الصلاة بقلب متألم _ الأب بيسيوس الآثوسي

الصلاة بقلب متألم

قال الأب بيسيوس الآثوسي Elder Paisios (تنيح عام 1994)، أنه لكي يتفتح ويُزهر الحب في القلب، يجب علينا أن نصلي بألم القلب.

وعندما سؤل: يا أبانا عندما نصلي، تذهب أفكارنا هنا وهناك، لماذا؟
أجاب الشيخ: "لأنها صلاة بلا ألم! لكي نصلي بالقلب، يجب أن نتألم. عندما نجرح أيدينا أو أي جزء من جسمنا، يتجمع عقلنا في مركز الألم، هكذا أيضاً لكي ينجمع العقل في القلب، يجب أن يتألم القلب".

فسأله أحد قائلاً: كيف يمكننا أن نبقي أنفسنا على هذه الحالة - حالة الألم - عندما لا يكون عندنا أي مشكلة؟
أجاب: "يجب علينا أن نجعل وجع الآخر وجعنا الشخصي! يجب أن نحب الآخر ونتألم من أجله، حتى يمكننا أن نصلي من أجله. يجب علينا أن نخرج قليلاً قليلاً من ذواتنا ونُقدِم على الحب والتألم أيضاً من أجل الآخرين، من أجل عائلتنا أولاً، ثم من أجل عائلة البشرية كلها، عائلة الله".

وفي مرة أخرى قال الشيخ: "على قدر ما يتألم الإنسان، على قدر ما يحصل على التعزية الإلهية، التي بدونها لا يستطيع الإنسان أن يتحمل الألم .. الله يُعزي بصورة خاصة أولئك الذين يتألمون من أجل الآخرين".

وكتب مرة لأبنائه الروحيين قائلاً: " لبعض الناس، محبتكم يتم التعبير عنها بالفرح، وللبعض الآخر يُعبَّر عنها بتألمكم من أجلهم. وكل شخص تعتبره كأخاك أو أختك، لأننا جميعاً أولاد حواء. وفي صلاتك تقول: "يارب، ساعد أولئك الذين هم في حاجة شديدة إليك، سواء إن كانوا أحياء أو منتقلين". وعند هذه المرحلة، سوف تتشارك بقلبك مع العالم كله، وسوف تحوز على لا شيء إلا ذاك الحب الهائل، الذي هو المسيح".

Reference: Elder Paisios of Mount Athos Spiritual Councels 1, With Pain and Love for Contemporary Man, Published by John the theologian Monastery, Thessaloniki, Greece.
ترجمة المدونة الآبائية ... 

تصنيف : ابائيات