هذه المقالة منقولة من شبكة أرثوذوكس أون لاين
في العنصرة “كلمة عبرية تعني اجتماع ومحفل” حلّ الروح القدس على التلاميذ كما قد قال السيد له المجد قبل الصلب والموت والقيامة. وكان هذا اليوم وقع بعد خمسين يوم من عيد الفصح ولذلك يسمى باليونانية “Pentekoste”.
و كانت السيدة العذراء والرسل وباقي الأخوة في أورشليم يواظبون على الصلاة. وقد كان عدد الرسل إحدى عشر رسولاً بعد أن سلّم يهوذا السيد وانتحر قرّر الرسل انتخاب شخص آخر يحلّ محل يهوذا. فتم ترشيح اثنين وهما يوسف البار المسمى برسابا ومتياس. وصلوا وألقوا القرعة فوقعت على متيا.
وفي يوم الخمسين بعد القيامة كان الجميع في مكان واحد. فحدث صوت من السماء كصوت ريح شديدة وملأ الكلّ. وظهرت ألسنة نار استقرت على كل واحد منهم وراحوا يتكلمون بلغات أخرى. وبعد هذا وقف الرسول بطرس وسط الناس الذين سمعوهم يتكلمون بلغاتهم كلٌّ حسب لسانه وألقى كلمة على أثرها آمن وانضم لهم نحو ثلاثة آلاف شخص.
وبالنسبة لحياتهم كانوا يعيشون حياة الشركة، فيبيعون أملاكهم ويوزعونها على الجميع كلٌّ حسب حاجته. وأولى المعجزات التي قام بها الرسل كما يخبرنا لوقا الإنجيلي كانت عندما صعد بطرس ويوحنا إلى الهيكل لصلاة الساعة التاسعة. فصادفهم أعرج من المولد. فسألهم أن يتصّدقوا عليه. فقال له بطرس: ليس لي فضة ولا ذهب ولكني أعطيك ما عندي باسم يسوع المسيح الناصري قم وأمشِ. وأمسكه بيده وأنهضه. فوثب وقام وطفق يمشي ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويسبّح. ومن ثم وعظ أيض و كثيرين من الذين سمعوه آمنوا فصار عدد الرجال خمسة آلاف.
في الغد اجتمع رؤساء اليهود، بعد أن كانوا قد أمروا بحبس بطرس ويوحن، فطلبوهم واستمعوا لأقوالهم. فجاهر بطرس بإيمانه غير عابئ بمن حوله. فلما رأوا جرأة بطرس ويوحن و الرجل الذي شفيَ فهددوهما وطلبوا منهما ألا يعودوا وينادوا باسم الرب يسوع المسيح. فرفض، ومن ثم صرفوهما.
وبقيَ الرسل يجرون العجائب وراح يزداد عدد المؤمنين مما أزعج رئيس الكهنة فأمر بإلقاء القبض على الرسل ووضعهم في السجن. ولكن ملاك الرب فتح لهم أبواب السجن وخرجوا وقال: “كلموا الشعب بجميع تلك الحياة”. وفي الصباح التأم محفل اليهود وطلبوا إحضار الرسل. فلم يجدوا أحداً منهم مما أدخل الحيرة إلى قلبهم. وكان في هذا الوقت الرسل يجاهرون بإيمانهم في الهيكل فأرسل رؤساء اليهود وأحضروهم. وقالوا لهم: قد أمرناكم أمراً ألا تعلّموا بهذا الاسم. فأجابهم بطرس: إن الله أحق من الناس أن يُطاع. فقرروا أن يقتلوهم ولكن أحدهم واسمه غملائيل قال لهم: اعدلوا عن هؤلاء الرجال واتركوهم لأنه إن كان هذا الرأي من الناس فسوف ينتقض وإن كان من الله فلا تستطيعون نقضه.
ارتضوا برأيه وتركوهم بعد أن جلدوهم حذروهم من معاودة التبشير باسم الرب يسوع. ولكن الرسل ما إن خرجوا فرحين لأنهم تعرضوا للإهانة لأجل اسم الرب. وراحوا يبشرون في كل بيت والهيكل.
أخذ عدد التلاميذ بالازدياد فدعا الاثنا عشر التلاميذ وطلبوا منهم أن يختاروا سبعة منهم يخدموا الكنيسة. وبهذا يتفرغ الرسل للتبشير والتعليم. فاختاروا: “اسطفانوس وفيليبوس وبروكوروس ونيقانوروس وطيمون وبرمناس ونيقولاوس الذي كان من أنطاكية”. فصلوا عليهم الرسل ووضعوا الأيدي.
وهكذا انتظمت أمّ الكنائس برسل يقودون وشيوخ يدبرون وشمامسة يخدمون وتلامذة وأخوة مؤمنين وكان أنفذ الرسل كلمة بطرس ويعقوب أخو الرب.