قيامة جسد ونفس السيدة العذراء
لنيافة الأنبا بيشوى
لنيافة الأنبا بيشوى
أعلنت عقيدة صعود جسد ونفس العذراء إلى ملكوت السموات وجلوسها عن يمين السيد المسيح، بصفة رسمية لأول مرة بواسطة البابا بيوس الثانى عشر بابا روما عام 1950، وصارت منذ ذلك الحين من العقائد الرسمية فى الكنيسة الكاثوليكية. لقد أعلن البابا بيوس أن العذراء "بعدما أكملت مدة حياتها على الأرض، صعدت بجسدها وروحها إلى المجد السماوى، ورفعها الرب لتكون ملكة على كل شئ، حتى تصير الأكثر مطابقة لابنها، رب الأرباب وقاهر الخطية والموت"... "إن عقيدة صعود مريم للمساء تنبع من وتكمل مفهوم الحبل بها بلا دنس".
وفيما يلى نورد رداً مختصراً لهذه العقيدة المستحدثة:
أولاً: السيد المسيح قيل عنه فى رسالة العبرانيين أنه هو رئيس الكهنة الذى صعد إلى السموات "لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ" (عب7: 26). وبهذا النص يتضح أن صعود السيد المسيح إلى السموات منذ الوقت الذى صعد فيه وإلى يومنا هذا هو لأنه هو رئيس الكهنة. لذلك قال "خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي" (يو 16: 7).
ثانياً: إن السيد المسيح قد صعد إلى السماء ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا "لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا" (عب 9: 24). وأيضاً "الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ" (عب 9: 26). ويتضح من ذلك أن السيد المسيح قد صعد أعلى من السموات كما ورد فى (عب7: 26)، ليظهر أمام وجه الله الآب لأجلنا، وأنه يشفع فينا شفاعة كفارية لمغفرة الخطايا. كما يقول معلمنا يوحنا "وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا" (1يو2: 1،2).
لكن ماذا تفعل العذراء هناك فى قدس الأقداس فى السماء؟ إذ يقول معلمنا بولس الرسول "وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا، قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ. خَادِماً لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ" (عب8: 1، 2).
لكن ماذا تفعل العذراء هناك فى قدس الأقداس فى السماء؟ إذ يقول معلمنا بولس الرسول "وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا، قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ. خَادِماً لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ" (عب8: 1، 2).
إذن كيف تدخل العذراء إلى الموضع الذى لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية (قسمة القداس) إلا يسوع المسيح فقط، لأنه دخل إلى قدس الأقداس مثلما كان رئيس الكهنة يدخل إلى قد الأقداس فى الهيكل مرة واحدة فى السنة. لذلك يقول "هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ" (عب 9: 28)، وأيضاً "وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ" (عب 10: 12).
فهل العذراء مريم لها رئاسة كهنوت حتى تدخل إلى هناك؟!
السيد المسيح قيل عنه أنه قدّم نفسه مرة واحدة، إذ يقول الرسول "لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ" (عب7: 27) وأيضاً "بدم نفسه، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً" (عب9: 12).
ثالثاً: لقد دخل السيد المسيح إلى الملكوت السماوى كسابق لنا، وقال لتلاميذه "إِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً" (يو14: 3). وأكّد القديس بولس الرسول هذا المعنى فقال "تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ، حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِراً عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ" (عب6: 19، 20). كيف يكون هو سابق إن كان هناك آخر معه.
هل العذراء مريم ينطبق عليها هذه العبارات؟! هل أعد السيد المسيح لها مكاناً؟ وهل سوف يأتى ويأخذها إليه؟ وهل سوف تقوم مع سائر البشر حيث أن السيد المسيح هو باكورة الراقدين (1كو 15: 20)؟ هذا ما سنراه فى النقطة التالية.
رابعاً: قيل عن السيد المسيح "لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ. الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ" (1كو 15 : 22، 23).
فهل العذراء هى للمسيح أم ليست للمسيح؟! وهل المسيح هو باكورة حقيقية أم أن له ملحقات؟!
هل للمسيح ملحق مثل الفندق الذى ينشئ مبانى صغيرة بالقرب منه ويسميها ملحق (أ) وملحق (ب) وملحق (ج)
هل للمسيح ملحق مثل الفندق الذى ينشئ مبانى صغيرة بالقرب منه ويسميها ملحق (أ) وملحق (ب) وملحق (ج)
ويقول أيضاً بولس الرسول عن قيامة الأموات "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ. فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ" (1كو 15: 52). الكل سيتغيرون الراقدين والأحياء عند مجئ الرب، عند البوق الأخير لذلك قال كلنا نتغير ولم يستثنى أحداً من الناس. ولكنه سبق فى نفس الفصل من الرسالة فقال الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ.
بهذا يكون هناك فئتين: الباكورة وهو للمسيح فقط، والذين للمسيح فى مجيئه، الذين قال عنهم أنهم كلهم يتغيرون، بما فى ذلك العذراء مريم، وهى العروس التى تفتخر بها جميع البشرية.
كيف يكون حالنا فى العرس السماوى بدون العذراء؟ وإن كانت قد دخلت إلى الملكوت فكيف تبدو الكنيسة كعروس للمسيح بدون العذراء مريم؟! هل يليق بهذا العرس السماوى أن يتم بدون العروس المحبوبة الزهرة النيرة غير المتغيرة؟
إن عقيدة صعود جسد السيدة العذراء بعد قيامتها من الأموات قبل مجئ الرب والتى أرادوا بها أن يكرّموا العذراء مريم، هى عقيدة تقلل من شأن العذراء، وتفصل بينها وبين الكنيسة، وتحرمها من الاحتفال الجميل الذى قال عنه بولس الرسول "آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (1كو15: 26، 28).
هل تدخل العذراء إلى السماء دون أن يُحتفَل بها؟ وحتى لو قيل أن الملائكة كرمتها فكيف لا ترى الكنيسة هذا الإحتفال؟! وكيف لا تُكرّم أمام القديسين الذين أحبوها وتشفعوا بصلواتها؟! لماذا هذا الإستعجال السابق لأوانه؟! كيف لا تحتفل السماء بدخول العروس العذراء؟!
مثال توضيحى: هل يأتى عريس ليخطب عروس ثم يخطفها مباشرةً إلى بيته بدون أى احتفال؟!
مثال توضيحى: هل يأتى عريس ليخطب عروس ثم يخطفها مباشرةً إلى بيته بدون أى احتفال؟!
فى المرة الأولى دخل السيد المسيح كملك غالب منتصر على مملكة الشيطان ومعه خلاص البشرية، مثل ابن ملك يكون هو قائد الجيش ويعود منتصراً على الأعداء، فيحتفل به باحتفالات عظيمة. فى مناسبة أخرى يكون الإحتفال هو بيوم عرسه. هكذا فإن الاحتفال الثانى للسيد المسيح هو حفل عرسه للكنيسة وهو داخل بها إلى أحضان أبيه.
هل سيقام حفل للسيدة العذراء لا يحضره أحد؟ لا الآباء البطاركة (ابراهيم وإسحق ويعقوب) ولا القديسون ولا الشهداء؟! ثم فى اليوم الأخير الذين سيدخلون الملكوت يدخلونه مع المسيح بينما هى لا تدخل معه؟!
هل سيقام حفل للسيدة العذراء لا يحضره أحد؟ لا الآباء البطاركة (ابراهيم وإسحق ويعقوب) ولا القديسون ولا الشهداء؟! ثم فى اليوم الأخير الذين سيدخلون الملكوت يدخلونه مع المسيح بينما هى لا تدخل معه؟!
علاوة على ذلك فإن هذا المفهوم سوف يقود إلى مشاكل كثيرة منها:
1-فى المجيئ الثانى هل السيد المسيح سوف يحضر العذراء معه؟
2-إذا أحضرها معه هذا سيعنى أنه سوف يخرجها من الملكوت مرة ثانية.
3-وإذا أحضرها معه سوف يجلسها عن يمينه، وعن يمينه هل سوف تشترك مع المسيح فى الدينونة؟!
4-يقول السيد المسيح لرسله "أنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ" (مت19: 28). فهل سيكون هناك ثلاث عشر كرسياً وليس إثنى عشر؟
5-إذا كان الرسل سيدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر فماذا ستفعل العذراء؟! هى ليس لها رئاسة كهنوت مثل الرسل حتى تدين أسباط إسرائيل الإثنى عشر.
6-هل ستشفع؟ لكن فيمن تشفع وكيف؟ وقتها يكون قد جاء "يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ" (رؤ6: 17).
1-فى المجيئ الثانى هل السيد المسيح سوف يحضر العذراء معه؟
2-إذا أحضرها معه هذا سيعنى أنه سوف يخرجها من الملكوت مرة ثانية.
3-وإذا أحضرها معه سوف يجلسها عن يمينه، وعن يمينه هل سوف تشترك مع المسيح فى الدينونة؟!
4-يقول السيد المسيح لرسله "أنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ" (مت19: 28). فهل سيكون هناك ثلاث عشر كرسياً وليس إثنى عشر؟
5-إذا كان الرسل سيدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر فماذا ستفعل العذراء؟! هى ليس لها رئاسة كهنوت مثل الرسل حتى تدين أسباط إسرائيل الإثنى عشر.
6-هل ستشفع؟ لكن فيمن تشفع وكيف؟ وقتها يكون قد جاء "يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ" (رؤ6: 17).
القول بصعود العذراء للسماء يبدو فى الظاهر أنه لتكريمها لكنه فى الحقيقة يقلل ومن قيمة ومكانة العذراء.
خامساً: حينما أبصر يوحنا المشهد السماوى لعرش الله فى سفر الرؤيا، رأى عرش الآب وحوله الأربعة أحياء غير المتجسدين والأربعة وعشرين قسيساً، وفى وسط العرش خروف قائم كأنه مذبوح، وقال الجميع "لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ" (رؤ5: 13). وكان معهم ملائكة كثيرون حول العرش عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف.. أى مئات الملايين لأن الربوة عشرة آلاف. وفى وسط هذا المشهد الرائع لم يبصر يوحنا، فى نهاية القرن الأول الميلادى وبعد نياحة العذراء مريم بحوالى 60 عاماً أو ما يزيد، لم يبصر العذراء مريم فى هذا المشهد! فإذا كانت العذراء مريم قد صعدت إلى السماء وجلست عن يمين المسيح فلماذا لم يراها؟
ختاماً نقول: أن المزمور لم يغفل هذه الحقيقة حينما قال عن صعود السيد المسيح ودخوله إلى السماء بعد أن أخذ صورة الإنسان وبعد إنتصاره على الشيطان وإتمام الفداء "إرفعوا أيها الملوك أبوابكم وإرتفعى أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ الرب العزيز القوى الجبار القاهر فى الحروب. هذا هو ملك المجد" (انظر مز 24: 7-10).
دار هذا الحوار بين حراس أبواب الملكوت من الملائكة وبين الملائكة الذين رافقوا السيد المسيح فى صعوده إلى السماء. فإرتفعت الأبواب الدهرية ليدخل الرب العزيز إلى الموضع الذى لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية (كما ورد فى قسمة القداس). أى أن الملائكة لن يفتحوا الأبواب حتى يجيبهم الآخرون قائلين أنه "الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ هذا هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ" (انظر مز 24: 8-10). هل ينطبق هذا الكلام على السيدة العذراء مريم؟!
دار هذا الحوار بين حراس أبواب الملكوت من الملائكة وبين الملائكة الذين رافقوا السيد المسيح فى صعوده إلى السماء. فإرتفعت الأبواب الدهرية ليدخل الرب العزيز إلى الموضع الذى لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية (كما ورد فى قسمة القداس). أى أن الملائكة لن يفتحوا الأبواب حتى يجيبهم الآخرون قائلين أنه "الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ هذا هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ" (انظر مز 24: 8-10). هل ينطبق هذا الكلام على السيدة العذراء مريم؟!
علاوة على ذلك فإن هناك من يستخدمون الآية التالية "قامت الملكة عن يمين الملك" (مز 45: 9)، ليثبتوا أن الملكة الآن هى عن يمين الملك. لكن أغلب النبوات تكتب بنفس الطريقة دون مراعاة لزمن الفعل (إن كان فى الماضى أم فى المضارع). فمثلاً يقول داود النبى فى المزمور "ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ. يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ" (مز 22: 16-18). هل هذا يعنى أن كل هذا حدث لداود حينما كتبه؟ أم أن كل هذه كانت نبوات عن المسيا وكانت سوف تتم لاحقاً عند صلبه؟
أخيراً، فإن إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو أن جسد القديسة مريم العذراء قد حمل إلى السماء وأنه محفوظ هناك، بينما روحها هى مع المسيح فى الفردوس فى أسمى مكان. يقول معلمنا بولس الرسول "لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (فى 1: 23)، وقال السيد المسيح للص اليمين "الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لو 23: 43). وعليه فإن كل القديسين هم فى الفردوس مع المسيح والملكة معهم ينتظرون زفاف الكنيسة كلها لعريسها.