القاهرة شيّعت «بنت الحتة» زهرة العلا
القاهرة - سعيد ياسين
الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣
مثلما عاشت زهرة العلا «ريحانة» السينما العربية، نجوميتها التي استمرت 40 عاماً في هدوء، بعيداً من صخب الإعلام والأضواء، وحافظت خلالها على صورتها الجميلة في عيون عشاق فنها، وهو ما دفعها إلى الابتعاد الاختياري عن الفن منذ العام 1991، رحلت مساء أول من أمس بهدوء فاجأ جمهورها ومحبيها الذين شيعوها ظهر أمس، في مسجد أبو المكارم الزغل في منطقة صلاح سالم القاهرية، بحضور فنانين كثر على رأسهم محمود حميدة وأشرف مصيلحي وأحمد سعيد عبدالغني وعمرو عبدالعزيز وأمير شاهين وإلهام شاهين ومحمد أبو داوود.
كانت «بنت الحتة» صاحبة رحلة طويلة وسجل حافل، إذامتلكت موهبة لافتة حافظت عليها طوال مشوارها، وتميزت بملامحها الجذابة وأدائها الناعم البريء. وعلى رغم شهرتها بأدوار الفتاة البريئة الطيبة، والحبيبة أو الصديقة المتفانية، فإنها جسدت أدواراً تراجيدية وكوميدية ووطنية ودينية وتاريخية. ومع أن المنتجين والمخرجين حصروها في أدوار البطلة الثانية، تفوقت في العديد من الأفلام على البطلة الأولى.
ونعاها العديد من زملائها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب نبيل الحلفاوي في صفحته: «وداعاً لزهرة طريق السعادة، ورد قلبي، ودعاء الكروان وغيرها. وداعاً زهرة العلا». وكتب المخرج أحمد خضر: «وداعاً زهرة العلا... رصيد من الفن لا مثيل له... تشرفت بالعمل معها في مسلسل «عفواً سيدي الرجل» من بطولتها مع أحمد مظهر وصلاح قابيل وماجدة الجندي». وعلق المؤلف محمود الطوخي على وفاتها: «ويزداد الوجع، رحلت صاحبة أطيب وأحلى وجه أنار الشاشة العربية، القلب الدافئ، زهرة العلا، زهرة من زهور الفن صعدت إلى العلا». وكتبت الفنانة المعتزلة شهيرة «في جنة الخلد أمي الجميلة في أهم أفلامي «وضاع العمر يا ولدي» ربنا يجعل الجنة مثواك من غير حساب ولا عتاب».
ولدت زهرة العلا محمد بكر رسمي في 10 حزيران (يونيو) 1934، في حي محرم بك في الإسكندرية لعائلة بسيطة، وكان والدها الذي انتقل بأسرته بعد ذلك إلى مدينة المحلة قبل استقراره في القاهرة، يعشق الفن ومشاهدة الأفلام والمسرحيات. وربطته علاقة صداقة مع يوسف وهبي وأمينة رزق، ما ساعدها لاحقاً حين انضمت في سن مبكرة عام 1951 أثناء دراستها في السنة الأولى للمعهد العالي لفن التمثيل العربي الذي تخرجت فيه عام 1954، إلى فرقة زكي طليمات ثم إسماعيل ياسين، وقدمت لهما ولغيرهما عدداً من المسرحيات المهمة منها «البخيل» و«المتــزحلــقات» و«بغــماليون» و«حورية من المريخ» و«مريض بالوهم» و«فتش عن المرأة» و«الغبي وأنا» و«7 فرخات وديك» و«غراميات عفيفي».
وشاهدتها المنتجة عزيزة أمير على المسرح، فأسندت إليها أول أدوارها في السينما لفتاة من ذوي الحاجات الخاصة في فيلم «خدعني أبي»، وبعد نجاحها فيه قدمتها في عدد آخر من أفلامها. وتعاونت زهرة العلا عبر 120 فيلماً سينمائياً مع مخرجين من مختلف الأجيال، ومنهم صلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار وكمال الشيخ وحسن الإمام وهنري بركات ومحمود ذو الفقار وحسن الصيفي ويوسف شاهين وعاطف الطيب. واللافت أن عدداً كبيراً من أفلامها يعد من كلاسيكيات الأفلام العربية ومنها «رد قلبي» و«المرأة المجهولة» و«الوسادة الخالية» مع عبدالحليم حافظ، و«جميلة بو حريد» و«نهر الحب» و«دعاء الكروان» مع فاتن حمامة وأحمد مظهر، إلى جانب العديد من الأفلام الكوميدية والتراجيدية والرومانسية ومنها «يسقط الاستعمار» و«الله أكبر» و«سر طاقية الإخفاء» و«الليالي الدافئة» و«ملك البترول» و«أنا الهارب» و«المجانين في نعيم» و«من أجل حبي» و«مبكي العشاق» و«أشجع رجل في العالم» و«الزوج العازب» و«الست الناظرة»، هذا عدا عن فيلم «اللقاء الثاني» الذي كان بمثابة النقلة الكبرى في مشوارها الفني، ونقلها إلى أدوار الأمومة بعيداً من أدوار الشباب، خصوصاً أنها جسدت فيه، رغم أنها لم تكن أكملت 35 عاماً، شخصية الأم العجوز للفنانة سعاد حسني. وتوالى بعد ذلك تقديمها لأدوار الأم الطيبة الحنونة، أو القوية الشخصية كما في أفلام «السكرية» و«الحب الذي كان» و«يوم الأحد الدامي» و«من أجل الحياة» و«دعاء المظلومين» و«وضاع العمر يا ولدي» و«أحلى أيام العمر» و»سكة العاشقين» و«صراع العشاق» و«فتوة الجبل» و«سواق الأتوبيس» و«أنا لا أكذب ولكني أتجمل» وانتهاءً بـ «أرض أرض» الذي كان آخر أفلامها عام 1991.
«بنت الحتة»
وبدأت رحلتها مع الدراما التلفزيونية في العام 1960 من خلال مسلسل «بنت الحتة» الذي كان أهم علامة في تاريخها الفني، حتى أن الجمهور والنقاد ظلوا يلقبونها باسم المسلسل لسنوات طويلة. وتجاوزت مسلسلاتها 50 عملاً منها «إني راحلة» مع محمود مرسي، و«على هامش السيرة» مع أحمد مظهر، و«الزوجة أول من يعلم» مع ميرفت أمين، و«الحب وأشياء أخرى» مع آثار الحكيم وممدوح عبد العليم، و«القضاء في الإسلام».
وتزوجت زهرة العلا من صلاح ذو الفقار في العام 1958 عقب مشاركتهما معاً في فيلم «رد قلبي»، ولم يستمر زواجها منه سوى عام واحد. ومن بعده تزوجت من رفيق رحلة مشوارها المخرج حسن الصيفي الذي عاشت معه 42 عاماً من عمرها، حتى توفي في أيار (مايو) 2005، وأنجبت منه ابنتيها منال وأمل.
وكرمت في العديد من المهرجانات الفنية منها مهرجان جمعية الفيلم العام 2001، والمركز الكاثوليكي في عيد الأم 21 آذار (مارس) 2010، ومهرجان الإسكندرية العام 2011. وكانت ابنتها المخرجة منال الصيفي أعلنت أخيراً أن الراحلة سجّلت مذكراتها، واختارت الفنانة شهيرة لكتابة مسلسل يحكي سيرتها الذاتية، على أن تجسّد غادة عادل شخصيتها لتقارب الشبه بينهما.
كانت «بنت الحتة» صاحبة رحلة طويلة وسجل حافل، إذامتلكت موهبة لافتة حافظت عليها طوال مشوارها، وتميزت بملامحها الجذابة وأدائها الناعم البريء. وعلى رغم شهرتها بأدوار الفتاة البريئة الطيبة، والحبيبة أو الصديقة المتفانية، فإنها جسدت أدواراً تراجيدية وكوميدية ووطنية ودينية وتاريخية. ومع أن المنتجين والمخرجين حصروها في أدوار البطلة الثانية، تفوقت في العديد من الأفلام على البطلة الأولى.
ونعاها العديد من زملائها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب نبيل الحلفاوي في صفحته: «وداعاً لزهرة طريق السعادة، ورد قلبي، ودعاء الكروان وغيرها. وداعاً زهرة العلا». وكتب المخرج أحمد خضر: «وداعاً زهرة العلا... رصيد من الفن لا مثيل له... تشرفت بالعمل معها في مسلسل «عفواً سيدي الرجل» من بطولتها مع أحمد مظهر وصلاح قابيل وماجدة الجندي». وعلق المؤلف محمود الطوخي على وفاتها: «ويزداد الوجع، رحلت صاحبة أطيب وأحلى وجه أنار الشاشة العربية، القلب الدافئ، زهرة العلا، زهرة من زهور الفن صعدت إلى العلا». وكتبت الفنانة المعتزلة شهيرة «في جنة الخلد أمي الجميلة في أهم أفلامي «وضاع العمر يا ولدي» ربنا يجعل الجنة مثواك من غير حساب ولا عتاب».
ولدت زهرة العلا محمد بكر رسمي في 10 حزيران (يونيو) 1934، في حي محرم بك في الإسكندرية لعائلة بسيطة، وكان والدها الذي انتقل بأسرته بعد ذلك إلى مدينة المحلة قبل استقراره في القاهرة، يعشق الفن ومشاهدة الأفلام والمسرحيات. وربطته علاقة صداقة مع يوسف وهبي وأمينة رزق، ما ساعدها لاحقاً حين انضمت في سن مبكرة عام 1951 أثناء دراستها في السنة الأولى للمعهد العالي لفن التمثيل العربي الذي تخرجت فيه عام 1954، إلى فرقة زكي طليمات ثم إسماعيل ياسين، وقدمت لهما ولغيرهما عدداً من المسرحيات المهمة منها «البخيل» و«المتــزحلــقات» و«بغــماليون» و«حورية من المريخ» و«مريض بالوهم» و«فتش عن المرأة» و«الغبي وأنا» و«7 فرخات وديك» و«غراميات عفيفي».
وشاهدتها المنتجة عزيزة أمير على المسرح، فأسندت إليها أول أدوارها في السينما لفتاة من ذوي الحاجات الخاصة في فيلم «خدعني أبي»، وبعد نجاحها فيه قدمتها في عدد آخر من أفلامها. وتعاونت زهرة العلا عبر 120 فيلماً سينمائياً مع مخرجين من مختلف الأجيال، ومنهم صلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار وكمال الشيخ وحسن الإمام وهنري بركات ومحمود ذو الفقار وحسن الصيفي ويوسف شاهين وعاطف الطيب. واللافت أن عدداً كبيراً من أفلامها يعد من كلاسيكيات الأفلام العربية ومنها «رد قلبي» و«المرأة المجهولة» و«الوسادة الخالية» مع عبدالحليم حافظ، و«جميلة بو حريد» و«نهر الحب» و«دعاء الكروان» مع فاتن حمامة وأحمد مظهر، إلى جانب العديد من الأفلام الكوميدية والتراجيدية والرومانسية ومنها «يسقط الاستعمار» و«الله أكبر» و«سر طاقية الإخفاء» و«الليالي الدافئة» و«ملك البترول» و«أنا الهارب» و«المجانين في نعيم» و«من أجل حبي» و«مبكي العشاق» و«أشجع رجل في العالم» و«الزوج العازب» و«الست الناظرة»، هذا عدا عن فيلم «اللقاء الثاني» الذي كان بمثابة النقلة الكبرى في مشوارها الفني، ونقلها إلى أدوار الأمومة بعيداً من أدوار الشباب، خصوصاً أنها جسدت فيه، رغم أنها لم تكن أكملت 35 عاماً، شخصية الأم العجوز للفنانة سعاد حسني. وتوالى بعد ذلك تقديمها لأدوار الأم الطيبة الحنونة، أو القوية الشخصية كما في أفلام «السكرية» و«الحب الذي كان» و«يوم الأحد الدامي» و«من أجل الحياة» و«دعاء المظلومين» و«وضاع العمر يا ولدي» و«أحلى أيام العمر» و»سكة العاشقين» و«صراع العشاق» و«فتوة الجبل» و«سواق الأتوبيس» و«أنا لا أكذب ولكني أتجمل» وانتهاءً بـ «أرض أرض» الذي كان آخر أفلامها عام 1991.
«بنت الحتة»
وبدأت رحلتها مع الدراما التلفزيونية في العام 1960 من خلال مسلسل «بنت الحتة» الذي كان أهم علامة في تاريخها الفني، حتى أن الجمهور والنقاد ظلوا يلقبونها باسم المسلسل لسنوات طويلة. وتجاوزت مسلسلاتها 50 عملاً منها «إني راحلة» مع محمود مرسي، و«على هامش السيرة» مع أحمد مظهر، و«الزوجة أول من يعلم» مع ميرفت أمين، و«الحب وأشياء أخرى» مع آثار الحكيم وممدوح عبد العليم، و«القضاء في الإسلام».
وتزوجت زهرة العلا من صلاح ذو الفقار في العام 1958 عقب مشاركتهما معاً في فيلم «رد قلبي»، ولم يستمر زواجها منه سوى عام واحد. ومن بعده تزوجت من رفيق رحلة مشوارها المخرج حسن الصيفي الذي عاشت معه 42 عاماً من عمرها، حتى توفي في أيار (مايو) 2005، وأنجبت منه ابنتيها منال وأمل.
وكرمت في العديد من المهرجانات الفنية منها مهرجان جمعية الفيلم العام 2001، والمركز الكاثوليكي في عيد الأم 21 آذار (مارس) 2010، ومهرجان الإسكندرية العام 2011. وكانت ابنتها المخرجة منال الصيفي أعلنت أخيراً أن الراحلة سجّلت مذكراتها، واختارت الفنانة شهيرة لكتابة مسلسل يحكي سيرتها الذاتية، على أن تجسّد غادة عادل شخصيتها لتقارب الشبه بينهما.