عملهم .
وبعدها شاف يسوع يعقوب ابن زبدى ويوحنا اخوه كانوا بيصلحوا شباكهم فدعاهم فسابوا باباهم فى السفينه مع الاجرى وذهبوا وراه وهنا اشاره الى انهما كانا من الاغنياء الذين يستخدمون الاجراء فى الصيد فاطاعوا وتبعوه .
معجزه شفاء مجنون فى كفرناحوم ( من 21 الى 28 ) .
بالطبع، كان لهذا المعجزه أثرا عظيما، فانتشر خبره، ليس فقط فى كَفْرَنَاحُومَ، بل وفى جميع القرى بمنطقه الجليل وما حولها .
شفاء حماه بطرس والكرازه فى مدن الجليل ( من عدد 29 الى 39 ) .
من عدد 35 الى 39
""وفي الصبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك. فتبعه سمعان والذين معه. ولما وجدوه قالوا له إن الجميع يطلبونك. فقال لهم لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضًا لأني لهذا خرجت. فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل ويخرج الشياطين"
يعلمنا المسيح ويعطينا نموذجا للصلاة الهادئة التى ينفرد فيها الإنسان باالله، ويختلى به ليتحدث معه ويفرح بلقائه
وإذا كان المسيح يا صديقى، وهو بلا خطية، يصلى... فما أحوجنا، نحن المثقلين بالخطايا والهموم الى الوقوف امام الله لنحصل على راحتنا .
فبدون الصلاة أي الصلة بالله فلا سلطان لنا على إبليس. ولا حماية من الله لنا بدون علاقتنا بالله
لاحظ أنه إذ عَلِمَ بأن الجموع تطلبه ذهب ليكرز ويخرج شياطين، فهو لم يأتي لراحته بل ليريح الناس
والمسيح لم يكتفي بمدينة واحدة بل هو يريد أن يذهب للجميع. فهو يريد أن الجميع يخلصون.
معجزه شفاء الابرص (من عدد 40 الى عدد 45) .
تحنن عليه الرب ومد ايده ولمسه ودا شعور اتحرم منه الابرص لان الشريعه حرمت لمس الابرص لنجاسته ---- بلمسه شفاه
وألزمه بعدم العودة للخطية التى كانت سببا لمرضه، وكذلك ألزمه بالذهاب للكاهن الذى بحسب الشريعه يفحص ويعلن ايمانه ، وقاله لا تقل لاحد شيئا ولكن من فرحته قال للناس كلها ان المسيح شفاه
، أذاع خـبر شـفائه فى كل الاماكن حتى انتشرت شهره الرب يسوع فى البلاد المحيطه ولم يستطيع دخولها من الزحام فبقى فى الخلاء ليستطيع الكل مقابلته .
Read more: http://www.eg-copts.com/vb/t163581.html#ixzz3XcdiUBJZ