المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الثلاثاء، 24 مايو 2016

لزوم المعمودية اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث


6- المعمودية هي من عمل الكهنوت
المعمودية لابد أن يقوم بها كاهن شرعي.
والكتاب المقدس يرينا أن السيد المسيح لم يترك مسألة المعمودية إلى عامة الناس، إنما تركها لرسله القديسين، كما ورد في قوله لتلاميذه قبل صعوده: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابنوالروح القدس" (مت 28: 19).

ويؤيد هذا أيضًا ما ورد في (مر 16: 15، 16 ).

وواضح أن الرسل هم الذين قاموا بعمل التعميد كما يروى لنا سفر أعمال الرسل في كل انتشار الكنيسة الأولى. ثم تركوا العمل لتلاميذهم من الأساقفة. ومنهم للكهنة.
ولهذا كله، نحن لا نقبل أية معمودية لا يقوم بها كاهن.

ويُشترط في الكاهن أيضًا أن يكون كاهنًا شرعيًا , أي وُضعت عليه يد لها سلطان السيامة، ولا يكون هذا الكاهن محرومًا أو مشلوحًا، بل له السلطة الكهنوتية التي يمارس بها الأسرار.

ولعلنا بعد أن تكلمنا عن كل مفاعيل المعمودية فينا، وهذه التي لا يؤمن بها إخوتنا البروتستانت، ناسبين كل ذلك إلى الإيمان وحده... وبعد أن تحدثنا أيضًا عن أن المعمودية هي عمل الكهنة... لعل البعض يسأل:


لماذا تعيدون معمودية البروتستانتي الذي ينضم إلى الكنيسة الأرثوذكسية؟ نقول إننا نعطيه كل هذه الكنوز الروحية التي لم ينلها حينما تعمد في البروتستانتية... نسأله: هل نلت في المعمودية الخلاص؟ هل نلت فيها التبرير والتجديد ومغفرة الخطايا؟ هل اغتسلت فيها من خطاياك؟ هل لبست فيها المسيح؟ هل ولدت فيها ولادة جديدة؟

فإن كنت لم تنل شيئًا من كل هذه النعم في المعمودية التي أخذتها في البروتستانتية إذ لم تكن تؤمن بشيء منها يُنال بالمعمودية، فنحن نعطيك هذه كلها بالمعمودية التي لها كل هذه المفاعيل.

وسبب آخر هام. وهو أننا لا نعترف بمعمودية إلا التي تكون بواسطة كاهن شرعي كما قلنا. والبروتستانتية لا تؤمن بكهنوت للبشر يمارس الأسرار كما أنها لا تؤمن بالمعمودية كسر.

لذلك لا نقبل هذه المعمودية. ولا نقول أننا نعيدها، إنما نعمد المنضم إلينا بمعمودية على يد كاهن، تحمل فاعلية روحية لازمة للخلاص، وبدونها لا يخلص (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)... مهما كانت المعمودية الأولى على اسم الثالوث القدوس، مادامت تنقصها ثلاثة أمور هامة، إذ أنها:
أ- ليست على يد كاهن.
ب- ليست سرًا.
ج- ليست لها فاعلية روحية.

7- لزوم المعمودية

نلاحظ منذ بدء المسيحية أن المعمودية كانت لازمة جدًا تتبع الإيمان مباشرة، ولم يستغنى عنها أحد. كانت كذلك في تعليم الرب، وكانت كذلك في الممارسة العملية.

فمن جهة تعليم الرب قال لرسله: "تلمذوا جميع الأمم... وعمدوهم" (مت 28: 19) وقال أيضًا: "مَن آمن واعتمد خلص" (مر 16 : 16). ولو كانت المعمودية مجرد علامة، ما أعطاها الرب كل هذه الأهمية...

وفى الممارسة العملية. لما آمن اليهود في يوم الخمسين، دعاهم القديس بطرس إلى المعمودية مباشرة، فقال لهم: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا" (أع 2: 38) واعتمد في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس. ولا شك أنها كانت عملية صعبة ومنهكة وتأخذ وقتًا. ولولا أهميتها ما قام بها الآباء الرسل.

ولو كان الإيمان وحده يخلص، لماذا كانت الحاجة إلى معمودية كل هذه الآلاف؟ ما كان أسهل أن يقول لهم الرسول: "مادمتم قد آمنتم أيها الإخوة. اذهبوا على بركة الله فقد نلتم الخلاص، وهذا يكفى".

ونفس الوضع نجده في عماد الخصي الحبشي، الذي طلب بنفسه المعمودية بعد إيمانه مباشرة. وعمده فيلبس، فمضى فرحًا (أع 8: 36 ).

وشاول الطرسوسي اعتمد بعد إيمانه ودعوته لكي يغتسل من خطاياه (أع 22: 16)، وسجان فيلبى لما آمن، "اعتمد في الحال هو والذين له أجمعون" (أع 16: 23) وليديا بائعة الأرجوان لما آمنت اعتمدت هي وأهل بيتها (أع 16: 15) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).

ولما آمن كرنيليوس، عمده بطرس هو وكل الذين كانوا يسمعون الكلمة "قائلًا أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن" (أع 10: 44، 47).

فلو كان الخلاص بالإيمان فقط، لماذا اعتمد كل الذين آمنوا؟

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;