تكريم الأب الأسقف
الكاهن يبخّر للشعب.. والكاهن مع زميله الكاهن الشريك أثناء التبخير يقول: "أسألك يا أبى القس أن تذكرني في صلاتك الرب يحفظ كهنوتك"، فهي صلاة مشتركة. هكذا أيضًا يفعل الأسقف مع زميله الأسقف. لكن هذا لا يحدث مع الشعب لأن الشعب ليس له نفس الدرجة الكهنوتية. ومع الأب الأسقف يبخر الكاهن كما يبخر للشعب لأنهما ليسا بنفس الدرجة الكهنوتية. وأثناء تبخير الكاهن للأسقف يقول الكاهن: "أسألك يا أبى الأسقف أن تذكرني في صلاتك لكي المسيح إلهنا يغفر لي خطاياي الكثيرة.. الرب يحفظ حياة أبينا الأسقف الأنبا (فلان).. حفظًا احفظه لنا سنين كثيرة.."، فيرد الأسقف وهو يرشم بالصليب بقوله: "الرب يحفظ كهنوتك مثل ملكي صادق وهارون وزكريا كهنة الله العلى".
كل يصلى للآخر أثناء صعود البخور.. هذا هو معنى البخور..
الكاهن يبخر للأسقف كما يبخر للشعب فما الخطأ في ذلك؟ هل الأسقف أقل من الشعب حتى يقولون أنها عبادة أصنام؟
قصة من النوادر: كان القمص جبرائيل السرياني يخدم في إيبارشية الزقازيق في أيام المتنيح الأنبا متاؤس مطران الشرقية والقناة، وكان جميل الصوت وكان يحب المزاح.. فطلب منه الأنبا متاؤس ذات يوم أن يقوم بتسليم القداس لأحد الكهنة الجدد، فعمل ذلك وفي أثناء تسليمه قال للكاهن الجديد أنه عندما يقوم بالتبخير للأب الأسقف أو المطران يقول له: "عبادة الأصنام بالكمال اقلعها من العالم، الشيطان وكل قواته الشريرة اسحقهم وأذلهم تحت أقدامنا سريعًا". فصدقه الكاهن وبعد مدة الأربعين يومًا عاد إلى إيبارشيته، وبينما هو يصلى القداس في حضور المطران جاء ليبخر أمام المطران فقال له ما استلمه من أبونا جبرائيل، فغضب الأب المطران وانتهره قائلًا: "هل أنا وثن؟!" فأجابه الكاهن أن هذا ما سلمه إياه أبونا جبرائيل. فاستدعى الأب المطران أبونا جبرائيل وسأله عما إذا كان قد سلّم الكاهن ما قاله فأجاب أنه كان يمزح. فذهب الأب المطران إلى البابا كيرلس السادس ليشتكى أبونا جبرائيل فاستدعاه وسأله فأجاب أنه كان يمزح فرد قداسة البابا كيرلس إن القداس ليس فيه مزاح وأوقفه عن الخدمة والصلاة لمدة ستة أشهر في دير السريان كعقوبة (كان ذلك أيام دخول نيافة الأنبا بيشوي إلى دير السريان للرهبنة). وتنيح أبونا جبرائيل وجاء اليوم البروتستانت يقولون أن التبخير للأب الأسقف هو عبادة أصنام؟