قايين وهابيل ( 1 ) - القديس إمبروسيوس أسقف ميلانو - ترجمة د. جورج عوض
القديس إمبروسيوس أسقف ميلانو
عن قايين وهابيل ( 1 )
ترجمة عن الترجمة اليونانية د جورج عوض إبراهيم
"Περί τοῦ Κάϊν καὶ τοῦ Ἅβελ"
ΜΕΤΑΦΡΑΣΗ ΑΠΟ ΤΑ ΛΑΤΙΝΙΚΑ
The First Family, by Cornelius van Haarlem, 1562 (Adam, Eve, Cain and Abel)
ΧΡΙΣΤΟΣ ΒΑΣΙΛΕΙΑΔΗΣ
ΘΕΟΛΟΓΟΣ-ΦΙΛΟΛΟΓΟΣ
Βιβλίο πρῶτο
Κεφάλαιον Α'
1- إدراكنا لكل ماقلناه – في الكتاب السابق - وأتى إلى ذهننا يعتمد علينا بقدر الإمكان وعلى كل ما أعطانا إياه الله ، لقد تحدثنا عن الفردوس . في هذه المواضيع السابقة أوجزنا موضوع سقوط آدم وحواء .
دعونا الآن نتتبع السرد التاريخي لأن تلك الخطية لم تنحصر في فاعليها بل - بأكثر إنتشاراً – صارت أسوء ميراث ، ودعونا نتتبع بجهدنا كل العناصر الموجودة في هذة القصة التاريخية بحسب الكتب المقدسة .
2- عَرِفَ آدم حواء إمرأته التي حبلت وولدت قايين وقالت : «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ» ( تك1:4 ). وعندما نحصل على عطايا منه وبسببه ومن خلاله يجب ان ما نقتنيه منه نقتنيه كما من شخص محسوس مادي ، وما نحصل عليه بسببه يعلن انه هو الصانع والخالق وما نقتنيه من خلاله أي بواسطته كما من وسيلة وأداه .
بناء على ذلك ، تقول هنا الآتي : " أقتنيت رجلاً من عند الله " لكي تدرك أن الله كوسيلة وأداه . أيضاً لكي تدرك الله كمسبب وخالق . إنها بالحري تنسب ما أقتنته لله ، لأنها قالت : " أقتنيت رجلاً من عند الرب " لكي نحن أيضا ً عندما نقتني شيء ، سواء الأحداث الصالحة ، ينبغي علينا بالحري ان ننسبها إلى الله عن ان نعتبر أنفسنا أننا أغتصبناها .
3- " ثُمَّ عَادَتْ – أضافت - فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ " ( تك2:4 ) . عندما يُضاف شيء جديد ، يُلغى السابق . وهذا يسري سواء من جانب علم الحساب أو من أفكار النفس : لأن إضافة رقم يُنتج رقم آخر ، يُخفي السابق : لكن أيضاً يأتى فكر جديد ، يصادر السابق .
إذن بإضافة هابيل أُلغي قايين . هذا يُدرك بالتمام بواسطة تفسير الأسماء . لأن إسم قايين يعني إقتناء ، لأنه إقتنى كل شيء لذاته . أما هابيل فهو ينسب كل شيء إلى الله بتقوى وبذهن مخلص محدق تجاه الله ، لا يدخر شيء لذاته ، مثل أخيه الأكبر ، بل ينسب للخالق كل شيء يناله منه .
4- بناء على ذلك توجد طريقتين للحياة والسلوك نستنتجها من إسم الأخوين ، طريقتين تحارب الواحدة الأخرى وتضادها . واحدة تنسب كل شيء إلى عقل الإنسان كما لو هو القائد وكأنه سبب الفكر والإحساس وكل حركة حيث كل الإبتكارات ترجع إلى العبقرية البشرية . الطريقة الثانية هي تلك التي تنسب كل شيء إلى الله بكونه الصانع والخالق لكل شيء وتخضع كل شيء إلى قيادته مثل أب ومدبر . الطريقة الأولى تُعلن بواسطة إسم قايين والثانية بواسطة إسم هابيل . الطريقتين في التصرف تلدهما نفس واحدة ، لأجل هذا يُعتبرا أخين لأنهما نبتا من أم واحدة : لكن هما متضادان ، لأنه يجب ان الأثنين اللذين أتيا من ولادة النفس ان يفترقا وينفصلا . إذ ان الأثنين المحاربين لا يمكن معيشياً ان يسكنا في مسكن واحد . أخيرا أيضاً رفقه ، لأنها حبلت نموذجين لطبيعة الإنسان ، نموذج للشر ، والآخر للخير . والأثنان كانت تشعر بهما يتقافزان ويتعاركان في بطنها ( لأن عيسو كان نموذج لفعل الشر ، أما يعقوب كان يحمل هيئة الخير ) ، كانت رفقة في حيرة ما عسى ان يكون ذاك حيث إنشقاق ما يخترق الجنين ، طلبت من الله ان يبعد الألم ويُعطي الشفاء . وأعطى الله الإجابة على توسلها . أمتين يوجدا في رحمك وشعبان سيخرجا من بطنك ( تك23:25 ) . لو ذكرت هذا الأمر على النفس سوف تدركها على أنها والدة الشر والخير ، لأن من النفس ينبعان كليهما ، لكن عادةً التقييم العاقل والحقيقي هو الآتي :لكي ترفض النفس الشر ، عليها قبلاً لكي تلد هذا الصلاح ، أي التقوى التي تليق بالله ، لكي تنسب كل شيء لله ذاته ، يجب أن لا تُفضل ما يخصها . لأنها بذلك تلد الإعتراف المنسوب لله ، فتنزع تكبر قلبها . إذن هكذا أضاف الله الصلاح لنفس هابيل ، ونزع عنه دناءة قايين .
أدعم موقعنا بمشاركة اصدقائك لهذا الموضوع