الكلمة اليونانية διδαχή (ديداخى) وبالإنجليزية Didach - Didache تعنى "تعليم". وهى وثيقة قديمة هامة اسمها في اليونانية Διδαχή τωνΙΒ 'Αποστόλων أي "تعليم الرسل الاثني عشر"، والعنوان الشائع لها هو: "تعليم الرسل"، أما العنوان الطويل لها فهو: "تعليم الرب للأمم بواسطةالاثني عشر رسولًا". ويعود تاريخ تدوين هذه الوثيقة إلى نهاية القرن الأول الميلادي أو بداية الثاني، ويُظن أنها أقدم من إنجيل القديس يوحنا.
وتُعد الديداخى "أول تنظيم كنسي" وصل إلينا، فهي من أهم وأقدم الوثائق في التعليم الديني والتشريع الكنسي، إذ تحوى أقدم نصوص ليتورجَّية بعد أسفار العهد الجديد. وتحتل بذلك مكانًا متوسِّطًا بين أسفار العهد الجديد وكتابات الآباء الرسوليين.
اكتُشِفت هذه الوثيقة في مخطوط يوناني وحيد عام 1871 ميلادية. وكان لاكتشافها في أواخر القرن التاسع عشر، دوى هائل في الأوساط العلميةالكنسيَّة. فعلماء الآبائيات كانوا يعرفون أنه يوجد ما يُسمى "تعليم الرسل" دون أن يتمكنوا من العثور على أي أثر له حتى ذلك الوقت.
وتحتوى الديداكية على ستة عشر فصلًا هي:
(أ) فصل 1 -6: السلوك المسيحي (الطريقان، أي طريق الحياة وطريق الموت). وهى فصول تحوى اقتباسات من العظة على الجبل. ويبدو أن مؤلفها هو يهودي متنصِّر، أو مسيحي اعتمد في تدوينها على مصدر يهودي.
(ب) فصل 7 – 10: وهو القسم الليتورجي أو الطقسي ويشمل الحديث عن توجهات في المعموديَّة، وإعداد طالبي العماد (فصل 7)، الصوم والصلاة(فصل 8)، وليمة الأغابي وكسر الخبز (الفصلان 9، 10).
(ج) فصل 11 – 15: الرتب الكنسيَّة، وكيفية معاملة الأنبياء والاعتراف بسلطتهم بعد الرسل، وذكر الأنبياء المتجولين يحتل مكانًا هامًا حيث يُعتبرون كهنة عظام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكذلك سلطة المعلمين. ومعاملة الأساقفةوالشيوخ والشمامسة. ولم يرد فيها ذكر واضح للقسوس.
(د) فصل 16: نبوة عن ضد المسيح، وانتظار مجيء الرب الثاني.
أما المؤلف وزمان ومكان التأليف فهي أمور مجهولة. وهناك وجه تشابه بين الديداخي ورسالة برنابا وراعى هرماس. والديداخي تحوى الكثير مما يستهوي الباحثين في دراسة الليتورجيات المبكرة وشكل الحياة الكنسيِّة في أواخر القرن الأول وأوائل الثاني.
* انظر كتاب قانون الإيمان للرسل - مع نص الديداكية الكامل - القمص تادرس يعقوب ملطي.