إن السيد المسيح هو ربنا وإلهنا ومُخلصنا، وهو المُعلم الصالح الذي منه يُستمد كل تعليم، وهو مرجعنا الوحيد في كل خدمتنا واتجاهاتنا، في الحياة الروحية أو العملية.
وعندما نبحث في قضية ما، يجب علينا أن نتساءل عن رأى السيد المسيح فيها، وموقفه منها، وهذا بالطبع سيكون مُعلنًا في الإنجيل.
والآن فيما نحن نبحث في أهمية العقيدة للحياة الروحية، وللخلاص الأبدي، يجب علينا أن نسأل هذا السؤال:
هل اهتم السيد المسيح بالفكر العقيدي في تعليمه؟
إن الرب يسوع -كمُعلّم صالح- كان يهتم بأن يشرح العقيدة والفكر المسيحي، ولم يحتقر أذهان العامة، ولم يحجب عنهم المعرفة، بل كان يشرح بالمثَل، وبالرمز، وبالتصريح، وبالمقارنة بآيات من العهد القديم، وبالنموذج المُعاش، وبالقصة الرمزية، وبالقصة الحقيقية... وغيره.
لقد كان السيد المسيح عميقًا في تعليمه حتى قيل عنه: "بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ" (مت 7: 28، 29). هذا التعليم العميق الجديد على مسامع الشعب، لم يكن خاليًا من العقيدة والفكر اللاهوتي.
فهل يجوز لنا أن نتبع منهجًا غير منهج السيد المسيح في التعليم... حتى نتخيل أنه لا ضرورة للشرح العقيدي، بينما كان السيد المسيح نفسه يشرح العقيدة؟
تعال معي لنبحر في الإنجيل، ونكتشف منهج السيد المسيح في التعليم لنتبعه.
في الموعظة على الجبل
في الموعظة على الجبل (مت 5 – 7) والتي تُعتبر دستور المسيحية، وفي حديث السيد المسيح العذب الروحاني الجميل، لم يَفُت الرب يسوع أن يتكلم أيضًا في أمور عقيدية، فشرح لسامعيه موقف المسيحية من الناموس والأنبياء: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ" (مت 5: 17، 18).
وكأن السيد المسيح يقول لنا: "يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ" (مت 23: 23). فلابد من وجود البُعد الروحي، جنبًا إلى جنب مع البُعد العقيدي، ولا يصح أن نكتفي ببُعد ويُترك الآخر.
6- أولًا: تعاليم السيد المسيح عن الخلاص
أهمية الأعمال الصالحة للخلاص
ما هو الإيمان؟
إمكانية هلاك المؤمن
أهمية الإيمان بالمسيح للخلاص
هل يخلُص غير المؤمنين؟
ما هو الإيمان؟
إمكانية هلاك المؤمن
أهمية الإيمان بالمسيح للخلاص
هل يخلُص غير المؤمنين؟
أهمية الأعمال الصالحة للخلاص
* وأيضًا في الموعظة على الجبل يتحدث السيد المسيح عن عقيدة هامة جدًا وهي: ضرورة ممارسة البر والأعمال الصالحة لنوال الخلاص، ودخول ملكوت السماوات، إذ قال: "إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ" (مت 5: 20). هنا السيد المسيح يؤكد على عقيدة أرثوذكسية هامة وهي: ضرورة أن نُمارس أعمال البر لنوال الخلاص.
نحن نؤمن أنه لا خلاص إلا بدم السيد المسيح، ولكننا أيضًا لن ندخل السماء إلا حينما يزيد برّنا على بر الكتبة والفريسيين.. حسب تعليم السيد المسيح نفسه في (مت 5: 20)، وحسب مثل الوزنات الذي علّم فيه السيد المسيح أن العبد لم يعمل ولم يُتاجر بوزنته يستحق العقوبة.. "أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ، عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ، فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِبًا. فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (مت 5: 26 -30).
في هذه الجزئية يتضح اهتمام الرب يسوع بحقيقة عقيدية، كما أنها أيضًا تؤكد إيمان كنيستنا الأرثوذكسية في حتمية الأعمال الصالحة لنوال الخلاص، وهو الأمر الذي لا تُقره بعض الطوائف.
* وقد أكد السيد المسيح هذه الحقيقة مرات عديدة خاصة في تعليمه بخصوص المجيء الثاني، والدينونة العامة، وأنها حسب الأعمال، عندما قال: "فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ" (مت 16: 27).
* وكذلك في مجال شرح الدينونة العامة الأخيرة قصد السيد المسيح أن يشرح أهمية الأعمال لدخول السماوات، حينما قال:
"وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي. حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ فَيُجِيبُهُمْ قِائِلًا: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ" (مت 25: 31 – 46).
إن معيار ميراث ملكوت السماوات -بحسب شرح السيد المسيح- هو خدمة الآخرين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فإذا علّم شخص بغير هذا، سيكون مخالفًا لروح الإنجيل وتعليمه، وكذلك إذا تجاهل أحدهم هذا الفكر، فيما يتجاهل كل تعليم بخصوص العقيدة، فإنه حتمًا سيقود تابعيه إلى مفاهيم غريبة عن السيد المسيح، وعن الإنجيل.
* لقد أكد السيد المسيح على هذه المفاهيم مرة أخرى بقوله للشاب الناموسي: "اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا" (لوقا 10: 28)، وهي نفس الكلمة التي يقولها الرب يسوع لكل منّا: "اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا"، أي افعل الوصايا ومارس المحبة فتنال الحياة الأبدية.
ليس الأمر هو الإيمان فقط كما يدّعى البعض، بل لابد من الأعمال مع الإيمان، حسب قول مُعلّْمنا يعقوب الرسول إن: "الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ" (يع 2: 20). فكيف يكون الإيمان وحده بدون أعمال صالحة، كافيًا لميراث ملكوت السماوات؟
* وفي مَثَل الغنى ولعازر... شرح أيضًا السيد المسيح حقيقة الملكوت، والعقوبة الأبدية للأشرار، الذين لم يخدموا الآخرين (مثل هذا الغنى البخيل الشرير).
وكانت فرصة أيضًا للسيد المسيح أن يُعلن حقائق عقيدية بخصوص: الفردوس، والجحيم، ومصير الأبرار والأشرار، وأنه توجد هوة عظيمة بين هؤلاء وأولئك (راجع لو 16: 19 – 31).
وبالرغم من ضرورة الأعمال للخلاص حسب تعليم السيد المسيح فإنه يجب ألا يفتخر الإنسان بأعماله بل "مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا" (لو 17: 10).
إنها كلها حقائق عقيدية.. اهتم السيد المسيح بإبرازها، لنعرف فكره من جهة هذه الأمور.
ما هو الإيمان؟
إذا كانت كلمة "آمن فقط" هي كلمة محورية يتعلّق عليها خلاص الإنسان فدعنا نسأل:
- بماذا أؤمن؟ وبمَنْ أؤمن؟
- وما هي تفاصيل هذا الإيمان؟
- وكيف أُميز بين إيمان مقبول أمام الله، وإيمان مرفوض كإيمان الشياطين؟ "الشَّيَاطِينُيُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ" (يع 2: 19).
لم يتركنا الكتاب المقدس في حيرة من جهة العقيدة والفكر السليم، بل شرح لنا كل تفاصيل الإيمان، وليس من حق أي إنسان أن يدّعى أنه أكثر حكمة وذكاء وروحانية من الكتاب المقدس وواضعه الله، ويُقرر بسطحية أنه لا داعي لشرح العقيدة، وأن كل الطرق تُوصّل إلى الله، وأنه يجب قبول الآخر حتى ولو كان فكره منحرفًا ومنهجه غير سليم.
إن الإيمان الحقيقي ليس هو أن تُصدق فقط أن الله موجود، وأنه تجسد ومات وقام... بل أيضًا أن تؤمن بكل ما قاله وعلّم به في الكتاب المقدس.
فمثلًا مَنْ يرفض الإيمان بالمعمودية أو بالتناول، أو مَنْ لا يؤمن بضرورة الأعمال الصالحة للخلاص، أو أي انحراف في الإيمان بالعقيدة المسيحية... يَفقد صاحبه صفة أنه مؤمن... المؤمن يجب أن يؤمن بكل ما علَّم به السيد المسيح.
إمكانية هلاك المؤمن:
أمر آخر شرحه السيد المسيح باستفاضة وهو عقيدة "إمكانية هلاك المؤمن" إن لم يَثْبُت في الإيمان، وإن لم يُدعم إيمانه بالأعمال الصالحة، وتنفيذ مشيئة الآب السماوي، حتى ولو عمل معجزات، وأخرج شياطين.. "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (مت 7: 21 – 23).
هؤلاء كانوا مؤمنين، ومُتقدمين في النواحي الروحية، حتى أنهم تنبأوا وأخرجوا شياطين، وصنعوا قوات كثيرة باسم المسيح، ولكنهم لم يثبتوا إلى النهاية.. فضاعوا.
لو أنني غير مُدرك لهذه الحقيقة العقيدية، لكان ممكنًا أن أطمئن، ولا أنتبه إلى خطورة إمكانية ضياعي لو لم أثبُت إلى النهاية، وهذا ما يُريده الشيطان، ولذلك يُجاهد بكل طاقته أن يصرف الناس عن معرفة العقائد التي تؤول إلى خلاصهم.. لذلك قيل: "الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ" (مت 24: 13)، وقيل أيضًا: "مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ" (1 كو 10: 12).
أهمية الإيمان بالمسيح للخلاص:
واهتم كذلك السيد المسيح في حديثه مع نيقوديموس أن يشرح حتمية الإيمان به للخلاص: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ" (يو 3: 16 – 18).
هل يخلُص غير المؤمنين؟
إنني أتعجب!!! بأي جرأة يتكلم البعض عن خلاص غير المؤمنين بالمسيح... كيف يُعلِّمون ضد الإنجيل؟ ثم يدّعون أنهم حسب الإنجيل!!
- "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ" (يو 3: 36).
- "لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ" (يو 8: 24).
- "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي" (يو 10: 27، 28).
الإيمان بالابن هو شرط أساسي للخلاص. (وهذا ما سنتكلم عنه بالتفصيل فيما بعد).
هل يليق إذن أن أتجاهل تعليم السيد المسيح في الإنجيل، وأنادى باللاطائفية، واللادين، وخلاص جميع الناس حتى غير المؤمنين بالمسيح بدعوى حقوق الإنسان وقبول الآخر؟