علاقاته الأخرى بالروح القدس
وسنعرض هنا نقطتين هامتين:
أ قول الرب في حديثه مع التلاميذ عن الروح القدس:
" ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 14).
" كل ما للآب هو لي. لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 15). فكيف يمكن لروح الله أن يأخذ من أحد ليعطى الناس؟.. روح الله الذي كان يتكلم في أفواه الأنبياء، والذي كان يعرفهم بكل شيء، ويمنحهم المواهب المختلفة... كيف يمكن أن يأخذ روح الله من المسيح إلا أن يكون المسيح هو الله نفسه.
فما هو التفسير الروحي لأخذ الروح القدس من المسيح؟
المسيح هو الأقنوم الثاني متجسدًا. والأقنوم الثاني هو أقنوم العقل والمعرفة والفهم والنطق في الثالوث القدوس. لذلك فإن الروح القدس يمكن لاهوتيًا أن يأخذ من أقنوم المعرفة. وأيضًا يفسرالسيد المسيح هذا الأمر بقوله " كل ما للآب فهو لي " وهذه آية أخرى تثبت لاهوته سنتعرض لشرحها عندما نتكلم عن علاقة الآب بالابن.
تفسير آخر: هو أن الروح القدس يأخذ من استحقاقات الفداء التي قدمها المسيح، ويعطى الناس في أسرار الكنيسة. مثال لذلك: يأخذ من استحقاقات الغفران التي تمت في فداء المسيح لنا، ويخبر الناس أن خطاياهم قد غفرت، سواء في سر المعمودية، أو في سر الافخارستيا.
ننتقل إلى نقطة أخرى في إثبات لاهوت المسيح وهي:
ب دلالة أن المسيح حبل به من الروح القدس:
نرجع إلى قصة ميلاد المسيح، فنرى أن القديس متى الإنجيلي يقول " ولما كانت مريم أمة مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس" (متى1: 18). ويؤيد هذا بقول الملاك ليوسف".. لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" (متى1: 20). والقديس لوقا الإنجيلي يسجل كلام الملاك للقديسة العذراء، ومنه " الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35).
# استنتاج :
فمن يكون المسيح إذن؟ وماذا تكون طبيعته؟
1 إنه من روح الله، كما يقول متى الرسول "الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" لذلك حل روح الله على مريم، ووجدت حبلى من الروح القدس، ولما كان المسيح قد ولد من روح الله، لذلك كانت لولادته نتيجتان حسب رواية لوقا الإنجيلي: أنه قدوس، وأنه ابن الله وكلاهما يدلان على لاهوته.
2 الله روح (يو4: 24). والمسيح من روح الله، إذن هو من ذات جوهر الله وله نفس طبيعته. لذلك دعى قدوسًا، وهذا اسم من أسماء الله، حسبما قالت السيدة العذراء في تسبحتها "واسمه قدوس" (لو1: 49). وهذه النقطة سنفرد لها بحثًا خاصًا.