المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الثلاثاء، 27 يناير 2015

تفسير لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي للبابا شنودة







في فصل من الإنجيل في عيد القيامة ( يو 20 ) سمعنا قول السيد المسيح له المجد لمريم المجدلية : " لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلي أبي . و لكن اذهبي إلي أخوتي و قولي لهم إني أصعد إلي أبي و أبيكم ، و إلهي و إلهكم " . فما تفسير ذلك ؟









في تفسير القديس أوغسطينوس لهذا الفصل ، قال في شرح " لا تلمسني ، لأني لم أصعد بعد إلي أبي " أي لا تقتربي إلي بهذا الفكر ، الذي تقولين فيه " أخذوا سيدي ،و لست أعلم أين وضعوه " ( يو 20 : 2 ، 13 ، 15 ) ، كأنني لم أقم ،و قد سرقوا جسدي حسب إشاعات اليهود الكاذبة .

لأني لم اصعد بعد إلي ( مستوي ) أبي في فكرك .

و معروف أنها قد لمسته ، حينما أمسكت بقدميه وسجدت له ، في زيارتها السابقة للقبر مع مريم الأخرى ( مت 28 : 1 ، 9 ) .

v v v

و الملاحظة الأخرى التي أوردها القديس أوغسطينوس هي :

قال : إلي أبى و أبيكم ، ولم يقل إلي أبينا . و قال : إلي إلهي و إلهكم ، و لم يقل إلهنا مفرقاً بين علاقته بالآب ، و علاقتهم به .

فهو أبي من جهة الجوهر والطبيعة و اللاهوت ، حسبما قلت من قبل " أنا و الآب واحد ط ( يو 10 :30 ) . واحد في اللاهوت و الطبيعة و الجوهر . لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد ( يو 3 : 16 ، 18) ( 1 يو 4 : 9 ) . أما أنتم قد دعيتم ابناء من جهة الإيمان " و أما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه " (يو 1 : 12 ) . و كذلك أبناء من جهة المحبة كما قال يوحنا الرسول " انظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتى ندعي أولاد الله " ( 1 يو 3 : 1 ) . و باختصار هي بنوة من نوع التبني ، كما قال بولس الرسول "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف ، بل أخذتم روح التبني ، الذي به نصرخ يا أبانا ، الآب " ( رو 8 : 15 ) . و قيل " ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني " ( غل 4 : 5 ) [ أنظر أيضاً ( رو 9 :5 ) ، (أف 1 : 5 ) ] .

إذن هو أبي بمعني ، و أبوكم بمعني آخر .

و كذلك من جهة اللاهوت .

هو إلهكم من حيث هو خالقكم من العدم .

و من جهتي من حيث الطبيعة البشرية ، إذ أخذت صورة العبد في شبه الناس ن و صرت في الهيئة كإنسان ( في 2 : 7 ، 8 ) .

هنا المسيح يتحدث ممثلاً للبشرية ، بصفته ابن الإنسان .

يبدو أن حماس الكل للاهوت المسيح ، يجعلهم أحياناً ينسون ناسوته . فهو قد اتحد بطبيعة بشرية كاملة ، حتي يقوم بعمل الفداء . و شابه ( أخوته ) في كل شئ ، حتي يكفر عن خطايا الشعب ( عب 2 : 17 ) . قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس " يوجد إله واحد و وسيط واحد بين الله و الناس ، الإنسان يسوع " ( 1 تي 2 : 5 ) . هنا يقوم بعمل الوساطة كإنسان ،لأنه لا بد أن يموت الإنسان . و نفس التعبير يقوله أيضاً في الرسالة إلي كورنثوس في المقارنة بين اَدم و المسيح " الإنسان الأول من الأرض ترابي ، و الإنسان الثاني الرب من السماء " ( 1كو 15 : 47 ) . فهنا يتكلم عنه كإنسان ، و رب . اتحد فيه الناسوت مع اللاهوت في طبيعة واحدة هي طبيعة الكلمة المتجسد .

من حيث الطبيعة البشرية ، قال : إلهي و إلهكم ، مميزات العلاقتين .

و الدليل علي أنه كان يتكلم من الناحية البشرية إنه قال للمجدلية " اذهبي إلي أخوتي " فهم أخوة له من جهة الناسوت ، و ليس من جهة اللاهوت . و كذلك قوله " اصعد إلي أبي و أبيكم " ، فالصعود لا يخص اللاهوت إطلاقاً ، لأن الله لا يصعد و لا ينزل ، لأنه مالئ الكل ، موجود في كل مكان . لا يخلو منه مكان فوق ن بحيث يصعد إليه . فهو يصعد جسدياً . كما نقول له في القداس الغريغوري " و عند صعودك إلي السماء جسدياً .." .

كذلك هو يكلم أناساً لم ينموا في الإيمان بعد .

يكلم امرأة تريد أن تلمسه جسدياً ، لتتحقق من قيامته و تنال بركة و يتكلم عن تلاميذ لم يؤمنوا بقيامته بعد ( مر 16 : 9 – 13 ) ... فهل من المعقول أن يحدثهم حينئذ عن لاهوته ؟‍!












التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;