المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الثلاثاء، 24 مايو 2016

19- أليس من الأفضل أن نقول أن المعمودية قيامة مع المسيح وليس موتًا، لأن الموت لا يفيدنا بل يضرّنا، وإنما القيامة هي التي تفيد؟ كتاب اللاهوت المقارن (1) لقداسة البابا شنودة الثالث


19- أليس من الأفضل أن نقول أن المعمودية قيامة مع المسيح وليس موتًا، لأن الموت لا يفيدنا بل يضرّنا، وإنما القيامة هي التي تفيد؟





أليس من الأفضل أن تقول إن المعمودية قيامة مع المسيح وليس موتًا، لأن الموت لا يفيدنا بل يضرنا، وإنما القيامة هي التي تفيد؟

المعمودية هي موت مع المسيح وقيامة معه، كما شرح الرسول في رسالته إلي أهل رومية: (إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته. إن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضًا معه) (رو6: 5، 8).

وفي هذا الأمر لا يجوز لإنسان أن يعتمد علي فكره، ويخرج عن تعليم الكتاب، قائلًا إن الموت لا يفيدنا بل القيامة. وهوذا الكتاب يقول عن المعمودية:

(أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمد لموته دُفِنّا معه بالمعمودية للموت) (رو6: 3، 4).

ويكرر هذا المعني في رسالته إلي كولوسي فيقول (مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أيضًا أقمتم معه) (كو12:2).

وفي هذا النص نري المعمودية موتًا وقيامة معًا.. حقًا إن الذين يحتقرون الموت مع المسيح، لا ينالون بركة قيامته.



20- لماذا الموت في المعمودية، وما أهميته؟







وهنا نسأل: لماذا الموت في المعمودية؟ وما أهميته؟

أ) ليكون لنا شركة مع السيد المسيح. فالرسول لم يقل فقط أنه يدخل في قوة قيامته وإنما قال: (لأعرفه وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبهًا بموته) (في10:3). وقال في هذا أيضًا: (مع المسيح صلبت) (غل20:2).

وعبارة الموت مع المسيح تتكرر كثيرًا في (رو6).

ب) لابد للإنسان في المعمودية أن تموت طبيعته الفاسدة، لكي يأخذ طبيعة أخري جديدة. وهذا ما عبر عنه الرسول بصلب الإنسان العتيق في المعمودية فيقول في نفس الفصل من الرسالة إلي رومية (عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية، كي لا تعود نستعبد للخطية. لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية) (رو6:6، 7) هنا فائدة الموت (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وليس الموت ضررًا كما يظن البعض فإن طبيعتنا الفاسدة من الخير لها ولنا أن تموت، لكي نقوم بطبيعة أخري علي صورة الله. أما الطبيعة الفاسدة فليست لها قوة القيامة مع المسيح. فمن الضرورة أن تموت لتحيا.

ج- لأننا في شركة الموت، نعترف ضمنًا أننا كنا تحت حكم الموت (أمواتًا بالخطية) (وأن المسيح قد مات عنا ودفن، ولذلك فنحن نعتمد لموته، مادامت أجرة خطيتنا هي الموت، مدفونين معه بالمعمودية. وذلك نستحق بركة القيامة مع المسيح.




د- بديهي أن القيامة معناها القيامة من الموت. فالذي يقوم مع المسيح في المعمودية. هو بالضرورة الذي مات ليقوم. لأنه إن لم يمت فكيف يقوم إذن؟
21- كيف يعتمد إنسان ليخلص من الخطية الأصلية (الجديّة) إن كان قد وُلِد من والدين قد تعمَّدا وتخلَّصا من تلك الخطية؟



إن حكم الموت لم نرثه من الوالدين المباشرين، حتى نخلص منه بمعموديتهما. إنما حكم الموت قد ورثناه من آدم وحواءمباشرة، من الإنسان الأول. وذلك لأننا كنا في صلب آدم حينما فسدت طبيعته وحكم عليه بالموت، فأصبح كل ما في صلبه مائتًا، ونحن خرجنا من صلب آدم تحت حكم الموت.

ولذلك أصبح حكم الموت هو علي كل ذرية آدم، وليس فقط علي قايين وهابيل وشيث.

وفي ذلك يقول الكتاب: (كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميع) (رو12:5). ويقول أيضًا: (لأنه في آدم يموت الجميع، هكذا أيضًا في المسيح سيحيا الجميع) (1كو22:15).

إذن الموت كان حكمًا علي كل البشرية، لأنها ذرية آدم. يولد كل إنسان محكومًا عليه بالموت، إذ كان في صلب آدم حينما حكم عليه الموت.

والخلاص من الموت هو خلاص شخصي، لكل فرد علي حده أيًا كان والداه، قد نالا الخلاص أم لم ينالاه. وهذا الخلاص يحتاج إلي التوبة والإيمان بدم المسيح والمعمودية، وباقي وسائط النعمة. ومع ذلك لا يوجد والدان بدون خطية..

وصدق المرتل في المزمور حينما قال: (لأني هانذا بالإثم ولدت، وفي الخطية حبلت بي أمي) (مز50) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). إننا في الفساد نولد إلي أن نعتق من عبودية الفساد (رو21:8). ومتى سنعتق من هذا الفساد؟ يقول الرسول عن جسدنا (يزرع في فساد، ويقام في عدم فساد لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم فساد) (رو21:8). ومتى؟ حينما يبوق فيقام الأموات.
22- هل المعمودية تُعاد؟





هل المعمودية تعاد؟! ألسنا نقول في قانون الإيمان (نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا)؟ ألم يقل الكتاب المقدس (معمودية واحدة) (أف5:4).

الجواب:

نعم، قد قال الكتاب (معمودية واحدة). ولكن ليتنا نقرأ الآية كاملة، حيث تقول (إيمان واحد، معمودية واحدة) (أف5:4).

فحيثما يوجد الإيمان الواحد، توجد معه المعمودية الواحدة.

ولذلك نحن لا يمكن مطلقًا أن نعيد معمودية إنسان تَعَمَّد في كنيسة لها نفس إيماننا الأرثوذكسي.

كذلك المعمودية، ينبغي أن يقوم بها كاهن شرعي له كل سلطانه الكهنوتي الذي يسمح له بإجراء سر المعمودية المقدس، مؤمنًا بكل فاعلية هذا السر..

فمثلًا الكنائس التي لا تؤمن بسر الكهنوت، وليس لها كهنة، كما لا تؤمن بأن المعمودية سر، ولا تؤمن بفاعلية المعمودية كما نؤمن، فكيف نقبل معموديتها.

ونفس الوضع مع الكنائس التي تؤمن بسر المعمودية وفاعليته، وبسر الكهنوت ولكنها مغلقة علينا بحرم الآباء.

ينبغي أن تزال الحروم أولا، ثم نقبل أسرارها الكنسية.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;