المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الجمعة، 30 يناير 2015

كتاب الإيمان في عصر التشكيك (1) كيف يمكن أن يسمح إله صالح بالألم؟ مشكلة الشر



#الحاد #اللاهوت_الدفاعى #الرد_على_الشبهات #مسابقات #اسئلة_لاهوتية #الرد_على_شبه #اللاهوت_الدفاعى


كتاب الإيمان في عصر التشكيك (1) كيف يمكن أن يسمح إله صالح بالألم؟ مشكلة الشر

هل تريد شراء هذا الكتاب؟ راسلنا
كيف يمكن أن يسمح إله صالح بالألم؟

إن المشكلة الكبرى، في نظرالكثيرين، لا تكمن في حصرية المسيحية، بل في وجود الشر والألم في العالم. فمنهم من يرون أن التألم ظلما هو معضلة فلسفية، ويلقون الشكوك حول وجود الله بحد ذاته. ومنهم من يعدون المسألة مسألة شخصية صرفا. فلا يعنيهم السؤال المجرد: أموجود الله أم غير موجود؟ إذ يرفضون أن يثقوا أو يؤمنوا بأي إله يسمح للتاريخ والحياة أن يستمرا على ما هما عليه.

الشر والألم ليسا دليلا ضد الله

يقيم الفيلسوف جاي. أل. ماكي هذه القضية ضد الله في كتاب له بعنوان “معجزة توحيد الله” وهو يبسطها على هذا النحو: إذا كان إله صالح وقدير موجودا، فما كان يسمح بالشر العديم الجدوى، ولكن لأن في العالم بالفعل الكثير من الشر العديم الجدوى والذي لا يبرر، لا يعقل أن يكون الإله التقليدي الصالح والقدير موجودا. قد يكون موجودا إله آخر، أو لا إله، ولكن ليس الله التقليدي” غير أن فلاسفة آخرين كثيرين تبينوا في هذا التعليل عيبا رئيسيا. ففي صلب التوكيد بأن العالم ملآن بالشر العديم الجدوى تكمن مقدمة مفترضة، ألا وهى أنه إذا بدا الشر عديم الجدوى بالنسبة إلىّ فلا بد عندئذ أن يكون هو عديم الجدوى.
وهذا التعليل ينطوي طبعا على مغالطة. فإن مجرّد عدم قدرتك على أن ترى أو تتصور سببا وجيها لسماح الله بحصول شيء ما، لا يعني أنه لا يمكن أن يوجد سبب فعلا. وهنا أيضا يلوح لنا في صلب الشكوكية، التي يفترض أنها متمسكة بالمنطق، إيمان هائل لدى المرء بقدراته الإدراكية. فإن كانت عقولنا عاجزة عن سبر أغوار الكون للاهتداء إلى أجوبة جيدة عن الألم، فلا يعقل إذا ان يوجد أي جواب! إنّ هذا الإيمان اعمى من الصنف الأعلى.
إن هذه الحجة ضد الله لا تقوم، ليس فقط بالنسبة إلى المنطق، بل أيضا بالنسبة إلى الاختبار. فبصفتي راعيا، وعظت كثيرا عن قصة يوسف في سفر التكوين. وقد كان يوسف شابا شامخا أبغضه إخوته. وفي غضبهم عليه، حبسوه في بئر ثم باعوه إلى حياة عبودية وبؤس في مصر. لا شك ان يوسف صلّى طالبا الانقاذ. ولكن لم تأته أية معونة في الحال، ومضى بذلك إلى العبودية. ومع انّ يوسف عانى سنى عبودية وبؤس، فإن تجاربه صقلت خلقه وشددته. وفي آخر المطاف ارتقى ليصير الوزير الأكبر في مصر، منقذا آلاف النفوس من المجاعة، ومنهم ايضا إخوته. فلولا سماح الله بسني معاناة يوسف، لما كان على الإطلاق عاملا فعالا جدا في سبيل العدالة الاجتماعية والشفاء الروحي. وكلما وعظت على أساس ذلك النص، أسمع تعليقات من أشخاص يتوحدون مع القصة. إذ لا يرى كثيرون بدّا من الأعتراف بأن معظم ما كانوا يحتاجون إليه حقا للنجاح في الحياة جاءهم من خلال اختباراتهم الأكثر صعوبة وإيلاما. ومنهم من يلتفتون إلى مرض سبق أن ابتلوا به، ويدركون أنه كان فصلا لا يستبدل في الحياة أدّى بهم إلى نموهم الشخصي والروحي (هنا أود إضافة تجربتي الشخصية عندما علمت بأنني مصاب بمرض السرطان في الفم وقد كان لذلك تأثير كبير جدا على نظرتي للحياة وغيّر الكثير مما كانت حياتي عليه قبل معرفتي بمرضي) ويالصدفه أن الكاتب أيضا يتحدث عن تجربته مع مرض السرطان وكيف غيرت حياته للأفضل.
ومع ان أحدا من هؤلاء لا يحبذ المآسي بحد ذاتها، فإنهم جميعا ما كانوا ليستبدلوا أي شيء بما آتتهم من بصيرة وخلق وقوة. ومع الوقت والمنظور الصحيح، نستطيع بمعظمنا ان نرى أسبابا خيرة، على الأقل لبعض من الآلام والمآسي التي تحدث في الحياة. فلماذا لا يحتمل أن تكون لها جميعا أسباب خيرة، من موقع الله المشرف؟
فإذا كان لديك إله عظيم ومتعال بما يكفي لأن تثور عليه لأنه لم يوقف الشر والألم في العالم، فإن لديك عندئذ في (في الوقت نفسه) إلها عظيما ومتعاليا بحيث تكون لديه أسباب خيرة لسماحه باستمرارهما وأنت لا تعرف تلك الأسباب. حقا انك لا تستطيع ان تصل إلى النتيجة عينها في كلتا الحالتين!


الشر والألم قد يكونان (في حقيقة الأمر) دليلا لمصلحة الله


رغم أن الألم المروع الذي يتعذر تعليله لا يمكن أن يدحض الله، فهو مع ذلك مشكلة بالنسبة إلى المؤمن في الكتاب المقدس. غير أنه ربما كان مشكلة أكبر بعد بالنسبة إلى غير المؤمنين. وقد وصف سي.أس.لويس كيف رفض في الأصل فكرة وجود الله بسبب قسوة الحياة. ثم بات يدرك أن الشر أكثر إشكالا بالنسبة إلى إلحاده الجديد. وفي الأخير أدرك أنّ الألم يشكل حجة لمصلحة وجود الله أفضل من تشيكلة حجة ضده.
لقد أدرك لويس أن الاعتراضات الحديثة على الله مؤسسة على مفهوم للعدل والإنصاف. فنحن نعتقد أن الناس لا ينبغي أن يتألموا وينبذوا ويموتوا جوعا أو ظلما. غير أن آلية الإنتخاب الطبيعي التطورية تعتمد على القتل والإفناء والعنف من جانب القوي تجاه الضعيف-وهذه كلها طبيعية تماما. فعلى أي أساس إذا يحكم الملحد على العالم الطبيعي بأنه ظالم ومجحف وغير عادل على نحو رهيب؟ ليس لدى غير المؤمن بالله أساس جيد لكونه ساخطا على اللاعدل الذي كان- كما يبين لويس- سبب الاعتراض على الله في المقام الأول. فإن كنت متيقنا بأن هذا العالم الطبيعي مؤلم وظالم وملآن بالشر، فأنت تفترض حقيقة معيار ماخارج الطبيعة (أو فوطبيعي) بموجبه تصدر حكمك. وقد عبّر الفيلسوف آلفن بلانتنغا عن ذلك على النحو التالي:
” هل يعقل أن يوجد حقا أي شيء مثل الشر المروع [لو كان الله غير موجود ونحن نشأنا عن طريق التطور (النشوء والإرتقاء) فحسب؟!] لست أرى كيف يكون ذلك. لا يمكن أن يوجد شيء كهذا إلا إذا كانت ثمة طريقة بها يفترض أن تعيش الخلائق العاقلة. بل تلزم أن تعيش…إن أية طريقة لادينية في النظر إلى العالم تخلو من أي مجال للالتزام الخلقي مهما كان نوعه…ومن ثم فلا سبيل إلى القول بوجود شيء من قبيل الشر الفعلي والبغيض. وعلى ذلك، فإن اعتقدت أن هنالك حقا شيئا مثل الشر المروع (لا مجرد وهم من نوع ما)، تكون لديك إذا حجة قوية [ لحقيقة وجود الله].
وبالاختصار، فإن مشكلة المأساة والمعاناة والإجحاف هى مشكلة عامة تواجه الجميع. إنها على الأقل مشكلة كبيرة امام عدم الإيمان كما هي امام الإيمان ولذلك كان منى الغلط والشطط، رغم تفهم الأمر، أن تحسب ان نبذك للإيمان بالله سيجعل مشكلة الشر أسهل تقبلا وعلاجا بطريقة أو بأخرى.

هل تريد شراء هذا الكتاب؟ راسلنا

إذا أعجبك الموضوع، فمن فضلك إضغط على LIKE أو أعجبني أو أي من أدوات نشر الموضوع في الأسفل

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;