المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الخميس، 6 نوفمبر 2014

خـطـورة اللاطـائـفـيـة لنيافة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم




خـطـورة اللاطـائـفـيـة

لنيافة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم


الكنيسة تواجه الآن أمرًا خطيرًا جدًا، هو بدعة اللاطائفية. إنها طائفة جديدة تحمل خداعًا كبيرًا جدًا يخدع فيه أبنائنا البسطاء. وليس هذا القول نوع من التحمل أو الكراهية أو التعصب، بل نحن نتحدث عن الواقع. إن بدعه اللاطائفيه هى نوع من الثعالب الصغار التى يمكن أن تفسد الكرم.

وها هى خطورة اللاطائفية:

1- ترك العقائد الإيمانيه الهامه جدًا فى إيماننا الإرثوذكسى، مثل الايمان بالفداء والثالوث، والمعموديه، والاسرار. ومعنى اللاطائفية هو ترك هذة العقائد، و إهمال الحديث عنها، مثل من يقوم بالدعاية لأحد المنتجات بحيث نرى الاعلان عنها فى كل مكان، ودون أن ندرى نترك المنتج الاخر الذى أهملنا الحديث عنه. فالطفل الذى يذهب الى مكان لاطائفى، لايرى فيه شوريه، ولا قربان، ولا أيقونه، ولا كاهن. كيف يرتبط بالإرثوذكسية.

2- من بين خطورة اللاطائفية الإهمال فى التراث المسلم لنا من الأباء القديسين، مثل تراث الكنيسه بكل ما تحمله لنا من بركات، مثل الأستشهاد و الحياة النسكية، وتاريخ الكنيسه وخصوصًا القرون الخمس الاولى. ولاشك أن اللاطائفية تنسى أولادنا التراث الذى تسلمناه.

3- الارثوذكسية تزرع فينا الأنتماء، بينما اللاطائفية تقود إلى عدم الانتماء الكنسى، حيث يصير الانسان بلا هويه. لان اللاطائفية معناها ذوبان الكل. فالكنيسة الارثوذكسية هى الكنيسة الأم، وهى الكنيسه الوطنيه، بينما الارساليات الأجنبيه حضرت الى مصر فى ظروف خاصه فى القرن الــ 19. ومن الأمور المهمه أن ينتمى أولادنا الى التراث القبطى الارثوذكسى. ولولا دماء الشهداء، ولولا جهاد مدرسة الاسكندرية من أجل الإيمان ماكنا مسيحين.

4- فكر اللاطائفية هو لخداع البسطاء من المسيحين، بإدعاء أننا كلنا واحد فى المسيح وأن هذه الجمعيات اللاطائفية مثل جمعية خلاص النفوس، تدعى أنها ترعى النفوس من جميع الطوائف بدلاً من هلاك هذه النفوس. كما أن خداع هذه النفوس يأتى أيضًا من نشر إحصائيات مبالغ فيها عن أعداد غير حقيقية لا تمثل الواقع إرتدوا عن الايمان المسيحى، ولذا فإن الجمعيات اللاطائفية تقوم بالعمل الرعوى بدلاً من هلاك هذه النفوس.

5- من خطورة اللاطائفية، أنها تجعل الانسان يعرج بين الفرقتين. لأن كثير من أبنائنا يحضرون الى الكنيسة ويذهبون أيضًا الى تلك الجمعيات اللاطائفية، أو الاماكن البروتستانتيه لسماع عظة مشبعه. إن المبدأ الانجيلى واضح وهو أن الانسان لا يمكن أن يعرج بين الفرقتين. و اللاطائفية نوع من التعريج بين الفرقتين. فالانسان يحضر الى الكنيسة ويتعلم الصلاه بالاجبية والتشفع بالقدسين ثم يذهب الى الجماعات البروتستانتيه ويصلى بالطريقة الخمسينيه !!

6- اللاطائفية تنسينا الأهتمام بالفكر اللاهوتى ، فيدخل إلينا الكثير من الهرطقات التى تنسينا الإيمان المسيحى. وما هو الحال لو دخلت اللاطائفية فى وقت آريوس؟ وهل يمكن أن يخلص الآريوسين أو شهود يهوه أو السبتين؟ وهل يمكن أن نقول كلنا واحد فى المسيح ونرفض الحديث عن يسوع المسيح ونرفض الحديث عن يسوع المسيح الفادى المخلص؟ ولو لم يوجد أثناسيوس لسادت الآريوسية!! وكيف لا نتحدث عن جهاد أثناسيوس ضد الآريوسيه؟

7- اللاطائفية تعتمد على العواطف، والعواطف تتغير من وقت الى آخر ومن مؤثر الى مؤثر، بينما العقيدة لا تتغير فى الوقت الذى تتغير فيه العواطف بتغير المكان والزمان والظروف. ولذلك يجب أن يبنى السلوك على العقيدة التى لا تتغير.

8- اللاطائفية تدخل مسميات كثيره بدعوى التمسك بحقوق الانسان والاساس هو منطق بشرى وليس أساس لاهوتى، وذلك مثل موضوع كهنوت المرأه الذى يعتمد على حقوق الانسان وليس على أساس الفكر اللاهوتى حيث لم تكن العذراء لها كهنوت.

9- اللاطائفية تفتت المجتمعات المسيحيه وتفقدها وحدة الإيمان، ووحدة العقيدة، وتتجاهل الكثير من نصوص الكتاب المقدس (الخاصه بالتناول والمعمودية والأسرار). إن ربنا يسوع يتعامل بحزم وقوه مع من يرفض نصوص الكتاب ( من لا يتناول من جسده ودمه فليس له حياه، ومن لا يعتمد من الماء والروح لا يدخل ملكوت السموات( .

وإذا ما نحن أردنا أن ننقذ أولادنا من خداع اللاطائفية فنحن أمام محاور ثلاث:

1- العظه المؤثره :

يجب إدخال عظه فى كل قداس. وأن تكون العظه معده إعدادًا جيدًا، وأن تكون مشبعه ومفيدة ومؤثرة. لأن كثير من أبنائنا يذهبون الى الطوائف بدعوى سماع عظه مشبعه. ولذلك يجب أن تشمل العظه البعد اللاهوتى والبعد الروحى والبعد التاثيرى خلال الاطار الإرثوذكسى، ولنا مثال وقدوة فى ذلك عظات قداسة البابا شنودة الثالث، أدام الله حياته.

2- الترنيمه المؤثره :

الترانيم حلوه ومشبعه ومريحة للانسان، وتسد احتياجات الانسان، وتعبر عن المشاعر الداخليه. ولذلك يجب أن نعطى إهتمامًا للترانيم المؤثره فى الاجتماعات الروحية، وفى المؤتمرات، وفى اللقاءات الروحيه، وأن تكون الترنيمه إرثوذكسية، بمعنى أنها تحتوى ما تؤمن به الإرثوذكسيه.

3- الرعايه الموثره :

كثير من أبنائنا ترك الكنيسه بسبب ضعف الرعايه أو إنعدامها. ولذلك يجب أن تكون الرعايه مؤثر سواء فى أبعادها الثلاث: الرعاية الروحيه والرعايه الاجتماعيه والرعايه الماديه. أو فى شمولها لكل أحد وفى كل الأعمار وفى كل مكان وكل شارع وكل حاره وكل قرية.

و لا شك أن الرعاية المؤثره تبحث عن الخروف الضال وتسترده، وتهتم بكل أحد لتخلصه. ولذلك الحاجه ماسه الى التركيز الرعوى الشديد جدًا!!

وفى النهاية نقول ان البنيان الروحى والفضائل المسيحية لابد أن تبنى على اساس العقيدة، ومعروف أن الكنائس الارثوذكسية التى تاسست على اساس العقيدة هى الكنائس التى ثبتت ودامت بعكس الطوائف التى تحررت من العقيدة.
والكنيسة مملوءه بالطاقات والمواهب التى يجب أن نستغلها لنذهب ونكرز ونرعى ونخدم كل نفس فى كل مكان. ولكن يجب تقديم الأسرار، والخدمات الكنسيه، بطريقه تاثيريه فى إطار الطابع الارثوذكسى.

وها هى وصية الانجيل لنا لموجهة خطر اللاطائفية التى تجاهلت الكثير من نصوص الكتاب المقدس:

• وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفاً مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ (2تى14:3(.
• يَا تِيمُوثَاوُسُ، احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضاً عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاِسْمِ (1تى20:6).
• وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا». (أى محرومًا) (غل8:1(.
• كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهَذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعاً. 10إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ وَلاَ يَجِيءُ بِهَذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. (2يو10:9)

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;