المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الجمعة، 30 يناير 2015

أمسك البشرية بيديه وأعادها إلى الكرامة الملوكية القديس كيرلس عمود الدين

#الحاد #اللاهوت_الدفاعى #الرد_على_الشبهات #مسابقات #اسئلة_لاهوتية #الرد_على_شبه #اللاهوت_الدفاعى





أمسك البشرية بيديه وأعادها إلى الكرامة الملوكية القديس كيرلس عمود الدين



أمسك البشرية بيديه وأعادها إلى الكرامة الملوكية

للقديس كيرلس عمود الدين – العبادة بالروح والحق – ترجمة د. جورج عوض

" انطلق إذن بفكرك إلى آدم الأول، فانظر فيه كل البشرية أى بداية وأصل الجنس البشرى. وفكر أيضًا أنه خُلق بحسب صورة خالقه وعُين ليكون رئيسًا لكل ما في الأرض، وكان في يد الله متمتعًا بحياة القداسة التى عاشها. وكان كنبات الفردوس، كزهور جميلة ولطيفة جدًا، ولكن بسبب انخداعه من حيل الحية المعادية، ابتعد عن الحالة الأولى، وبعد ذلك وصل به الأمر أن يزدرى بالوصية الإلهية، وعندئذِِ بالضبط فَقَدَ مكانته وأصله الأول، وانزلق من يد ذاك الذى كان يحفظه في القداسة وهو على الأرض، أى من علو الفضيلة، ووُجد غير منضبط إراديًا في تفضيله للجسديات. وقد تملك داء الخبث عليه بدرجة كبيرة، آخذًا إياه من الحية. وهكذا تعرى من المُلك والمجد الذين كانا له من البداية وطُرد من الفردوس والنعيم. ألم يقل لنا موسى العظيم ذلك؟....

لقد رأى المشرع أن الإنسان قد أخذ في الانحدار إلى هذا الحد من الدناءة، ولذا ابتعد عنه وشعر بنفور تجاهه بسبب الخبث الذى أصابه. لذا يقول الكتاب هرب موسى تاركًا الحية. ومكتوب أيضًا " الروح القدس المؤدب يهرب من الخداع، ويبتعد عن الأفكار الغبية، وينسحب إذا حضر الإثم" (سفر الحكمة 5:1). لأنه أى اتفاق بين القداسة والنجاسة، وبين النور والظلمة، وبين العدل والظُلم.

إذن أن تقع العصا – التي تحولت إلى حية - من يد موسى يمكن أن تعنى، أن هذا الذى قد خُلق بحسب صورة الخالق كان نبات الفردوس، وأنه وُجد داخل مجد الملكوت وفي يد الخالق، لكن بسبب رغبته في اختيار الجسديات سقط على الأرض، وبفعل هذه العداوة، صار مثل حية في نظر الله. لكن تلقى موسى الأمر أن يمد يده ويمسك ذيل الحية، وفي الحال عادت العصا إلى شكلها الأول. أى لم تعد بعد حية، بل عادت ثانية عصا ونبات الفردوس. وعندما أراد الله الآب أن يجمع كل الأشياء في المسيح وان يجدد خليقته مرة أخرى على شكلها الأول، أرسل لنا من السماء ابنه الوحيد الجنس، أى يده اليمنى الذى هو بالحقيقة خالق كل الأشياء ومخلص الجميع، كما هو مكتوب " يمين الرب صانعة ببأس يمين الرب مرتفعة" (مز 16:118)، وعندما أمسك البشرية في يده، وخلصنا من عداوة الوحش التى يُعبر عنها بالدناءة والخطايا، أعادنا مرة أخرى إلى القداسة والكرامة الملوكية وأُلفة الفضيلة، وأعطى للمؤمنين المسكن الأول، وكان أولهم اللص الذى صُلب معه. لأنه يقول " الحق أقول لك اليوم تكون معى في الفردوس " (لو43:23).

لماذا أمر الله موسى بأن يمسك ذيل الحية وليس الرأس أو الوسط؟

لأنه هكذا كان يجب أن يصير يا عزيزى، لأنه نافع للسر أن يمسك من الذيل وليس من الوسط أو الرأس.




من المعروف أن بداية أى حيوان تعتبر الرأس، بينما الذيل هى نهايته. دعنا نعتبر الجنس البشرى في مجموعه كحيوان. المسيح أمسك الذيل، أى النهاية والأجزاء الأخيرة لأنه أتى في الأزمنة الأخيرة لهذا الدهر. لكن، بالرغم من أن موسى أمسك بالذيل، إلاّ أن التجديد وصل حتى الرأس (لأن الحية تغيرت بالكامل إلى عصا). بنفس الطريقة، بالرغم من أن المسيح أمسك بالأجزاء الأخيرة، لكن التجديد بالنعمة سَرْى في كل الجنس البشرى ووصل حتى الرأس نفسه، أى حتى آدم. لأنه مكتوب، "لأجل هذا مات المسيح وقام لكى يسود على الأحياء والأموات" (رو9:14)، وبالتالى الفداء الذى تحقق للذين في أواخر الأيام، سَرْى مفعوله أيضًا لأولئك الذين كانوا مستعبدين فى البدء ".

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;