* كانت أقوال الآباء في هذه الفترة تمثل نصيبًا من التقليد الكنسي يتقبله كل جيل يودعه لدى جيل آخر. وهكذا انتشرت أقوال الآباء لا لغرض دراسي ولا كهدف في ذاتها وإنما كوديعة تحمل داخلها إيمان الكنيسة الحي.
لكن كيف حفظ هذا العصر أقوال الآباء وقام بنشرها؟
1 - يقول القديس غريغورس أسقف نيصص: (يليق بنا أن نحفظ التقليد الذي تسلمناه بالتتابع من الآباء ثابتًا بغير تغيير).
* ويقول القديس كيرلس الإسكندري (إنني محب للتعليم الصحيح مقتفيًا آثار آبائي الروحية).
2 - كان البعض يشغف بتسجيل عظات آبائهم في مختلف المواضيع.
3 - امتدت التلمذة خاصة في مصر فاحتضنت الكثير من رجال الشرق والغرب من أمثلتهم
* يوحنا كاسيان (360-435 م.) الذي تتلمذ على آباء مصر العظام وسجل خبرتهم في كتابين مشهورين (المناظرات مع آباء البرية).
وقد جعله بندكت كتاب القراءة اليومية للرهبان الخاضعين له حيث عالج قوانين الرهبنة وناقش كيفية نصرة الراهب في الحروب الروحية.
* بلاديوس (365-425 م.) التقى بالقديس ديديموس الضرير أكثر من مرة وسجل لنا الكثير من التراث الرهباني في كتابه فردوس الآباء.
* روفينوس (345-410 م.) سجل في كتابه تاريخ الرهبنة في مصر أحاديث عن آباء مصر.
فقد زار مصر عام 372 م. وزار رهبان البرية وتتلمذ على يد القديس ديديموس الضرير.
* أوسابيوس أسقف فرسيل بإيطاليا شغف بكتابات أوريجانوس، وقال أنه لم يرى فلسفة حقيقية في غيره.
* هذا وقد جذبت مدرسة الإسكندرية الكثير من قادة الكنيسة في العالم فجاءوا إليها أو نقلوا إليهم تراثها وتتلمذوا عليه.
4- حفظ تراث الآباء عن طريق حركات الترجمة المستمرة خاصة من اليونانية إلى اللاتينية أو السريانية أو الأثيوبية.
5- خرج الكثير من الرهبان ومديرو مدرسة الإسكندرية إلى العالم بروح الكرازة أو تأسيس أديرة في الخارج حاملين معهم بعضًا من تراثنا.