المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الأربعاء، 21 يناير 2015

من أين أتت الوثنية علي الرغم من أن الإنسان كان في الأصل يعرف الله ؟ و كيف تطورت الوثنية و تشكلت ؟






من أين أتت الوثنية علي الرغم من أن الإنسان كان في الأصل يعرف الله ؟ و كيف تطورت الوثنية و تشكلت ؟




كان الإنسان منذ خلقه يعرف الله . و لكن بعدما تفرقت الشعوب في الأرض ، بعد برج بابل و تبلبلت الألسنة ، بمضي الوقت نسوا الله ، أو بعدوا عنه ببعدهم عن التقليد السليم .
و لما كان الله غير منظور لهم ، بدأوا يتخيلونه في قوي أخرى منظورة .
إما في قوي هي مصدر الخير لهم ، مثل الشمس مصدر النور و الحرارة ، في علوها و جمالها و إشراقها ... أو مثل النهر ، الذي يعطيهم الماء مصدر الحياة أو الري للإنسان و الحيوان و النبات ... أو صاروا يعبدون ملوكهم ، مظهر القوة و العظمة و السيطرة و الإرادة أمامهم ، الذين كانوا يستطيعون أن يحكموا عليهم بالموت ، أو يبقوهم في الحياة ، أو يمنحوهم من خيرات الدولة و مناصبها . و صاروا أيضاً يعبدون كائنات يخافونها ، و يقدمون لها القرابين استرضاء لها حتى لا تؤذيهم ، مثل النار ، أو الحية ، أو بعض الوحوش ، أو الأرواح ، و ما إلي ذلك ...
v     v     v

و بعضهم كان يتخيل لكل معني هام إلهاً ...
فمثلاً هناك إله للجمال ، و إله للخصب ... و يعطون لكل من هذه الآلهة إسماً ، و يحيكون حوله أسطورة يتداولها الناس ،و تصبح جزءاً من عقيدتهم يسلمها جيل إلي جيل ...
و لكي يثبت الأمر في حسهم ، يتخيلون لهذا الإله صورة ، و ينحتون له تمثالاً .
ثم يقيمون له شعائر للعبادة ن تتفق مع الأسطورة الخاصة به . أما ما يختص بهذه الشعائر من مذابح و ذبائح ، و من صلاة و سجود ، و من بخور و تسبيح و ترتيل ، فكلها أمور تعلموها في جوهرها من فترة ما قبل التشتت و التفرق ، مما كان يقدم للإله الحقيقي وحده من عبادة قبل الطوفان و بعده ...
و هم في الواقع لم يعبدوا التماثيل كأحجار ، و إنما لأنها تمثل اَلهة ...
و هذه الآلهة الوثنية ، ما كانوا فيها يعبدون الحيوان أو الإنسان كحيوان أو إنسان ، و لكي لأنه مثال للإله الذي في ذهنهم بما حوله من أساطير ...
v     v     v

و تمثال الإله الذي تقدم له العبادة يسمي وثناً .
فليس كل تمثال من تماثيل القدماء كان وثناً . إنما الوثن هو التمثال الذي كان يعبد . و بعض هذه الأوثان كانت ضخمة تقام في المعابد . بينما بعضها كان صغيراً يحتفظ به الناس في بيوتهم ، و يأخذونها معهم في أسفارهم . و الآلهة ( بوتو ) أي الحية كان يضعها الفراعنة في تيجانهم ن كجزء من التاج ...
v     v     v

و في تلك الأساطير تخيلوا آلهتهم ، و لهم قصص عائلية كما للبشر .
فمثلاً الإله أوزوريس تزوج الإلهة إيزيس ،و أنجب منها إبنهما الإله حورس . و تخيلوا أيضاً قصص صراعات و حروب تدور بين هذه الآلهة . و البعض منهم يموت ، ثم يوجد من ينتقم له . و هذه الآلهة يوجد منها إله خير و آخر شرير ...‍‍ لقد اسبغوا علي آلهتهم صوراً من الحياة البشرية التي يحيونها أو يرونها ...
و قصص الآلهة كانت تعبر أحياناً من بلد إلي آخر ، و تأخذ أسماء أخري .
و هذه الحركة في التاريخ يسمونها Cencretism  . فمثلاً قصة الإله أوزوريس تعبر من مصر إلي بلاد اليونان ، ليأخذ هذا الإله إسم ديونسيوس ، في قصة شبيهة . و هذا الأمر له قصص تكاد تتشابه بين اَلهة الهند و الصين و بلاد الشرق الأقصى ...
v     v     v
إننا نؤمن بإله واحد ن له كل صفات المثالية .
أما العالم الوثني فتصور لكل صفة إلهية إلهاً .
و هكذا عندهم تعدد الآلهة ، بحيث يمثل كل إله صفة من صفات الإلوهية ، أو عملاً من أعمالها .. و في التاريخ المصري القديم ن حاول اخناتون أن ينشر عقيدة التوحيد ، داخل نطاق عبادة الشمس ، و لكنه لم ينجح طويلاً ، و عاد الآلهة يسيطر علي معتقدات الناس .
و طبعاً هناك فرق كبير بين الوثنية و الإلحاد .
فالإلحاد معناه عدم الإيمان بوجود إله علي الإطلاق ، كما يقول الوحي الإلهي في سفر المزامير " قال الجاهل في قلبه ليس إله " ( مز 14 : 1 ) . أما الوثنيون فكانوا يؤمنون بفكرة الألوهية ز و يعبدون إلهاً ، أو عدداً من الآلهة ، أو أسرة إلهية ، أو عدداً من الآلهة لهم كبير . كما نقول إن زيوس هو كبير آلهة اليونان ، و جوبتر هو كبير آلهة الرومان ، و رع هو كبير آلهة المصريين ...
v     v     v
و الوثنية كانت تنتشر بالخلطة و بالتزاوج .
و لذلك كان الله في العهد القديم يمنع الخلطة بالأمم و التزاوج معهم ، حتى لا يعبد الشعب آلهتهم . و لعل من أخطر الأمثلة في التاريخ لسوء الاختلاط بالأمميين ، هو تزوج سليمان الحكيم بزوجات مواَبيات و عمونيات و صيدونيات .. ( 1 مل 11 : 1 ، 2 ) . و هكذا " بني سليمان مرتفعة لكموش رجس المواَبيين علي الجبل الذي تجاه أورشليم ، و لمولك رجس بني عمون . و هكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن و يذبحن لآلهتهن " ( 1 مل 11 : 7 ، 8 ) .
لكل ذلك أرسل الله الأنبياء ، ليثبتوا الشعب في عبادة الإله الحقيقي .
و زود هؤلاء الأنبياء بالوحي ، و بالمعجزات . و كان سفر الشريعة يقرأ علي الناس في المجامع كل سبت . كما كانت الأعياد و المراسم و الذبائح تذكرهم ايضاً بعبادة الرب حتى لا يضلوا ...
v     v     v
و مع كل ذلك نسمع عن وجود وثنية في أيام الآباء و الأنبياء .
و مع كل ذلك نسمع أن راحيل زوجة أبي الآباء يعقوب، و ابنة أخي رفقة التي تزوجها أبونا اسحق بن ابراهيم ، علي الرغم من أنها من أسرة متدينة ن قيل عنها في مفارقتها لأبيها لابان " فسرقت راحيل أصنام أبيها " ( تك 31 : 19 ) .. و لما زحف لابان وراءهم ، كان مما قاله ليعقوب " لماذا سرقت آلهتي ؟!" ( تك 31 : 30 ) . و نسمع أن بني إسرائيل لما تأخر عليهم موسي النبي علي الجبل مع الله ن اجتمعوا علي هرون و قالوا له " قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا " ( خر 32 ك 1 ) .
و نزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم ، و صنعوا عجلاً مسبوكاً ، و بنوا له مذبحاً ، و أصعدوا محرقات و ذبائح سلامة . و قالوا " هذه اَلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر " . ( خر 32 : 3 – 6 ) ... فماذا تقول في ذلك ، بعد كل المعجزات التي حدثت أمامهم و فعلها الرب علي يد موسي النبي .
أهو جهل ؟ أم تأثير الأمم الوثنية ؟ أم حروب الشيطان و ضلالاته ؟ أم كل ذلك معاً ؟..
v    v     v
و لا ننسي أن الروح القدس لم يكن يعمل في قلوب الناس كما في أيامنا .. كذلك لا ننسي أيضاً في تاريخ الوثنية أمراً آخر يضاف إلي أساطيرها المتوارثة هو :
تأثير الفلسفة الوثنية و أفكارها علي الناس .
و هؤلاء الفلاسفة كان تأثيرهم علي العالم الوثني ، لا يقل عن تأثير الأنبياء علي شعب الله . و كانوا هم الذين يشكلون عقائد الشعب . يضاف إلي هذا تأثير كهنة الوثنية و معلميها ، و تأثير الأسرة علي أبنائها .
و أمر له خطورته في تاريخ الوثنية ، هو سلطة الملوك الوثنيين .
و صدق ما قيل في المثل الشائع عن تلك العصور " الناس علي دين ملوكهم " . و قد شرحنا مثلاً كيف أن اخناتون نشر ديانة جديدة استمرت في أيامه . و سجل الكتاب كيف كان داريوس ملك فارس يصدر أوامره في ما يعبده الشعب ، حتى أن دانيال لما لم يشترك في تلك العبادة ألقي في جب الأسود (دا6)  . و تاريخ الإستشهاد معروف كيف أن ديوقلديانوس مثلاً كان يقتل المسيحيين في وحشية إذا لم يعبدوا آلهته . و من قبله نيرون في عصر الرسل و خلفائه طوال حوالي ثلاثة قرون ...

  
هل هناك تشابه بين الثالوث المسيحي و ( الثالوث ) الوثني ؟ وإلا فما هو الفرق بينهما ؟ وهل من أسباب انتشار المسيحية في مصر ، التشابه بين عقيدة الثالوث فيها ، وعقيدة ( الثالوث ) فى قصة أوزوريس وإيزيس وحورس ؟


لو كان سبب انتشار المسيحية بسرعة في مصر ، هو التشابه بين عقائدها والعقائد المصرية الفرعونية ....
فما سبب انتشار المسيحية في باقي بلاد العالم ؟ هل هو تشابه أيضاً في العقائد ؟! وإن كان هناك تشابه ، فلماذا اضطهدت الوثنية المسيحية ؟
ولماذا قتل الوثنيون القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية ؟! و لماذا حدث صراع عنيف بين الوثنية و المسيحية علي مدي أربعة قرون ، أنتهي بانقراض الوثنية ، فتركها عابدوها ، و تحطمت الأوثان ..! لا شك أن المسيحية كشفت ما في الوثنية من زيف و خطأ ، و ليس ما بينها من تشابه ! و إلا فما الداعي لدين جديد يحل محل الوثنية ؟و من جهة عقيدة الثالوث ، فالواضح أن الوثنية لا تؤمن بها .
الوثنية تؤمن بتعدد الآلهة في نطاق واسع ، و ليس بثالوث .
فمصر الفرعونية  كانت تؤمن بالإله ( رع ) ، الذي خلق الإله ( شو ) و الإلهة ( نفتوت ) . و باقترانهما أنجبا الإله جب ( إله الأرض ) ، و الإلهة نوت ( إلهة السماء ) ، الذين تزوجا و أنجبا أوزوريس ، و إيزيس ، و ست ، و نفتيس ، و بزواج أوزوريس و إيزيس أنجبا الإله حورس... إلي جوار آلهة اَخري كثيرة كان يعبدها المصريون ... فأين عقيدة (الثالوث) في كل هذه الجمهرة من الآلهة ؟!
هل يمكن إنتقاء أية ثلاثة آلهة و تسميتهم ثالوثاً ؟!
و في مثال قصة أوزوريس و إيزيس ، ذكرنا عشرة آلهة مصرية ، لو أردنا أن نأخذ هذه القصة كمثال .. كما أن في قصة تخليص إيزيس لزوجها المقتول أوزوريس ، و إعادته إلي الحياة ، ساعدها تحوت إله الحكمة ، و أنوبيس إله التحنيط ،و أيضاً ساعدتها أختها نفتيس .. فليست القصة ( ثالوثاً ) . و ليست في عقائد المصريين القدماء عقيدة تسمي التثليث علي الإطلاق .. و مع كل ذلك نقول :
إن المسيحية لا تؤمن بتثليث فقط ، إنما بتثليث و توحيد .
و هذا التوحيد لا توافق عليه العبادات المصرية التي تنادي بالتعدد .
ففي قانون الإيمان المسيحي نقول في أوله " بالحقيقة نؤمن بإله واحد " . و حينما نقول باسم الآب و الابن و الروح القدس ، نقول بعدها " إله واحد . اَمين " .و في الرسالة الأولي للقديس يوحنا الإنجيلي يقول " الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب و الكلمة و الروح القدس . و هؤلاء الثلاثة هم واحد " ( 1 يو 5 : 7 ) .
و وردت عبارة " الله واحد " في مواضع كثيرة من الكتاب المقدس .
وردت في ( غلاطية 3 : 20 ) ،و في يعقوب (2 : 19 ) ، و في ( أفسس 4 : 5 ). و في (1 تي 2 : 5 ) . و أيضاً في ( يو 5 : 44 ) ، ( رومية 3 : 30 ) ، ( مت 19 : 17 ) ، ( مر 12 : 29 ،30 ). كما أنها كانت تمثل الوصية الأولي من الوصايا العشر ( خر 20 : 3 ) . و ما أوضح النص الذي يقول " الرب إلهنا رب واحد " ( تث 6 : 4 ). و عبارة الإله الواحد ترددت مرات عديدة في سفر أشعياء النبي علي لسان الله نفسه ، كما في ( أش 43 : 10 ، 11 ) ، ( أش 45 : 6 ، 18 ، 21 ) ، ( أش 46 : 9 ) .
و المسيحية تنادي بأن الأقانيم الثلاثة إله واحد .
كما وردت في ( 1 يو 5 : 7 ) . و كما وردت في قول السيد المسيح " و عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس " ( مت 28 : 19 ) ، حيث قال باسم ، و لم يقل بأسماء و لعل سائلاً يسأل كيف أن 1+1+1 + فنقول 1Ð1Ð1 =1 .
الثالوث يمثل الله الواحد ، بعقله و بروحه ، كما نقول إن الإنسان بذاته ، و بعقله و بروحه كائن واحد ، و إن النار بنورها وحرارتها كيان واحد ...
و لكن أوزوريس و حورس ليسوا إلهاً واحداً بل ثلاثة .
و هذا هو أول خلاف بين هذه القصة و الثالوث المسيحي .
و الخلاف الثاني إنها تمثل قصة زواج إله رجل ( هو أوزوريس ) ، و إلهة إمرأة ( هي إيزيس ) أنجبا إلهاً ( هو حورس ) .
و ليس في الثالوث المسيحي إمرأة ، و لا زواج ، حاشا ..!
و لو كل أب و أم و إبن يكونون ثالوثاً .. لكان هذا الأمر في كل مكان ، و في كل بلد ، و في كل أسرة . و لكنه في كل ذلك لا علاقة له بالثالوث المسيحي .
فالإبن في المسيحية ليس نتيجة تناسل جسداني .
حاشا أن تنادي المسيحية بهذا ، فالله روح ( يو 4 : 24 ) . و هو منزه عن التناسل الجسدي . و الابن في المسيحية هو عقل الله الناطق ، أو نطق الله العاقل ز و بنوة الابن من الآب في الثالوث المسيحي ، مثلما نقول " العقل يلد فكراً " و مع ذلك فالعقل و فكره كيان واحد . و لا علاقة لهما بالتناسل الجسداني ...الفكر يخرج من العقل ، و يظل فيه ، غير منفصل عنه . أما في التناسل الجسداني ، فالإبن له كيان مستقل قائم بذاته منفصل عن أبيه و أمه . و كل من الأب و الأم له كيان قائم بذاته منفصل عن الآخر . و هنا نجد خلافاً مع الثالوث المسيحي .
فالأقانيم المسيحية ،لا انفصال فيها لأقنوم عن الآخر .
الإبن يقول " أنا في الآب ، و الآب في " ( يو 14 : 11 ) ، "أنا و الآب واحد " (يو 10 : 30) . و لا يمكن أن حورس يقول أنا و أوزوريس كائن واحد ‍‍‍‍‍! أنا فيه وهو في ...
كذلك الأقانيم المسيحية متساوية في الأزلية . لا تختلف في الزمن .
الله بعقله و بروحه منذ الأزل. أما في قصة أوزوريس و إيزيس ، فحدث أن ابنهما حورس لم يكن موجوداً قبل ولادته ، و هو أقل منهما في الزمن . كذلك قد يوجد اختلاف في العمر بين أوزوريس و ايزيس . و هما الإثنان لم يكونا موجودين قبل ولادتهما من جب و نوت ..
أما الله في الثالوث المسيحي فهو كائن منذ الأزل ، و عقله فيه منذ الأزل ، و روحه فيه منذ الأزل . لم يمر وقت كان فيه أحد هذه الأقانيم غير موجود . لكل السباب السابقة لا يمكن أن نري لوناً من التشابه بين الثالوث المسيحي ، و ما في الوثنية من تعدد الآلهة ،و اختلاف في الجنس بين الآلهة ، هذا ذكر و تلك أنثي ، و ايضاً ما في الوثنية من تزاوج بين الآلهة ، و إنجاب ...


الآية الخاصة بالتثليث (1 يو 5 : 7 ) التي تقول " الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب و الكلمة و الروح القدس . و هؤلاء الثلاثة " هم واحد " ... هذه الآية في إحدي الترجمات العربية محاطة بقوسين ، و مكتوب في الحاشية أنها غير موجودة في بعض النسخ . فهل هذا يهدم عقيدة التثليث؟




إن كانت هذه الآية لم توجد في بعض النسخ ، فلعل هذا يرجع إلي خطأ من الناسخ ، بسبب وجود اَيتين متتاليتين ( 1 يو 5 : 7 ، 8 ) متشابهتين تقريباً في البداية و النهاية هكذا :
الذي يشهدون في السماء ... و هؤلاء الثلاثة هم واحد .
و الذين يشهدون علي الأرض ... و الثلاثة هم في الواحد .
و مع ذلك هذه الآية موجودة في كل النسخ الآخري ، و في النسخ الأثرية .
هذه نقطة . و النقطة الأخري هي أن العقيدة المسيحية لا تعتمد علي اَية واحدة . إذ توجد عقيدة التثليث في العهد الجديد . و من الآيات الواضحة قول السيد الرب لتلاميذه عن هم في التبشير :" و عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس " ( مت 28 : 19 ) .
و هنا يقول " باسم " و لم يقل ( باسماء ) مما يدل علي أن الثلاثة هم واحد ، و هذا يشابه نفس معني الآية ( 1 يو 5 : 7 ) . و يقول الكتاب أيضاً " نعمة ربنا يسوع المسيح و محبة الله و شركة الروح القدس مع جميعكم " ( 2 كو 13 : 4 ) . و هنا أيضاً يذكر الأقانيم الثلاثة معاً . و عن الوحدة بين الأقانيم ، يقول السيد المسيح :
" أنا و الآب واحد " ( يو 10 : 30 ) .
أي واحد في الجوهر ، و في الطبيعة ...و من جهة الروح القدس ،هو روح الله نفسه ، و طبيعي أن الله و روحه كيان واحد . فلا يمكن ان ينفصل الله عن روحه ، أو أن يكون الله غير روحه . هما إذن واحد . و في ( أع 5 : 3 ، 4 ) في توبيخ القديس بطرس لحنانيا يقول له " لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب علي الروح القدس ... أنت لم تكذب علي الناس بل علي الله " . فهو يقول إن الكذب علي الروح القدس هو الكذب علي الله . لأن الله و روحه لاهوت واحد . و ما أكثر الآيات التي يمكن ان نوردها في هذا المجال . و لكننا نجيب هنا في اختصار للتوضيح و لا داعي لأن يقول البعض إن إحدى النسخ سقطت منها آية ، لأن نسخ الكتاب كانت بالآلاف و بعشرات الآلاف في العصور الأولي ، و قبل اختراع الطباعة ...
إنها طريقة تشكيك ، لا تتفق مع روح الكتاب .
و العقيدة المسيحية الراسخة منذ العصر الرسولي ، ما كانت تخفي عليها آيات الكتاب المقدس ، بل هي مؤسسة علي آيات الكتاب .



ما معني الآية التي تقول  "الله لم يره أحد قط " ( يو 1 : 18 ) ألم يظهر الله لكثير من الأنبياء و يكلمهم ؟




المقصود بعبارة ( لم يره أحد قط ) اللاهوت . لآن اللاهوت لا يري . و الله من حيث لاهوته لا يمكن رؤيته بعيوننا المادية التي لا تري سوي الماديات ، و الله روح ...لذلك فإن الله ، عندما أردنا أن نراه ، ظهر في هيئة مرئية ، في صورة إنسان ، في هيئة ملاك . وأخيراًَ ظهر في الجسد ، فرأيناه في إبنه يسوع المسيح ، الذي قال " من راَني فقد رأي الآب " .
و لهذا فإن يوحنا الإنجيلي ، بعد أن قال " الله لم يره أحد قط " استطرد بعدها " الإبن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر " ( أي قد خبراً عن الله ) .
كل الذين يصورون الآب في شكل مرئي ، إنما يخطئون ،و ترد عليهم هذه الآية بالذات .. كالذين يصورون الآب في ايقونة للعماد ، يقول " هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت " بينما الآب لم يره أحد قط .
طالما نحن في هذا الجسد المادي ، فإن ضبابه يمنع رؤية الله ، إننا " ننظر كما في مراَه " كما يقول بولس الرسول " أما في الأبدية ، عندما نخلع الجسد المادي ، و نلبس جسداً روحانياً نورانياً ، يري ما لم تره عين " فحينئذ سنري الله .

قال الكتاب " دعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلاً : لأني نظرت الله وجهاً لوجه " ( تك 32 : 30 ) فكيف يحدث هذا بينما الكتاب يقول أن الرب قال لموسي في سفر الخروج " لا تقدر أن تري وجهي . لأن الإنسان لا يراني و يعيش " ( خر 33 : 20 ) .



اللاهوت لا يمكن أن يراه أحد ، لأنه لا يدرك بالحواس . و لذلك عندما أراد الله أم نراه ، رأيناه في صورة إبنه متجسداً ، كما قيل " عظيم هو سر التقوي : الله ظهر في الجسد " ( 1 تي 3 : 16 ) .
في العهد القديم كانوا يرون الله في ظهورات . إما علي هيئة ملاك كما ظهر لموسي النبي في العليقة ( خر3 : 2 – 6 ) . و إما علي هيئة أحد الرجال كما ظهر لأبينا ابراهيم عند بلوطة ممرا ( تك 18 : 2 ، 16 ، 17 ) . أما بالنسبة إلي أبينا يعقوب فقد ظهر له في هيئة إنسان صارعه حتي طلوع الفجر ( تك 32 : 24 ) . و قد عرف أنه الله ، لأنه لما باركه قال له " لأنك جاهدت مع الله و الناس و غلبت " ( تك 32 : 28 ) .


هل إحساسي خطأ أم صواب ، حينما أشعر أن كل ما يحدث لي هو من الله ؟ و أن الله يضع الناس في طريقي ، و يحركهم في اتجاهات معينة ؟ ...

كل ما يحدث حولك أو لك من الخير هو من الله .
روح الله القدوس يحرك الناس إلي الخير ، يرشدهم إلي حياة البر . يضعهم في طريقك لفائدتك . و يقول الكتاب " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله " ( رو 8 : 28 ) . و لكن ماذا عن الشر الذي يحدث لك ، أو يحدث من حولك ؟
هل نجرؤ و نقول إن الله قد حرك الناس لفعله ؟‍! حاشا ...
إذن الشر الذي يحدث لك ، ليس هو من الله . لأن الله لا يحرك الناس لفعل الشر ...
إنه - تبارك - إسمه قد منح الناس حرية إرادة . و قد تنحرف حرية إرادتهم نحو الشر . ليس لأن الله يحركهم إليه ، و إنما لأن الشر الذي في قلوبهم هو السبب في ما يرتكبونه من أخطاء نحوك أو نحو غيرك .
و الله لا يريدهم أن يخطئوا . و لكنه يسمح أن يحدث هذا ، و يعاقب عليه .
فهو لا يشاء الشر ، و لا يحرك الناس إليه ، و لكنه في نفس الوقت لا يسير الناس نحو الخير ،و لا يرغمهم عليه . بل يحثهم عليه ، و لكنه يترك لحرية إرادتهم أن تشترك مع المشيئة الإلهية .و إن رفضت ذلك ، لا يرغمها . إلا في حالات الإنقاذ التي تتدخل فيها إرادة الله لمنع شر عن احبائه ...
فلا تبالغ ، و لا تقل إن كل شئ يحدث لي هو من الله .
بل قل : و أما الشر فهو من الشيطان أو من الناس الأشرار
و مع ذلك ، فالله قادر أن يحول الشر إلي خير .
كما حدث في قصة يوسف الصديق مع إخوته . " الشر الذي فعلوه به ن كان منهم هم ، من حسدهم و غيرتهم و قساوة قلوبهم . و لكن الله حول الشر إلي خير . و لذلك قال يوسف لأخوته " أنتم أردتم لي شراً . أما الله فأراد به خيراً " ( تك 50 : 20 ) . الله لم يحرك إخوة يوسف نحو الشر . ولكنه حول شرهم إلي خير . و بنفس الأسلوب نقول إن الله لم يحرك يهوذا إلي خيانة معلمه . و لكنه حول نتيجة هذه الخيانة إلي الخير .






التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;