السجود لجسد المسيح ودمه
4- السجود لجسد المسيح ودمه
عندما قدّم السيد المسيح الخبز والخمر لتلاميذه في ليلة الصلب قال: "هَذَا هُوَ جَسَدِي هَذَا هُوَ دَمِي" (مت26: 27، 28) أفلا نصدق السيد المسيح؟! كما قال أيضًا: "لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ (حقيقي) وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ" (يو6: 55).
يهزأ البروتستانت بنا ويقولون أننا نعجن إلهنا ونخبزه، ثم بعد ذلك نسجد له. هم بذلك يشبهون غير المسيحيين الذين يقولون إن سجود المولود أعمى للسيد المسيحيُعتبر شرك، لأنه كيف يسجد لإنسان مثله؟ هم لا يفهمون أنه ليس إنسانًا لكنه الإله المتجسد. إن البروتستانت يوافقون على السجود للسيد المسيح، أما الخبز والخمر فيقولون أنه رمز وتذكار.
السيد المسيح الكلمة حينما تجسد كان خلية واحدة في بطن السيدة العذراء، ثم كبرت هذه الخلية عن طريق التغذية من العذراء. ثم ولد ورضع وكبر وأكل خبزًا وصار هذا الخبز الذي أكله في جسده، وبه كبر.. وعندما صُلِب كان وزنه حوالي سبعون كيلوجرام بعد أن كان خلية واحدة.. هذا الفارق في الوزن هو نتيجة للخبز الذي خبزته العذراء فأكله وكبر جسده به. بحلول الروح القدس في القداس يتحوّل الخبز ليصر كالخبز الذي أكله السيد المسيح وأصبح في جسده متحدًا باللاهوت، وصُلب به ثم قام به فصعد به إلى السماء.
مثال: إن كان هناك فحم مشتعل في الشورية ثم زيد عليه فحم منطفئ فإننا لا نحتاج إلى إشعال النار في الفحم المضاف لأنه سوف يتقد من ذاته. كذلك فإن كل ما أُضيف إلى جسد السيد المسيح ليس تجسدًا جديدًا للكلمة لكنه امتداد للاتحاد الأقنومى بين اللاهوت والناسوت.
هكذا أيضًا فإن الخبز في القداس الإلهي هو امتداد لذبيحة الصليب. ولذلك قال السيد المسيح: "هَذَا هُوَ جَسَدِي" (مت26: 26)
يقول القديس بولس الرسول: "أَيُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِه، ِغَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ" (1كو11: 27،29). فلماذا يكون مجرمًا؟ ذلك لأنه جسد حقيقي.. إذًا فإننا حينما نسجد لجسد السيد المسيح فنحن نسجد للمسيح مخلصنا وفادينا.
البروتستانت لا يعجبهم هذا الكلام ويتطاولون علينا ويتهموننا على القنوات الفضائية أننا نعبد الأصنام.
وكما قلنا، فإن ما ورد في الأصحاح الخامس والعشرون من سفر الخروج فيما يخص صناعة الكروبين على غطاء التابوت وأن الله كان يتكلم من بين الكروبين ويسجد الشعب أمام الهيكل في وجود التمثالين هذا ليس عبادة للتمثالين الذهب، لذلك فهذا لا يعتبر عكس قوله: "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا... وَلاَ تسجد لهن ولا تَعْبُدْهُنَّ" (خر 20: 4، 5) لأنه قال: "لا تَعْبُدْهُنَّ". فليس من يصنع صورة أو تمثال يكون بذلك قد خالف الوصية الثانية من الوصايا العشر وهو لا يعبدها.
حينما كان تابوت العهد محمولًا على عربة تجرها ثيران وكان داوديرقص أمام التابوت الذي بداخله لوحيّ الشريعة وعلى غطاءه الملاكان، (بعد أن كان موسى قد قام بتدشين كل هذه الأشياء يوم افتتاح خيمة الاجتماع) انشمصت الثيران أي قزحت وأرادت أن تفك، وكاد التابوت أن يقع فسنده عُزة، وهو ليس من الكهنة، فمات في الحال (انظر 2صم6: 6- 15)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأنه كيف للذي ليس من الكهنوت أن يمسك تابوت العهد في الوقت الذي فيه قال الرب ألا يلمس أحدًا التابوت إلا الكهنة حامليه؟
حدثت هذه الحادثة أمام داود النبي فارتعب ويقول الكتاب: "وَخَافَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَقَالَ كَيْفَ يَأْتِي إِلَيَّ تَابُوتُ الرَّبِّ؟ وَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَنْقُلَ تَابُوتَ الرَّبِّ إِلَيْهِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ" (2صم6: 9، 10).
ثم لماذا عندما ظهرت نار متقدة في العليقة قال الله لموسى "اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ" (خر 3: 5)؟
هل عندما يكون جسد ودم السيد المسيح على المذبح في الكنيسة لا يكون هذا مكانًا مقدسًا؟!
أو عند تدشين الأيقونة بالميرون ألا تكون مقدسة كما كان تابوت العهد مقدسًا حتى أن من كان يمسه كان يموت إن لم يكن من الكهنة؟!
فإن قالوا هذا في العهد القديم نرد بقولنا لهم أنهم أوردوا الوصية الثانية في العهد القديم كحجة ضد عقيدتنا.