اللاهوت الدفاعي المطلق الدكتور وليم لين كريج (The Ultimate Apologetic)
اللاهوت الدفاعي المطلق الدكتور وليم لين كريج (The Ultimate Apologetic)
يضم اللاهوت الدفاعي الافضل والمطلق علاقتين هما:علاقتك بالله وعلاقتك مع الاخرين ,وهاتين العلاقتين يتم تميزهما من خلال تعاليم المسيح في هذا النص الشهير:
+’’وسأله واحد منهم، وهو ناموسيليجربه قائل يا معلم، أية وصية هي العظمى في الناموس فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولى والعظمى والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء‘‘ [متى(22:35-40)]
فالاولى تحكم علاقتنا بالله الخالق والثانية بقريبنا الانسان,لنوضح كل منهما على التوالي,
أولاً :علاقتنا بالله تحكمها هذه الوصية العظيمة :+’’اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ، وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ، وَارْبُطْهَا عَلاَمَةً عَلَى يَدِكَ، وَلْتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ، وَاكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلَى أَبْوَابِكَ.‘‘[تثنية6(:4-9)]
فلتلاحظ الوصية العظيمة هذه أن محبة الرب الهك هي انهماك واستغراق له في حياتنا ,في بعض الاحيان تأتينا أفكار أن هدفنا وواجبنا هو خدمة الله, ربما من خلال ان تصبح مدافعاً جيداً, ولكن لاننسى كما يذكرنا جي أي باكر J.I packer بأن هدفنا (في الدفاعيات) هي أن نعرف الله أكثر ونتعلم عنه أكثر:
’’يجب علينا أن نضع أولوياتنا بشكل مستقيم وواضح.فمن خلال المنشورات المسيحية الحالية فإنك تعتقد أن المهمة الوحيدة لأي مسيحي اليوم هو أن تشهد للمسيح في المجتمع, ومحاورة المسيحيين الاخرين او اشخاصا من ايمان اخر , أو رفض هذه الايدلوجية , أو تطوير الفلسفة والثقافة المسيحية…,ولكن الخط الرئيسي في دراستنا يُظهر بأن هذه الاشياء تبدو كمارد عملاق من الحياد عن الطريق,بالتأكيد ,انها ليست كذلك,فهذه القضايا حقيقية وواقعية ويجب التعامل معها,ولكن من المؤسف ,أن نعيرها الانتباه الكامل ونبتعد عن ما كان وما يكون دائماً اولويتنا وهو معرفة الله في شخص المسيح‘‘
في علاقتنا مع الله فإنه يجب علينا اعطاءه حقه الكامل و كل ما لدينا, فكل حياة المسيحي يجب أن تكون مكرسة لله(رو 12:1-2) وممتلئة من الروح القدس(افسس5:18).وبالنسبة لله فإنه منحنا -على أننا في المسيح- مغفرة الخطيئة (افسس1:7)وحياة أبدية (رومية6:23)ونصبح ابناء الله بالتبني(غلاطية4:5) وأيضاً يعطينا دائماً المساعدة والقوة (افسس1:18-19),فكر الان في ما يعنيه كل هذا!وفوق ذلك كله نكون ممتلئين بالروح في تجربة شخصية حقيقية فننتج ثمار الروح :محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح وايمان,وداعو وتعفف(غلاطية5:22-23) فعندما تكون علاقتنا به سليمه ,فإن نتيجة حياتنا تكون الصلاح والبر(رومية6:16) وماينتج عن البر هو السعادة ,فالسعادة مرواغة جدا ولايمكنك أن تجدها ببساطة وبشكل مباشر ,ولكنها تنبع الى الوجود عندما نعرف الله الحي ونعرف أيضا صلاحه وندركه بأعماقنا.
أما العلاقة الاخرى فهي علاقتنا بالانسان الاخر بقريبنا ,فهذه محكومة من خلال الوصية الثانية ,فكما يقول القديس بولس :” لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته و ان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك”(رومية 13:9) لماذا المحبة هي أعظم وصية ؟ ببساطة لأن كل الوصايا الاخرى تعتمد بشكل كلي على هذه الوصية العظيمة[المحبة لا تصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموس](رومية13:10)فعندما نحب الاخر فإننا نستطيع أن نفهم مدى حب الله لنا, ومحبته لنا تظهر بشكل جلي من خلال محبة الاخرين, [ ان كان الله قد احبنا هكذا ينبغي لنا ايضا ان يحب بعضنا بعضا] (1يوحنا4:11)
فماذا تتضمن المحبة ؟ بدايةً,يجب ان نتحلى بصفات المحبة الموصوفة في الرسالة الاولى الى اهل كورنثس 13 فهل نستطيع القول أننا ’’ نتأنّى و نرفق و لا نحسد ,لا نتفاخر و لا ننتفخو لا نقبح و لا نطلب ما لنفسنا و لا نحتد و لا نظن السوء و لا نفرح بالاثم بل نفرح بالحق‘‘كما أن المحبة تتضمن قلب الخادم وارادته ليحسب الاخرين أفضل منه,ليخدم ويساعد الاخرين في اهتماماتهم كما لنفسه(غلاطية 15:3\فيلبي2:3)وبكل تأكيد فإن المسيح هو نموذجنا الاعلى بل الامثل في هذا الامر ,فانظر كيف غسل اقدام التلاميذ!!
فماذا سيحدث اذا كانت هاتين العلاقتين قويتين متينتين؟ سيكون هناك وحدة وحماسة بين المسيحيين, وستكون المحبة تعم جسد المسيح, وحيث وصفها الرسول العظيم بولس بدقة قائلاً:’’ بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيحالذي منه كل الجسد مركبا معا و مقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة‘‘0(افسس 4:15-16) وماذا ستكون نتيجو الوحدة بالمحبة ؟ المسيح نفسه قام بإعطانا الاجابة في صلاته’’ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في و انا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني, و انا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد انا فيهم و انت في ليكونوا مكملين الى واحد و ليعلم العالم انك ارسلتني و احببتهم كما احببتني‘‘(يوحنا 17:21-23) فكما قال المسيح فإن محبتنا هي اشارة للعالم اجمع اننا تلاميذه(يوحنا13:35) واكثر من هذا فإن محبتنا ووحدتنا برهان حي للعالم اجمع بأن الله الاب ارسله ابنه الوحيد والمحبوب يسوع المسيح,وبالتالي فإنه يحبنا كما يحب ابنه يسوع المسيح,فعندما يرى الاخرون ذلك-محبتنا لبعضنا ووحدتنا من خلال هذه المحبة-فإنه بدورهم سيأتون الى المسيح وسيستجيبون لبشارة الخلاص ,وأيضاً فإن الامر يتعلق بما أنت وليس بما تقوله لتأتي الى الناس الى خلاص المسيح.
فالخلاصة إذن ,اللاهوت الدفاعي المطلق هو حياتك.
Reasonable Faith-William Lane craig-third edition (2008) Published by Crossway Books ,printed in USA,p405-407