المزيد من الادلة للحياة ما بعد الموت
جي بي مورلاند J.P Moreland
_____________
ا
القضية للحياة ما بعد الموت تتكون من حجج تجريبية empirical (يمكن ملاحظتها) وحجج غير تجريبية أو نظرية . فالحجج التجريبية هي اثنتان : اختبارات الاقتراب من الموت near-death experience وقيامة المسيح . ونظرة متكاملة من الادلة هي تلك النظرة التي تُخبرنا بأن هناك أناساً قد ماتوا وتركوا أجسادهم وحصل لهم اختبارات , ثم عادوا إلى أجسادهم. والمحاولات التي تهدف لتفسير اختبار الاقتراب من الموت كظواهر طبيعية تفشل هنا حيث أن الشخص اللاجسدي يكتسب معرفة حول الاشياء على بعد مسافات (مثلا المحادثة مع أعضاء العائلة).فالشخص يجب أن يكون حذراً عند تفسيرها لاهوتياً ولكن حقيقتها مثبتة تماماً. فالبعض قد حاجوا بأنه حتى لو كانت صحيحة فإن اختبارات القرب من الموت تزودنا فقط بدليل للوجود المؤقت بعد الموت .وبشكل حصري فإن هذا صحيح .وعلى أية حال , إذا كان الموت البيولوجي لا يُوقف الوعي فإنه من الصعوبة أن ن
رى ماذا سيُفعل بعد الموت .
قيامة المسيح ,يكفي هنا أن نقول أنه إذا قام يسوع من الاموات ,فهذا يؤهله للتحدث عن الحياة ما بعد الموت وذلك لأن قيامته تزودنا بدليل بأنه ابن الله وتعني أنه عاد من حياة ما بعد الموت وأخبرنا عنها .
الادلة غير التجريبية تنقسم إلى أدلة تعتمد على الايمان بوجود الله , وأخرى لاتعتمد على الايمان بوجود الله .
فالاول يفترض وجود الله ويجادل من تلك الحقيقة على وجود الابدية .فإذا كان الله فعلاً ما يدعيه عن نفسه ,فإن القضية مُبتة هنا بدون أدنى شك .وثلاثة من الحجج التي تعتمد على وجود الله مهمة جداً بشكل خاص .
أول حجتين تجادل من صورة ومحبة الله ,بحيث أن الانسان لديه قيم عالية جداً بكونه حامل صورة (الله), والله هو حافظ هذه القيم العالية , وبالتالي الله هو حافظ الاشخاص . بالاضافة إلى ذلك , حيث أن الله يُحب حاملي صورته ولديه مشروع حتى يجلبهم الى النضوج الكامل والعلاقة الشخصية معه, فالله سوف يدعم ويقوي الانسان حتى يبقوا في حالة الحب هذه وخطته هذه لصالحهم .
الحجة الثانية مبنية على العدل الالهي , والتي تؤكد أن الخير والشر في هذه الحياة غير موزعة بشكل عادل . فالله العادل يجب أن يوازن الميزان في حياة أخرى , وبالتالي فإن حياة ما بعد الموت مطلوبة.
وأخيراً ,هناك الحجة من الوحي الكتابي , والتي تؤكد أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الصحيحة , وهي تثبت حياة ما بعد الموت.ولتكون هذه حجة , فإن الاعتبارات المنطقية يجب أن تنظم لمصلحة مكانة الكتاب المقدس الالهية .
وتوجد هناك حجتين لا تعتمد على وجود الله للحياة الابدية , الاولى هي ثلاثة اجزاء للحجة من الرغبة Argument from Desire (1) الرغبة لحياة بعد الموت هي رغبة طبيعية (2)كل رغبة طبيعية تماثل بعض حالات من الامور والتي يمكن أن تشبعها (3) فإذن , فإن الرغبة لحياة ما بعد الموت تماثل بعض حالات من الامور والتي يمكن أن تشبعها –والتي هي حياة بعد الموت- تشبعها .
والنقاد يدعون أن الرغبة للحياة الابدية ليس بشيء ولكنه تعبير للانانية الاخلاقية .فالناس في الكون لا يرغبون بها , وحتى لو كانوا يرغبون بها , فإنها مكتسبة وليست طبيعية , بل حتى لو كانت طبيعية , فإنه في بعض الاحيان فإن مثل هذه الرغبات تتجمد .وبالتالي فإن الحجة من الرغبة ليست بالضرورة حجة قوية قوية , ولكن أية حال فإن لديها ميزة وأفضلية .
والحجة الثانية تدعي أن الوعي أو الضمير (consciousness) والنفس هما لا ماديان , وهذا يدعم الحياة ما بعد الموت بطريقتين (1) أنها تجعل الوجود اللاجسدي والهوية الشخصية في الحياة بعد الموت مدركة بوضوح.
(2)إنها تعطينا دليل لوجود الله .وهذا بدوره يزودنا بأرضية لنعيد تقديم الادلة المعتمدة على وجود الله للحياة ما بعد الموت .
الحجة من الوعي كونه غير مادي يتضمن الادعاء أنه متى وصل الشخص الى وصف دقيق للوعي (consciousness) –الاحاسيس, العواطف,الافكار ,والاعتقادات –وهنا تصبح واضحة بأنها ليست فيزيائية (مادية).
فالحالات الواعية تتميز بالشعور الداخلي والخاص والنوعي والتي تعرف من خلال التأمل النفسي .
وحيث أن الحالات المادية تفتقد لهذه المزايا, فإن الوعي ليس مادياً.
فالقضية للنفس غير المادية متجذرة في الادعاء أن الشخص الاول للتأمل النفسي first-person introspection فنحن ندرك وجود الانا (ذات) بكونه المركز اللامادي للوعي .
وهذا الادراك يثبت الفطرة والتي عندما تقطع يد أي شخص , سيزيل لديه جزء من ,او يكسب أو يخسر ذكريات او مزايا الشخصية , فالشخص لا يصبح شخصاً جزئياً أو شخصا اخر .
بينما أن هذه الحجتين تزودنا بأرضية للاعتقاد بوجود الحياة بعد الموت , ولكنها ليست حاسمة .
ففي نهاية الامر فإن تبرير وجود الحياة بعد الموت يعتمد بشكل كبير على وجود الله
المرجع: Cabal, T., Brand, C. O., Clendenen, E. R., Copan, P., Moreland, J., & Powell, D. (2007). The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (1598). Nashville, TN: Holman Bible Publishers.
منقول عن فريق اللاهوت الدفاعى