المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الثلاثاء، 27 يناير 2015

هل لقب " ابن الإنسان " ضد لاهوت المسيح ؟




هل لقب " ابن الإنسان " ضد لاهوت المسيح ؟

لماذا كان السيد المسيح يلقب نفسه بأبن الإنسان ؟ هل في هذا عدم إعتراف منه بلا هوته ؟و لماذا لم يقل إنه ابن الله ؟

السيد المسيح إستخدم لقب ابن الإنسان . و لكن كان يقول أيضاً إنه ابن الله ...

قال هذا عن نفسه في حديثه مع المولود أعمي ، فاَمن به و سجد له ( يو 9 : 35 – 38 ) .و كان يلقب نفسه أحياناً [ الابن ] بأسلوب يدل علي لاهوته كقوله " لكي يكرم الجميع الإبن ، كما يكرمون الآب " ( يو 5 : 21 – 23 ) . و قوله أيضا " ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب . و لا من هو الآب إلا الابن ، و من أراد الابن أن يعلن له " ( لو 10 : 22 ) . و قوله ايضاً عن نفسه " إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار " ( يو 8 : 36 ) .

و قد قبل المسيح أن يدعي ابن الله ، و جعل هذا أساساً للإيمان و طوب بطرس علي هذا الإعتراف .

قبل هذا الإعتراف من نثنائيل ( يو 1 : 49 ) ، و من مرثا ( يو 11 : 27 ) ، و من الذين رأوه " ماشياً علي الماء " ( مت 14 : 33 ) . و طوب بطرس لما قال له " أنت هو المسيح ابن الله " . و قال " طوباك يا سمعان بن يونا . إن لحماً و دماً لم يعلن لك ، لكن أبي الذي في السموات " ( مت 16 : 16 ، 17 ) .

و في الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله .

إنجيل مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح إبن الله " ( مر 1 : 1 ) . و كانت هذه هي بشارة الملاك للعذراء بقوله " فلذلك القدوس المولود منك يدعي إبن الله " ( لو 1 : 35 ) . بل هذه كانت شهادة الآب وقت العماد ( مت 3 : 17 ) ، و علي جبل التجلي ( مر 9 : 7 ) ، (2 بط 1 : 17 ، 18 ) . و قول الآب في قصة الكرامين الأردياء " أرسل إبني الحبيب " ( لو 20 : 13 ) . و قوله أيضاً " من مصر دعوت إبني " ( مت 2 : 15 ) . و كانت هذه هي كرازة بولس الرسول ( أع 9 : 20 ) ، و يوحنا الرسول ( 1 يو 4: 15 ) ، و باقي الرسل .

إذن لم يقتصر الأمر علي لقب ابن الإنسان .

بل إنه دعي ابن الله ، و الابن ، و الابن الوحيد . و قد شرحنا هذا بالتفصيل في السؤال عن الفرق بين بنوتنا لله ،و بنوة المسيح لله . بقي أن نقول :

استخدم المسيح لقب ابن الإنسان في مناسبات تدل علي لاهوته .

1-فهو كابن الإنسان له سلطان أن يغفر الخطايا .

و هذا واضح من حديثه مع الكتبة في قصة شفائه للمفلوج ، إذ قال لهم : و لكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً علي الأرض أن يغفر الخطايا ، حينئذ قال للمفلوج قم إحمل سريرك و إذهب إلي بيتك ( مت 9 : 2 – 6 ) .

2- وهو كابن الإنسان يوجد في السماء و الأرض معاً .

كما قال لنيقوديموس " ليس أحد صعد إلي السماء ، إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء " ( يو 3 : 13 ) . فقد أوضح أنه موجود في السماء ، نفس الوقت الذي يكلم فيه نيقوديموس علي الأرض . و هذا دليل علي لاهوته .

3- قال إن ابن الإنسان هو رب السبت .

فلما لامه الفريسيون علي أن تلاميذه قطفوا السنابل في يوم السبت لما جاعوا ، قائلين له " هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبوت " شرح لهم الأمر و قال ط فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً " ( مت 12 : 8 ) . و رب السبت هو الله .

4- قال إن الملائكة يصعدون و ينزلون علي ابن الإنسان .

لما تعجب نثنائيل من معرفة الرب للغيب في رؤيته تحت التينة و قال له " يا معلم أنت ابن الله " لم ينكر أنه ابن الله ن غنما قال له " سوف تري أعظم من هذا .. من الآن ترون السماء مفتوحة ، و ملائكة الله يصعدون و ينزلون علي ابن الإنسان " ( يو 1 : 48 – 51 ) . إذن تعبير ابن الإنسان هنا ، لا يعني مجرد بشر عادي ، بل له الكرامة الإلهية .

5- و قال إن ابن الإنسان يجلس عن يمين القوة و يأتي علي سحاب السماء .

فلما حوكم و قال له رئيس الكهنة " استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله ؟ أجابه " أنت قلت . و أيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة و اَتياً علي سحاب السماء " ( مت 26 : 63 – 65 ) . و فهم رئيس الكهنة قوة الكلمة ، فمزق ثيابه ، و قال قد جدف . ما حاجتنا بع إلي شهود ! و نفس الشهادة تقريباً صدرت عن القديس اسطفانوس إذ قال في وقت استشهاده " ها أنا أنظر السماء مفتوحة ،و ابن الإنسان قائم عن يمين الله " ( اع 7 : 56 ) .

6- و قال إنه كابن الإنسان سيدين العالم .

و المعروف أن الله هو " ديان الأرض كلها " ( تك 18 : 25 ) . و قد قال السيد المسيح عن مجيئه الثاني " إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه ، مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله " ( مت 16 : 27 ) . و نلاحظ هنا في قوله " مع ملائكته، نسب الملائكة إليه و هم ملائكة الله .

ونلاحظ في عبارة ( مجد أبيه ) معني لاهوتياً هو :

7- قال إنه هو ابن الله له مجد أبيه ، فيما هو ابن الإنسان .

ابن الإنسان يأتي في مجد أبيه ، اي في مجد الله أبيه . فهو إبن الإنسان ، و هو إبن الله في نفس الوقت . و له مجد أبيه ، نفس المجد .. ما أروع هذه العبارة تقال عنه كإبن الإنسان إذن هذا اللقب ليس إقلالاً للاهوته ...

8- وقال إنه كابن الإنسان يدين العالم ، يخاطب بعبارة ( يا رب ) .

فقال : و متي جاء ابن الإنسان في مجده ، و جميع الملائكة القديسين معه ، فحينئذ يجلس علي كرسي مجده ، و يجتمع أمامه جميع الشعوب .. فيقيم الخراف عن يمينه ،و الجداء عن يساره . فيقول للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم ..فيجيبه الأبرار قائلين : يا رب متي رأيناك جائعاً فأطعمناك .."( مت 25 : 31 – 37 ) . عبارة ( يا رب ) تدل علي لاهوته . و عبارة ( أبي ) تدل علي أنه ابن الله فيما هو ابن الإنسان . فيقول " إسهروا لأنككم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم " ( مت 24 :42 ) . فمن هو ربنا هذا ؟ يقول " إسهروا إذن لأنكم لا تعلمون اليوم و لا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان " ( مت 25 : 13 ) . فيستخدم تعبير ( ربكم ) و ( ابن الإنسان ) بمعني واحد .

9- كابن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته ،و المختارين مختاريه ، و الملكوت ملكوته .

قال عن علامات نهاية الأزمنة " حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء . و يبصرون ابن الإنسان اَتياً علي سحاب السماء بقوة و مجد كثير . فيرسل ملائكته ببوق عظم الصوت ، فيجمعون مختاريه .." ( مت 24 : 29 – 31 ) . و يقول أيضاً " هكذا يكون في إنقضاء هذا العالم : يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الإثم ، و يطرحونهم في أتون النار " ( مت 13 : 40 –41 ) . و واضح طبعاً إن الملائكة ملائكة الله ( يو 1 : 51 ) ،و الملكوت ملكوت الله ( مر 9 : 1 ) ، و المختارين هم مختارو الله .

10- ويقول عن الإيمان به كابن الإنسان ، نفس العبارات التي قالها عن الإيمان به كإبن الله الوحيد .

قال " و كما رفع موسي الحية في البرية ، ينبغي أن يرفع ابن الإنسان ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية . لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 14 – 16 ) . هل ابن الإنسان العادي ، يجب أن يؤمن الناس به ،لتكون لهم الحياة الأبدية . أم هنا ما يقال عن ابن الإنسان هو ما يقال عن ابن الله الوحيد .

11- نبوءة دانيال عنه كابن للإنسان تحمل معني لاهوته .

إذ قال عنه " و كنت أري رؤيا الليل ، و إذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان . أتي وجاء إلي قديم الأيام فقربوه قدامه . فأعطي سلطاناً و مجداً و ملكوتاً . لتتعبد له كل الشعوب و الأمم و الألسنة . سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول . و ملكوته ما لن ينقرض " ( دا 7 : 13 ،14 ) . من هذا الذي تتعبد له كل الشعوب ، و الذي له سلطان أبدي و ملكوته أبدي ، سوي الله نفسه .. ؟!

12 – قال في سفر الرؤيا إنه الألف و الياء ، الأول و الآخر ...

قال يوحنا الرائي " و في وسط المنائر السبع شبه ابن الإنسان .. فوضع يده اليمني علي قائلاً لي : لا تخف أنا هو الأول و الآخر ، و الحي و كنت ميتاً . و ها أنا حي إلي أبد الآبدين اَمين " ( رؤ 1 : 13 – 18) .و قال في اَخر الرؤيا " ها أنا اَتي سريعاً و أجرتي معي ، لأجازي كل واحد كما يكون عمله . أنا الألف و الياء . البداية و النهاية . الأول و الآخر " ( رؤ 22 : 12 ، 13 ) . و كل هذه من ألقاب الله نفسه ( أش 48 : 12 ، أش 44 : 6 ) .

v v v

مادامت كل هذه الآيات تدل علي لاهوته .. إذن لماذا كان يدعو نفسه ابن الإنسان ، و يركز علي هذه الصفة ؟

دعا نفسه ابن الإنسان لأنه سينوب عن الإنسان في الفداء .

إنه لهذا الغرض قد جاء ، يخلص العالم بأن يحمل خطايا البشرية ، وقد أوضح غرضه هذا بقوله " لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك " ( مت 18 : 11 ) . حكم الموت صدر ضد الإنسان ، فيجب أن يموت الإنسان . و قد جاء المسيح ليموت بصفته ابناً للإنسان ، ابناً لهذا الإنسان بالذات المحكوم عليه بالموت .

لهذا نسب نفسه إلي الإنسان عموماً ..

إنه ابن الإنسان ، أو ابن البشر .و بهذه الصفة ينبغي أن يتألم و يصلب و يموت ليفدينا . و لهذا قال " ابن انسان سوف يسلم لأيدي الناس ، فيقتلونه ، و في اليوم الثالث يقوم " ( مت 17 : 23 ، 24 ) ( مت 26 : 45 ) .

و ايضاً " ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً ،و يرفض من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة ، و يقتل و بعد ثلاثة ايام يقوم " ( مر 8 : 31 ) .

حقاً ، إن رسالته كابن الإنسان كانت هي هذه .

ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك ( مت 18 : 11 ) .





يسئ الأريوسيون فهم الآية التي قال فيها سيدنا يسوع المسيح " أبي أعظم مني " ( يو 14 : 28 ) . كما لو أن الأب أعظم من الابن في الجوهر أو في الطبيعة !! فما تفسيرها الصحيح ؟





هذه الآية لا تدل علي أن الآب أعظم من الابن ، لأنهما واحد في الجوهر و الطبيعة و اللاهوت .

و أحب أن أبين هنا خطورة استخدام الآية الواحدة .

فالذي يريد أن يستخرج عقيدة من الإنجيل ، يجب أن يفهمه ككل ، و لا يأخذ آية واحدة مستقلة عن باقي الكتب ، ليستنتج منها مفهوماً خاصاً يتعارض مع روح الإنجيل كله ، و ينتافض مع باقي الإنجيل . و يكفي هنا أن نسجل ما قاله السيد المسيح :

" أنا و الآب واحد " ( يو 10 : 30 ) .

واحد في اللاهوت ،و في الطبيعة و في الجوهر . و هذا ما فهمه اليهود من قوله هذا ، لأنهم لما سمعوه " امسكوا حجارة ليرجموه " ( يو 10 : 31 ) . و قد كرر السيد المسيح نفس المعني مرتين في مناجاته مع الآب ، غذ قال له عن التلاميذ " أيها الآب احفظهم في اسمك الذين أعطيتني ، ليكونوا واحداً كما أننا واحد " ( يو 17 : 11 ) . و كرر هذه العبارة أيضاً " ليكونوا واحداً " ، كما أننا لاهوت واحد و طبيعة واحدة .

و ما أكثر العبارات التي قالها عن وحدته مع الآب .

مثل قوله " من راَني فقد رأي الآب " ( يو 14 : 9 ) .



و قوله للآب " كل ما هو لي ، فهو لك ، فهو لي " ( يو17 : 10 ) .و قوله عن هذا لتلاميذه " كل ما للآب ، هو لي " ( يو 16 : 15 ) . إذن فهو ليس أقل من الآب في شئ ، ما دام كل ما للآب هو له ... و أيضاً قوله " إني في الآب ، و الآب في " ( يو 14 : 11 ) ( يو 10: 37 ، 38 ) ، و قوله للأب " أنت أيها الآب في ، و أنا فيك " ( يو 17 : 21 ) ... و ماذا يعني أن الآب فيه ؟ يفسر هذا قول الكتاب عن المسيح أن " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً " ( كو 2 : 9 ) .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;