التثليث والتوحيد:
ونحن حينما نقول "باسم الآب والابن والروح القدس" نقول بعدها (إله واحد، آمين). والسيد المسيح حينما قال "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"، استخدم عبارة "باسم" وليس "بأسماء"، لأن الثلاثة واحد. والقديس يعقوب الرسول يقول في رسالته "أنت تؤمن بإله واحد، حسنًا تفعل. والشياطين أيضًا يؤمنون ويقشعرون" (يع 2: 19). والقديس يوحنا يقول "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو5: 7).
ومع أن شهود يهوه - في تحريفهم للكتاب المقدس، ينكرون هذه الآية، إلا أن آيات أخرى تثبتها.
فالابن (الكلمة - اللوجوس) يقول "أنا والآب واحد" (يو10: 30). ويقول "أنا في الآب، والآب فيَّ" "من رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9، 10). وهذا طبيعي، لأنه إن كان الابن هو "حكمة الله" (1كو1: 23، 24). وإن كان باعتباره اللوجوس هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل، فالله وعقله ونطقه كيان واحد.
كذلك ما دام الروح القدس هو روح الآب (مت 10: 20)، وهو "روح السيد الرب" (أش 61: 1)، وهو "روح الله" (أع5: 3، 4)، إذن الله وروحه كيان واحد.
وهكذا فإن الله يقول "أسكب من روحي على كل أحد" (يو2: 28). ويقول له المرتل في المزمور "أين أذهب من روحك..؟!" (مز139: 7). هل ترى نستطيع أن نفصل الله عن روحه؟! مستحيل بلا شك. إذن الله وروحه واحد.
وما دام الآب والابن واحد، والله وروحه واحد، والابن والروح واحد لأن الروح القدس هو روح الابن أيضًا (غل 4: 6)، روح المسيح (1بط1: 11).
كَلمة ثالوث:
يقول شهود يهوه إن كلمة (ثالوث) لم ترد في الأناجيل. فلماذا؟
والجواب هو أن الآباء الرسل نادوا بالمسيحية وسط الأمم، في عالم وثنى ينادى بتعدد الآلهة. فكانوا يتحاشون كلمة ثلاث أو ثالوث. ولكن يوحنا الرسول، وهو آخر من عاش من الرسل، استخدم هذه العبارة في قوله "وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو 5: 7).