مع كثرة وانتشار الطوائف، وظهور شيع كثيرة غير مسيحية، ولكنها تدّعي المسيحية، كالأدفنتست، وشهود يهوه، والمورمون (وقد وصلوا حديثًا إلى مصر)، ينادي البعض بعدم أهمية العقيدة، وبشيء اسمه "اللاطائفية"، أي عدم الانتماء إلى طائفة بعينها.
وهذا كله خطأ، فالعقيدة هي ما انعقدت عليه الحياة، فأنا أؤمن بوجود الله، لذلك سأسلك على هذا الأساس. وأنا أؤمن بالتجسد، فأرتبط بالفادي الذي تجسد لأجلي، وأطلب منه تقديس جسدي بدمه الكريم وفِعل روحه القدوس. وإذا كنت بشفاعة القديسين، أدخل في عِشرة معهم، وأحس بوجودهم ودورهم في حياتي. إن آمنت بالاعتراف اعترفت، وإن آمنت بالقيامة وضعت الأبدية نصب عيني.
أما اللاطائفية فهي ببساطة "مسح العقيدة"، فيصير الإنسان غير أرثوذكسي (Non-orthodox)، وليس "ضد الأرثوذكسية" أي (Anti-orthodox). أي أنك تجدهُ لا يهاجم العقيدة الأرثوذكسية ولكنه يمسحها تمامًا، وهذا أخطر طبعًا، إذ سينساها الناس، ولا يعيشون بمقتضاها.
إن مسح العقيدة نوع من العقيدة بحد ذاته!! لذلك جاء هذا الكتاب هامًا ليشرح لنا:
- لماذا العقيدة؟
- هل تحدث رب المجد في العقيدة، أم ذكر لنا روحيات مجردة؟
- وماذا عن آبائنا الرسل؟
- وماذا عن آباء الكنيسة؟
- وهل إلغاء العقيدة نوع من "البساطة" المطلوبة؟
أسئلة هامة وإجابات شافية إنجيلية، من صُلب الكتاب المقدس، يقدمها لنا نيافة الأنبا روفائيل في هذا الكتاب.
أسأل الرب أن يبارك المؤلف والقارئ، بصلوات راعينا الحبيب قداسة البابا شنوده الثالث، حامي العقيدة الأرثوذكسية في عصرنا الحاضر.
ونعمة الرب تشملنا،