المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

الاثنين، 9 مارس 2015

تجسد الكلمة عند آباء الكنيسة



تجسد الكلمة عند آباء الكنيسة






في هذا الموضوع تعاليم الاباء عن التجسد الالهي في النقاط الاتيه :


1 – الخطية الاولي و سيادة الفساد و الموت , و حتمية التجسد
3 – منطقية التجسد
4 – التجسد دليل علي قدرة الله اللامحدوده
5 – وحد الله البشريه في جسده
6 – التجسد لم يغير من الطبيعه الالهيه
7 – التجسد الالهي اعطانا الملء من الروح القدس و البنوه لله بالنعمه

1 – الخطيه الاولي و سيادة الفساد و الموت :

بسبب الخطيه لم يجد الروح راحة في الكائنات البشريه و لكن اذ صار كلمة الله انساناً . فإنه عليه وحده البكر الثاني للجنس البشري استقر الروح . لكي يستقر ايضاً علينا .
كيرلس السكندري (1)

بالطبع هذا لا يعني ان ادم مات فإننا لا نعني ان الطبيعه البشريه قد دُمرت تدميراً تاماً و لكن لانه اختبر اولاً الموت الروحي فإنه فختبر الموت الجسدي بعد ذلك و لكن دون ان يؤول ذلك الي عدم الوجود . لقد انفصل الانسان عن الله و اهتز بهذه النتائج و لكن دون ان يدمر كلياً , و كما يخبرنا القديس مقاريوس المصري بطريقة مميزه : ( و مع ذلك نحن لا نقول انه ضاع تماماً و اُبيد من الوجود و مات . لقد مات بمقدار ما اختلت علاقته بالله , و لكنه لا يزال يعيش في طبيعته ) .
( 2 )

نستطيع ان نقول انه علي الفور بعد خطية ادم كان من المحتمل ان يموت الجسد ايضاً , لكن الله سمح له ان يعيش حتي بعد الخطيه مانحناً له طريقاً للتوبه و امكانية تحقيق حياه روحيه و بالتالي اصبحت كل الآلام المرتبطه بالفساد و الموت فرصاً للاشتياق للحياه العليا و تحقيق الشركه مع الله .
غريغوريوس بالاماس
(3 )

بعد السقوط في الموت انجبا اطفالاً و لكونهم ثمره اتيه من فساد فإنهم انجبوا فاسدين .
كيرلس السكندري
( 4 )

و نتيجة سيادة هذا الموت و الفساد كان لابد من التجسد الالهي كما يقول القديس اثناسيوس الرسولي :

1ـ لأجل هذا إذن ساد الموت أكثر وعَمّ الفساد على البشر، وبالتالى كان الجنس البشرى سائرًا نحو الهلاك، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كان الإنسان العاقل المخلوق على صورة الله آخذًا في التلاشى، وكانت خليقة الله آخذةً في الانحلال.
2ـ لأن الموت أيضًا، وكما قلت سابقًا، صارت له سيادة شرعية علينا (بسبب التَّعَدِّى)، منذ ذلك الوقت فصاعدًا، وكان من المستحيل التهرب من حكم الناموس، لأن الله هو الذى وضعه بسبب التعدى، فلو حدث هذا لأصبحت النتيجة مرعبة حقًا وغير لائقة في نفس الوقت.
3ـ لأنه (أولاً) من غير اللائق طبعًا أن الله بعدما تكلَّم بشيء مَرَّة يتضح أنه فيما بعد كاذب، أي أن الله بعد أن أمر أنَّ الإنسان يموت موتًا، أن يتعدى الوصية ولا يموت، بل تُبْطَل كلمة الله، وسيكون الله غير صادق إن كان الإنسان لا يموت بعد أن قال الله إنه سيموت.
4 ـ ثانيًا، كان سيصبح من غير اللائق أن تَهْلَك الخليقة وترجع إلى العدم بالفساد تلك الخليقة التى خُلِقّتْ عاقلة، وكان لها شركة في الكلمة.
5 ـ وأيضًا لأنه سيكون من غير اللائق بصلاح الله أن تَفَنَى خليقته بسبب غواية الشيطان للبشر.
6 ـ ومن ناحية أخرى كان سيصبح من غير اللائق على الإطلاق أن تتلاشى صنعة الله بيد البشر إما بسبب إهمالهم أو بسبب غواية الشياطين.
7 ـ فطالما طال الفساد الخليقة العاقلة، وكانت صنعة الله في طريقها إلى الفناء، فما الذى كان يجب على الله الصالح أن يفعله؟ أيترك الفساد يسيطر على البشر، والموت ليسود عليهم؟ وما المنفعة إذن من خلقتهم منذ البدء؟ لأنه كان أفضل بالحرى ألاّ يُخلقوا بالمرة من أن يُخلقوا وبعد ذلك يُهملوا ويفنوا.
8 ـ فلو أن الله أهمل ولم يبال بهلاك صنعته، لأظهر إهماله هذا ضعفه وليس صلاحه. ولو أن الله خلق الإنسان ثم أهمله لكان هذا ضعفًا أكثر مما لو أنه لم يخلقه أصلاً.
9 ـ لأنه لو لم يكن قد خَلَقَ الإنسان لما تجرأ أحد أن ينسب إليه الضعف. أما وقد خلقه وأتى به من العدم إلى الوجود فقد كان سيصبح من غير اللائق بالمرة أن تفنى المخلوقات أمام عينى الخالق.
10 ـ كان يجب إذن أن لا يُترك البشر لينقادوا للفساد لأن هذا يُعتبر عملاً غير لائق ويتعارض مع صلاح الله. (5)

2 – منطقية التجسد :

فإذا كان اللوغوس كائناً في الكون و الكون هو جسم فما هو غير اللائق في القول انه جاء في هيئة انسان
اثناسيوس الرسولي(6)

ان كان من اللائق بالنسبه للوغوس ان يكون في كل الكون فمن اللائق للوغوس ان يظهر في جسد بشري ايضاً
… و يكمل القديس اثناسيوس بعقد مقارنه بين الكون و الجسد الانساني فكلاهما يستنير و يتحرك بواسطة اللوغوس … فمن المعقول ان يستخدم اللوغوس جسداً بشرياً كاداه كما استخدم الكون ليعلن لنا لاهوته فيه .
(7)

3 – التجسد دليل علي قدرة الله اللامحدوده :

قدرة الله المذهله التي ظهرت في تنازله ليصير متجسداً داخل حجدود البشريه المخلوقه و الضعيفه و هذه القدره ظهرت ايضاً في حياته المحتقره التي ارادها لنفسه علي الارض في تواضع الجسد . من هذا الطفل الباكي في المزود وصولاً الي الانسان الضعيف علي الصليب . فأن يصير الله ضابط الكل في مثل هذه الحاله من الفقر و العوز لاجلنا , بينما يظل هو الله بكل ما هو عليه ازلياً . فهو عمل ينم عن قدره و عظمه لا توصف و ابعد مما يمكن للعقل البشري وحده ان يدرك .
هيلاري اسقف بواتييه (8)

4 – وحد الله البشريه في جسده :

عندما افتقد الكلمه العذراء القديسه مريم , دخل الكلمه و معه الروح القدس اليها و صاغ الكلمه جسده بالروح القدس و شكله لذاته اذ اراد ان يوحد فيه كل البشريه بالله و يحضرها اليه بواسطة نفسه .
اثناسيوس الرسولي (9)

في ملء الزمان صار ( الكلمه ) انساناً نظوراً و ملموساً لكي يجمع كل شئ في نفسه و يحتوي كل شئ و يبيد الموت و يظهر الحياة و يعيد الوحده بين الله و الانسان
ايرينيئوس (10)

5 – التجسد لم يغير من الطبيعه الالهيه :

ان الله الكلمه بطبيعته كامل من كل الوجوه و من ملئه يوزع عطاياه للخلائق و نحن نقول عنه انه اخلي ذاته دون ان يمس هذا بطبيعته لانه عندما اخلي ذاته لم يتغير الي طبيعة اخري و لم يصبح اقل مما كان عليه لانه لم ينقص شيئاً , هو غير متغير مثل الذي ولده ( الآب ) و مثله تماماً غير عرضة للاهواء و لكن عندما صار جسداً او انساناً جعل فقر الطبيعه الانسانيه فقره و لذا قال : ( سأسكب من روحي علي كل جسد ) ( يوئيل 2 : 28 ) و لقد تم هذا …

اولاً : اولاً لانه صار انساناً رغم انه ظل الله .
ثانياً : اخذ صورة العبد و هو بطبيعته حر كأبن و في نفس الوقت هو نفسه رب المجد . و لكن قيل انه تمجد لاجلنا . هو نفسه الحياه و لكن قيل انه احيي اي اقيم من الاموات و اعطي سلطاناً علي كل شئ و هو نفسه مالك كل الاشياء مع الله الآب . اطاع الآب و تألم و ما إليه …. هذه الاشياء تخص الطبيعه البشريه و لكنه جعلها له عندما تجسد لكي يكمل التدبير و يبقي كما هو .
و هذا ما تقصده الاسفار المقدسه ب ( أخلي ذاته ) .
كيرلس السكندري (11)

انظر الي اباء الكنيسه فإن جميعهم يعترفون باتفاق ان الله الكلمه قد حبل به في رحم العذراء ( والدة الاله ) و انه اتحد اقنومياً ( هيبوستاسياً ) مع الجسد الذي كان يحبل به في ذلك المكان و بينما ظل هو نفسه بلا تحول و لا تغيير فإنه جعل الجسد خاصاً به ( جسده الخاص ) دون ان يكون هناك اي وقت كان فيه هذا الجسد منفصلاً عنه .
ساويرس الانطاكي(12)

فرغم ان له وجوداً قبل الدهور و قد ولد من الآب فإنه يقال ايضاً انه ولد حسب الجسد من امرأه كما ان طبيعته الالهيه لا تحتاج لنفسها بالضروره الي ولاده اخري بعد الولاده من الآب …. حيث انه من اجلنا و من اجل خلاصنا وحد الطبيعه البشريه بنفسه اقنومياً و ولد من امرأه , فإنه بهذه الطريقة يقال انه قد ولد جسدياً . لانه لم يولد اولاً انساناً عادياً من العذراء القديسه ثم بعد ذلك حل عليه الكلمه . بل إذ قد اتحد بالجسد الذي من احشاءنا , فيقال ان الكلمه قد قبل الولاده جسدياً لكي ينسب الي نفسه ولادة جسده الخاص .
كيرلس السكندري (13)

و نحن نقول ايضاً ان الجسد لم يتحول الي طبيعة اللاهوت و لا طبيعة كلمة الله التي تفوق التعبير تغيرت الي طبيعة الجسد , لانه بصوره مطلقه هو غير قابل للتبدل او للتغير و يظل هو نفسه دائماً حسب الكتب . و لكن حينما كان منظوراً و كان لا يزال طفلاً مقمطاً و كان في حضن العذراء التي حملته , فإنه كان يملأ كل الخليقة كإله و كان مهيمناً مع ذلك الذي ولده لان الالهي هو بلا كميه و بلا حجم و لا يقبل التحديد .
كيرلس السكندري (14)

6 – التجسد الالهي اعطانا الملء من الروح القدس و البنوه لله بالنعمه :

حقاً عظيم هذا السر الله صار انساناً و الانسان الهاً , صار الانسان يُري بلا خطيه مقبولاً في العالم يكرز به و يراه الملائكه معنا هذا بحق هو سر ليتنا لا نحتقره بل نحيا كما يليق بهذا السر .
ذهبي الفم (15)

ان الكلمه صار جسداً لكي يقدم جسده عن الجميع و لكي اذا نحن اشتركنا في الروح القدس نصير شركاء الطبيعه الالهيه هذه العطيه التي كان يستحيل علينا نيلها اذا لم يكن لبس جسداً من جسدنا المخلوق و لكننا بنيلنا الروح القدس لا نفقد طبيعتنا الخاصه .
اثناسيوس الرسولي (16)

سمح لنفسه ان يدعي ابن داود ليجعلك ابن الله , سمح لعبد ان يصير له اباً لكي يكون لك ايها العبد اباً لك ! .. ولد حسب الجسد لتولد انت حسب الروح , ولد من إمرآه لكي تكف عن ان تكون ابناً لامرآه .
( ذهبي الفم – 17 )

انه بالتجسد الالهي صرنا مشابهين اياه من جهة الجسد صرنا اغصاناً في الكرمه متحدين به متمتعين بملئها ( يو 1 : 16 ) . بهذا تقدس جسدنا الذي كان قبلاً ميتاً و فاسداً اذ صار له حق القيامه و الخلاص بالسيد المسيح الحامل لجسدنا .
اثناسيوس الرسولي (18)

صار الكلمه جسداً لكي نعبر نحن من الجسد الي الكلمه لم يتوقف الكلمه عن ان يبقي علي ما كان عليه كما لم تفقد الطبيعه البشريه التي صارت بالميلاد
جيروم (19)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – الحب الالهي . 466 . in isaiam 2 : 11 – p.g. 70 : 313 d

2 – الحياه بعد الموت . ايرثيئوس مطران نافاباكتوس . ص 35 – macarius of Egypt : hom 12 < 2 . cws p 97

3 – ايرثيئوس مطران نافاباكتوس . الحياه بعد الموت ص 36 – ghergory palamas , to the non xenia , philokalia p
299

4 – الحياه بعد الموت . مرجع سابق . ص 37

5 – تجسد الكلمه فصل 6 . ترجمة د . جوزيف موريس فلتس . المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه

6 – تجسد الكلمه فصل 41

7 – النعمه عند القديس اثناسيوس الرسولي . د . وهيب قزمان بولس . ص 86 , 87

8 – الايمان بالثالوث في القرون الاولي . اصدار دار بناريون للنشر و التوزيع . 118 , 119 – hilary de tin 2 . 2 a – 27 : 3 : 20 : 9 . 4 – 14 …. Com in ps 53 ( 54 ) 3

9 – الروح القدس الرب المحيي ج 1 ص 292 . اثناسيوس الرسولي . الرساله الي سرابيون 1 : 31

10 – برهان كرازة الرسل 6 – التجسد و الميلاد في تعليم اباء الكنيسه ص 20 اصدار دير القديس العظيم انبا مقار

11 – تجسد الابن الوحيد . ترجمة الدكتور جورج حبيب باباوي . ص 15 , 16

12 – مجمع خلقيدونيه اعادة فحص . 357 . philalthes , op . cit . p 137

13 – رسائل القديس كيرلس الي نسطور و يوحنا الانطاكي . ص 10

14 – رسائل القديس كيرلس الي نسطور و يوحنا الانطاكي ص 17 . مترجمة عن mign . pg . vol 77

15 – الحب الالهي . للقمص تادرس يعقوب مالطي . 589 . in 1 tim . hom 11

16 – الروح القدس الرب المحيي ج 1 ص 291 . اثناسيوس الرسولي . de decr , 14

17 – . الحب الالهي . مرجع سابق . 436

18 – من تفاسير و تأملات الاباء الاولين . الرساله الي العبرانيين 2 : 11 . ص 32 . De Sententia Dionysii 11

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;