المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دراسات لاهوتية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دراسات لاهوتية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 8 مايو 2015

ما المقصود بالصخرة وعن مَنْ قالَ المسيح

ما المقصود بالصخرة وعن مَنْ قالَ المسيح
 
إِنَّ بَعْضاً مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا الْمَوْتَ... ؟


عندما تكلم يسوع مع تلاميذَهُ في نواحي قيصريةِ فيلبس سألهم من يعتقدونَ إِنَّهُ هو؟ فأجابَ سمعان بن يوناأنتَ المسيحُ إِبنُ أللهِ ألحي" فقال لهُ المسيح: " " أَنتَ الصخرة" وعلى هذهِ الصخرة أَبني كنيستي وأبوابُ الجحيم لنْ تقوى عليها!"

متى(15– 29): ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ تِلْكَ الْمِنْطَقَةِ، مُتَّجِهاً إِلَى بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ. فَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. .......  (39) ثُمَّ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ، وَرَكِبَ الْقَارِبَ، وَجَاءَ إِلَى نَوَاحِي مَجَدَانَ........

متى(16– 5): وَلَمَّا وَصَلَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الشَّاطِيءِ الآخَرِ، كَانُوا قَدْ نَسُوا أَنْ يَتَزَوَّدُوا خُبْزاً. ...  13 وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلِبُّسَ، سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: "مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا، ابْنَ الإِنْسَانِ؟" 14 ......  15 فَسَأَلَهُمْ: " وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟" 16 فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ قَائِلاً: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!" 17 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: " طُوبَى لَكَ يَاسِمْعَانَ بْنَ يُونَا. فَمَا أَعْلَنَ لَكَ هَذَا لَحْمٌ وَدَمٌ، بَلْ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18 وَأَنَا أَيْضاً أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ الصَخْرة. وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا! 19 ..... 21 مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ، بَدَأَ يَسُوعُ يُعْلِنُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ لاَبُدَّ أَنْ يَمْضِيَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَيَتَأَلَّمَ عَلَى أَيْدِي الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، ... .. 24 ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَسِيرَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. 25 فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ، يَخْسَرُهَا؛ وَلكِنَّ مَنْ يَخْسَرُ نَفْسَهُ لأَجْلِي، فَإِنَّهُ يَجِدُهَا. 26 فَمَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُقَدِّمُ الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ (27) فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَعُودُ فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، فَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 28 الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ بَعْضاً مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا الْمَوْتَ، قَبْلَ أَنْ يَرَوْا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ".

لقد كان على السيد المسيح ليسَ فقط أَنْ يأتي إلى العالم ويتجسد لِيَفدي البشريةَ بموت الصليب الكفاري, أي أَنْ يموت بدلهم لمغفرةِ خطاياهم فحسب, بل كانَ عليهِ أيضاََ أَنْ يؤسسَ كنيسَتَهُ على الارض, أي أَن يؤسس الهيكل الروحي والذي هو وفدائهُ حجر الاساس فيهِ, ليحل محل الهيكل الارضي المصنوع من حجارة, والذي تنبأَ عنهُ وقال لن يبقى فيهِ حجر على حجر إلا يُنقَض, فإِبتدأَ بإِختيارِ تلاميذَهُ أولاََ, إِلا أَنَّ الاشخاص مهما إنسجموا معهُ وفيما بينهُم كذلك لا يُؤسسوا كنيسة إِلا إِذا آمنوا بهِِ وبشخصِهِ كأبن الله, وبفدائِهِ, وإعتمذوا, وتناولوا جسده ودمه.

فلذا فحالما عرفَ سمعان بن يونا بأَنَ المسيح هو إِبن الله الحي, قالَ لهُ المسيح:

 
" أَنتَ الصخرة وعلى هذهِ الصخرةِ أَبني كنيستي"


 ولكي نعلم ماذا قصد يسوع بهذهِ الكلمة والكنية التي لقبَ بها سمعان بن يونا, علينا أَنْ نتذكر ما يفعلهُ الملوك والروؤساء عندما يضعونَ أساساتِ بناءِِ مشروعِ ما, فهم يضعونَ بإِحتفالِِ مهيب حجر الاساس الاول, وهذا ما قصدَهُ المسيح بهذهِ الكنية التي أطلقها على سمعان بن يونا أيضاََ, فجعلهُ هو حجر الاساس الاول في مشروعِهِ العظيم لبناءِ كنيسَتِهِ اي هيكل الله على الارض. وهي ليست هيكلاََ مبنياََ من مواد بناء عادية, بل هيكلاََ مبنياََ من حجارة حية, كل مؤمن فيها يكُونْ لبنة بناء في جدرانها وكيانها. وإِذا قرأنا في الرؤيا عن أساسات أُورشليم السماوية نجدها مسمات بإسماء تلاميذ المسيح الاثني عشر, وبطرس (أي كيبا, أي الحجر) لم يكن سوى أولهم (أي حجر الاساس الاول).

ولعِلم المسيح المُسبق بألأحداث الاتية راح فوراََ يُكلِمَ تلاميذهُ عن فدائهِ وموتِهِ, ثُمَ عن ما ستُعانيهِ كنيسَتُهُ على الارض فراح يُذَكِر تلاميذَهُ بهذهِ المعاناة فقال:" من أرادَ أن يتبعني لابدَ لهُ أن يحمل صليبهُ ويتبعني, ومن أراد أن يُخلص نفسهُ يخسرها, ومن خسِرَ نفسَهُ لأجليِ يجدها".

وعند هذهِ النقطة, إنتقلَ الربُ بهم من فترةِ المعانات إلى لحظةِ الانتصار الاخير ومجيئهُ الثاني في مجدِ أَبيهِ مع ملائِكَتِهِ كديان للعالمين, فَيُجَازِي كُلَّ وَاحِد, ثُمَ قال:


 
" إِنَّ بَعْضاً مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا الْمَوْتَ، قَبْلَ أَنْ يَرَوْا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ"


وهنا قد يفهم السامع "بأَنَّ بعضاََ من القائمين آنذاك مع المسيح من التلاميذ سوف يروا مجيئَهُ ألثاني في مجدِهِ ثُم يذوقوا الموت" ولأنَّ جميع تلاميذ المسيح إستشهدوا او ماتوا بعدهُ, فذهب معظم المفسرين يتكلمون عن تجليهِ على الجبل امام ثلاثة من تلاميذهِ كما في:

متى(17-1): وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. (2) وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. (3) وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.... (5) وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا".

فقد تجلى الربُ أمام بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا, لكن هذا لا تفي بشروط الآية (27), فالمسيح لم يأتي في ملكوته وهو على الجبل مع تلاميذهِ!! فالآية تقول:


 
سَوْفَ يَعُودُ إِبنُ ألإنسان فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، فَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ "


أي تتظمن الآية ثلاثة أشياء وهي: " أولاََعودة الرب يسوع المسيح في مجدهِ , ثانياََ: يكون الرب بمعية ملائكتِهِثالثاََيأتي كديان ليُدين كل البشر".

 فعن من تكلم المسيح؟ ومن أخصَ من الواقفين في تلك البقعة بهذِهِ الجملة الاخيرة من الحديث؟

فقد أنتقل السيد المسيح بالتلاميذ من لحظة كلامهِ معهم إلى اللحظات المستقبلية حينَ ينفخ الملاك السابع في البوق السابع والاخير: كما في:

تسالونيكي الاولى(4 ـ 14): فـإنا إن كنا نؤمن إن يـسوع قـد مات ثُم قام فكذلك سَيُحضِر الله الراقـدين بيسوع مع. (15)  فـنقول لكم بكـلمةِ الـرب إِنا نحنُ الاحياء الباقين الى مجيء الـرب لا نـسـبُـقَ الـراقـدين.( 16) لان الـرب نفسـه عنـدَ الهِتاف عـنـدَ صوتِ رئيـس الملائكة وبوق اللـه سَـيَـنـزِل مـن السـماء ويـقومَ الاموات في المسـيح أولاََ. (17) ثُـمَ نحـنُ الاحيـاء البـاقيـن نُختَطَف جميعاََ معهم لنُلاقي المسيح في الجـو. وهكذا نكونَ مَعَ الرب دائـماََ.

كورنتس الاولى (15-51): وهـا إني أكشفُ لكم سِـراَ, إنا سنقوم كلنا ولكن لا نتغير كلنا (52) في لحظة وطُرفَـة عـين عـنـدَ الـبـوق الاخـيـر فإنه سـيُهتف فيقـوم الاموات عادمي الفساد ونحنُ نتغيـر. (53) لانه لابـد لهـذا الفـاسد أن يـلبسَ عدمَ الفساد, ولهذا المائت أن يلبس عـدم الموت. (54) ومتى لبِسَ هذا الفاسـد عدمَ الفـساد ولبسَ هذا المائت عدم الموت, حيـنـئـذِِ يـتـمَ الـقـول الذي كـتـب أن قـد أُبـتُـلِـعَ الموت في الغـلـبـة.

وهذهِ وردت في رؤيا يوحنا هكذا:
الرؤيـا(19–11): ورأيتُ السماء قد إنفتحت وإذا بفرس أبيض والراكب عليه يسمـى الاميـن الـصادق وهو يقضي ويحارب بالعدل (12) وعينـاه كلهيـب النار وعلى رأسِـــه أكاليــل كثيرة وله إسم مكتوب لا يعرفه أحد الا هـو (13) وعلـيـهِ ثَـوبُُ مصـبـوغُُ بألـدم وإسـمـه كـلـمـةُ الله  (14) وتتبعه جيـوش السماء على خيلٍ بيض لابسين بزاََ أبيض نقياََ (15) ومـن فـيـهِ يخرجُ سـيفُُ صارمُُ ذو حـدين ليضرب به الامم وهو سيرعاهـم بعصـاََ من حديـد ويـدوس معصرة سـخط وغضب الله القدير. (16) وعلى ثـوبه وعلى فخذه إسم مكتوب ملك المـلوك ورب الارباب.






أي بعد البوق السابع والاخير سيأتي الرب في مجدهِ مع جيوش ملائكتِة ومع قديسيهِ الذين إستشهدوا من اجلهِ وسيراه كل البشر المتواجدين على الارض يطوف بصليبِهِ وموكبِهِ في كبد السماء حول الارض يومها تماماََ كما كانوا يرون الشمس تطوف حول الارض من وقتِ مطلعها إلى مغيبها. ثم ستقوم القيامة الاولى للذين رقدوا في المسيح أولاََويُخطف المؤمنين الاحياء الباقين على قيد الحياة في حينهِ وهولاء لن يروا الموت بل تتحول اجسادهم إلى اجساد سماوية اسوةََ بالذي حصل للسيد الرب يسوع المسيح.

أي عندما يأتي الرب في مجدهِ, وفي ملكوتهِ مع قديسيه وملائكتهِ في آخر الزمان عندما ينفخ في البوق الأخير, فستقوم القيامة الاولى, أي يقوم الاموات الشهداء في المسيح اولاََ, ثُمَّ تتغير أجساد المؤمنين المختومين الذين على ختمتهم الملائكة جباههم بختم الله الحي إلى أجساد سماوية اسوةََ بالرب, ثُمَّ يخطفون إلى السماء ليلاقوا الرب في الجو وليكونوا معه, وأما باقي البشر من الغير مؤمنين, او من المؤمنين الفاترين سيبقون على الارض, وسيكون بعضاََ من هولاء قائمين في نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلِبُّسَ أي بانياس الحالية.

ثُم وكما في رؤيا يوحنا ستصب جامات الغضب السبعة على البشر الباقين على الارض من اتباع الكذاب والغير مؤمنين, والمؤمنين الفاترين الذين لم يُخطفوا, وتدك مدن الامم كافة, والسيد المسيح قد أخص بكلامهِ أعلاه القائمين في تلكَ البقعة (قيصرية فيلبس) في تلك اللحظات الرهيبة, عندما يموت هولاء بعد أن يروهُ آتياََ في مجدهِ أولاََ ولكنهم سيثتنونَ من القيامة الاولى ومن الاختطاف ويموتوا في إحدى مراحل صبِ جامات الغضب الإلاهي السبعة, وهولاء ستقوم أجسادهم في وقت القيامة الثانية اي وقت الدينونة العامة ليُدانوا بحسبِ أعمالهم فيهلكوا جميعاََ ومن دون إستثناء لاحد, او بحسبِ إيمانهم إِنْ كانوا قد آمنوا بفداء الرب قبل فواتِ الأوآن فيخلصوا.

وهنا أورد لمحة جغرافية وتاريخية عن قيصرية فيلبس, أي المكان الذي دار فيهِ الحديث.


 
قيصرية فيلبس

هي بانياس الحديثة المبنية عند سفح جبل الشيخ على بعد 20 ميلاً شمالي بحر الجليل و45 ميلاً إلى الجنوب الغرب من دمشق. وكانت آخر المدن التي زارها المسيح إلى جهة الشمال في فلسطين [متى(16-13) ومرقس(8-27)] , ويظن البعض أنها بعل جاد القديمة (يش(11-17)). وهي جميلة الموقع جداً على هضبة مثلثة ارتفاعها 1150 قدماً من سطح البحر يفصلها عن جبل حرمون وادي خشبة فيها مياه غزيرة وحقول خصيبة وغابات تحيط بها ولا يضاهيها في جمال الموقع مدينة في فلسطين. وهناك حصن يدعى قلعة بانياس تكلِل التل المقابل للقرية. وكانت المدينة القديمة محاطة بسور عليه أبراج ضخمة وخندق من جهة الشرق. وإلى الشمال منها مغارة رأس النبع وإلى غربي هذا النبع معبد يدعى الخضر.

تاريخها: كان اسمها القديم بعل جاد أي إله الحظ. ثم صار عند اليونان بانيون أخذا من اسم إله من آلهتهم يدعونه "  بان " ومنه اطل اسم بانياس على كل تلك الناحية. وهنا هزم انتيخوس الكبير جيش البطالسة في سنة 198 ق.م. فبنى فيها معبداً من الرخام الأبيض على اسم الإمبراطور. وكان يدعى اوغسطس في هذا الهيكل ابن الإله وفي هذا المكان أعلن بطرس إقراره العظيم بأن يسوع هو ابن الله الحي (مت 16: 16). ثم انتقلت إلى فيلبس رئيس الربع وسميت قيصرية فيلبس تمييزاً لها عن القيصرية الكبيرة التي على شاطئ البحر. ثم سماها هيرودس اغريباس، نيرونياس إكراماً للإمبراطور نيرون. وبعد ذلك صارت مركز أسقفية ولا تزال فيها آثارها.

أقام الصليبيون في بانياس فترة طويلة وأقاموا فيها موقعا ً استخدموه كنقطة محصنة للدفاع عن المملكة اللاتينية ضد هجمات المسلمين القادمة من الشمال لكن بانياس عادت بعد هزيمة الصليبين إلى الحكم العربي وانحسرت مكانتها الدينية.


 
نوري كريم داؤد



Read more: http://www.eg-copts.com/vb/t163805#ixzz3ZalRC3BV

الخميس، 7 مايو 2015

عدم ادراك طبيعه الله

 عدم ادراك طبيعه الله




اليوم اريد ان اناقش معكم يا خواتى موضوع مهم نسقط فية كثيراً وهو محاولة ادراك طبيعه الله بشكل كامل .


فى الحقيقة ان الله غير محدود ومن الصعب على اى انسان ان يدرك طبيعه الله , فأن ظن احد انة يستطيع ان يدرك طبيعته الله فهو مخطئ تمامً لان اذ ادركنا الله اصبح محدود وحاشا ان يكون الله محدود 

لذلك لا تتعجبوا اذ وقفت امامكم اسئلة بلا اجابة فهذة الأسئلة عادة ما تخص طبيعه الله , فمثلا سؤال يراودنى كثيراً :

اين كان الله قبل خلق المكان والزمان ؟ 

فى الحقيقة الاجابة تتلخص فى جملة ان الله فوق الزمان والمكان وهذة الجملة تحديداً تعنى اننا لا نستطيع ان ندرك اين كان الله قبل خلق المكان والزمان 

فالاجابة هى الأعتراف بان الله لا يمكن ان يحدة المكان او الزمان ولا حتى العقل البشـرى 

فحينما تقف امامنا اسئلة من هذا النوع علينا ان نذكر انفسنا اننا بشـر والبشـر محدودين ولكن الله غير محدود فلا يمكن ادراكة 


وللموضوع بقية 

اندراوس عبدالمسيح 


الأحد، 3 مايو 2015

الروح وإمكانية سقوطها من كتاب من هو الأنسان


الروح وإمكانية سقوطها





الروح هي مصدر علاقة الإنسان بالله.

فيها تكمن محبة الإنسان لله، والاشتياق إليه، والصلة به. ومنها تصدر الصلاة الروحية، والتأملات الروحية. وهى التي تقود الفكر في طريق الله، والجسد أيضًا، وتدير كل مشاعر القلب بأسلوب روحي. وبهذا يصل الإنسان إلى سلوك بالروح، في شركة مع روح الله القدوس.

ومادامت الروح هي عنصر الحياة الروحية في الإنسان، يحق لنا أن نسأل:

هل الروح يمكن أن تسقط، وأن تخطئ، وأن تتدنس؟!

نعم يمكن أن تخطئ الروح كما يخطئ الجسد تماما.

يمكن أن تخطئ الروح وحدها بغير جسد.

ويمكن أن تخطئ مع الجسد، ويمكن أن تدفع الجسد إلى الخطية.

وسنشرح كل هذا بالتفصيل. وذلك لآن البعض يظن أن كل الخطأ سببه الجسد، وهو الذي يقود الروح إلى السقوط. وهذا خطاَ.

فهناك أخطاء كثيرة يمكن أن تقع فيها الروح وحدها:

مثال ذلك الأخطاء التي وقع فيها بعض الملائكة:

فالملائكة أرواح، كما قيل في المزمور "الذي خلق ملائكته أرواحًا، وخدامه نار تلتهب" (مز104: 4). وقد سقطت مجموعة من هذه الملائكة، هي الشيطانالذي وصف بأنه التنين، والحية القديمة، وإبليس، والشيطان" (رؤ20: 2). وقد قال القديس يوحنا الرائي إنه أبصر حربًا في السماء بين ميخائيل وملائكتهوالشيطان وملائكته (رؤ12: 7).





St-Takla.org Image: Coptic monk teaching some youth, consultation, by Ghada Magued Beshara

صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب قبطي يرشد بعض الشباب، المرشد، إرشاد، المشورة - رسم غادة ماجد بشارة


هؤلاء الملائكة الذين سقطوا تسموا بالأرواح الشريرة أو الأرواح النجسة.

كما قيل أن الرب أعطى تلاميذه سلطانا على الأرواح النجسة ليخرجوها (مت10: 1). وفى إرساليته للسبعين رسولًا قال لهم "لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم،بل افرحوا بالحري أن أسماءكم قد كتبت في السموات" (لو10: 20).

أول خطية سقط فيها الشيطان -وهو روح- هي الكبرياء.

التي بها قال في قلبه "أصعد إلى السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصعد فوق مرتفعات السماء. أصير مثل العلي" (أش 14: 13، 4).

الشيطان أيضًا -وهو روح- سقط في الحسد.

ونحن نقول للرب في القداس الإلهي "والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس، هدمته..". ذلك أن الشيطان حسد الإنسان على محبة الله له، وخلقه على صورته ومثاله، فحسده وأسقطه، وأوقعه تحت حكم الموت.

*الشيطان -وهو روح- وقع في الكذب، وفى إغواء الآخرين.

فقد كذب عندما قال لآدم وحواء "لن تموتا" (تك3: 4)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقد وصفه الرب بأنه الكذاب وأبو الكذاب" (يو8: 44). ويدخل في كذبه كل الحيل التي يغوى بها العالم. وهو لا يزال يعثر الناس ويضلهم. وقيل عنه أنه في أواخر الأيام، حينما يحل من سجنه، إنه" يخرج ليضل الأمم.." (رؤ20: 8).

*إذن الروح يمكن أن تسقط في الكبرياء، والحسد، والكذب، وإغواء الآخرين.. كل ذلك بدون جسد. وقيل أيضًا في الكتاب:

" قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18).

تشامخ الروح أذن هو خطية: كما وقع فيها الشيطان، يقع فيها كثير من الناس أيضًا.

وإذا وقعت الروح في التشامخ تجذب الجسد معها.

فيكون التشامخ في نظراته، وفى صوته، وفى طريقة جلوسه وطريقة مشيه، وفى حركاته وفى إرشادات.. وما في روحه من تشامخ، صار للجسد أيضًا.. وهكذا أيضا في كل شهوات الروح، ما أسهل أن تجذب الجسد معها.

ومعروف أن كل من الكبرياء والعظمة، تبدأ في الروح أولًا قبل الجسد.



خطية حواء بدأت أولًا بالروح، التي خضعت لغواية الحية، واشتهت أن تصير مثل الله، وحينئذ بدأ الجسد يشتهى الثمرة المحرمة، ثم يقطف ويأكل..

مصطلح ( ομοούσιος هومو أوسيوس ) و مصطلح ( όμoioύσioς هومى أوسيوس )



مصطلح ( ομοούσιος هومو أوسيوس ) و مصطلح ( όμoioύσioς هومى أوسيوس )

مصطلح ( ομοούσιος هومو أوسيوس ) هو مصطلح يونانى يعنى ( الذى له نفس الجوهر أو " من نفس الجوهر " ) و له ترجمة غير دقيقة تُقال ( واحد ، مساوى فى الجوهر ) ، ظهر هذا المصطلح فى القرون الأولى للمسيحية فاستحدمه إيريناؤس و اوريجانوس إلى أن ظهر بقوة على يد القديس أثناسيوس لكى يتصدى به لسموم آريوس و الآريوسيين الذين إستخدموا مصطلح مُشابه فى النطق و الشكل و لكنه له خطورة عظيمة فى المعنى العقيدى و هذا المُصطلح هو ( όμoioύσioς هومى أوسيوس ) و هو مصطلح يونانى أيضا يختلف عن المصطلح الأول بحرف واحد فالمصطلح الأول يوجد به الحرف (o) الأوميكرون اليونانى و هو ( أو ) بالعربى ، أما المصطلح الأخر الذى استخدمه الآريوسيون تم وضع حرف ( ι ) اليوطا اليونانى و هو ياء بالعربى ، و بالرغم من ان الإختلاف فى المصطلحين ليس إلا فى حرف واحد إلا ان المعنى يتغير تماما فمصطلح الآريوسيين يعنى ( مُشابه فى الجوهر ) أى الإبن مُشابه للآب فى الجوهر و هذا يجعل الإبن من جوهر غريب عن جوهر الآب و يجعله مخلوقا مثل باقى المخلوقات و لذلك إستخدم القديس أثناسيوس مُصطلح ( هومو أوسيوس ) الذى يعنى ان ( الإبن من نفس جوهر الآب ) ، و شتان بين المصطلحين فاحدهما يجعل الابن خالقا و الأخر يجعله مخلوقا . لذلك إن كان الآب هو المصدر فى الثالوث يكون هو مصدر الحياة فهو الحى و يُولد منه الذى ليس له بداية أيام الإبن الوحيد الجنس الذى هو الحياة و ينبثق من الآب الروح الأزلى الذى هو روح الحياة ، فعند فهم الحياة فى الثالوث نجد أن ( الآب هو الحى ، و الإبن الكلمة هو الحياة ، و الروح القدس هو روح الحياة ) و على هذا يتم القياس . فصفة العقل فى الثالوث هى ان ( الآب هو العاقل ، و الابن هو العقل و الروح القدس هو روح العقل ) و أيضا النطق فى الثالوث ( الآب هو الناطق و الابن هو النطق و الروح القدس هو روح النطق ) و أيضا بالنسبة للحكمة ، نجد أن ( الآب هو الحكيم و الإبن هو الحكمة و الروح القدس هو روح الحكمة ) و على هذا نجد كل صفة فى الثالوث هى صفة جوهرية يشترك فيها الأقانيم الثلاثة ، غير أن الإبن هو ابن الآب و ليس آبا و روحاً ، الآب هو آب للإبن و ليس ابنا او روحا و الروح القدس هو روح و ليس ابنا او آبا , و لكن فى النهابة الثلاثة هم واحد ، إله واحد . .... ملحوظة الأقانيم ليست صفات و لكن الأقنوم هو كيان حقيقى له وجود ، كما أن لفظ الإبن لا يزُعجك لأنه مولود ولادة غير حسية كولادة النور من النور أو ولادة الفكر من العقل و الروح المُنبثق كإنبثاق الحرارة من الشمس أو النار .
Written by / Mina Soliman

صيغة قانون الإيمان ما قبل نيقية من 170 إلى 381 م

صيغة قانون الإيمان ما قبل نيقية من 170 إلى 381 م


القديس إيريناؤس – بلاد الغال – عام 170 م
نؤمن
+ بإله واحد الآب ضابط الكل، خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها
+ وبيسوع المسيح، الواحد ـ ابن الله
+ الذي صار جسداً لأجل خلاصنا
+ وآلامه
+ وقيامته من الأموات جسدياً،
+ ومجيئه من السماوات في مجد الآب لكي يضم كل الأشياء في رأس
واحد.. ويُجري حكماً عادلاً على الجميع
+ وبالروح القدس ..
+ وأن المسيح سيأتي من السماوات ليُقيم كل جسد.. وليُدين الأشرار والظالمين في النار الأبدية
+ ويعطي المستقيمين والقديسين خلوداً أبدياً.
العلامة ترتليان – شمال إفريقيا – عام 200 م
نؤمن
+ بإله واحد، خالق العالم، الذي أوجد الكل من العدم.
+ وبالكلمة، ابنه يسوع المسيح؛
+ الذي نزل إلى العذراء مريم خلال روح الله الآب وقوته، وصار جسداً في أحشاءها ووُلِدَ منها
+ ثُبت على الصليب، مات ودُفن
+ قام في اليوم الثالث
+ رُفع إلى السماوات وجلس عن يمين الله الآب
+ سيأتي ليدين الأحياء والأموات
+ وبالروح القدس، البارقليط، القدوس، مرسلاً من عند الآب بواسطة المسيح
+ وأن المسيح سيتقبل قديسيه بعد استعادة الجسد
+ في متعة الحياة الأبدية، ومواعيد السماء، ويُدين الأشرار بنار أبدية.
القديس كبريانوس – قرطاجنة – عام 250 م
نؤمن
+ بالله الآب
+ بابنه المسيح
+ بالروح القدس
+ أؤمن بغفران الخطايا
+ والحياة الأبدية خلال الكنيسة المقدسة.
نوفيتان – روما – 250 م
نؤمن
+ بالله الآب والرب ضابط الكل
+ بابن الله يسوع المسيح الله ربنا
+ بالروح القدس (الموعود به منذ القديم للكنيسة، وأُعطي في الوقت المناسب)
العلامة أوريجانوس – إسكندرية – عام 230 م
نؤمن
+ بإله واحد، الذي خلق وأُجد كل شيء. الذي في آخر الأيام أرسل
+ ربنا يسوع المسيح، مولود من الآب قبل كل الخليقة.
+ مولوداً من العذراء، والروح القدس، تجسد وهو لا يزال الله
+ تألم حقاً ومات
+ قام من الأموات
+ ورُفع
+ الروح القدس، متحداً في كرامة وجلال مع الآب والابن.
+ القديس غريغوريوس – قيصرية الجديدة – 270 م
نؤمن
+ بالله الآب
+ برب واحد، إله من إله، صورة وشكل اللاهوت، الحكمة والقدرة التي أوجدت كل الخليقة، الابن الحقيقي للآب الحقيقي.
+ بروح قدس واحد، خادم التقديس، فيه يُعلن الله الآب، الذي فوق كل الأشياء، ويعلن الله الابن الذي هو من خلال كل الأشياء. ثالوث كامل، غير منقسم ولا مختلف في المجد، والأبدية والسلطان.
+ لوقيانوس – إنطاكية – 300 م
نؤمن
+ بإله واحد الآب ضابط الكل، خالق كل شيء، ما يرى وما لا يُرى،
+ وبرب واحد يسوع المسيح، كلمة الله، نور من نور، حياة من حياة، الابن الوحيد، بكر كل الخليقة، مولود من الآب قبل كل الدهور، به كان كل شيء.
+ الذي من أجل خلاصنا صار جسداً بين البشر،
+ وتألم،
+ وقام في اليوم الثالث،
+ وصعد إلى الآب،
+ وسيأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات.
+ نؤمن بالروح القدس.
القديس كيرلس – أورشليم – 350 م
نؤمن
+ بإله واحد، الآب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، ما يُرى وما لا يُرى
+ وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، مولود من الآب قبل كل الدهور، إله حق، به كان كل شيء
+ تجسد وتأنس
+ صُلب ودفن
+ قام في اليوم الثالث
+ وصعد إلى السماوات، وجلس عن يمين الآب
+ سيأتي في مجد، ليدين الأحياء والأموات، ليس لملكه انقضاء.
+ وبروح قدس واحد، البارقليط الناطق في الأنبياء
+ وبمعمودية واحدة للتوبة لمغفرة الخطايا،
+ وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة،
+ وبقيامة الجسد
+ وبالحياة الأبدية.
Schaff , History of the Christian Church, vol 2 , p 536
_________________________________________________________
قانون الإيمان النيقاوي – القسطنطينية 325 م – 381 م
( مابين القوسين (باللون الأزرق) أضيف في المجمع المسكوني الثاني 381 م )
نؤمن
+ بإله واحد، الآب ضابط الكل خالق (
السماء والأرض)، ما يُرى وما لا يُرى،
+ نؤمن برب واحد يسوع المسيح، ابن الله (الوحيد) المولود من الآب (قبل كل الدهور)
نور من نور،
إله حق من إله حق،
مولود غير مخلوق،
مساوي للآب في الجوهر،
به كان كل شيء،
+ هذا من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا نزل (من السماء) وتجسد (من الروح القدس ومن مريم العذراء) وتأنس،
+ وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، وتألم (ودفن أو قُبِرَ
+ وفي اليوم الثالث قام من الأموات، كما في الكتب،
+ وصعد إلى السماوات، (وجلس عن يمين الآب
+ هذا الذي يأتي (في المجد) يدين الأحياء والأموات، (الذي ليس لملكه انقضاء)
+ نؤمن بالروح القدس
(الرب المحيي، المنبثق من الأب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن، الناطق في الأنبياء
+ وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية،
+ ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا.
وننتظر قيامة الأموات
وحياة الدهر الآتي آمين
)

_____تم بنعمة الله _____
الأستاذ ايمن فايق 

قوانين الإيمان قبل مجمع نيقية وصيغته

قوانين الإيمان قبل مجمع نيقية وصيغته

يقدم لنا علم الباترولجي الكثير من صيغ قوانين الإيمان التي جاءت خلال كتابات الآباء الشرقيين والغربيين، نذكر منها ما ورد في كتابات:
1- إيريناؤس أسقف ليون – سنة 180 م
2- العلامة ترتليان – قرطاجنة – سنة 200 م
3- كبريانوس – قرطاجنة – سنة 250 م
4- نوفتيان – روما – سنة 250 م
5- العلامة أوريجانوس – إسكندرية – سنة 250 م
6- غريغوريوس – قيصرية – سنة 325 م
7- لوقيانوس – إنطاكية – سنة 300 م
8- يوسابيوس – قيصرية – سنة 325 م
9- مارسيليوس – أنقرا – سنة 340 م
10- كيرلس – أورشليم – سنة 350 م
11- إبيفانيوس – قبرص – سنة 374 م
12- روفينوس – سنة 390 م
13- القانون الوارد في القوانين الرسولية Apostolic Constitutions
وقد امتازت النصوص الشرقية بأنها أكثر شمولاً، إذ تشمل عدداً من التعبيرات التعليمية رداً على الهرطقات المنتشرة في الشرق.
محتويات قوانين الإيمان الأولى
قوانين الإيمان الأولى تضم صيغتين رئيسيتين:
+ صيغة الإيمان بالثالوث القدوس
+ صيغة الإيمان بالمسيح يسوع المسيا الذي تحققت فيه النبوات
.
صيغة الإيمان بالثالوث القدوس:
الرب يسوع أعطى تلاميذه سلطان بالروح القدس أن يعمدوا باسم الثالوث القدوس القدوس: فاذهبوا و تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (متى 28: 19)، وكان هذا بداية ظهور قانون الإيمان بصيغة الثالوث القدوس.
وفي حوالي عام 150 م أشار القديس يوستين الشهيد إلى طالبي العماد أن يتقبلوا غسل الماء باسم الله الآب ورب المسكونة ومخلصنا يسوع المسيح والروح القدس (Apology 1. 61)

وجاءت الوثيقة المدعوة بالرسالة الرسولية Epistola Apostolorum، التي جُمعت في نفس التاريخ تقريباً تبسيطاً للإيمان، وتضم قانون إيمان لا يحوي فقط على الإيمان بالثالوث القدوس، الآب ضابط العالم كله، والمسيح مخلصنا، والروح القدس البارقليط، إنما يضم أيضاً الإيمان بالكنيسة المقدسة وغفران الخطايا.
+ صيغة الإيمان المسياني (الإيمان بالمسيح – المسيا):
الإيمان بالمسيح هو مركز الكتاب المقدس وكرازة العهد الجديد كلها وأول اعتراف نجده للقديس بطرس الرسول: فأجاب سمعان بطرس و قال أنت هو المسيح ابن الله الحي (متى 16: 16)، وأعلن الخصي الإثيوبي ذات الإيمان قبل عماده في سفر أعمال الرسل.
  • وهذا هو أقدم قانون للإيمان للرسل:
+ أؤمن بالله الآب، ضابط الكل
+ وبيسوع المسيح أبنه الوحيد، ربنا
+ الذي (حُبل) به بواسطة الروح القدس، وُلِدَ من العذراء مريم؛
+ في عهد بيلاطس البنطي، صُلِبَ ودفن؛
+ وفي اليوم الثالث قام من الأموات؛
+ صعد إلى السماوات، وجلس عن يمين الآب؛
+ ومن ثم يأتي ليدين الأحياء والأموات.
+ و (أؤمن) بالروح القدس؛
+ والكنيسة المقدسة؛
+ وغفران الخطايا؛
+ وقيامة الجسد.
( أنظر كتاب قانون الإيمان للرسل للقمص تادرس يعقوب طبعة 1975 )


Read more: http://www.eg-copts.com/vb/t163779#ixzz3Z7PMUB8Y

ما استندت عليه الكنيسة في وضع قانون الإيمان الكنيسة تشرح إيمانها بالألفاظ

ما استندت عليه الكنيسة في وضع قانون الإيمان
الكنيسة تشرح إيمانها بالألفاظ

في مواجهه الذين يعملون لإسقاط الثابتين في الحق وصغيري النفوس، والمقاومين للإيمان الصحيح الذي تسلمته الكنيسة من الرب يسوع والرسل، أصبح لزاماً عليها للأمانة التي تحملها بروح المحبة والإيمان الراسخ في المسيح بقوة عمل الروح القدس فيها، أن تُبرهن على إيمانها الحي بلاهوت المسيح الحي القائم من الأموات، التي تسلمته كحقيقة تعيشها عن وعي في حياتها اليومية وأن تواجه صعوبة التفسير بالكلمات عن حقائق إيمانية فائقة لقوم لم يذوقوا حلاوة الخلاص ولا اختبروا قوة الإيمان بالمسيح له المجد وكل إكرام لائق، ولا فعل الخلاص بقوة شركة آلام الرب وقوة قيامته وفعل عمل الإفخارستيا المحيي ومعطي قوة الخلاص الأبدي والغفران بقوة عمل دم المسيح المحيي !!! ويا لها من صعوبة بالغة.

وهكذا صارت الكنيسة لزاماً عليها، مرغمة بحكم الواقع أن تقوم بدور أساسي وضروري في تقديم تفسير علني بمنطق روحي سليم وعميق مقنن لإيمانها بالمسيح وتقديم دفاع عام عن الإيمان الأرثوذكسي في مواجهة المتشككين والمقاومين للتعليم الصحيح وبسببهم يسقط صغيري النفوس في العطب، وقد قامت الكنيسة بذلك بعد أن كان لها دور التسليم السري الرسولي التقليدي الهادئ للداخلين الإيمان كقانون لا يُناقش وإنما يُعاش فقط في هدوء العبادة الحية والشركة الجماعية في الصلاة، وكان كل هدفها الحقيقي في مقاومة البدع ليس الجدل العقيم ولا مجرد نقاشات للإثبات من هو على صواب ومن هو على خطأ، بل كل صراعها هو الحفاظ على الرؤية الصحيحة لله بإيمان حي صحيح حسب التسليم الإلهي وهبة النعمة بالروح القدس.


 
+ على ماذا اعتمدت الكنيسة في شرحها للإيمان:
اعتمدت الكنيسة على صدق وأصالة الحق الإلهي المبني عليه إيمانها، فقد اتكلت بالتمام على الروح القدس الذي وجه كل ما كتبه الآباء والأنبياء والرسل، فشرحت الكنيسة ودققت وفسَّرت ودافعت عن أصالة إيمانها بلاهوت المسيح له المجد، بقوة دفاع لا يُجارى في سرّ الحق ببرهان الروح والقوة في شركة القديسين في النور، ولم تتوقف هذه القوه حتى اليوم للذي يعيها ويحيا بها بتقوى.

ولا تزال كتابات الآباء الأولون منذ كتابات كليمندس الروماني تشهد لهذه القوة في بكور دفاعاتها عن الإيمان، كذلك إيرينيئوس، وثاوفيلس الإنطاكي، وأثيناغوراس المدافع، حتى تلقفت هذه المهمة، مهمة الشرح والدفاع عن الإيمان، مدرسة الإسكندرية من بنتينوس إلى أوريجانوس إلى اكليمندس السكندري، إلى أن بلغت القديس أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير عمود الدين، اللذان وضعوا الأسس الثابتة فيما يختص بلاهوت المسيح !!


وكان في كل هذا الجهاد الطويل والسعي المتواصل، كان الأساس ليس التقليد وحده المُسَلَّم من جيل لجيل، بل بالتحكيم إلى الصوت الحي الحسي في الأسفار المقدسة الذي لم يُخطأ قط في الحكم على كل مقالة لقائل أو اجتهاد لشارح أو سلوك لمبتدع.

فإذا توافق القول والسلوك مع روح الأسفار المقدسة والتقليد قُبِلَ القول بكل ارتياح، أما إذا لم تسنده الأسفار المقدسة وشهادة السلوك ولم يكن يطابق التسليم الرسولي في سرّ التقوى وإعلان الحق بالروح القدس، رُفِضَ بالضرورة بكل قوة 
كما حدث في أمر كل أصحاب البدع أمثال الغنوسيين والدوسيتيين وسابليوس وأريوس ونسطور ومقدونيوس، وغيرهم الكثيرين، بالرغم من اقتباسهم من الكتب وتحوير الترجمات وارتباطها بالآيات بقناعة أمام الجميع على أساس أن هذا هو الحق.

عموماً نجد أن التقليد اللاهوتي قبل نيقية يقدم المبادئ الإنجيلية الصريحة في بساطة الإيمان ووقار العبادة وحياة التقوى، ولم يكن هناك خوف من مواجهة الحقائق اللاهوتية وخاصة فيما يتعلَّق بالصلة بين الآب والابن، ولكن بسبب قيام الهراطقة والشطط العقلي حسب فلسفة الفكر والتفسير الحرّ بحجة التأمل، مع استخدام المفاهيم اللاهوتية بصبغة يونانية هللينية في الشرح والتفسير كما هو حال اليوم عند الكثيرين، إذ يظنون أن الألفاظ المتاشبهة بين الفلسفة اليونانية وألفاظ الإنجيل هي متساوية في المعنى والمفهوم، ابتدأ الآباء أن يكونوا حذرين جداً في تعبيراتهم وتفسيراتهم للكتاب المقدس والحقائق الإلهية، غيرمعتمدين على النطق والمعاجم والفهارس اليونانية كأساس للشرح، بل أضفوا معانٍ جديدة على بعض الألفاظ والتي يستحيل أن تفهم إلا من خلال ما وضعه الآباء أنفسم وقننوه في المجامع المقدسة وباجتماع الكنيسة ككل.


فكلمة الابن بالنسبة للآب أوحت إلى الفلاسفة والهراطقة فكرة الأعظم والأصغر، والأعلى والأدنى، والسابق واللاحق، والأصل والمستحدث، بل والسيد والخادم، وهكذا حدث بلبله بواسطة التفسيرات والتحاليل الغريبة عن لاهوت الله الثالوث القدوس، وأنشئوا بتحليلاتهم الفلسفية الفكرية ثنائية إلهية وبالتالي تعدد الألوهة بالمعنى الوثني، والمعنى الرقمي العددي كما يظن البعض عن الثالوث ويربطونه بالعدد.

والثغرة التي دخل منها الهراطقة هي التدني في الدرجات داخل الثالوث: Subordinatonism 
وقد حدث لبس في التفسير عند بعض القديسين في أنهم قالوا ان الابن هو الثاني في الترتيب بالنسبة للآب فيقول يوستين الشهيد عن دون قصد: [ الابن هو الثاني في الترتيب بالنسبة للآب لأن الابن من الآب، كذلك أيضاً في المجد بالقدر الذي فيه الآب هو أصل وعله وجود الابن ]
Newman, op. cit. p. 166
وإزاء خطورة الانحراف بهذه المبادئ نشأت توضيحات قوية لبعض الآباء، لدحض أي ثنائية لاهوتية بين الآب والابن تأتي خلسة، كنتيجة للفصل في السلطان، مثل هذا الذي قدمه ترتليان في كلام مبدع جداً:
[ نحن نعلم أن أثنين حقاً قد أُستعلنا في الله في الكتاب المقدس، ولكننا نقدَّم الشرح على هذا بأنفسنا لئلا تحدث عثرة، فهما ليسا أثنين من حيث كونهما إلهاً أو رباً، ولكن فيما يخص كونهما "آب" و "ابن" فقط، وهذا لا يكون قط بسبب انقسام في الجوهر، ولكن من حيث علاقتهما المتبادلة معاً، ومن هذا ندعو الابن واحداً غير منفصل عن الآب ]
Newman, op. cit. p. 167
 
عموما بعد مجمع نيقية تبدأ التصفية وتوضيح المفهوم الصحيح والراسخ عند الآباء الأرثوذكس، وعلى الأخص القديس أثناسيوس الرسولي الذي بلور الإيمان كله بوضوح قائلاً عن تساوي الثالوث المطلق بدون أي تفاوت ولا درجات ولا ثنائية قائلاً: [ لأنه حيثما ذُكر الآب ذُكر ضمناً كلمته والروح القدس الذي هو في الابن، وإذا ذُكر الابن فإن الآب في الابن والروح القدس ليس خارج الكلمة، لأن من الآب نعمة واحدة تتم بالابن في الروح القدس. وهناك طبيعة واحدة وإله واحد "على الكل وبالكل وفي الكل" (أفسس 4: 6) ]
Athanas. To Serap., 1:14
[ وإن كانت توجد في الثالوث القدوس هذه المساواة وهذا الاتحاد فمن الذي يستطيع أن يفصل الابن عن الآب أو يفصل الروح القدس عن الابن أو عن الآب نفسه ]
Athanas. To Serap., 1:20

للأستاذ ايمن فايق

سلسلة تاريخية موجزه عن قانون الإيمان

يظن البعض (والغالبية من الناس) أن قانون الإيمان هو فقط تم كتابته في مجمع نيقة وكأنه شيء مستحدث على الكنيسة، وكأنه اختراع جديد، مع أنه أساساً هو بشارة الإنجيل ويُسمى قانون التقوى، لأن الإيمان هو إيمان الاستنارة والتقوى حينما يملك الله على القلب وهذا يُترجم عملياً في حياتنا بحياة مقدسة مستقيمة حسب وصية الله، ونُعَبَر عن إيماننا بقانونه الإلهي الرسولي الكتابي الكنسي، إذ نقوله في صلواتنا مثلما نرتدي كل يوم ملابسنا، لأن قانون الإيمان هو رداءنا اليومي وتعبير قلبنا الدائم أمام الله الحي وشهادة أمام العالم كله، وهذه هي قوانين الإيمان في الكنيسة بالرغم من أنها قانون واحد وليس عدة قوانين كما سوف نلاحظها بتدقيق أثناء دراستنا وهي كالتالي:
1. القانون النيقاوي – القسطنطيني
2. قانون المجمع المسكوني الثالث
3. قانون المجمع المسكوني الرابع
4. قانون المجمع الخامس والسادس
5. قانون المجمع السابع
6. قانون الديذاخي (تعليم الإثنى عشر)
7. قانون إيريناوس أسقف ليون
8. قانون ترتليان
9. قانون كبريانوس القرطاجنى
10. قانون نوفاتيان
11. قانون أوريجانوس
12. قانون أغريغوريوس أسقف قيصرية الجديدة
13. قانون لوقيانوس المعلم الأنطاكي
أساس قانون الإيمان في الكنيسة :
* المسيحية استلمت الإيمان الحي من التقليد اليهودي والأسفار المقدسة من جهة أساس عقيدة ((الوحدانية)) أو ((التوحيد)) من جهة الله.
* كذلك استلمت التفريق الكامل عن لا نهائية اللاهوت ومحدودية المادة أو العالم، والوعي الكامل بعدم الخلط بينهما كما كان حادث في الوثنية. وهكذا أتت كل تعاليم الإنجيل مطابقة من جهة هذين الأمرين لما جاء في أسفار العهد القديم.
* بجوار هذا الإيمان الكامل بوحدانية الله، قدمت المسيحية تعاليمها الأساسية من جهة التجسد والقيامة بكل ما يتبعها من قوة استطاعت أن تغير في صميم الطبيعة البشرية، لا بالمنطق الفلسفي أو حكمة العقل، إنما بالفعل والعمل والسلوك على مستوى كل الأمم والشعوب؛ بحيث تم بالفعل استعلان شخصية المسيح المخلّص الفائقة للزمان والمكان من داخل الطبيعة البشرية وخبرة البسطاء والحكماء على حد السواء، وتذوق الجميع غنى مجده الإلهي ومُعاينه مجده على مستوى الخلاص والفداء والملء بالروح القدس وخبرة: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ".

وقد تجاوز الإيمان بالمسيح الكلمة المتجسد أثره في المؤمنين وانتقل لكل العالم الوثني إذ آمن الكثيرين، وذلك ليس بسبب المنطق المسيحي أو الدفاع المتقن عن الإيمان بالحجة الدامغة وإقناع العقل كما يتراءى للكثيرين الذين يقيسون أمور الله بالعقل ويُمنطقونه بالفلسفة والمناقشات والمناظرات ونظرية المعقول واللا معقول حسب التحليل الدماغي أو بحسب القواميس والفهارس والمعاجم والفكر والمنطق، بل بسبب التغيير الجوهري الذي كان يظهر على المسيحيين بمجرد قبولهم الروح القدس بالإيمان والعماد، حيث كان يحلّ المسيح بالإيمان في قلوب المؤمنين ويؤيدهم بقوة روحية فعالة على مستوى العلاقة بالآخرين والمحبة مع فرح وسرور لا يُحدّ.
وهكذا تأيد الإيمان بالخبرة العملية في الحياة اليومية وظهور قوة التقوى وخبرة حياة المسيح في كل مؤمن في سلوكه ومحبته وبذله من أجل المحبة، واتضاعه الحقيقي والغير مصطنع...

* فالمسيحية أعلنت بالخبرة والحياة: أن قامة ربنا يسوع المسيح أعلى من مجرد ملء بشري، والحياة التي تنبع منه ليست مجرد حياة بشرية؛ وبالتالي وضِحَ أن الفداء الذي صنعه بالصليب والكفارة التي أكملها بسفك دمه على عود الصليب عن كل ذي جسد، ليست مجرد نصوص إيمان ولاهوت مكتوب أو مشروح أو معاجم موضوعة أو مجرد لغة مكتوبة، إنما هي حقيقة فاعلة في عمق كيان الإنسان كغفران خطايا وتجديد وخلق جديد يستشعرها الخاطئ ويمسكها بقلبه قبل أن يمسكها بعقله ويشهد لها سلوك الإنسان بتغيير حياته، ومنها يدرك مباشرة بدون واسطة أو شرح: لاهوت المسيح وصلته بالآب كمخلّص يستطيع أن يجتذب من عمق الخطية ليُصير الخُطاة قديسين يحيون بكل أمانه الإيمان والمحبة، بل لهم القدرة أن يصيروا شهود له:
إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا (2كورنثوس 5: 17)
لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة (غلاطية 6: 15)





لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض (أعمال 1: 8)
ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضاً الذي أعطاه الله للذين يطيعونه (أعمال 5: 32)
أنتم شهود الله كيف بطهارة وببر وبلا لوم كنا بينكم أنتم المؤمنين (1تسالونيكي 2: 10)
* التركيز الإيماني الذي كان للكنيسة والتي من خلاله وضعت قانون الإيمان، يدور حول ((لاهوت المسيح الرب)) من كل الزوايا وبالأخص من الأسفار المقدسة، الأمر الذي باعد إلى الأبد بين المسيحية واليهودية ووضع الحدود الفاصلة بين المسيحيين والوثنيين.
وآباء الكنيسة الأولى كانت الأمانة التي يشعرون أنهم يحملونها بالنسبة للأجيال القادمة تتلخص في توصيل الإيمان الرسولي كحقيقة حية وفعالة وتسليمه كما هو وليس تحليله أو شرحه، وتوصيل الحقائق التاريخية بدقائقها والقضايا التي حكم فيها الرسل وتناقلها الآباء كما هي كإيمان مُسَلَّم تسند السلوك وتضبط حياة التقوى دون استخلاص فكري أو تحليل مدرسي لمضمونها الإيماني.

* ولنا أن نعرف اليوم سرّ إيمان آباء الكنيسة وحلاوة عمق كتاباتهم أنه يكمُن في حياتهم الشخصية، لأنهم كانوا يعيشون في حقيقة السرّ الإلهي أي الانسجام الباطني بالإحساس الروحي بين لاهوت المسيح رب الحياة ووحدانية الله، يعيشونه كل يوم في حياة شركة ملؤها الاستمتاع بقوة المسيح الله الحي في التقوى وسلوك يكفي لكي يعلن عن هذه الحقيقة دون سؤال، فكان لاهوتهم عبارة عن تسبيح وإنشاد ومديح واعتراف بعظمة كل أسرار الفداء والخلاص والغفران وبشخص المسيح الفادي مع الله الآب والروح القدس كإله واحد.
والدليل على ما أقول:
أنظروا الأبصلمودية، أنظروا القداسات والتسبحة والألحان، أفحصوا كلماتها بدقة أليست فيها عمق الإيمان بالله الواحد الثالوث القدوس، وخلاص إلهنا ربنا يسوع المسيح الحلو وفداءه، أليست فيها كل الإيمان المتسع الذي للقديسين، كقوة مُذاقه ومُعاشة قبل أي كلام يُقال، وقبل كل بحث وكتابات، أو اي صراع قائم على الألفاظ، فأخرجت تسبيح قلبي وسكوني حسب إعلان الله وإلهام الروح.

لن أكتب منها شيئاً الآن بل سأتركها لكم تستمتعوا بها وتتذوقوا مجد حلاوة كلماتها لأنها ليست مجرد كلمات بل حياة ذات سلطان وتعبيرات دقيقة نافعة جداً لحياة التقوى وجديرة أن تربطنا بالله والقديسين جميعاً، فقط علينا أن نركز في الصلوات وتسابيح الكنيسة بهدوء ووقار بروح الشركة في المحبة بتقوى.
 


بقلم الأستاذ ايمن فايق  

الجمعة، 1 مايو 2015

كتاب من يقدر ان يؤذيك ؟ - للقديس يوحنا ذهبي الفم - ابونا تادرس يعقوب ملطي


كتاب من يقدر ان يؤذيك ؟ - للقديس يوحنا ذهبي الفم - ابونا تادرس يعقوب ملطي

1 تعليق

الأحد، 26 أبريل 2015

مفهوم البركة فى الكتاب المقدس للأستاذ ايمن

للأسف كلمة بركة في اللغة العربية في الكتاب المقدس ظلت كما هي بدون ترجمة، لأن كلمة بركة ليست من أساسيات اللغة العربية بل دخيلة عليها من اللغة العبرية (ومعظم اللغات السامية ظلت فيها كما هي بنفس النطق العبري مع التحوير في النطق حسب أصول كل لغة) وترجمتها القواميس العربية بمعنى النماء والزيادة والإكثار أو السعادة في الشيء، فالمفهوم العربي للكلمة يختلف عن المفهوم العبري للكلمة لأن المعنى الشهير عند الناس الذي يرتكز على النواحي المادية يأتي عادةً كالآتي:
البركة هي الزيادة والنماء، والبركة في المال زيادته وكثرته، وفي الدار فساحتها وسكينتها وهدوؤها، وفي الطعام وفرته وحسنه، وفي العيال كثرتهم وحسن أخلاقهم، وفي الأسرة انسجامها وتفاهمها، وفي الوقت اتساع وقضاء الحوائج فيه، وفي الصحة تمامها وكمالها، وفي العمر طوله وحسن العمل فيه، وفي العلم الإحاطة والمعرفة.. فإذن البركة هي جوامع الخير، وكثرة النعم، فلا غرابة بعد ذلك أن نجدنا نطلب البركة ونسعى إليه ]
وعموماً ظلت - في معظم الأحيان - عالقة في الأذهان بمقابل كلمة لعنة، فأخذت معنى سحري على خلاف معناها الأصلي، لأن الناس فهمت معنى اللعنة خطأ من خلال القصص والتراث العربي الخيالي وعالم السحر والشعوذة !!!


فحاجتنا اليوم أن نستوعب معنى كلمة البركة في مضمونها الإلهي في الكتاب المقدس لنعي عمقها اللاهوتي واستخدامها في الطقس الكنسي بنفس ذات أسمها التي تميزت به في التراث العبري وانتقلت منه للتراث اليوناني، لأنه ينبغي أن يتبدد المفهوم الخاطئ الذي يحيط بهذه الكلمة من جهة التفاؤل والتشاؤم، والاستسلام للقضاء والقدر، والتعلّق بمفهوم الحظوظ ، وعمل السحر والأحجبة والطواطم وفكر الحظاظات، وأيضاً أخذها من الأشياء المحيطة من رمال وظلط ورمل... الخ الخ...

والذي ينبغي أن نعرفه أن هذه الكلمة ليست مجرد كلمة بسيطة، بل هي عميقة جداً ولها مفهوم طقسي ليتورجي هام للغاية، ولنا أن نعرف أن أساس صلاة الرب يسوع على الخبز والخمر في العشاء الأخير هي كلمة (( بارك ))، وكذلك في صلوات القداس الإلهي نجد أن (( بارك )) ومشتقاتها وردت 66 مرة، وعلى أساسها تقوم كل (( الأواشي )) تقريباً .
فما هو المعنى الروحي لكلمة (( بركة )) وما هو (( فعلها )) ؟ وما هي القوة التي تلازم البركة ؟ هل هي قوة سرية أم هو تأثير خفي، أم هو فعل مادي ؟
ثم كيف يباركنا الله ؟ وكيف يجوز أن نبارك الله ؟ وكيف نبارك نحن الناس، وكيف يبارك الله الأشياء، وكيف نبارك نحن هذه الأشياء ؟

+ " فخررت وسجدت وباركت الرب إله سيدي إبراهيم الذي هداني في طريق أمين " ( تكوين 24: 28 )


الأصل اليوناني في الكتاب المقدس = εύλογία = eulogia = أولوجية
وهي تعنييتحدث حسناً أو كلام حسن وصالح، يُمجد، يمدح، سلام، يشكر( إفخارستيا )، يُسبح، والكلمة عادة تعبر عن المحبة. والكلمة تعني يمنح بركة بقوة، بمعنى اكتساب قوة نافعة .
والمعنى العبري في العهد القديم، يفيد معنى عهد قائم، فلا وجود لبركة بلا عهد، إذن فالبركة من الله قائمة على عهد، ودائمة بوعد، وهي قانون روحي قائم بذاته ويعمل من تلقاء ذاته لأنه خرج من فم الله كقوة فعل لا ينحل، وهو صادر عن أمانة الله لعهده ووعده، ولا تستقر إلا عند من كان أميناً على عهد الله ووعده .

عموماً نجد مضمون الصلاة في العهد القديم سواء على أفواه الآباء والأنبياء أو حتى في طقس الهيكل والمجمع، تقوم على أساس نوعين من الصلاةالأولى : صلاة البركة، وتُسمى (( بيراكوث )) وتُرجمت في الترجمة السبعينية (( أولوجية )) ووضع فيها عنصر الشكر والتسبيح والتمجيد .
الثانية : صلاة التضرع ، وتُسمى (( تفليه )) وهي تقرب من معنى الشفاعة وكلها توسل .


_________________
أولاً مفهوم البركة في العهد القديم :
قد جاءت كلمة البركة (1בָּרַךְ– בּרכה كمفهوم صلاة في العهد القديم ما يقرب من 400 مرة، وترجمت إلى اليونانية في الترجمة السبعينية إلى كلمة εύλογία ( ألوجبة ) كما رأينا، ويُلاحظ دائماً في صلوات العهد القديم، أنه مستحيل أن تُقدم ذبيحة أو أي تقدمة إلى الله أو حتى أن يأكل منها إنسان إلا بعد أن يُصلي عليها صلاة البركة، ونجد هذا كمثال رائع في صلاة سليمان في ملوك الأول الإصحاح الثامن من عدد 22 إلى عدد 56، فهو بعد أن بارك الله والشعب، ذبح الذبائح أمام الله ثم قدم الوليمة للشعب . 
وهكذا نرى أن كلا من التقدمة والأكل مرتبط ارتباط شديد بصلاة البركة، كطقس دائم وثابت في العهد القديم .

ومن إبداع الطقس في العهد القديم، أن صلاة البركة التي تُتلى على الذبائح الذي يأكل منها الشعب، أي المعتبرة أنها وليمة، كان لابد أن يذكر عليها دعاء ورجاء من أجل بيت داود وعودة الملك إليه ...
أي أن كل وليمة كانت تأخذ صبغة مقدسة جداً باعتبراها (( وليمة المسيا الآتي )) فهي تشير بلا شك إلى الإفخارستيا، لذلك نجد أن حتى صلاة سليمان الملك والنبي على الذبائح التي قدمت لله والتي سيأكل منها الشعب، لم تخلوا من الإشارة إلى المسيا الآتي وملكوت الله ـ فنجد في آخر صلاة سليمان وبعد الوليمة مكتوب بشكل يندهش منه كل من يقرأ العهد القديم بالروح القدس الذي خُط به كل سطر في الكتاب المقدس فهو يقول ( في آية محل نقد الكثيرين ) : [ وذهبوا إلى خيامهم فرحين وطيبي القلوب لأجل الخير الذي عمله الرب لداود عبده ] ( 1ملوك 8: 66 )، مع أن داود كان قد مات، فالإشارة هنا ليست لسليمان وحده بل للمسيا الذي سينتهي إليه ملك بيت داود ...

ومن المعروف منذ البدء أن صلاة البركة والتضرع كانوا لا يُقدمان بصورة طقسية إلا ويُرفع معهما بخور أمام الله:
[ أُصعد لك محرقات سمينة مع بخور كباش أقدم بقراً مع تيوس ] (مزمور 66: 15)
[ لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية ] (مزمور 141: 2)
وذلك لأنه توجد علاقة سرية بين الاثنين، أي بين البخور والصلاة. وهذه العلاقة ظلت قائمة منذ العهد القديم حتى على سفر الرؤيا في آخر أسفار العهد الجديد، أي الصلاة في السماء ( رؤ 5 : 8 )

الخميس، 23 أبريل 2015

تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي وعلاقتها بالماض والحاضر والمستقبل

تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي
 
وعلاقتها بالماض والحاضر والمستقبل
 
 
الحلقة الأولى

المقدمة:

يعتقد معظم المفسرين واللاهوتيين بأن سفر الرؤيا غامض بعض الشيء, وإنّهُ يحكي ألاحداث برموز صعبة الادراك والفهم. لأنهم جميعاَ وقعوا في خطأ واحد ألا وهو إنّ السفر ليس رؤية واحدة متواصلة من الفصل الاول إلى الآخير, لكنهُ بالحقيقة اربعة رؤى متداخلة تحكي نفس الاحدات كل مرة بطريقة مختلفة, وهي بالحقيقة تتناول الاحداث من اربعة زوايا مختلفة, فهي جميعاَ رؤى تسرد تسلسل الاحداث من وقت مجيء المسيح الاول لغرض إكمال الفداء وتنتهي جميعاَ بمجيء الرب يسوع في مجده السماوي, وهذا جعلها تبدوا مستعصية عن الفهم, فيكون فكر الباحث او القاريء مركزاَ على تسلسل معين للأحداث ثم يجد نفسه قد تاه وهو لا يعرف اين اصبحت البداية واين هي النهاية وكأنّهُ يدور في حلقات متواصلة متسلسلة لا تريد أن تنتهي أبداَ.

ولأنّ إحدى هذه الرؤى  تحكي عن الكنائس السبع التي كانت متواجدة فعلياَ في اسيا الصغرى, فتبدو كأنّها تحكي قصة هذه الكنائس الفعلية كما حصل في الماض وكما دونهُ التاريخ ولكن الرؤيا بالحقيقة تحكي وتستعير اسماء هذه الكنائس السبع لأهمية الاسماء اولاَ ومعنى هذه الاسماء ثانيةَ, وكذلك لانطباق هذه الاسماء على مراحل تطور ونموا وتسلسل طبيعة الحقبات الزمنية على كنيسة المسيح التي لم تكن إلا واحدة من أول يوم لنشوءها وستبقى كذلك لغاية قيام الساعة, فألكنيسة التي أسسها يسوع واحدة لا تقبل التجزئة بالنسبة للخالق, ولأننا نحن البشر قد قسمنا وجزئنا الكنيسة إلى أقسام عدة وبطرقِ عدة تبعاَ لطريقة تفسير كل طائفة او مجموعة أو لأغراض ومصالح مالية وطائفية ضيقة أو تبعاَ لدس الشياطين لبث التفرقة في صفوف الكنيسة الواحدة التي اسسها الخالق, فأعطينا أهمية لإختلافاتنا, فكذبنا على انفسنا وعلى مجموعاتنا وطوائفنا ورحنا نروج الكذبة بين الناس وكما يقول المثل, فالكذاب يصدق كذبتهُ في النهاية ويعتقد بأنّها حقيقة, وكل هذه التقسيمات والتسميات على ارض الواقع جعلتنا نفكر بالكنائس السبعة المذكورة في الرؤيا وكأنها من الماض السحيق, في حين هي كنيسة واحدة إبتدأت بمجيء المسيح الاول وهي مستمرة معنا اليوم وستبقى باقية لا تتجزأ إلى اليوم الاخير وقيام الساعة. وفي أيامنا هذه نحن في المرحلة الزمنية للكنيسة التي تُدعى بحسب الرؤيا " كنيسة ساردس" ألتي تعني البقية الباقية, وهي البقية الباقية من إنقسامات المرحلة الكنسية التي سبقتها والتي كانت تدعى ثياتيرة.

أما الرؤى الثانية والثالثة فهي تحكي بطريقتين تسلسل الامبراطوريات التي تحكم العالم, من وقت مجيء المسيح الاول ولغاية مقدمه الثاني في مجده السماوي, فإحداها تحكي الاحداث بصورة عامة والثانية تحكي تسلسل الاحداث بطريقة تفصيلية.

والرؤية الرابعة تحكي تسلسل الاحداث وما يحصل بين الملائكة والمخلصين وبين الشياطين واتباعهم, فتصف الضيقة العظيمة التي تحل بالمؤمنين بفداء الرب, وتصف ايضاَ المعصرة والضربات التي تحل بأتباع الشياطين وناكري الايمان.

والرؤى الاربعة هي:

( الرؤية الاولى) تسلسل المراحل الكنسية: وتبدأ من مقدم السيد المسيح الاول وتنتهي في المنتهى, وتشمل الفصل الاول والثاني والثالث والرابع, وتحكي الاحداث بتسلسل المراحل الكنسية من موت المسيح وقيامته ثُم إنتشار الكلمة والكرازة لكل المسكونة على مر الازمنة وحتى المنتهى, حيثُ ينتهي كل شيْ أمام العرش الإلهي والذي يصفهُ يوحنا لنا وصفاَ دقيقاَ.

الفصل الاول: الاعلان ليوحنا ووصف هيئة السيد المسيح ورسالته الى الكنائس, وتبدأ الرسالة من موت السيد المسيح وقيامته حيثُ يقول الحي وقد كنت ميتاَ.

الفصول الثاني والثالث:  وتتضمن الرسالة الموجهة الى الكنائس المعاصرة للازمنة من قيامة السيد المسيح ولغاية نهاية العالم وعلى التسلسل, وتصف إيمان كل كنيسة وما يأتي عليها من المصاعب, وما هو موقعها في خطة الفداء من آدم والى المجيء الثاني للمسيح في مجده السماوي.

الفصل الرابع:  ويصف العرش السماوي والحيوانات التي تخدم العرش أي السرافون, وأخيراَ ينتهي تسلسل الاحداث أمام العرش السماوي.

الفصل الخامس:  ويصف لنا هذا الفصل كيف إستحق الحمل بإستحقاقات الصليب أن يفتح الختوم السبعة, أي انه لما كان قد أخذ مكاننا على الصليب فمعنى ذلك انهُ قد حصل لنا على المغفرة لخطايانا بسفك دمه, وإننا إن قبلنا فدائه تُغفر خطايانا بدمه ويسمح لنا أن نقترب من العرش السماوي.

(ألرؤية الثانية):  تسلسل الاحداث بحسب الامبراطوريات على مر الزمن: وتحكي هذه الرؤية تسلسل الاحداث بتسلسل الامبراطوريات الارضية من زمن المسيح الاول والى مقدمه الاخير, وتشمل الفصول السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر فتحكي لنا مقاومة كل إمبراطورية (وحش) لكلمة الله وخطة الفداء مندفعةَ بإيعاز من إبليس والتنين, ومن وقت مولد يسوع المسيح والى المنتهى.

الفصل السادس:  وفيه الختوم ومعانيها (الختوم الستة الاولى) مبتدأَ بمولد السيد المسيح.

الفصل السابع:  وفيه ختم المؤمنين بعد زلزلة الختم السادس.

الفصول الثامن والتاسع: وفيها الختم السابع والاخير,  والابواق السبعة والضربات الستة الاولى.
الفصول العاشر والحادي عشر:  وفيها قيامة الشاهدين والبوق السابع والاخير لإنهاء الزمان وملك السيد المسيح في العرش السماوي.

(الرؤية الثالثة):  تسلسل الاحداث بحسب تسلسل الامبراطوريات تفصيلياَ: وتحكي هذه الرؤية تسلسل الاحداث حسب تسلسل الامبراطوريات الارضية من وقت مولد المسيح  والى مقدمه الثاني بطريقة أكثر تفصيلاَ, وتشمل الفصول الثاني عشر والثالث عشر والفقرات ( 1 - 5 ) من الفصل الرابع عشر, فتحكي بالتفصيل عن أعمال وشخصية كل من الامبراطوريات المتلاحقة وكيف تُقاوم خطة الفداء والخلاص على ممر الازمنة ومن وقت مولد يسوع المسيح والى ملكه في العرش السماوي.

الفصل الثاني عشر: يصف مولد يسوع المسيح أيام الامبراطورية الرومانية من العذراء والى زمن صلبه وفدائه على الصليب.

الفصل الثالث عشر:  ويصف الامبراطورية التي تلت الامبراطورية الرومانية, والمسيح الكذاب وأتباعه المضللين به.

الفقرات (1 - 5) من الفصل الرابع عشر: تصف غلبة المسيح وملكه في العرش السماوي.

( الرؤية الرابعة): تسلسل الاحداث بين الملائكة والشيطان وأتباعه: وتحكي تسلسل الاحداث حسب الاعمال التي تقوم بها الملائكة مع الشيطان وأتباعه, وتشمل الفصل الرابع عشر الفقرات (6 - 20 ) والفصل الخامس عشر والسادس عشر, فتصف الاحداث من وقت صلب المسيح والى ملكه الاخير وبتركيزِ خاص على الضربات والمعصرة التي تحل بأتباع إبليس.

الفصل الرابع عشر الفقرات (6 - 20):  وفيها صلب المسيح ثُم الكرازة ببشارة ملكوت السماء الى المسكونة كلها, ثُم سقوط الامبراطورية الرومانية وفي الاخير مقدم المسيح الكذاب والضيقة التي يجلبها على المؤمنين ومن ثم القيامة الاولى والقيامة الثانية.

الفصل الخامس عشر والسادس عشر: وفيها المعصرة والضربات وجامات الملائكة السبعة وملك السيد المسيح في العرش السماوي.

الفصل السابع عشر:  يروي قصة الامبراطوريات التي حاربت الشعب المختار في مراحله المختلفة ( اليهودي والمسيحي), ويصف كيف يعطي إبليس سلطانه لهذه الامبراطوريات, وأخيراَ يصف هذا الفصل كيف يتمكن الوحش الصاعد من الهاوية (المسيح الكذاب) من تولي السلطة على القرون (الدول) العشرة ليحرق الزانية التي تكون جالسة على ظهر الوحش أيام ظهوره.

الفصل الثامن عشر:  يحكي قصة حرق روما وسقوط الامبراطورية الرومانية لتكون رمزاَ لسقوط وحرق الدولة التي تكون جالسة على ظهر الوحش القرمزي أيام ظهور المسيح الكذاب.

الفصل التاسع عشر:  بعد حرق روما التي جلست على ظهر الوحش القرمزي كناية بحرق الدولة التي تكون جالسة على ظهر الوحش أيام ظهور المسيح الكذاب نأتي بعدها الى العرش السماوي وملك السيد المسيح وقديسيه عند البوق الاخير وقبل الجامات التي تأتي على المسيح الكذاب وأتباعه, وتقوم الحرب بعد صب الجامات بين الرب وإبليس متمثلاَ بالمسيح الكذاب ومعهُ ملوك الارض الذين يؤيدونه حيثُ يُقبض على الوحش والمسيح الكذاب ويطرحان في جهنم.

الفصل العشرون:  بعد طرح إبليس في الهاوية وتقيده الف سنة يحل زماناَ يسيراَ وتقوم بعدها الحرب, حرب جوج وما جوج ( أي حرب إبليس الاخيرة ) فتنزل ناراَ من السماء وتفنيهم, ويطرح إبليس في جهنم النار وتبدأ الدينونة والقيامة الثانية.

الفصول الحادي والعشرون والثاني والعشرون: يصف أورشليم السماوية, أبوابها, سورها, نهر ماء الحياة والعرش السماوي والى آخره.

في الجزي الثاني سنتناول تفسير الفصل الاول من الرؤيا, وفي الاجزاء التالية سنتطرق إلى الرؤية الاولى التي تخص مراحل كنيسة الرب يسوع. وبعدها سننتقل إلى تفسير معنى الاختمام السبعة الواحد تلو الاخر ولغاية نهاية العالم وقيام الدينونة الاولى والثانية وبلوغ أورشليم السماوية.



اخوكم في الايمان

نوري كريم داؤد


Read more: http://www.eg-copts.com/vb/t163621#ixzz3YBDCPmsa

من أنتَ؟ وكيف سنُدركَ عظمة كينونةِ لاهوتِكَ يا ألله؟

|

http://www.eg-copts.com/vb/t163620.html

من أنتَ؟ وكيف سنُدركَ عظمة كينونةِ لاهوتِكَ يا ألله؟
 
 
لمعرفةِ عظمةِ كينونةِ لاهوتِكَ يا ألله, نحاول نحنُ البشر بفهمنا ألمحدود وإدراكنا ألناقص أن نُحَجِمَ من ماهيتِكَ ونضع لكَ في تصورنا المحدود هيئةَ أو رقما او ماهيةَ محدودة, بينما أنت بحقيقةِ ألامر لا محدود في كُلِّ صفةِ من صفاتِ لاهوتِكَ, وفي معرفتك وعلمِك. نعم يا ربُ, نحنُ ألبشر عندما نفكرُ بكينونتك نُحَجِمَكَ بتواجد زماني ومكاني في مكانِ ما في ألكون الذي خلقته أنتَ, ولا ندرك ألحقيقة بسببِ محدوديتنا, ومحدودية إدراكنا فنتصوركَ بأّنَّك متواجد مكانِيا أو زمانِيا في الكون, بينما بالحقيقة أنتَ يا أللهُ تحتوي الكونَ والوجود بكاملهِ في ذاتِكَ! فلو كُنتَ في الكونِ الذي نعرفهُ فهذا سيَعني بِأَنَّ الكونِ كانَ قبلكَ في الوجودِ وسيُحددكَ مكانيا وزمانياَ, لأَنَّ ألكون لهُ تاريخ وزمان تكونَ فيهِ, اما أَنتَ يا أللهُ فأنتَ خارج نطاق ألزمان وألمكان, وأنتَ من خلقَ الكون وأوجدهُ.

وإبتدئنا نفهم الحقيقة عندما بدأ عمانوئيل يُكلمنا عن حقيقة لاهوتِكَ وقال:

متى(28-19): " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. (20) وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ". آمِينَ.

نعم يأربُ, لقد شائت رحمتك أن تَدلنا على ثلاثية أَقانيمَ كينونةِ لاهوتِكَ الواحدة, وبأنَّكَ الآبُ والابنُ والروحُ القُدس إِلها واحدا, فبدأنا نرددها ولم نفهم لا معنى ولا ماهية جوهرِها! فأخذنا نتصورك ونتصورَ أقنومَ ألآبِ بشخصِ ألآبُ بهيئةِ رجلِ مسنِ بشعرِ أبيض جالسُ على عرشِ في السماء محدود الهيئةِ, وحددناكَ بحسبِ محدوديةِ فهمنا وبحسبِ إدراكنا وكأَنَّك أبُ بشري مِثلنا نحنُ المحدودين ولكنا حاولنا إِعطائكَ صفة ألوهية مبهمة بعضِ ألشيء. وبحسبِ فهمنا للنبوءة تصورناك جالسا على عرشِ سماوي, لم نفهم ولم نستطيع حتى تصور حقيقته او هيئته الحقيقية او ماهيتهِ ! وكيف لنا تصور كائن قدوس غير محدود يحتوي الوجود في ذاتهِ يجلس على كُرسيّ مهما كانت أبعاده وقياساته.

دانيال(7-9): كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لَهِيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ. (10) نَهْرُ من نَارٍ يجَرَي وَيخَرَجَ مِنْ قُدَّامِهِ. وأُلُوفُ أُلُوفٍ تَخْدِمُهُ، وَرَبَوَاتُ رَبَوَاتٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ. فَجَلَسَ الدِّينُ، وَفُتِحَتِ الأَسْفَارُ.

رؤيا(4-2): وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ (يوحنا)، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. (3) وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. (4) وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ.

وعندما تجسدَ ألإقنوم الثاني, وبسببِ تجسده بهيئة بشرِ بشخصِ ألمسيح عمانوئيل, وبسببِ إدراكِنا ألمحدود بدأنا نتصوره كإنسان, ورحنا نردد النبوءة التي جاءت على لسانِ أشعيا ألنبي عن مقدم الإقنوم الثاني وتجسدهِ ليعيشَ بينَ البشرِ ويُنقذهم من مصيرهم وواقعهم ويرفعهم من مستوى الماديات إلى ألإلاهيات التي لا نُدركها, فرددنا معنى إسم عمانوئيل الذي أَطلقتهُ ألنبوءة عليهِ, وكل الذي فهمناهُ بأنَّ عمانوئيل هو أللهُ الإقنوم ألثاني الذي سيتجسد ويعيشُ وعاشَ بيننا نحنُ ألبشر بحسبِ محدوديةِ كينونتنا. وفرحنا بأنَّ أللهُ تنازل وتجسد بهيئةِ بشرِ سوي مثلنا, وإِنَّهُ جاءِ إلى ارضنا ليُخلصنا ويُنقِذَنا من مصير الهلاكِ الذي إنزلنا أبانا آدمُ وأُمنا حواء إِليهِ, لكنا ومرة أُخرى ولمحدودية إِدراكِنا بدأنا بتصور الابن بهيئةِ إنسانِ محدود, وحَجَمْنا كينونة الإقنوم الثاني بحجمِ تجسدهُ ألإنساني, وحَجَمَنَا تواجدهُ وكينونتهِ بالهيئة التي تجسدها كبشر وكإبنُ ألإنسان ألتي أطلقها على ذاتهِ, فحددناهُ بزمانِ ومكان تواجدهُ الذي نظرناهُ وأَدركناهُ, وكأَنَّهُ إِنفصل عن كينونة ألله ألثلاثية وتواجد فقط على أرضِنا بهيئتِهِ ألبشرية, ولم يستطيع إِدراكنا فهم إِنَّ إِقنوم ألإبن غير محدود في الزمانِ وألمكانِ, وبأَنَّهُ في زمنِ تواجدهُ ألمكاني وألزماني وعيشهِ بين ألبشرِ, هو بذاتِ ألوقت متواجدُ في الابدية الغير محدودةوغير منفصل عن الكينونةِ ألثلاثية ألأزلية للإله الواحدِ ألأحدِ ذاتِهِ, وهو متواجد في العرشِ ألسماوي وفي كُلِّ مكانِ في ألكونِ وألوجود!

وكيف لنا يا ربُ تصور الأقنوم الروحاني اللامحدود وسكناه في جسد عمانوئيل المحدود, وفي ذاتِ الوقت يتواجد في كل مكان من الكونِ والوجود! لا بل كيف لنا ان نتصور إِنَّ الكون لا يحتويه, بل يحتوي هو الكون والوجود في ذاته, ولم ينفصل عن الثالوث الواحد أحد في كينونتهِ!

لذا ولعدم فهم البشرِ كإِخوتنا في الإنسانية من المسلمين, إتهمونا بأننا نشرك ثلاثة كائنات في وحدتك, ولم يستطيعوا أنْ يُدركوا معنى قولنا بأَنَّ ألأبن إله من ضمنِ كينونة ألله الواحدة التي لا تنفصل أو تتجزء, وما عَقدَ الفهم على إدراكهم هو تصورهم المادي لكينونة لاهوتك, فنحن البشر لا نرى ارواحنا فكيف لنا او لهم إمكانية تصور ماهية كينونةِ روحانيتك وقداستك!

وأما ألإقنوم ألثالث, أي إِقنوم روحِ ألله ألقدوس, فبدأنا بتصورهِ بهيةِ نور وإشعاعاتِ ألسنةِ لهبِ ونور كما تراى للتلاميذ يومِ ألعنصرة عندما حلَّ على ألمُجتمعينَ في ألعليةِ, وأيضاَ تصورناه وصورهُ مصورينا بهيئة حمامةِ بيضاء بسببِ نزولهِ بهيئةِ حمامةِ على ألمسيح أثناء عماذِهِ في نهرِ ألاردن بحسبِ شهادةِ يوحنا ألمعمذان كما في [(يوحنا1-32): وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائلاً:" إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَحَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ]. فهاهنا مرةَ أُخرى حَجَمَنَا إقنوم الروح ألقدسِ بهيئةِ حمامةِ من نور, أو إشعاعاتِ من نارِ ونور, ولم نُدرك بأَنَّ إِقنوم روحِ أللهِ ألقدوس هو غيرِ مُتناهِ ومتواجد في الابدية أللامحدودة وفي ألعرشِ ألسماوي وغيرِ مُنفصِلِ عن ألوحدةِ ألثلاثية الأبدية لله الواحدِ أحدِ, وبأَنَّهُ هو واهب ألحياة ومبدعها في كل مخلوقاتِ ألله ألحية في الكونِ والوجود! وحتى إِننا أضفنا هذهِ ألصفة لروحِ أللهِ ألقدوسِ في قانونِ إِيماننا ألمسيحي, إلا أننا لم نُدرك معنى ما نرددهُ وما مغزاه ألحقيقي!

تصورناك يا أللهُ تنتقل في الزمان والمكان وتملأُ ألكل, ولم نفهم بأَنَّكَ لا تنتقل في الزمان ولا ألمكان لانَّكَ تملأ الزمان وألمكان ومتواجد في كُلِّ مكان وزمانِ في الوجود, لا بل إِنَّكَ أنتَ تحتوي كُلَّ الوجودِ في وسعِ كينونتك, فلما قلت: "وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا (ملكوت السماء) ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ. لوقا(17-21)" لم نفهم مقاصدك! لم نفهم بأنَّ ألله لا يحدهُ الزمان ولا ألمكان, وبأنّ جميع البشر من كُلِّ الاجيال من آدم ولغاية نهاية العالم أمامك في ألأبدية, وإِنَّ ملكوتك يتخللنا جميعا وإنَّكَ تحتوينا والكونِ والوجود كلهُ في ذاتكَ وفي ذاتِ ملكوتِكَ.

وعندما تحننتَ ومنحتَ عبدك إِبراهيم لمحة من لاهوتِ كينونتك تسمح لإدراكهُ ألبشري أن ينظرَكَ وأَنتَ ماثِلُ أمامهُ بهيئةِ تُمكنهُ أَنْ يُكون تصورِ مادي ملموس غامضِ للاهوتِ وحدتك الثلاثية الازلية, تحيرَّ وأصبح بين مصدق لما ترى عينيهِ وبنفس الوقتِ لا يفهم بإدراكهِ البشري ألمحدود كيف يمكن أَنَّ ثلاثة رجال ماثلين امامه يخاطبونه بذات الكلام لحظيا وكونهم واحد أحد.

التكوين(18-2): فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَال وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ، ...... (9) وَقَالُوا لَهُ: "أَيْنَ سَارَةُ امْرَأَتُكَ؟" فَقَالَ: "هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ". (10) فَقَالَ: "إِنِّي أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ" . .... .

تصورنا بأَنَّ ملائكتك لها دور كبير في خدمةِ عرشكَ وملكوتكَ, ولم نفهم بأنَّك أنتَ من خلقَ الملائكة من العدم وبكلمةِ منكَ, وإِنَّك لست بحاجة لاي من مخلوقاتِكَ لخلقِ الكونِ أو لإدارتهِ او لتسييس كل مخلوقاتك وبكلمة واحدةِ تَنْطقها وتأمر بها.

ويصعبُ علينا يا أللهُ بإدراكنا ألمحدود تصور حقيقة إِنَّك تواَ خلقتَ آدم وحواء وإنَّكَ توا قد طردتهما من الفردوس الارضي وبإننا جميعا أمامك في الابدية, وقد قامت الدينونة وها نحنُ ماثلون أمامَ عرشِكَ السماوي, ومنا مَنْ قد هلكَ في جهنم النار والكبريت الابدية. وها نحنُ لا زلنا نعيشُ حياتنا الارضية, فكيف نكون أمامك في الابدية ونحنُ لازلنا ها هنا على الارض؟ نعم يا ربُ فإدراكنا لا يسمح لنا بتجاوز تأثير ألزمن وتحديده لتفكيرنا وتَقَبل إحداثيات الابدية ألمطلقة واللا محدودة, ونحنُ نتصور ونتعامل فقط بأربعة إحداثياتنا للمكان والزمان التي تحدنا وتعودنا عليها, وهي تحاصِرُ تفكيرنا المحدود.

لم نفهم يا ربُ كيفَ أَنَّ ألإنسان لا يمكِنهُ رؤية لاهوتِكَ, لأَننا لا نفهم حقيقةِ لاهوتِ قداسَتِكَ أللامحدود, وبأنَّ الإنسان مهما بلغَ مَنزِلةَ حيثَ لا صلاحَ فيه, وبِأَنَّهُ خاطيْ فيحترقُ فورَ تجليكَ أمامهُ, فالنجاسة والخطيئة لا تستطيع أَنْ تبقى امام فداسَتِكَ من دونِ أن تحترق فورا وتُرمى في جهنم النارِ ألابدية بعيداَ عَن قداسَتِكِ ونارِ محبةِ لاهوتِكَ, فأنتَ قلتَ لنا عن صفتكَ هذهِ ولم نفهم:

الخروج (33-18):  فَقَالَ (موسى لله): " أَرِنِي مَجْدَكَ". (19) فَقَالَ: " أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ". (20) وَقَالَ: " لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ". (21)  وَقَالَ الرَّبُّ: "هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ، فَتَقِفُ عَلَى الصَّخْرَةِ. (22) وَيَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ.(23) ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى".

فحضورِكَ يا ربُ يشقِقَ ألجبال ويُفَتِتُ الصخورَ ويُزلزِلَ الارضَ ويحرقها, لكِنَّكَ أبُ محبُ, خلقتَ ألبشرَ ليُشاركوا في ملكوتِكَ وليكونوا شعبا مُقدساَ لك في ملكوتِ ألسماءِ.

الملوك الأول(19-10): فَقَالَ (إيليا لله): " قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا". (11) فَقَالَ: "اخْرُجْ وَقِفْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ". وَإِذَا بِالرَّبِّ عَابِرٌ وَرِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ قَدْ شَقَّتِ الْجِبَالَ وَكَسَّرَتِ الصُّخُورَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الرِّيحِ. وَبَعْدَ الرِّيحِ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الزَّلْزَلَةِ. (12) وَبَعْدَ الزَّلْزَلَةِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي النَّارِ. وَبَعْدَ النَّارِ صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ. (13) فَلَمَّا سَمِعَ إِيلِيَّا لَفَّ وَجْهَهُ بِرِدَائِهِ وَخَرَجَ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْمُغَارَةِ، وَإِذَا بِصَوْتٍ إِلَيْهِ يَقُولُ: "مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟"






نعم يا ربُ فأنتَ إِخترتَ منَ ألبَشَرِ ألذين خلقتهم نُخبة قبل تأسيس العالم لا لصلاحهم ولا لقوتهم ولا لِمكانتهم, بل فقط لإِيمانهم بفِدائِكَ وتدبيرِ مِلْ أَلأزمنة وتسليمِ ذواتِهِمْ لعظَمَتِك وتَدبيركَ.

أفسُس(1-4): كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، (5) إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، (6)  لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، (7) الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، (8) الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، (9) إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، (10)لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ (11)  الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ،

أفسس(4-7): وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ. (8) لِذلِكَ يَقُولُ:" إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا". (9) وَأَمَّا أَنَّهُ "صَعِدَ" ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. (10) اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ. (11)  وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، (12) لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ،

نعم يا ربُ أَنتَ إِخترتَ أنْ تفدي ألذين آمنوا بفدائكَ وسلموا ذواتهم لتدبيرِ مِلْ ألأزمنة ألذي رسمتهُ لخلاصهم, فنزِلتَ إلى أَسافِلِ ألهاوية مباشرة بعد صليبكِ وموتِكَ ألكفاري عنهم, وسَدَدْتَ عن جميع ألمؤمنين ممن إخترتهم من زَمَنِ آدم إلى نهاية العالم مِنْ لَدُنِكَ حياةَ أبدية واحدة عن كُلِّ خطيئةِ من خطايا ألمؤمنين بفدائِكَ, فبررتهم مِنْ خطاياهم وأَنقذتهم مِنَ ألموت ألأبدي وجعلتهم شعبا سماويا لملكوتِكَ.

نعم يا ربُ فأنتَ منبعُ لا نهائي للحياة الابدية في ذاتِكَ وتفدي كُلَّ خطيئة مِنْ خطايا مُحِبيكَ بحياةِ أبديةِ واحدة ! لذا فنحنُ لا نفهم كيفَ يقفُ أمامكَ أيِّ مِنْ مخلوقاتكَ ألذين وهبتهم حياةَ أبدية واحدة مِنْ لَدُنِكَ متحديا لعظمتِكَ ولاهوتِكَ ألأبدي وأنتَ منبعُ ألحياة ألأبدية أللامُتناهي, وخاصةَ مَنْ تَكَبَرَ وأَغواهُ زَهوِ ما أنعمتَ عليهِ مِنْ جمالِ وكمالِ وجعلتَهُ كروبا ورئيسا لملائكتِكَ, لكِنَّهُ بزهوِ غرورِهِ نسيَّ بأنَّهُ ليسَ سوى مخلوقِ مِنْ مخلوقاتِكَ ولا يملكَ في ذاتِهِ سوى حياةِ أَبدية واحدة مَنَحتَهُ أَنتَ إياها, وبكلمةِ منكَ يبعد عنكَ ويُرمى في ألنارِ ألابدية, لأَنَّهُ لا يُمكن للنجاسة والخطيئة أن تقف أمام قداسة ألله من دونِ أَنْ تحترق فور تجلي الله أمامها.

فأنتَ يا ربُ نورُ مُطلق, ومحبةَ مُطلقة, وقداسةَ غيرُ متناهية مُطلقة, وروحُ أبديُّ مُطلق, فمن أنتَ وما هي حقيقةُ كينونتِكَ ألابدية ألمطلقة؟ وهذهِ ألحقائق ألمطلقة لم نستوعبها ولم نفهمها بإدراكنا ألإنساني ألمحدود, ولكن بمحبتكَ وعندما يوحدنا ألإيمانُ بكَ سنعلمُ ما صعُبَ وما إستحال علينا فهمه وإدراكه, لأنَّكَ ستكمل نعمكَ على مُحبيكَ وتوحِدهم بذاتِكَ ألابدي, عندما سنتواجد أمام عرشِكَ ألقدوس وإلى الابد.

 

إبنكَ ألمُحِبْ نوري كريم داؤد

28 / 09 / 2014


Read more: http://www.eg-copts.com/vb/t163620#ixzz3YBCOjfA8

ارسل الموضوع لأصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;