رد ضمني على عبادة القديسين
عندما نقول أن هناك شركة صلاة بيننا وبين القديسين ليس معنى ذلك أننا نعبد القديسين.
لذلك عندما نبخر في الكنيسة ناحية الشرق ونقول:
Tenouw]t `mmok `w Pxc? nem pekiwt `n`agaqoc nem pi``pneuma `eqouab
je ak`i akcw; `mmon nai nan
"تين أوؤشت إمموك أو بخريستوس نيم بيك يوت إن آغاثوس نيم بى إبنفما إثوؤاب جى أك إى أكسوتى إممون ناى نان". الترجمة : "نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا".
هذه العبارة يقولها الكاهن وهو يبخر ثلاث مرات ناحية الشرق، وفي كل مرة يحرك الشورية ثلاث مرات، أي ثلاثة مثلثة.. ثم يتجه ناحية بحري.. نقول "نسجد لك"، هنا سجود للعبادة، وهذا أثناء التبخير بثلاثة أيادي للشرق لأننا نقدم العبادة للثالوث القدوس. هذا نسميه بخور العبادة.
وأثناء تقديم التبخير لأيقونة الصلبوت أو القيامة نقدّم ثلاثة أيادي بخور للتأكيد على أن الابن هو الواحد من الثالوث القدوس وليس قديسًا عاديًا، والبخور المقدّم له ليس شركة صلاة بل عبادة للمسيح. هنا يتضح التمييز..
نحن الآن نتكلم عن التبخير ناحية المذبح أو ناحية أيقونة البانطوكراطور وهي أيقونة السيد المسيح جالسًا على العرش في السماء وحوله الأربعة وعشرون قسيسًا والأربع أحياء غير المتجسدين؛ أي المشهد السماوي. فعندما نفتح باب الهيكل نقدّم البخور ونحن أمام المذبح المدشن وتكون أمامنا أيقونة البانطوكراطور المدشنة ونقول: "نسجد لك أيها المسيح إلهنا..." ونحن لا نقول نسجد لك يا رخام المذبح أو نسجد لك أيها الحائط المرسوم أو المعلق عليه الأيقونة، لكننا نعتبر أن المسيححاضر لأنه قال: "هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ" (مت28 :20)، وقال: "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ" (مت18 :20)، فكم بالأكثر في القداس والليتورجية ورفع بخور العشية.. فهو حاضر، لذلك نقول "نسجد لك أيها المسيح...".
تمامًا كما قال الله لموسى: "وَأَنَا أَجْتَمِعُ بِكَ هُنَاكَ وَأَتَكَلَّمُ مَعَكَ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ" (خر25 :22). ومجد الله كان يظهر لموسىمن بين الكروبين، ومجد الله ملأ الخيمة وملأ الهيكل. فحضور الله في وسطنا هو أمر لا نشك فيه.
إننا نقدّم سجود العبادة للمسيح إلهنا وليس لأيقونة البانطوكراطور ولا لمذبح الرخام، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كما أننا نقدم سجود واحد فقط أمام المذبح للجسد والدم بعد التحول، هذا هو سجود العبادة لما فوق المذبح. أما قبل حدوث التحول فيكون السجود للمسيح المالئ الوجود كله بلاهوته، الذي تجسد وصلب وقام وهو جالس عن يمين الآب يشفع فينا كل حين بدمه، ويكون حاضرًا في الهيكل ثم حاضرًا على المذبح بعد تحول القرابين.
هنا ويجب أن يكون الأمر واضحًا إننا حينما نقول "نسجد لك أيهاالمسيح إلهنا.." نحن لا نعتبر أن المسيح الذي نخاطبه هنا هو أيقونة الشرقية بل هو المسيح الحاضر في كل مكان.
الذين يقولون أننا نسجد للحائط والأيقونة والرخام عندهم خلط واضح. نحن نقول: "نسجد لك أيها المسيح إلهنا.." بمعنى أن المسيح حاضر في بيته المقدس كما أنه حاضر أيضًا في كل مكان.
ثم نبخر ناحية بحري ونقول:
Ten; ne `mpixereticmoc nem Gabrihl piaggeloc je xere ke xaritwmenh
`o Kurioc meta cou
"تين تى نى امبى شيرى تيسموس نيم غبرييل بى أنجليوس جى شيرى كى خاريتومينى أو كيريوس ميتاسو" بمعنى "نحن نعطيك السلام مع غبريال الملاك قائلين السلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة الرب معكِ". ثم نبخر ناحية قبلي عن يسار فتحة الهيكل أو عن يمين الكاهن وهو متجه للشرق ونقول: "السلام ليوحنا ابن زكريا السلام للكاهن ابن الكاهن"، لأنه توجد أيقونة للقديس يوحنا المعمدان عن يسار فتحة الهيكل وهو يعمّد السيد المسيح. فيوحنا هذا هو السابق الصابغ، هو الذي عمّد السيد المسيح وشهد له فهو نبي العهدين.
في الوسط السيد المسيح لأننا عندما نفتح ستر الهيكل، يظهر في أيقونة ضابط الكل المسيح جالسًا على العرش في حضن الآب، وهو الباب لأنه قال: "أَنَا هُوَ الْبَابُ" (يو 10: 9)، وهو حاضر على المذبح. ثم نجد أيقونة السيدة العذراء عن اليمين وأيقونة القديس يوحنا المعمدان عن يسار السيد المسيح. هي عملية إسقاط من الفردوس للدهر الآتي حيث تكون العذراء عن اليمين "جلَستِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ" (مز45 :9) ويوحنا المعمدان عن اليسار، هذه عقيدة الكنيسة.
ثم يبخر الكاهن للغرب ناحية الشعب في الوسط وهو يقول السلام لمصاف الملائكة ولمصاف الشهداء وللآباء الرسل ولجميع القديسين جملة، هذا يتضمن الشعب نفسه لأن كل واحد من الشعب هو أيقونة مدشنة بالميرون. فبولس الرسول يقول: "إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أَفَسُسَ" (أف1 :1) لذلك يشترط أن يكون الشعب كله قديسين "الْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ" (عب12 :14). طالما الإنسان يعيش في حياة التوبة وفي شركة مع الله ويعترف ويتناول وهو مدقق في حياته الروحية؛ فإنه يكون أيقونة ويكون قديس لكن على رجاء أن يكمل جهاده بسلام. وهذه شركة بيننا وبين القديسين.
ثم يرجع الكاهن إلى الشرق وهو يقول "فلنسجد لمخلصنا محب البشر الصالح".