حقيقة سفر الخروج
الحلقة الثالثة
الحلقة الثالثة
في هذه الحلقة نكمل تفسير حقيقة سفر الخروج ونرى إنّ الله غيّر إسم أبرام إلى إبراهيم ليكون مثل آدم أباَ لجمهور أمم وكذلك غير إسم ساري ليكون سارة لتأخذ دور حواء هي الأخرى وبعدها يكلم يعقوب ويقول:
تك(32 - 27): فقال له ما إسمك. قال يعقوب (28) قال لا يكون اسمك يعقوب فيما بعد بل إسرائيل لانك إذ رؤست عند الله فعلى الناس أيضاَ تستظهر. (29) وسأله يعقوب وقال عرفني اسمك. فقال لم سؤالك عن إسمي وباركه هناك (30) وسمى يعقوب الموضع فنوئيل قائلاَ إني رأيت الله وجهاَ لوجهِ ونجت نفسي.
هنا يغير الرب إسم يعقوب الى إسرائيل ويعلمه بانه قد رؤس عند الله وياخذ دوره في المسرحية الحية هذه.
تك(46 - 2): فكلم الله إسرائيل ليلاَ في الحلم وقال يعقوب يعقوب قال هاءنذا. (3) قال أنا الله اله أبيك لا تخف أن تهبط مصر فإني سأجعلك أمةَ عظيمةَ (4) أنا أهبط معك الى مصر وأنا أصعدك ويوسف هو يغمض عينيك.
وهنا نرجع قليلاَ الى سفر التكوين لكي نفهم الاحداث الحاصلة: ونسمع كلام الرب الى إبرام في:
تك(15 - 7): وقال له أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانين لأعطيك هذه الارض ميراثاَ لك (8) فقال (أبرام) اللهم يا رب بماذا أعلم إني أرثها ...... (12) ولما صارت الشمس الى المغيب وقع سباتُ على أبرام فإذا برعب ظلمةِ شديدةِ قد وقع عليه (13) فقال لابرام إعلم يقيناَ أن نسلك سيكونون غرباء في أرضِ ليست لهم ويستعبدون لهم أربع مئة سنةِ (14) ثم الامة التي يستعبدون لها سأدينها وبعد ذلك يخرجون .... .
لقد كان الله عز جلاله قادراَ أن يهب أبناء الموعد الحنطة الوفيرة وهم في أرض فلسطين بكلمةِ واحدة منه ولا يسمح بدخولهم أرض مصر ولكنه لم يفعل ذلك حتى يتطابق حال الرمز (أبناء الموعد) مع حال المرموز اليه (أدم وحواء وبني البشر) وكما استعبد الجنس البشري من أجل أكلةِ من شجرة معرفة الخير والشر, وكما كان سبحانه سابق العلم قبل خلق آدم وحواء بأن إبليس سوف يوقعهم في الخطيئة والمعصية ويصبح آدم وحواء والجنس البشري عبيداَ لابليس والخطيئة والموت. كذلك هنا أيضاَ سمح الله سبحانه أن يدخل أبناء الموعد أرض مصر وهو عالمُ مسبقاَ بان فرعون مصر سوف يستعبدهم ويبقوا هناك في مصر نحو أربع مئة سنة.
وكما وضع الله خطة الفداء قبل سقوط آدم وحواء في عبودية إبليس وإبتدأ الخروج الحقيقي لبني البشر من عبودية إبليس والخطيئة حال سقوطهم, كذلك هنا وضع الله خطة إخراج بني الموعد قبل دخولهم عبودية مصر ويبداَ بتنفيذ الخطة حال إنتهاء فترة عبوديتهم التي وصفها ألله لأبرام بنحو أربع مئة سنة, فيتدخل الله لتخليص أبناء الموعد من عبودية فرعون مصر ويبدأ الخروج الرمز لأبناء الموعد من مصر دار العبودية الرمز.
فههنا أصبح فرعون ملك مصر في المسرحية الحية هذه مثالاَ حياَ لابليس وأصبحت أرض مصر هنا رمزاَ ومثالاَ حياَ لدار العبودية لابليس والخطيئة. وإبتدأ خروج شعب الله المختار الرمز (أبناء الموعد) من دار العبودية الرمز عندما تجلى ملاك الرب لموسى في لهيب نار في وسط العليقة عند جبل الله حوريب.
خروج(3 - 2): فتجلى له ملاك الرب في لهيب نار من وسط العليقة فنظر فإذا العليقة تتوقد بألنار وهي لا تحترق. (3) فقال موسى أميل وأنظر هذا المنظر العظيم ما بال العليقة لا تحترق (4) ورأى الرب إنه قد مال لينظر فناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى. قال هاءنذا. (5) قال لا تدن الى ههنا إخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت قائمُ فيه أرضُ مقدسة. (6) وقال أنا اله أبيك اله إبراهيم وإله إسحق واله يعقوب. فستر موسى وجهه إذ خاف أن ينظر الى الله. (7) فقال الرب إني قد نظرت الى مذلة شعبي الذين بمصر وسمعت صراخهم من مسخريهم وعلمت بكربهم. (8) فنزلت لانقذهم من أيدي المصريين وأخرجهم من تلك الارض الى أرضِ طيبةِ واسعةِ أرضِ تدر لبناَ وعسلاَ الى موضع الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين. ........... (10) فالان تعال أبعثك الى فرعون وأخرج شعبي إسرائيل من مصر. ........ .
وفي: الخروج(7 - 1): فقال الرب لموسى أنظر قد جعلتك الهاَ لفرعون وهرون أخوك يكون نبيك. (2) أنت تتكلم بجميع ما آمرك به وهرون أخوك يخاطب فرعون أن يطلق بني إسرائيل من أرضه (3) وأنا أقسي قلب فرعون وأكثر آياتي ومعجزاتي في أرض مصر.
فخرج شعب الله المختار الرمز من مصر يقوده النبي موسى بأمر الرب. وفي هذه المسرحية الحية, أخذ النبي موسى دور الله الحي في الخروج الرمز, وهرون أصبح دوره هو دور النبي الذي يأتمر بامر الله ويأمر فرعون أي إبليس بان يطلق الشعب المخلص المختار الرمز من دار العبودية الرمز. ونلاحظ ان الله سبحانه يقول: إني أقسي قلب فرعون. وهذا سببه إنه لا يوجد إنسان مهما بلغ من الجبروت والقسوة يستطع أن يجيد دور إبليس, ولذلك يتدخل الله ويقسي قلب فرعون حتى يستطع فرعون أن يجيد دور إبليس المؤكل اليه في مثالنا الحي هذا.
فصنع موسى وهرون كما أمرهما الرب, وبعد الايات والاعاجيب الكثيرة لم يستطع فرعون رمز إبليس الا الرضوخ لارادة الله بالسماح لبني إسرائيل بالخروج من مصر دار العبودية الرمز. فخرج شعب الله الرمز من مصر وفرعون رمز إبليس لا زال يلاحقه.
تك(32 - 27): فقال له ما إسمك. قال يعقوب (28) قال لا يكون اسمك يعقوب فيما بعد بل إسرائيل لانك إذ رؤست عند الله فعلى الناس أيضاَ تستظهر. (29) وسأله يعقوب وقال عرفني اسمك. فقال لم سؤالك عن إسمي وباركه هناك (30) وسمى يعقوب الموضع فنوئيل قائلاَ إني رأيت الله وجهاَ لوجهِ ونجت نفسي.
هنا يغير الرب إسم يعقوب الى إسرائيل ويعلمه بانه قد رؤس عند الله وياخذ دوره في المسرحية الحية هذه.
تك(46 - 2): فكلم الله إسرائيل ليلاَ في الحلم وقال يعقوب يعقوب قال هاءنذا. (3) قال أنا الله اله أبيك لا تخف أن تهبط مصر فإني سأجعلك أمةَ عظيمةَ (4) أنا أهبط معك الى مصر وأنا أصعدك ويوسف هو يغمض عينيك.
وهنا نرجع قليلاَ الى سفر التكوين لكي نفهم الاحداث الحاصلة: ونسمع كلام الرب الى إبرام في:
تك(15 - 7): وقال له أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانين لأعطيك هذه الارض ميراثاَ لك (8) فقال (أبرام) اللهم يا رب بماذا أعلم إني أرثها ...... (12) ولما صارت الشمس الى المغيب وقع سباتُ على أبرام فإذا برعب ظلمةِ شديدةِ قد وقع عليه (13) فقال لابرام إعلم يقيناَ أن نسلك سيكونون غرباء في أرضِ ليست لهم ويستعبدون لهم أربع مئة سنةِ (14) ثم الامة التي يستعبدون لها سأدينها وبعد ذلك يخرجون .... .
لقد كان الله عز جلاله قادراَ أن يهب أبناء الموعد الحنطة الوفيرة وهم في أرض فلسطين بكلمةِ واحدة منه ولا يسمح بدخولهم أرض مصر ولكنه لم يفعل ذلك حتى يتطابق حال الرمز (أبناء الموعد) مع حال المرموز اليه (أدم وحواء وبني البشر) وكما استعبد الجنس البشري من أجل أكلةِ من شجرة معرفة الخير والشر, وكما كان سبحانه سابق العلم قبل خلق آدم وحواء بأن إبليس سوف يوقعهم في الخطيئة والمعصية ويصبح آدم وحواء والجنس البشري عبيداَ لابليس والخطيئة والموت. كذلك هنا أيضاَ سمح الله سبحانه أن يدخل أبناء الموعد أرض مصر وهو عالمُ مسبقاَ بان فرعون مصر سوف يستعبدهم ويبقوا هناك في مصر نحو أربع مئة سنة.
وكما وضع الله خطة الفداء قبل سقوط آدم وحواء في عبودية إبليس وإبتدأ الخروج الحقيقي لبني البشر من عبودية إبليس والخطيئة حال سقوطهم, كذلك هنا وضع الله خطة إخراج بني الموعد قبل دخولهم عبودية مصر ويبداَ بتنفيذ الخطة حال إنتهاء فترة عبوديتهم التي وصفها ألله لأبرام بنحو أربع مئة سنة, فيتدخل الله لتخليص أبناء الموعد من عبودية فرعون مصر ويبدأ الخروج الرمز لأبناء الموعد من مصر دار العبودية الرمز.
فههنا أصبح فرعون ملك مصر في المسرحية الحية هذه مثالاَ حياَ لابليس وأصبحت أرض مصر هنا رمزاَ ومثالاَ حياَ لدار العبودية لابليس والخطيئة. وإبتدأ خروج شعب الله المختار الرمز (أبناء الموعد) من دار العبودية الرمز عندما تجلى ملاك الرب لموسى في لهيب نار في وسط العليقة عند جبل الله حوريب.
خروج(3 - 2): فتجلى له ملاك الرب في لهيب نار من وسط العليقة فنظر فإذا العليقة تتوقد بألنار وهي لا تحترق. (3) فقال موسى أميل وأنظر هذا المنظر العظيم ما بال العليقة لا تحترق (4) ورأى الرب إنه قد مال لينظر فناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى. قال هاءنذا. (5) قال لا تدن الى ههنا إخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت قائمُ فيه أرضُ مقدسة. (6) وقال أنا اله أبيك اله إبراهيم وإله إسحق واله يعقوب. فستر موسى وجهه إذ خاف أن ينظر الى الله. (7) فقال الرب إني قد نظرت الى مذلة شعبي الذين بمصر وسمعت صراخهم من مسخريهم وعلمت بكربهم. (8) فنزلت لانقذهم من أيدي المصريين وأخرجهم من تلك الارض الى أرضِ طيبةِ واسعةِ أرضِ تدر لبناَ وعسلاَ الى موضع الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين. ........... (10) فالان تعال أبعثك الى فرعون وأخرج شعبي إسرائيل من مصر. ........ .
وفي: الخروج(7 - 1): فقال الرب لموسى أنظر قد جعلتك الهاَ لفرعون وهرون أخوك يكون نبيك. (2) أنت تتكلم بجميع ما آمرك به وهرون أخوك يخاطب فرعون أن يطلق بني إسرائيل من أرضه (3) وأنا أقسي قلب فرعون وأكثر آياتي ومعجزاتي في أرض مصر.
فخرج شعب الله المختار الرمز من مصر يقوده النبي موسى بأمر الرب. وفي هذه المسرحية الحية, أخذ النبي موسى دور الله الحي في الخروج الرمز, وهرون أصبح دوره هو دور النبي الذي يأتمر بامر الله ويأمر فرعون أي إبليس بان يطلق الشعب المخلص المختار الرمز من دار العبودية الرمز. ونلاحظ ان الله سبحانه يقول: إني أقسي قلب فرعون. وهذا سببه إنه لا يوجد إنسان مهما بلغ من الجبروت والقسوة يستطع أن يجيد دور إبليس, ولذلك يتدخل الله ويقسي قلب فرعون حتى يستطع فرعون أن يجيد دور إبليس المؤكل اليه في مثالنا الحي هذا.
فصنع موسى وهرون كما أمرهما الرب, وبعد الايات والاعاجيب الكثيرة لم يستطع فرعون رمز إبليس الا الرضوخ لارادة الله بالسماح لبني إسرائيل بالخروج من مصر دار العبودية الرمز. فخرج شعب الله الرمز من مصر وفرعون رمز إبليس لا زال يلاحقه.
الخروج(14 - 19): فإنتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل فصار وراءهم وإنتقل عمود الغمام من أمامهم فوقف وراءهم (20) ودخل بين عسكر المصريين وعسكر إسرائيل فكان من هنا غماماَ مظلماَ وكان من هناك ينير الليل فلم يقترب أحد الفريقين من الاخر طول الليل (21) ومد موسى يده على البحر فأرسل الرب على البحر ريحاَ شرقية شديدة طول الليل حتى جعل في البحر جفافاَ وقد إنشق الماء. (22) ودخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليبس والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم (23) وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم جميع خيل فرعون ومراكبه وفرسانه الى وسط البحر (24) ..... (26) فقال الرب لموسى مد يدك على البحر فيرتد الماء على المصريين على مراكبهم وفرسانهم (27) فمد موسى يده على البحر فإرتد البحر عند إنبثاق الصبح الى ما كان عليه والمصريين هاربون تلقاءه فغرق الرب المصريين في وسط البحر. (28) ورجعت المياه فغطت مراكب وفرسان جميع جيش فرعون الداخلين وراءهم في البحر ولم يبق منهم أحد.
وهنا نرى إن إبليس لم يستطع الا الرضوخ لارادة الله وقوته وتدبيره, فلم يستطع التمسك ببني البشر, ولكنه لا يزال يلاحق كل واحدِ منا, وهو قوي, قوي جداَ لم يستطع فرعون مصر أن يجيد دوره بدون تقسية خاصة. فلابد أن يكون الله معنا لنبتعد عن إبليس, ويفصل الله بيننا وبينه تماماَ كما فعل عمود الغمام بين جند فرعون وشعب الله المختار الرمز.
العدد(1 - 1): وكلم الرب موسى في برية سيناء في خيمة الاجتماع في اليوم الاول من الشهر الثاني من السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر قائلاَ (2) إحصوا جماعة بني إسرائيل بعشائرهم وبيوت آبائهم بعدد أسمائهم كل ذكرِ برأسه (3) من إبن عشرين سنة فصاعداَ كل من يخرج الى الحرب في إسرائيل تحصيهم أنت وهرون بحسب جيوشهم . .... (45) وكان جميع المعدودين من بني إسرائيل بحسب بيوت آبائهم من إبن عشرين سنة فصاعداَ كل خارج الى الحرب في إسرائيل (46) كان جميع المعدودين ست مئة الفِ وثلاثة آلافِ وخمس مئةِ وخمسين .
والان دعنا نسال: لماذا لم يعبر الله بني إسرائيل على اليبس بدل شق البحر الاحمر؟ فقد كان بألامكان الفصل بين الاسرائلين والمصريين من دون الحاجة الى إغراق جند فرعون. فإن قناة السويس لم تكن قد حفرت بعد؟
نرى إنه لو لم يغرق جند فرعون, ويموتوا خنقاَ بماء البحر لكان المثال الذي إعطاه الله خاطئاَ وناقصاَ. فلقد كان لابد لله العلي أن يغرقهم بماء البحر, وذلك رمزاَ لخلاص المخلصين بني نوح أيام الطوفان حين خلصهم الله وعلى اليبس في داخل السفينة. وقد أغرق الله في حينه جميع الخطاة بماء الغمر العظيم فشق البحر الاحمر لم يكن الا رمزاَ لايام الطوفان العظيم.
وفي صحراء سيناء أعطى الرب الاله شعبه ناموس الوصايا العشرة, وأحكام الشريعة وأحكام ذبائح الخطيئة والسلامة. وعملوا مقدساَ للرب ليسكن الله فيما بينهم, كما أمر الرب موسى قائلاَ:
الخروج(25 8): فيصنعون لي مقدساَ فأسكن فيما بينهم (9) بحسب جميع ما أنا مريك من شكل المسكن وشكل جميع آنيته كذلك فاصنعوا (10) يعملون تابوتا من خشب السنط .........
وفي: الخروج(26 - 1): واصنع المسكن عشر شققِ من بوص مبروم ....... .
وفي: الخروج(27 - 1): واصنع المذبح من خشب السنط ....... .
وفي: الخروج(30 - 1): واصنع مذبحاَ لايقاد البخور. .......... .
وفي: العدد(4 - 5): ياتي هرون وبنوه عند إرتحال المحلة فينزلون الحجاب ويغطون به تابوت الشهادة ....... .
فقد طلب الرب أنْ يصنع موسى خيمة الإجتماع وأدواتها على المثال الذي رآه في الجبل, وقد تطرقنا لتفاصيل الخيمة وأدواتها بالتفصيل في تسعة أجزاء سابقاَ وتوصلنا إلى الإستنتاج بأنّ : خيمة الاجتماع والدار التي حولها تمثل مراحل الخروج المختلفة خروج بني البشر من تحت نير الخطيئة وغضب الدينونة الى فداء وبر الله والعودة ثانية الى حضرته والمثول أمامه. وهذا غير ممكن الا إذا تحقق تخليص بني البشر من أعباء نجاسة الخطيئة وتبعاتها أي من الدينونة المحتمة والموت الابدي الذي لا مناص منه.
وإنّ خيمة الاجتماع طباقاَ من فوق الى الداخل في قدس الاقداس, أو من الخارج الى الداخل تمثل مراحل الخروج من وقت سقوط آدم وبداية الخلق الى مرحلة الناموس والخلاص بالوصايا والذبائح الرمزية الى مرحلة الفداء, فداء إبن الله للبشر كافة ثم دخولهم أخيراَ وإجتماعهم بالله خالقهم بعد أن يكونوا قد أوفوا بمستلزمات العدل الالهي ونالوا رضا الخالق ورضوانه. وكذلك كيف أن الخيمة بطريقة وصف ربط أغطيتها يالأشظة الذهبية قد بينت كيف قد ربط الله عرشه السماوي في أورشليم السماوية مع كنيسته على الارض ولغاية قيام الدينونة.
ونقول أيضاَ أن خيمة الاجتماع كانت رمزاَ لهيكل الله وتابوت عهده الذي في السماء. وكما رآه موسى على الجبل. وكانت إيماءَ لحضور الله مع شعبه.
العبرانيين(8 - 5): أولئك الذين خدمتهم فيما هو إيماءُ الى السماويات وظلُ لها كما أوحي الى موسى لما هم أن ينشئ المسكن أن أنظر وأصنع كل شيِْ على المثال الذي أنت مراه في الجبل.
وهنا نعود قليلاَ الى الوراء لنتذكر الاحداث التي مرت سابقاَ وماذا قال الله ليعقوب فنعود الى:
التكوين(46 - 2): فكلم الله إسرائيل ليلاَ في الحلم وقال يعقوب يعقوب قال هاءنذا . (3) قال الله أنا إله أبيك لا تخف أن تهبط مصر فإني سأجعلك ثم أمةِ عظيمةَ. (4) أنا أهبط معك الى مصر وأنا أصعدك ويوسف هو يغمض عينيك.
ولما كانت مصر تمثل دار العبودية الارضية لبني إسرائيل, وهي رمز عبودية الخطيئة فنرى في قول الربِ أمراَ محيراَ. هل يقبل الرب أن يكون معنا في عبوديتنا في دار العبودية واللعنة التي نحن فيها؟؟ وإن قبل فلماذا ذلك؟؟
ولكي نفهم لماذا قبل الرب ذلكّ وماذا فعل نذهب الى:
غلاطية(4 - 4): فلما بلغ ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداَ من إمرأةِ مولوداَ تحت الناموس (5) ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني.
وفي كولسي(1 - 12): وشاكرين للاب الذي أهلنا للشركة في إرث القديسين في النور (13) الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت إبن محبته (14) الذي لنا فيه الفداء بدمه مغفرة الخطأيا (15) الذي هو صورة الله الغير المنظور وبكر كل خلقِ . ...... (19) لأنه فيه رضي الاب أن يحل الملء كله (20) وأن يصالح به الجميع لنفسه مسالماَ بدم صليبه ما على الارض وما في السماوات.
فلقد كان الله سابق العلم بأنّه سوف يرسل إبنه ليولد من عذراءِ تحت الناموس (العبودية والدينونة) ولأنّه سيكون تحت الناموس صار تحت اللعنة والموت. ولهذا أختير التابوت هنا للدلالة الى موت الفادي الذي شاركنا إنسانيتنا وأخذ جسداَ مثلنا فهبط الى عبوديتنا. (أي الى مصر) ومات عنا على الصليب وفدانا. وبما أنه إلهُ قام من الموت منتصراَ وشاركنا في حياته الابدية وبهذا أخرجنا من دار العبودية التي لإبليس والخطيئة, لفرط محبته لنا.
ولمن لم يقرأ حلقات تفسير خيمة الاجتماع أطلب منه العودة لقراءتها لتكتمل الصورة عنده عن تخطيط الله سبحانه.
وكذلك أطلب من الجميع أنْ يحفظ الجملة التي قالها سبحانه لموسى " لا تدن الى ههنا إخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت قائمُ فيه أرضُ مقدسة." لأنّ هذه الجملة ستتكرر وتقال لاحقاَ مرة أخرى قبل دخول أرض الميعاد الرمز (فلسطين) وفي حينه سنفسر لماذا أستعملت نفس الجملة ثانيةَ وما كان القصد من تكرار النص ذاته.
وفي الحلقة القادمة سنتطرق إلى السبب الحقيقي لعدم سماح الله سبحانه لموسى وهارون من دخول أرض الميعاد بالرغم من تحملهم كل المشقات لتوصيل الشعب إليها!
العدد(1 - 1): وكلم الرب موسى في برية سيناء في خيمة الاجتماع في اليوم الاول من الشهر الثاني من السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر قائلاَ (2) إحصوا جماعة بني إسرائيل بعشائرهم وبيوت آبائهم بعدد أسمائهم كل ذكرِ برأسه (3) من إبن عشرين سنة فصاعداَ كل من يخرج الى الحرب في إسرائيل تحصيهم أنت وهرون بحسب جيوشهم . .... (45) وكان جميع المعدودين من بني إسرائيل بحسب بيوت آبائهم من إبن عشرين سنة فصاعداَ كل خارج الى الحرب في إسرائيل (46) كان جميع المعدودين ست مئة الفِ وثلاثة آلافِ وخمس مئةِ وخمسين .
والان دعنا نسال: لماذا لم يعبر الله بني إسرائيل على اليبس بدل شق البحر الاحمر؟ فقد كان بألامكان الفصل بين الاسرائلين والمصريين من دون الحاجة الى إغراق جند فرعون. فإن قناة السويس لم تكن قد حفرت بعد؟
نرى إنه لو لم يغرق جند فرعون, ويموتوا خنقاَ بماء البحر لكان المثال الذي إعطاه الله خاطئاَ وناقصاَ. فلقد كان لابد لله العلي أن يغرقهم بماء البحر, وذلك رمزاَ لخلاص المخلصين بني نوح أيام الطوفان حين خلصهم الله وعلى اليبس في داخل السفينة. وقد أغرق الله في حينه جميع الخطاة بماء الغمر العظيم فشق البحر الاحمر لم يكن الا رمزاَ لايام الطوفان العظيم.
وفي صحراء سيناء أعطى الرب الاله شعبه ناموس الوصايا العشرة, وأحكام الشريعة وأحكام ذبائح الخطيئة والسلامة. وعملوا مقدساَ للرب ليسكن الله فيما بينهم, كما أمر الرب موسى قائلاَ:
الخروج(25 8): فيصنعون لي مقدساَ فأسكن فيما بينهم (9) بحسب جميع ما أنا مريك من شكل المسكن وشكل جميع آنيته كذلك فاصنعوا (10) يعملون تابوتا من خشب السنط .........
وفي: الخروج(26 - 1): واصنع المسكن عشر شققِ من بوص مبروم ....... .
وفي: الخروج(27 - 1): واصنع المذبح من خشب السنط ....... .
وفي: الخروج(30 - 1): واصنع مذبحاَ لايقاد البخور. .......... .
وفي: العدد(4 - 5): ياتي هرون وبنوه عند إرتحال المحلة فينزلون الحجاب ويغطون به تابوت الشهادة ....... .
فقد طلب الرب أنْ يصنع موسى خيمة الإجتماع وأدواتها على المثال الذي رآه في الجبل, وقد تطرقنا لتفاصيل الخيمة وأدواتها بالتفصيل في تسعة أجزاء سابقاَ وتوصلنا إلى الإستنتاج بأنّ : خيمة الاجتماع والدار التي حولها تمثل مراحل الخروج المختلفة خروج بني البشر من تحت نير الخطيئة وغضب الدينونة الى فداء وبر الله والعودة ثانية الى حضرته والمثول أمامه. وهذا غير ممكن الا إذا تحقق تخليص بني البشر من أعباء نجاسة الخطيئة وتبعاتها أي من الدينونة المحتمة والموت الابدي الذي لا مناص منه.
وإنّ خيمة الاجتماع طباقاَ من فوق الى الداخل في قدس الاقداس, أو من الخارج الى الداخل تمثل مراحل الخروج من وقت سقوط آدم وبداية الخلق الى مرحلة الناموس والخلاص بالوصايا والذبائح الرمزية الى مرحلة الفداء, فداء إبن الله للبشر كافة ثم دخولهم أخيراَ وإجتماعهم بالله خالقهم بعد أن يكونوا قد أوفوا بمستلزمات العدل الالهي ونالوا رضا الخالق ورضوانه. وكذلك كيف أن الخيمة بطريقة وصف ربط أغطيتها يالأشظة الذهبية قد بينت كيف قد ربط الله عرشه السماوي في أورشليم السماوية مع كنيسته على الارض ولغاية قيام الدينونة.
ونقول أيضاَ أن خيمة الاجتماع كانت رمزاَ لهيكل الله وتابوت عهده الذي في السماء. وكما رآه موسى على الجبل. وكانت إيماءَ لحضور الله مع شعبه.
العبرانيين(8 - 5): أولئك الذين خدمتهم فيما هو إيماءُ الى السماويات وظلُ لها كما أوحي الى موسى لما هم أن ينشئ المسكن أن أنظر وأصنع كل شيِْ على المثال الذي أنت مراه في الجبل.
وهنا نعود قليلاَ الى الوراء لنتذكر الاحداث التي مرت سابقاَ وماذا قال الله ليعقوب فنعود الى:
التكوين(46 - 2): فكلم الله إسرائيل ليلاَ في الحلم وقال يعقوب يعقوب قال هاءنذا . (3) قال الله أنا إله أبيك لا تخف أن تهبط مصر فإني سأجعلك ثم أمةِ عظيمةَ. (4) أنا أهبط معك الى مصر وأنا أصعدك ويوسف هو يغمض عينيك.
ولما كانت مصر تمثل دار العبودية الارضية لبني إسرائيل, وهي رمز عبودية الخطيئة فنرى في قول الربِ أمراَ محيراَ. هل يقبل الرب أن يكون معنا في عبوديتنا في دار العبودية واللعنة التي نحن فيها؟؟ وإن قبل فلماذا ذلك؟؟
ولكي نفهم لماذا قبل الرب ذلكّ وماذا فعل نذهب الى:
غلاطية(4 - 4): فلما بلغ ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداَ من إمرأةِ مولوداَ تحت الناموس (5) ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني.
وفي كولسي(1 - 12): وشاكرين للاب الذي أهلنا للشركة في إرث القديسين في النور (13) الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت إبن محبته (14) الذي لنا فيه الفداء بدمه مغفرة الخطأيا (15) الذي هو صورة الله الغير المنظور وبكر كل خلقِ . ...... (19) لأنه فيه رضي الاب أن يحل الملء كله (20) وأن يصالح به الجميع لنفسه مسالماَ بدم صليبه ما على الارض وما في السماوات.
فلقد كان الله سابق العلم بأنّه سوف يرسل إبنه ليولد من عذراءِ تحت الناموس (العبودية والدينونة) ولأنّه سيكون تحت الناموس صار تحت اللعنة والموت. ولهذا أختير التابوت هنا للدلالة الى موت الفادي الذي شاركنا إنسانيتنا وأخذ جسداَ مثلنا فهبط الى عبوديتنا. (أي الى مصر) ومات عنا على الصليب وفدانا. وبما أنه إلهُ قام من الموت منتصراَ وشاركنا في حياته الابدية وبهذا أخرجنا من دار العبودية التي لإبليس والخطيئة, لفرط محبته لنا.
ولمن لم يقرأ حلقات تفسير خيمة الاجتماع أطلب منه العودة لقراءتها لتكتمل الصورة عنده عن تخطيط الله سبحانه.
وكذلك أطلب من الجميع أنْ يحفظ الجملة التي قالها سبحانه لموسى " لا تدن الى ههنا إخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت قائمُ فيه أرضُ مقدسة." لأنّ هذه الجملة ستتكرر وتقال لاحقاَ مرة أخرى قبل دخول أرض الميعاد الرمز (فلسطين) وفي حينه سنفسر لماذا أستعملت نفس الجملة ثانيةَ وما كان القصد من تكرار النص ذاته.
وفي الحلقة القادمة سنتطرق إلى السبب الحقيقي لعدم سماح الله سبحانه لموسى وهارون من دخول أرض الميعاد بالرغم من تحملهم كل المشقات لتوصيل الشعب إليها!
أخوكم في الايمان
نوري كريم داؤد
نوري كريم داؤد
Read more: http://www.eg-copts.com/vb/t163787#ixzz3ZDLgqDEO