سنوات مع أسئلة الناس !
لماذا خلقنا الله.. تساؤلات في الحياة والموت ...
سؤال :- لماذا خلقنا الله؟ ولماذا نعيش في هذه الحياة الشريرة؟ ولماذا نموت؟
السؤال بصيغة أخرى :- من أنا؟ ولماذا جئت؟ ولماذا أعيش؟ ولماذا أموت؟!
الإجابة :-
هذا الموضوع يمكن أن نؤلف فيه كتابًا. ولكنني سأحاول الإجابة على أسئلتك باختصار شديد ...
من أنا? ولماذا جئت؟
أنت إنسان ، خلق على صورة الله ومثاله (تك 26:1) ، وينبغى أن تحتفظ بهذه الصورة الإلهية . وأنت كائن حي ، له روح ناطقة ، لا تنتهي حياته بالموت ، بل تستمر . وله ضمير يميز بين الخير والشر ، ويستنير بروح الله الساكن فيه (1كو 16:3) ... وأنت تتميز بالعقل عن سائر المخلوقات الأرضية ، وما يحويه هذا العقل من فهم وإدراك . وبعقلك وبحرية إرادتك تكون مسئولًا عن أعمالك ، أولًا أمام الله ، وثانيًا أمام ضميرك، وثالثًا أمام المجتمع الذي تعيش فيه ... ومسئوليتك يتبعها ثواب أو عقاب في الأبدية ، بعد الدينونة أمام الله .
خلقنا الله من كرمه وجوده ، من كرمه أنه لم يشأ أن يكون وحده . فمنحنا الوجود نحن الذين كنا عدمًا لا وجود لنا ، فأنعم علينا بالوجود .
ومن صلاح الله ، خلقنا لكي يعدنا للحياة الأبدية . من صلاح الله أنه أعطاك نعمة الوجود . من جوده ، ومن كرمه ، أعطاك فرصة أن توجد ، وأن تتمتع بالحياة هنا على الأرض ، وأن تكون لك فرصة أيضًا للحياة في النعيم الأبدي ، إن أردت ، وعملت ما يجعلك تستحق النعيم .
أما عن قولك :- لماذا نعيش في هذه الحياة الشريرة؟
فمن قال أنها حياه شريرة؟! يمكنك أن تعيش حياة بارة ، تكون بركة لك ولمن هم حولك . وإن وُجدت بيئة شريرة ، يمكن بمعونة الله أن تنتصر عليها .
وأنت تعيش فترة اختيار ، لإعدادك للأبدية السعيدة ، إن كنت تسلك حسنًا في هذه الحياة .
أنت تعيش لكي تؤدى رسالة نحو نفسك ، ورسالة نحو غيرك ، لكي تتمتع بالله هنا ، وتذوق وتنظر ما أطيب الرب (مز 8:34) . وأيضًا في حياتك تختبر إرادتك ، ومدى انجذابها نحو الخير والشر . فحياتك فترة اختبار تثبت بها استحقاقك لملكوت السماء ، وتحدد بها درجة حياتك في الأبدية ... فعليك أن تدرك رسالتك وتؤديها ، وتكون سبب بركة للجيل الذي تعيش فيه . فبقدر ما تكون رسالتك قوية ونافعة ، بقدر ما تكون حياتك ممجدة على الأرض وفي السماء ...
أما لماذا نموت ، فأنت تموت -بعد عمر طويل- لتنتقل إلى حياة أفض.
تموت لكي تنتقل إلي حياة أفضل ... إلي ما لم تراه عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب بشر(1كو 9:2) . وتنتقل أيضًا إلي عشرة أفضل ، عشرة الله وملائكته وقديسيه . فالموت إذن ليس فناء ، وإنما هو انتقال . إن حياتك لو دامت على الأرض ، وبقيت متصلًا بالمادة ومتحدًا بالجسد المادي ، فليس في هذا الخير لك . ولكن الخير لك أن تنتقل من حياة المادة والجسد ، إلي حياة الروح وإلي الأبدية ، وتكون مع المسيح فهذا أفضل جدًا (فى 23:1) . لذلك اشتهى القديسون الانطلاق من هذا الجسد ... إنما يخاف الموت الذين لا يستعدون له ، ولا يثقون أنهم ينتقلون إلي حياة أفضل ... أو الذين لهم شهوات على الأرض ، ولا يحبون أن يفارقوها !!! والإنسان يموت ، لأن الموت خير للكون . فمن غير المعقول أن يعيش الناس ولا يموتون ، وتتوالى الأجيال وراء الأجيال لا تسعها الأرض ، ويتعب الكهول من ثقل الشيخوخة ، ويحتاجون إلي من يخدمهم ويعالجهم ويحملهم ... لذلك يموت جيل ليعطى فرصة لجيل آخر يعيش على الأرض ويأخذ مكانه في كل شيء ...
والقديس بولس الرسول يقول في ذلك :- "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ، ذاك أفضل جدا" (في23:1). ولماذا أفضل جدًا؟ أنك أنت في الحياة الأرضية حبيس في هذا الجسد المادي . ولكن عندما تموت ، تؤهل في القيامة أن يكون لك جسد روحاني سماوي عديم الفساد (1كو42:15-50) . وهذا الجسد الروحاني تستطيع به أن تتمتع بما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على بال إنسان ، ما أعده الله للذين يحبونه" (1كو9:2).
أما إن بقيت في الجسد المادي ، فستبقى تحت حكم المادة .
في الأكل ، في الشرب ، في المرض ... بل في العجز إذ كلما طال بك العمر ، تتعرض لأمراض الشيخوخة وللعجز حتى في ضروريات الحياة . وتحتاج إلى مَنْ يحملك، ومن يخدمك ، ومن يتولى تمريضك ...
إذن من الأفضل أن تموت ...
آسف، لا أقصد أبدًا أن تموت الآن أطال الله لنا في عمرك :- ولكن اعذرني إن قلت أنه مهما طال بك العمر ، فلابد بعد ذلك أن تموت ، فهذه هي "نهاية كل حي". وقد قال داود النبي في مزاميره :- "عرفني يا رب نهايتي ، ومقدار أيامي كم هي ، فأعلم كيف أنا زائل ... إنما نفخة كل إنسان في جُعل ، إنما كخيال يتمشى الإنسان" (مز5،4:39) .
Read more: http://www.eg-copts.com/vb/t163299.html#ixzz3Su4utbUr