ما هي معوقات الحياة الروحية وطريقة التغلب عليها !!!
توجد بعض المعوقات في الحياة الروحية وأساسها في الصلاة لأنها هي التي تجعلنا في شركة حقيقية مع الله ، لذلك المعوقات ، أساسها المخدع وشركة الصلاة ، ومعوقات الصلاة عند المبتدئين شيء يختلف عن المتقدمين ومن لهم علاقة واضحة وحياة توبة مع الله ...
المبتدئين مشكلتهم عدم التعود – في بداية حياتهم – على الصلاة ، فهي تعتبر حياة جديدة منتظمة أنها قبلاً لم تكن سوى مجرد ذكر أو الصلاة الربانية في بعض الأوقات أو قد تنعدم سابقاً تماماً ...
ومشكلتهم تكمن في تشتت الفكر في الأمور التي فيها لا يزال الإنسان يهتم بها أكثر من الله ، وعدم انتظام أوقات الصلاة والشكوى من عدم فهم كلمات الصلاة سواء كانت المزامير أو حتى الكتاب المقدس عموماً...
ومعوقات حياة الصلاة والاكتراث بالحياة الروحية ، التي تم النجاح فيها وممارستها ، التي هي للسائرين في الطريق الروحي وحياة الصلاة ، لها عدة أسباب منها ما هو طبيعي لابد من أن ننتبه إليه وعلاجه سهل ، ومن هو مرض روحي لابد من علاجه ...
1- كثيراً ما تعوق صلواتنا وقراءتنا للكلمة وجلوسنا أمام الكتاب المقدس والالتزام بالذهاب للكنيسة وحضور القداس والتناول والصوم ... الخ ، بسبب ضعف الجسد من جهة الصحة ، بانهيار قوته ونشاطه الطبيعي نتيجة المرض كالأنيميا بنوع خاص ، أو الهبوط في الطاقة العصبية نتيجة إرهاق فكري أو ضيق نفسي بسبب العمل أو طول فترة العمل والمشقة الموضوعة على الإنسان في المسئولية المنزلية ومشقة الأعمال التي يقوم بها ...
أو كثرة الصوم بما يفوق الطاقة ، وهذا خلل في الإرشاد أو اندفاع من الإنسان وسيؤدي حتما لخلل في العلاقة مع الله بأي حال ومهما كانت الحجة أو البرهان !!!
أو ربما من مرض الإمساك الشديد المزمن أو كثرة الأعمال اليدوية أو الجسمانية أو الفكرية وبخاصة من يعمل في مجال يحتاج فيه التفكير الشديد والتركيز المرهق لساعات طويلة وأيام كثيرة ...
الإرشاد السليم لمن يعاني هذه الحالات :
هذه – الحالات - كلها تحتاج بصيرة عميقة وانتباه من الإنسان أو من المرشد الذي يدبره لكي ما يكتشفها في الحال ويدبر علاجها المناسب لئلا تسوء حالة النفس ، ويرتبك الإنسان معتقداً أن تعوقه في الحياة الروحية - وبالأخص في الصلاة والاهتمام بها - يعود إلى إهماله أو توانيه أو برودته الروحية أو خطيئته ، فيبدأ في الدخول في حالة من اليأس وذلك بسبب أنه سيكون معرضاً للإخفاق الأكيد بسبب مرضه الجسدي أو العصبي أو النفسي ، مع أن حقيقة حاله هي ما قاله ربنا يسوع نفسه لتلاميذه القديسين حينما خارت قواهم من التعب والسهر وناموا مع أنه كان ينبغي أن يصلوا :
(( أما الروح فنشيط وأنا الجسد فضعيف )) ( مت26: 41 )
_________
أما العوامل الأساسية التي تختص بتعويق الصلاة عند المتقدمين أو شكوه عدم المبالاة التي تصيب الكثيرين ، فتنحصر في ثلاثة نقاط هامة جداً :
1- الجفاف الروحي
2- الفتور الروحي
3- ضياع الهدف
والفرق بين الجفاف والفتور كبير جداً ، فالجفاف الروحي خبرة تلازم الإنسان أثناء الصلاة كثيراً إنما لا تمنع الإنسان عن الاستمرار في الصلاة أو الواجبات الروحية ، ولكنها تجعل كل الواجبات الروحية بلا فرح أو عزاء أو مسرة أو لذة والهدف من هذه المرحلة هو تهذيب النفس وإعدادها لحياة روحية متقدمة غير مبنية على العواطف والأحاسيس أي حالة نضوج روحي عميق ( طوبى لمن آمن ولم يرى ) ...
أما الفتور الروحي ، فيصيب الإنسان في أعماقه ، فتتوقف الصلاة ويفقد الإنسان القدرة على مواصلة أي عمل روحي ، فتصبح قراءة الكلمة عسيرة والسهر الروحي غير ممكن ويتوقف الإنسان حتى عن مواصلة جهاده الروحي حتى في الخدمات البسيطة جداً ، وهنا يصبح الإنسان غير مبالي بالحياة الروحية أو يشعر بها بل قد تصل بأن لا تشكل فرقاً عنده ...
هذه سر حالات كثيرة يمر بها الإنسان وسوف نأتي على ذكر كل حالة وعلاجها ، وقد أوضحنا معنى الجفاف الروحي في قسم الإرشاد الروحي ...