آباء الكنيسة هم الذين يحققون في أشخاصهم الصفات الأربع التالية:
1) العقيدة السليمة فيما يختص بالإيمان بالثالوث الأقدس وطبيعة المسيح يسوع ابن اللهالذي قام من بين الأموات، وبالروح القدس وحلوله وعمله في الكنيسة وفي الأسرار والليتورجيات، وبالأسفار المقدسة، وكافة الموضوعات الإيمانية التي وردت في الإنجيلوكتب عنها الآباء ووعظوا بها كما تسلموها في التقليد الكنسي.
2) قداسة السيرة التي تظهر ثمارها في التعفف والتقوى والنسك واحتمال الآلام وكافة الاضطهادات لأجل الاعتراف بالمسيح. وهنا يصبح العمل بما يعلم به الآب هو برهان التعليم الصحيح تحقيقًا لقول الرب يسوع المسيح: "من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السموات" (مت19:5).
3) قبول الكنيسة لهم واعتبارها إياهم في مركز ومقام الأب. وهؤلاء الآباء هم أولًا أبناء للكنيسة ورجال التقليد فيها قبل أن يصبحوا آباء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فالكنيسة ربتهم ونشأتهم على الإيمان الصحيح وعلىالتقليد فقدموه هم للكنيسة علم مسيحي أصيل ومعرفة نقية حسب الحق وفكر خصب ساهم في تجديد الصورة الإيمانية وتثبيتها في مواجهة البدع والهرطقات التي حاربتالكنيسة قرونًا عديدة.
4) القدم:
أ - الكنائس الخلقدونية تحدد تاريخ انتهاء عصر الآباء في حدود القرن السابع والثامن.
ب- في الغرب ينتهي عصر الآباء بالقديس غريغوريوس الكبير (انتقل عام 604 م) والقديس ثيؤدور (انتقل عام 636 م).
ج- في الشرق ينتهي عند الكنائس البيزنطية بالقديس يوحنا الدمشقي (انتقل عام 749 م).
د- الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية (القبطية والأثيوبية والسريانية والأرمنية) تحدد تاريخ انتهاء عصر الآباء عند مجمع خلقدونية (451 م) وما بعده بقليل.