المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

الفصل الرابع: الكنيسة والفكر العقيدي

كتاب رأي في اللاطائفية: ثبِّت أساس الكنيسة - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة


13- الفصل الرابع: الكنيسة والفكر العقيدي


دور الأسقف في الكنيسة
دور الكاهن أيضا في حفظ التعليم
التعاليم الغريبة
الكنيسة ترفض التعليم الغريب
تسليم الإيمان
الكنيسة تحرم الهراطقة

لقد أسس الرب يسوع كنيسته المقدسة على صخرة الإيمان الأرثوذكسي... "عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي" (مت 16: 18)، ثم كلف كنيسته برعاية شعبه.. "«ارْعَ غَنَمِي»" (يو 21: 16)، وكذلك كلفها بحفظ الإيمان، وتعليم الشعب: "وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ" (مت 28: 20).
وهنا لابد أن نسأل... لماذا أقامت الكنيسة أساقفة ومعلمين؟ سوف لا أجتهد في الإجابة، ولكنى أترك الفرصة للقارئ العزيز، ليستمع للروح القدس، وهو يوحىلمعلمنا بولس الرسول، ليشرح لنا دور الأسقف في الكنيسة، وهو يتكلم مع تلميذه الأسقف الشاب تيموثاؤس في أفسس.
St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

دور الأسقف في الكنيسة:

"كَمَا طَلَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْكُثَ فِي أَفَسُسَ، إِذْ كُنْتُ أَنَا ذَاهِبًا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ، لِكَيْ تُوصِيَ قَوْمًا أَنْ لاَ يُعَلِّمُوا تَعْلِيمًا آخَرَ، وَلاَ يُصْغُوا إِلَى خُرَافَاتٍ وَأَنْسَابٍ لاَ حَدَّ لَهَا، تُسَبِّبُ مُبَاحَثَاتٍ دُونَ بُنْيَانِ اللهِ الَّذِي فِي الإِيمَانِ" (1تى 1: 3، 4).
لاحظ أن معلمنا بولس الرسول يؤكد على كل الأساقفة أن يهتموا بحفظ التعليم نقيًا، بعيدًا عن مهاترات الهراطقة، والمبتدعين، ومخالفي الإيمان الصحيح.. مستخدمًا هذه الألفاظ:
+ "عَلِّمْ وَعِظْ بِهذَا" (1تى 6: 2).
+ "تُوصِيَ قَوْمًا" (1تى 1: 3).
+ "أَوْصِ بِهذَا وَعَلِّمْ" (1 تي 4: 11).
+ "تَجَنَّبْ مِثْلَ هؤُلاَءِ" (1 تي 6: 5).
+ "ارْفُضْهَا" (1 تي 4: 7).
St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

دور الكاهن أيضا في حفظ التعليم:

وما هو مطلوب من الأب الأسقف على المستوى العام في إيبارشيته، مطلوب بنفس القدر من الأب الكاهن على مستوى الكنيسة المحلية.. فيجب أن يقوم الكاهن بالتعليم والوعظ، ورفض البدع داخل الكنيسة... بل أنني أتجاسر بالقول إن الأب الأسقف، وبالتالي يكون أثره أكثر عمقًا في أفراد الشعب الذين يسمعونه في كل يوم، ويتلامسون معه عن قرب دوامًا.
فالأسقف يرعى التعليم عمومًا في الإيبارشية، والكاهن يهتم به بنفس القدر، وفي نفس الاتجاه داخل الكنيسة المحلية، برهانًا على أرثوذوكسيتهما.
St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

التعاليم الغريبة:

+ يتكلم معلمنا بولس الرسول عن التعاليم الغريبة أنها: خرافات ومماحكات الكلام، ومنازعات أناس فأسدى الذهن.. "الْخُرَافَاتُ الدَّنِسَةُ الْعَجَائِزِيَّةُ" (1 تي 4: 7).
أما أصحاب هذه التعاليم الغريبة، فيحسبهم ضمن قائمة أبشع الخطايا التي تتضمن: (الزناة، والقتلة، ومضاجعي الذكور)، فأضاف إليهم... "وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ آخَرُ يُقَاوِمُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ" (1 تي 1: 10).
+ ويتكلم عن هؤلاء قائلاً: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا آخَرَ، وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ، وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَ حَسَبَ التَّقْوَى، فَقَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ هُوَ مُتَعَلِّلٌ بِمُبَاحَثَاتٍ وَمُمَاحَكَاتِ الْكَلاَمِ، الَّتِي مِنْهَا يَحْصُلُ الْحَسَدُ وَالْخِصَامُ وَالافْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيَّةُ، وَمُنَازَعَاتُ أُنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوَى تِجَارَةٌ. تَجَنَّبْ مِثْلَ هؤُلاَءِ" (1تى 6: 3 ـ 5).
St-Takla.org Image: Some Christians praying over a rock, between thorns of the world, waiting for the eternal life, along with God's care (His hand), and victory over the evil on, 2013, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض المسيحيون يصلون فوق صخرة، ووسط أشوك العالم، في انتظار الأبدية، مع التعزيات الإلهية (يد الله) والنصرة على الشيطان (أسفل الصورة)، 2013، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون
St-Takla.org Image: Some Christians praying over a rock, between thorns of the world, waiting for the eternal life, along with God's care (His hand), and victory over the evil on, 2013, used with permission - by Mina Anton
صورة في موقع الأنبا تكلا: بعض المسيحيون يصلون فوق صخرة، ووسط أشوك العالم، في انتظار الأبدية، مع التعزيات الإلهية (يد الله) والنصرة على الشيطان (أسفل الصورة)، 2013، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون
+ ومرة أخرى يصفهم مُعلمنا بولس الرسول قائلاً: "الأُمُورُ الَّتِي إِذْ زَاغَ قَوْمٌ عَنْهَا، انْحَرَفُوا إِلَى كَلاَمٍ بَاطِل. يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي النَّامُوسِ، وَهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ مَا يَقُولُونَ، وَلاَ مَا يُقَرِّرُونَهُ" (1تى 1: 6، 7).
St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الكنيسة ترفض التعليم الغريب:

لا يوجد شيء يزعج الكنيسة مثلما يوجد شخص يعلم تعليمًا غريبًا:
"إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيل آخَرَ! لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا» (محرومًا)! كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»(محرومًا)! أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ" (غل 1: 6 ــ 10).
والكنيسة تصلى بخصوصهم قائلة:
"الشكوك وفاعلوها أبطلهم ولينقض افتراق فساد البدع. أعداء كنيستك المقدسة يا رب، مثل كان زمان، الآن أذلهم حل تعاظمهم، عرفهم ضعفهم سريعًا، أبطل حسدهم وسعايتهم وجنونهم وشرهم ونميمتهم التي يصنعونها فينا" (أوشية(1) الاجتماعات).
لقد كان جهاد الآباء منصبًا على رفض الهراطقة وعزلهم، وحماية الكنيسة من شرهم.. مع الدور الإيجابي في تسليم الإيمان نقيًا.
St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تسليم الإيمان:

+ وهذا هو دور الأسقف في الكنيسة أن يحفظ الإيمان، ويسلمه إلى الأجيال التالية سليمًا نقيًا:
+ "وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا" (2تي 2: 2).
+ "فَكِّرْ بِهذِهِ الأُمُورِ، مُنَاشِدًا قُدَّامَ الرَّبِّ أَنْ لاَ يَتَمَاحَكُوا بِالْكَلاَمِ. الأَمْرُ غَيْرُ النَّافِعِ لِشَيْءٍ، لِهَدْمِ السَّامِعِينَ. اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكُى، عَامِلًا لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلًا كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ. وَأَمَّا الأَقْوَالُ الْبَاطِلَةُ الدَّنِسَةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ" (2 تي 2: 14- 16).
+ وليس ذلك فقط بل ويجب أيضًا أن يكون الأسقف صالحًا للتعليم بطريقة إيجابية بناءة، وبقوة حازمة ومحبة حانية..
+ "وَالْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَالسَّخِيفَةُ اجْتَنِبْهَا، عَالِمًا أَنَّهَا تُوَلِّدُ خُصُومَاتٍ، وَعَبْدُ الرَّبِّ لاَ يَجِبُ أَنْ يُخَاصِمَ، بَلْ يَكُونُ مُتَرَفِّقًا بِالْجَمِيعِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، صَبُورًا عَلَى الْمَشَقَّاتِ، مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ الْمُقَاوِمِينَ، عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ إِذْ قَدِ اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِهِ" (2 تي 2: 23 – 26).
لذلك فالكنيسة تصلى من أجل البابا البطريرك قائلة: "حفظًا احفظه لنا... مفصلًا كلمة الحق باستقامة، راعيًا شعبك بطهارة" (أوشية الآباء).
+ فالإيمان في عرف الكنيسة هو: وديعة يستلمها الأب الأسقف، ويحفظها بنقاوة وحرص شديد، ويسلمها بدوره إلى أناس أمناء لهم الكفاءة أن ينقلوها بطهارة إلى جيل آخر... وهكذا من جيل إلى جيل وإلى دهر الدَهرين... والكنيسة تقدم في كل جيل، الأناس الأمناء الأكفاء الذين يفصلون كلمة الحق باستقامة... ويكونون صالحين للتعليم...
+"مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ... لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ... مُلاَزِمًا لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ وَيُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ. فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ مُتَمَرِّدِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ... الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَقْلِبُونَ بُيُوتًا بِجُمْلَتِهَا، مُعَلِّمِينَ مَا لاَ يَجِبُ، مِنْ أَجْلِ الرِّبْحِ الْقَبِيحِ... فَلِهذَا السَّبَبِ وَبِّخْهُمْ بِصَرَامَةٍ لِكَيْ يَكُونُوا أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ، لاَ يُصْغُونَ إِلَى خُرَافَاتٍ يَهُودِيَّةٍ، وَوَصَايَا أُنَاسٍ مُرْتَدِّينَ عَنِ الْحَقِّ" (تي 1: 5- 14).
ولكن ما ذنب الشعب الذي يسمع للهراطقة ومخالفي الإيمان دون قصد وبحسن نية؟ هؤلاء يئن من أجلهم معلمنا بولس قائلا: "كُنْتُمْ تَسْعَوْنَ حَسَنًا. فَمَنْ صَدَّكُمْ حَتَّى لاَ تُطَاوِعُوا لِلْحَقِّ؟ هذِهِ الْمُطَاوَعَةُ لَيْسَتْ مِنَ الَّذِي دَعَاكُمْ (أي ليست من المسيح). «خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ» (فكرة صغيرة تُضيًع الإيمان كله). وَلكِنَّنِي أَثِقُ بِكُمْ فِي الرَّبِّ أَنَّكُمْ لاَ تَفْتَكِرُونَ شَيْئًا آخَرَ. وَلكِنَّ الَّذِي يُزْعِجُكُمْ (بتغيير الإيمان والعقيدة) سَيَحْمِلُ الدَّيْنُونَةَ أَيَّ مَنْ كَانَ" (غل 5: 7 ــ 10).
لا مجاملة في الإيمان... ولن يتهاون الله مع الهراطقة...
+ "لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ" (رؤ 22: 18، 19).
+ "لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ" (أم 30: 6).
+ "لاَ تَزِيدُوا عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا" (تث 4: 2).
آه لو نعرف الحكم الذي أمر به الرب ضد كل من يحرف الإيمان والفكر العقيدي (راجع في ذلك تث 13:1 ــ 11). فالشعب يجب أن يميز صوت الله من صوت الضلال، ويميز الراعي من الذئب، وأيضًا على الأسقف أن يهتم بشرح الإيمان، حتى لا يسبى الشعب من عدم المعرفة.
St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الكنيسة تحرم الهراطقة:

أول وأوضح إجراء تتخذه الكنيسة ضد الهراطقة، أن تحرمهم وتفرزهم، وتعلن للشعب عدم موافقتها على تعليمهم.. لئلا ينساق الناس وراءهم... "اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ(الهرطوقي) بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، أَعْرِضْ عَنْهُ (أفصله). عَالِمًا أَنَّ مِثْلَ هذَا قَدِ انْحَرَفَ، وَهُوَ يُخْطِئُ مَحْكُومًا عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ" (تي 3: 10، 11).
ليست هذه قساوة ولكنها نقاوة:
+ "أَنِّي إِذَا جِئْتُ أَيْضًا لاَ أُشْفِقُ" (2 كو 13: 2).
+ "وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ" (مت 18: 17). إن من لا يسمع من الكنيسة، سيكون في ضميرها كالوثني والعشار حسب تعليم السيد المسيح.
وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ (اعزلوهم). لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ. وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ" (رو 16: 17، 18).
+ "ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا" (2 تس 3: 6).
+ "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُطِيعُ كَلاَمَنَا... لاَ تَحْسِبُوهُ كَعَدُوٍّ، بَلْ أَنْذِرُوهُ كَأَخٍ" (2 تس 3: 14، 15).
ويوحنا الحبيب رسول المحبة، والذي فاضت كتاباته بالحب، وقد اتكأ على صدر المسيح وقت العشاء الأخير من فرط الحب.. دعنا نسمع ماذا يقول في هذا الشأن: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ" (2 يو 10،11).
+ والأسقف مسئول عن أخطاء غيره، إن كان لا يصححها بالتعليم الصحيح، وتقول الدسقولية(2) "أمْحُ الذنب بالتعليم".
إنه شيء مرعب بالنسبة للأسقف، أن يرى تعليمًا مخالفًا للإيمان ينتشر في الكنيسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لذلك ينبهمعلمنا بولس الأسقف تيموثاؤس قائلًا: "اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ. لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ. وَأَمَّا أَنْتَ فَاصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ. اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ" (2 تى 4: 2 ــ 5). فهل يستطيع تيموثاؤس الأسقف بعد ذلك، أن يتغاضى عن هؤلاء ويتركهم وشأنهم، بحجة أنه لا داع للدخول في مهاترات، ومناقشات عقيدية مضيعة للوقت والجهد؟!!
بالعكس تمامًا فقد نصح معلمنا بولس تلميذه الأسقف تيموثاؤس قائلًا: "يَا تِيمُوثَاوُسُ، احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ، الَّذِي إِذْ تَظَاهَرَ بِهِ قَوْمٌ زَاغُوا مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ" (1 تي 6: 20، 21).
لقد مدح السيد المسيح ملاك كنيسة أفسس (الأسقف) لأنه رفض تعليم النقولاويين... "وَلكِنْ عِنْدَكَ هذَا: أَنَّكَ تُبْغِضُ أَعْمَالَ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّتِي أُبْغِضُهَا أَنَا أَيْضًا" (رؤ 2: 6)، بالرغم أنه عاتبه على تركه المحبة الأولى وحذره قائلًا: "فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِّلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ" (رؤ 2: 5).
وحدث العكس مع ملاك كنيسة برغامس (أسقفها)، إذ مدحه الله على أعماله وتمسكه بالإيمان، ولكن عاتبه لوجود أناس في إيبارشيته يتمسكون بتعليم بلعام... "هكَذَا عِنْدَكَ أَنْتَ أَيْضًا قَوْمٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعْلِيمِ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّذِي أُبْغِضُهُ. فَتُبْ وَإِّلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ سَرِيعًا وَأُحَارِبُهُمْ بِسَيْفِ فَمِي (كلمة الله)" (رؤ 2: 14 ــ 16).
وبالنسبة لملاك ثياتيرا، كذلك مدحه الله قائلًا: "أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى" (رؤ 2: 19)، ولكن عاتبه بقوله "لكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ" (رؤ 2: 20)، بسبب امرأة نبيه كاذبة اسمها ايزابل، تُعلم تَعليمًا غريبًا ومخالفًا... "وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ إِلَى أَنْ أَجِيءَ" (رؤ 2: 25)، "تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ" (رؤ 3: 11).
إن أخطاء النقولاويين وبلعام وإيزابل، كانت أخطاء روحية، (زنى، وزواج على الشيوع، وأكل ما ذبح للأوثان)، ولكنها لم تكن مجرد سقطات.. بل تعليم وعقيدة وفكر.
أنه شيء مرعب أن ينحرف الإيمان... تلك الصخرة التي بنيت عليه الكنيسة... "وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ (الاعتراف بلاهوت المسيح) أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت 16: 18).
+ كيف نُحرك الصخرة، ولا تقع الكنيسة كلها؟
+ كيف نُغير الصخرة، ولا تتغير الكنيسة نفسها، بل ويتغير مسيحها، ونصير كأننا نعبد إلهًا آخر غير الذي عرفناه؟
أن العقيدة والفكر الإيماني والشرح الرسولي، هم الأساسات التي تبنى عليها الكنيسة، ولا يمكن لنا أن نتهاون في هذه الأمور وإلا صرنا مُدانين أمام الله(3).
_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) كلمة أوشيه معناها صلاة (من أصل يوناني προσευχή)، وأوشيه الاجتماعات هي إحدى الصلوات المستخدمة في القداس الإلهي."
(2) الدسقولية هي الكتاب الذي يحتوى على تعاليم الآباء الرسل
(3) ملحوظة: للاستزادة.. ارجع إلى كتاب "حِل تعاظم أهل البدع" (الطبعة الثانية المزيدة للمؤلف).

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;