عاش في عصر مظلم، لم يكن فيه وعاظ، ولا أساتذة للاهوت. وحتى الايغومانوس فيلوثاوس ابراهيم الذي كان بقية نور فى تلك الأيام، لم تساعده صحته على إكمال رسالته، وانتقل من عالمنا..
وكان حبيب جرجس أول طالب التحق بالإكليريكية الحديثة سنة 1893، ولم يكن بها مدرس للذين!!
وفى غيرة عميقة شعر حبيب جرجس أن الإكليريكية هي مسئوليته. فبدأ يدرس زملاءه وهو طالب.
وتخرج ليتولى التدريس في الإكليريكية. وكان يقوم بتدريس اللاهوت والوعظ، ويضع، ويضع الكتب الروحية. ووضع كتاب (أسرار الكنيسة السبعة)، وكتاب (الصخرة الأرثوذكسية)، وكتاب مارمرقس الرسول. وأخذ في إعداد مدرسين للدين.
وكان مبنى الإكليريكية وقتذاك لا يصلح. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته أن يبنى لها مبنى.
وبكل غيرة، بدأ يدعو لهذا الأمر، ويطوف البلاد يجمع تبرعات، حتى اشترى أرض مهمشة الواسعة وبنى مبنى الدراسة، ومبنى الداخلية، ومبنى معهد العرفاء، وأسس المكتبة، وبنى كنيسة العذراء التي كانت كنيسة لطلبة الإكليريكية في أيامه، قبل أن تفتح للشعب..
ولم تكن هناك في تلك الأيام مدارس للتربية الكنسية، فشعر حبيب أنها مسئوليته أن يهتم بإنشاء مدارس الأحد.
وشجع الكثيرين على المساهمة في هذا المجال. وبكل حماس أخذ التعليم الديني يشق طريقه إلى الأطفال وإلى القرى. وصار هناك آلاف من المدرسين. وكان حبيب جرجس هو نائب رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد. أما رئيسًا في أيامه فكان قداسة البابا يؤنس التاسع عشر.
ولم تكن هناك مناهج لتعليم الدين في المدارس. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته الخاصة أن يضع كتبًا منهجية لكل مراحل التعليم.
فوضع لذلك سلسلتين أحداهما (المبادئ المسيحية) والثانية (الكنز الأنفس). ولم يترك التعليم الديني معوزًا شيئًا من المعلومات. بل طبع أيضًا الصور اللازمة. وأصدر مجلة (الكرمة) التي استمرت 17 عامًا كمدرسة متنقلة من بيت إلى بيت، على مستوى رفيع. وهى أول مجلة قدمت لنا ترجمة أقوال الآباء القديسين
كل ذلك لم يكن واجبا ورسميًا ملقى على حبيب جرجس.
بل هي غيرته التي دفعته في كل هذه المجالات. غيرته التي بدأت معه وهو طالب، ثم وهو مدرس، ثم وهو ناظر للإكليريكية منذ سنة 1918.
وبهذه الغيرة استطاع أن يقدم للكنيسة آلافا من الوعاظ ومعلمي الدين، ومئات من الخرجين لسيامتهم كهنة في كافة بلاد القطر.
غيرة حبيب جرجس كانت غيرة تمثل العمل الإيجابي في عمقه.
لم يحدث إطلاقًا أنه انتقد أنه انتقد الضعف والضياع الموجودين في عصره. وإنما كان إن وجد نقصًا، يبحث كيف يعالجه، دون أن يدين أحدًا.. لقد كان رجل بناء ماهرًا. حفر أساسًا ووضع حجرين لبنائين: أحدهما هو الإكليريكية، والثاني هو مدارس الأحد.. وجاهد حتى ارتفع البناءان، وآوى إليهما أولاد الله.
هذه هي غيرة حبيب جرجس، البناءة، العمالة، الإيجابية.
من كتاب الغيرة المقدسة
للبابا شنودة
وكان حبيب جرجس أول طالب التحق بالإكليريكية الحديثة سنة 1893، ولم يكن بها مدرس للذين!!
وفى غيرة عميقة شعر حبيب جرجس أن الإكليريكية هي مسئوليته. فبدأ يدرس زملاءه وهو طالب.
وتخرج ليتولى التدريس في الإكليريكية. وكان يقوم بتدريس اللاهوت والوعظ، ويضع، ويضع الكتب الروحية. ووضع كتاب (أسرار الكنيسة السبعة)، وكتاب (الصخرة الأرثوذكسية)، وكتاب مارمرقس الرسول. وأخذ في إعداد مدرسين للدين.
وكان مبنى الإكليريكية وقتذاك لا يصلح. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته أن يبنى لها مبنى.
وبكل غيرة، بدأ يدعو لهذا الأمر، ويطوف البلاد يجمع تبرعات، حتى اشترى أرض مهمشة الواسعة وبنى مبنى الدراسة، ومبنى الداخلية، ومبنى معهد العرفاء، وأسس المكتبة، وبنى كنيسة العذراء التي كانت كنيسة لطلبة الإكليريكية في أيامه، قبل أن تفتح للشعب..
ولم تكن هناك في تلك الأيام مدارس للتربية الكنسية، فشعر حبيب أنها مسئوليته أن يهتم بإنشاء مدارس الأحد.
وشجع الكثيرين على المساهمة في هذا المجال. وبكل حماس أخذ التعليم الديني يشق طريقه إلى الأطفال وإلى القرى. وصار هناك آلاف من المدرسين. وكان حبيب جرجس هو نائب رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد. أما رئيسًا في أيامه فكان قداسة البابا يؤنس التاسع عشر.
ولم تكن هناك مناهج لتعليم الدين في المدارس. فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته الخاصة أن يضع كتبًا منهجية لكل مراحل التعليم.
فوضع لذلك سلسلتين أحداهما (المبادئ المسيحية) والثانية (الكنز الأنفس). ولم يترك التعليم الديني معوزًا شيئًا من المعلومات. بل طبع أيضًا الصور اللازمة. وأصدر مجلة (الكرمة) التي استمرت 17 عامًا كمدرسة متنقلة من بيت إلى بيت، على مستوى رفيع. وهى أول مجلة قدمت لنا ترجمة أقوال الآباء القديسين
كل ذلك لم يكن واجبا ورسميًا ملقى على حبيب جرجس.
بل هي غيرته التي دفعته في كل هذه المجالات. غيرته التي بدأت معه وهو طالب، ثم وهو مدرس، ثم وهو ناظر للإكليريكية منذ سنة 1918.
وبهذه الغيرة استطاع أن يقدم للكنيسة آلافا من الوعاظ ومعلمي الدين، ومئات من الخرجين لسيامتهم كهنة في كافة بلاد القطر.
غيرة حبيب جرجس كانت غيرة تمثل العمل الإيجابي في عمقه.
لم يحدث إطلاقًا أنه انتقد أنه انتقد الضعف والضياع الموجودين في عصره. وإنما كان إن وجد نقصًا، يبحث كيف يعالجه، دون أن يدين أحدًا.. لقد كان رجل بناء ماهرًا. حفر أساسًا ووضع حجرين لبنائين: أحدهما هو الإكليريكية، والثاني هو مدارس الأحد.. وجاهد حتى ارتفع البناءان، وآوى إليهما أولاد الله.
هذه هي غيرة حبيب جرجس، البناءة، العمالة، الإيجابية.
من كتاب الغيرة المقدسة
للبابا شنودة