مجالات الشكر
هناك أسباب كثيرة يجب أن نشكر الله عليها، أو هي مجال للشكر. ولكننا نادرًا ما نشكر! وبعضها يبدو لنا كأنه مجرد أمور عادية.. وهناك أمور أخرى ربما كل تأثيرها علينا أننا نفرح بها. ولكننا نكتفي بالفرح ولا نشكر. وأمور ثالثة يكون واضحًا جدًا عمل الله فيها وكرمه وإحسانه. ولكننا نشكر إلى لحظة، ولا يستمر معنا الشكر أكثر من ذلك.
أي أنها لم تستوف حقها من الشكر! وسنحاول في هذا الفصل أن نستعرض بعض مجالات الشكر، ونذكر لها أمثلة:
1- أشكر الله لأنه خلقك، وأنعم عليك بالوجود:
![]()
St-Takla.org Image: A Coptic man praying, thanking God
صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل قبطي يصلي، الشكر لله، شاب يشكر
|
حقا من منا يشكر الله على أنه خلقه، ومنحه هذا الوجود؟! كان ممكنا يا أخي أنك لا تكون موجودا. لم يكن الله مطالبا أن يزيد العالم واحدًا..! اشكر الله أن والدتك لم تكن عاقرًا، بل منحها الله نعمة أن تلد بنين.. إن مجرد ولادتك نعمة عظيمة من الله إذ يقال في المزمور (البنون ميراث من الرب) (مز 127: 3) وكان ممكنا أن لا يعطى والدك هذا الميراث! أو أن ينجبا أخوتك فقط، ولا ينجباك أنت بالذات.. فاشكر الله إذن أنه خلقك وسمح بوجودك..
وفى هذا المعنى ما أجمل تلك القطعة التي وردت في القداس الغريغوري، والتي يقول فيها الأب الكاهن مناجيا الرب في شكر (خلقتني إنسانا كمحب للبشر. ولم تكن أنت محتاجا إلى عبوديتي، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك. من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتني إذ لم أكن).

2- اشكر الله على الطبيعة التي حولك:
ألا يليق بنا جميعا أن نشكر الله، لأنه خلق الإنسان في اليوم السادس، وأعد كل شيء لراحته قبل خلقه.. فخلق قبل ذلك السماء، وزينها بالشمس والقمر والنجوم، وأوجد النور والضياء، وأعد كل قوانين الفلك التي تربط علاقات الطبيعة في هذا الكون العجيب، ونظم الأمور الخاصة بالهواء والحرارة والأمطار. كما خلق النبات والحيوان، والكائنات الحية الأخرى سواء على الأرض، أو في الجو أو في البحر، وأوجد للإنسان طعامه قبل أن يخلقه. بل خلق له متعا من جمال الطبيعة من جمال الورود والأزهار، وتغريد البلابل والأطيار، وجمال الحدائق والأزهار..
وبعد أن أعد الله كل سبل الراحة، خلق الإنسان.
فمن من الناس يشكر الله على هذه الطبيعة، في كفايتها وفي تنوعها وفي جمالها؟! ان الكنيسة المقدسة تعطينا هذا التدريب الروحي، في الصلاة الشاكرة العارفة بالجميل، التي يقول فيها الأب الكاهن فيالقداس الغريغوري (أقمت السماء لي سقفا، وثبت لي الأرض كي أمشى عليها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. من أجلى ألجمت البحر. من أجلى أخضعت طبيعة الحيوان.. لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك..)
