المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الجمعة، 25 يوليو 2014

هُوذا ملكُك آتياً باراً مُخلصاً وديعاً _ ق. ساويرس الأنطاكي

مسابقات مسيحية , مسابقات عامة , مسابقات وفوازير , اسئلة ومسابقات , مسابقة , اسئلة عامة , اسئلة ترفيهية , مسابقات مسيحية بوربوينت , شرح شات اكسات , ترانيم , الحان وتسبحة , برمجة , صور رومانسية , عصر الانترنت, تردد قنوات , ترددات , تردد قنوات النيل سات 2014 , احدث تردد لقناة , تردد جديد , التردد الجديد ل قناة , قناة , اخبار , بث مباشر , لاهوتيات , اقوال الاباء , الرد على الشبهات , مدونة مسيحية , الشاعر اندراوس

هُوذا ملكُك آتياً باراً مُخلصاً وديعاً _ ق. ساويرس الأنطاكي



ها هي نبوءةٌ أخرى لزكريا، تُشبه النُبوءة في إنجيل متى التي تُخبرنا عن حمار مربوط بأمه. فالنبوءة تقول: "ابتهجي جداً، يا بنت صهيون واهتفي يا بنت أورشليم، هُوذا ملكُكِ آتياً باراً مُخلصاً وديعاً، راكباً على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9:9). فمن لا يفهمُ، ونحن ننتظر ملكاً باراً، أنَّ المسيح مرئيٌّ وقد أُنبئ به بملكيصادق أي "ملك البرِّ". فهذا النبي لا يقول "ملك السلام" فحسب، بل يُضيفُ "والمُخلِّص" ومعه اسمُ يسوع، الذي يعني "خلاص الله" و "الشِّفاء". 

ثم يُضيفُ "هو وديعٌ راكبٌ على حمار وعلى جحش ابن أتان". فعل ذلك ليرينا مُقدَّماً ما كُتب عنهُ في الأناجيل: "تعلموا مني فإنني وديعٌ ومتواضعُ القلب" (مت 11). ما من مَلك عادل، مُخَلِّص، لطيف، راكب على جحش، آت إلى أورشليم، إلاَّ هذا الذي هو وحده مَلكُ المُلُوك، الله والمُخَلِّص، يسوع. هو طيبٌ، لطيفٌ وغزير الرأفة لكل الذين يدعونه.

من جهةٍ، تُعلنُ الأتان التي تسيرُ على أغصان النخيل وأوراقها بوضوح أنَّ الراكب عليها، وجميع المؤمنين به، يُخضعون جميع أعدائهم ويدوسونهم تحت أقدامهم وينتصرون بمجد. فأغصان النخيل وأوراقها علامةُ النصر.

ومن جهة أخرى، كان خلع الشعب لثيابه وفرشُها على الطريق إعلاناً مُعبِّراً، بأسلوب فوري وظاهر، عمَّا حصل حقاً في الحوادث التي تلت بعد ذلك. فعلاً، فيما كان هؤلاء المؤمنون يتنازلون عن كُل ممتلكاتهم، وحتى عن ثيابهم - وهي صورة مُصغرة عن الممتلكات - كانوا يتبعون إنجيل النعمة. فقد كُتبَ في سفر الأعمال: "كانوا يبيعون أملاكهم وأموالهم ويتقاسمون الثمن على قدرِ احتياج كًلٍّ منهم" (أع 2). لو لم يكُن الأمر كذلك، ولو لم يكن ما سيجري مُصوَّرا تصويراً سريّاً، لأعاقت الأغصان والثياب تقدم الأتان بعرقلة قوائمها كالشبكة. 

"وكانت الجموع التي تتقدمه وتتبعه تهتف: هوشعنا لابن داود". هذا التعبير يُصبحُ بترجمته من العبرية إلى اليونانية، "تسبيحاً أو ترنيماً لابن داود". لا يليقُ أن نُكرِّم إنساناً أو نَمدحه بترنيمة، فهذا يلائمُ من هو وحده إلهٌ بطبيعته، فقد قيل: "وجعل في فمي نشيداً جديداً تسبحة لإلهنا" (مز 40)، وأيضاً "أُنشد للرب مُدَّة حياتي ما حييتُ" (مز 104). 

وكل الهاتفين ازدادوا صياحاً: "تبارك الآتي باسم الرب، هُوشعنا في العَلاء". كان من الضروري حقاً أن يتكلم أولئك المادحُون وفقاً للتقليد: "أنت الصالح الذي وافانا". فهو يُشبه مَن أتى للمرَّة الأولى، أو يُشبه الأقدمين الذين حيّوا النبي صموئيل سائلين منذ البدء "أبالسلام قدومك"؟ (1 صم 16). 


إن هتافهم "تبارك الآتي باسم الرب، هُوشعنا في الأعالي" (أضاف لوقا: "السلام في السماء، والمجد في العُلى" (لو 19))، هو تصرُّف الذين يُعلنون مجيئه الثاني، حين يأتي من السماوات بمجد. بعد مجيئه سيضُمّ بسلام الأرضيات إلى السماويات، إذ هو "آت ليدين الأرض بالعدل" (مز 96)، وسيُدخل ملكوت السماوات أولئك الذين عاشوا ببرٍّ. لهذا السبب كان الأطفال يُسبِّحون ويهتفون. إنهم كانوا الداخلين معه إلى الهيكل، لأن يسوع نفسه يقول: "الحق أقول لكم، إن لم تُرجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لن تدخلوا ملكوت السماوات"

تاملوا أيضاً الأغصان حاملة النصر، فبها كانوا يهتفون له، ويُكرمونه، ويمدحونه كما يليق بالله. لذلك كتب الإنجيليون أنه لما اقترب وكان على وشكِ النزول من جبل الزيتون، ابتدأ الجمعُ بالترحيب به، والسير أمامه، لتسبيحه، وقطعوا أغصاناً من الشجر. يُشير الإنجيليون بوضوح أن هذه الأغصان كانت أغصاناً من أشجار الزيتون. كان يجب أن تكون اغصان زيتون، لأنها كانت تنمُو على جبل المدعو جبل الزيتون. يدُلُّ الزيتون على مُصالحة الله ومجيئة المُحب ليكون معنا. هو تمَّمَ هذا لا لأننا صالحون - فنحن لم نكن يوماً صالحين - بل لرحمته. بالطريقة ذاتها جاءت حمامة تحمل في فمها ورقة زيتون تُبَشِّرُ بنهاية الطوفان في أيام نوح، وتوقف الغضب برحمة السلام الآتي من العلاء. 



المرجع: مواعظ كاتدرائية للقديس ساويرس الأنطاكي، عظة 20. التفسير المسيحي القديم للكتاب المقدسن إنجيل متى، الأب ميشال نجم، منشورات جامعة البلمند.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;